الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط
الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط - Page 50
خلاصة
أما وقد اطلنا ههنا بعرض السياسة الاميركية وبجوانبها المتفرقة وتلونها حسب الظروف وان كان عموماً يوحي بالخبث الداعية لوجود الديمقراطية والحريات العامة وأهمها حرية التعبير. وللحفاظ على سياق الموضوعية فإن السياسة الاميركية الخارجية مهما كان شكلها ولو اخذت طابعاً استغلالياً او استعمارياً فإن هذا لا يعني ان سياسات بقية الدول هي سياسات الانبياء والاشراف والرسل والمرسلين وانما لكل دولة سياستها التي تتبعها حسب مصالحها ولعلّ ادقها والعنها ينبع من العوامل العسكرية او الامنية او الاقتصادية بما يؤدي في النهاية وهي أسوأ الحالات الى التهديد بوجود وكيان هذه الدولة الامر الذي يمس جذور الدولة المستهدفة وبالتالي وفي هكذا احوال الامور تنذر بعواقب غير سليمة. لطالما علمنا التاريخ ان العالم تسيره الحضارة المتطورة والاقوى في نفس الوقت والتي تتمتع بالحداثة والتطور والازدهار والاستقرار ابتداءاً من الفراعنة الى اليونان والبابليين والعرب وآخرهم الحضارة الغربية وفي هذه الحال تكون هذه الامة مصدراً لاجتذاب باقي الشعوب الامم.
ويبقى بعد عرضنا لهذا التسلسل الحضاري ان نستخلص الحكمة القائمة على ان كل حضارة بعدما تصل الى اوج عطائها وتطورها واهم شيء الى الغنى المادي والثقافي والعلمي والحضاري وفي هذه الحال فهي تتحول تلقائياً الى هدف مباشر من الدول الافقر والاقل حظاً والتي بدورها تحسد الدول المتحضرة على الرخاء والراحة والازدهار فلم لا تأخذ نصيبها من هذه الثروة (هذا اذا ما كان هذا الرخاء على حساب تعاستهم كالغناء الفاحش في الدول الغربية الصناعية في يومنا هذا) و مثال على هذا الامر هو غزو الماغول للوطن العربي وهو الحدث الذي كان محطة رئيسية في تأخر الحضارة العربية والاسلامية.
وهكذا تتعرض البلاد المتحضرة والاغنى ثروة الى هجمات وغزوات للنيل من ثرواتها واقتسام المغانم او الحدّ من توسع وانتشار الامة السّائرة الى التطور .تاريخياً هكذا كانت الحال دائماً اما اليوم وبما ان الغاية تبرر الوسيلة فلا مانع من التضحية بالابرياء في عملية استباقية للاحداث- 11 ايلول- من اجل السيطرة على مصادر الثروات وتطبيق السياسة التوسعية والاستعمارية الجذور.
العالم في تغير مستمر وهذا التغير يترافق مع فئة من الناس في حين يتم رفضه من فئة اخرى كون هذا التغيير قد يحمل ايجابيات ولكنه قد يحمل سلبيات اكبر وأعظم وهنا على الشعوب ان تقرر ماذا تريد وان تشارك في القرار الذي يرضي مصالح الدول جمعاء الغنية و الفقيرة و الوسطى اي طرح عملية تسطيح مع الغاء لحق الفيتو للدول الكبرى للقيام بنهج او سياسة اقتصادية جديدة لا استعباد فيه لا يسيء للبيئة و لا للاطفال الذين يعملون دون السن القانونية.
فما الذي يمنع ان تكون الحرب العالمية الرابعة (اي ما بعد الحرب العالمية الثالثة الباردة فيما بين المعسكر الشرقي و الغربي) بين المدن التي تلحق بآخر وسائل التطور و التكنولوجيا و الريف الذي يحافظ على الماضي و القيم و تتواجد فيه اكبر نسبة باطلين عن العمل نتيجة اجتياح الآلة مكان الانسان البشري.فاليوم الطائرات تطير بواسطة الحاسوب الالكتروني من خلال توجيهها من القاعدة على الارض كذلك الامر بالنسبة للطائرات الحربية التي ستتحرك من القاعدة من دون طيار.اما الجنود و العسكر فان الرجل الالي قد اصبح جاهزا للتحرك و تلقي الاوامر مع غياب لاحساس الذنب لمحرك هذه الالة لان الامر لا يتطلب سوى كبسة زر (و هو يتناول المشروبات )حتى يموت المئات و ينجرح العديد دون ان ننسى الاعاقات...
و بالتالي ان احد اسباب البطالة هو حلول الالة مكان الانسان في صناعة السيارات و غيره.وهذا مؤشر سييء لان الحروب تشتعل بشكل رئيسي انطلاقا من البطالة و غياب فرص العمل الامر الذي سيوجد حالة عنف عند الانسان تجعله يكره الالة و يدمرها وطبعا سيكون هناك مستفدين من عالم الالة فتنشأ حالة عداء و عنف وفوضى وحتى حرب او مشاغبات مستمرة بين العالم المادي و البشري تماما كما في الافلام العلمية.و للاسف ان التطولر العلمي لا يهدف دائما الى خير البشر و انما العكس تماما:التطور و العلم و التكنولوجيا هم في بادىء الامر نتيجة طموح الانسان للحصول على افتك و اقوى الة حربية او اية وسيلة اخرى تمكنه من القضاء على العدو المفترض للوصول الى السلطة و السيطرة ..والشهرة و المال...
فمثلاً قد يكون عامل التغيير حاملا في طياته ما هو مفيد للبشرية والانسان بشكل عام كالطّب او العلاجات ولكن حين يحمل هذا التغيير عوامل تزوير الحقائق والتاريخ والجغرافيا للوصول الى هدف معين فإن هذا الامر ليس الا بداية لزوال واندثار وفناء شعوب وقوميات بأكملها ... انه صراع الحضارات ايضا.. وبالختام دعونا لا ننسى ان كل من هذه الامم مهما قويت وتوسعت وانتشرت لا بد ساقطة في النهاية ليأتي دور غيرها والتاريخ يعيد نفسه.
وبعد الحضارة الغربية فإنه متوقع لشعوب الشرق وأهمها وأولها الصين ان تتبوأ سلم الحضارات السّباقة او ربما سيكون بلدا لم يسمع به احد. ويفسر هذا الامر من جراء الخوف الغربي من الحركة الناشطة للفرد الصيني ونشاطه و سرعة نمو اقتصاده و ارتفاع الطلب على منتوجاته. وبما ان الحضارة الغربية والاميركية ستزول من تلقاء نفسها وذلك بحكم التاريخ فإن هذا الامر سيقع من داخل هذا البلاد بعد ان يكون قد أصابها الترهل وتكون قد استهلكت طاقتها البشرية الى ابعد حدودها في الانتاج والعطاء نتيجة للاضطراب المستمر وغياب الطمأنينة الناتج عن العيش بتنافس وسباق مع الغير بهدف ترأس هذا العالم وتسييره في خطة رقمية منظمة. ومن بعدها يتم غزو الفضاء..... (انتهى)
______________________________________
انتهت النشرة




