الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط
الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط - Page 42
خدعة اميركية خطط لها هنري كيسينجر!!
الازمة المالية العامة هدفها إمتصاص السيولة النقدية
من منطقة الخليج التي بلغت اكثر من 2 ترليون دولار...
الخواطر 6-12 شباط 2009 العدد 2350-
(أ.ل) – يرى الخبير الاقتصادي في منطقة الخليج, ناصر المنصوري, ان الازمة المالية ما هي فعلاً وواقعاً إلا خدعة امريكية عن بكرة ابيها" تهدف لامتصاص السيولة النقدية من منطقة الخليج على وجه الاخص خاصة في ظل الفوائد النفطية الضخمة والتي بلغت اكثر من 2 ترليون دولار, على حد قوله. واضاف: "حينما رأت الولايات المتحدة معدلات النمو باقتصاديات دول المنطقة ارادت امتصاص هذا النمو متعمدة إحداث ازمة مالية".
وتابع يقول: ان هذه الخدعة الامريكية لا تستهدف فقط دول منطقة الخليج بل "تمتد لتشمل جميع الدول التي تهدد سيادتها الاقتصادية مثل الصين ودول الاتحاد الاوروبي التي تضررت كثيراً, قائلاً: انا متابع للسياسات الاقتصادية الامريكية منذ منتصف ال80 من القرن الماضي وقد قمت بمثل تلك الخطوات من قبل.
واشار الى ان المؤسسات المهيمنة على الاقتصاد الامريكي تسعى الى الاضرار باقتصاديات بعض الدول التي تشعر بخطورتها واقرب مثال على ذلك ما قام به الملياردير الامريكي جورج سورس في انهيار دول النمور الاسيوية حيث تسبب في انهيار بورصات تلك الدول وساهم بدرجة كبيرة في انهيار العملة الوطنية لتلك الدول, ومن ثم تعرضها لانهيار اقتصادي منذ سنوات عديدة.
واضاف ان بذلك تضمن الولايات المتحدة هيمنتها على الاقتصاد العالمي وعدم وجود منافس قوي لها.
واستدل المنصوري على صحة كلامه انه على الرغم من ان الولايات المتحدة الامريكية الاقتصاد الاكبر في العالم والمفترض انه المتضرر الاكبر من ازمة الرهن العقاري ومن ثم الكساد العالمي فإن سعر الدولار الامريكي شهد في عز الازمة ارتفاعاً مقابل العملات الرئيسية الاخرى مثل الين واليورو ليصل الى مستويات لم يصلها منذ حوالي عامين.
وبشأن تعرض الاقتصاد الامريكي لخسائر كبيرة من جراء الازمة المالية اعتبر ان ما تعرضه وسائل الاعلام تبالغ فيما تعرض له الاقتصاد الامريكي من خسائر, مضيفاً ان خسائر الاقتصاد الامريكي تنحسر في تراجع اسعار العقار التي ستعاود الارتفاع مجدداً بعد انتهاء الازمة الى جانب ضخ عدة مليارات الدولارات والتي تعد قليلة اذا ما قورنت بحجم السيولة الذي ضخته الدول الاخرى. وتوقع المنصوري انه بحلول منتصف العام القادم فإن الولايات المتحدة ستسارع بإعلان تعافي اقتصادها لمستويات نمو ملحوظة.
وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد ألمح في وقت سابق الى ان الازمة المالية التي تعصف بأسواق المال العالمية ربما تكون مدبرة لاستنزاف ثروات الدول الخليجية, واصفاً هذه الازمة بـ"الحرب الخفية".
وفي هذا المجال جاء في مقالة هنري كيسينجر نشرتها "الخواطر" في عددها رقم 2336 تاريخ 26ايلول -2 تشرين الاول 2008 تحت العناوين التالية:
"كيسنجر يقترح لحل الازمة المالية الاميركية القيام بعملية نهب الثروات التي حققتها الامم الاضعف بفعل ارتفاع عائدات النفط"...
قال كيسينجر: لا احد من خبراء المال, ولا رؤساء المؤسسات المالية الاميركية, ولا حتى البيت الابيض نفسه, يستطيع ان يعرف حجم الهوة التي تقف البنوك وشركات التأمين الاميركية على حافتها.
"البضائع" المعقدة لعمليات التمويل والاستثمار والمضاربات والتأمين تجعل من المستحيل على اي مؤسسة ان تعرف حجم الديون غير القابلة للتحصيل التي تتراكم لدى مؤسسة اخرى, او القيمة الحقيقية لأصولها.
هذا هو السبب الذي ازال "الثقة" بين البنوك, وهو السبب نفسه الذي ما يزال يمنعها من إقراض بعضها البعض, لتدوير عملياتها اليومية, فالقرض الذي تدفعه اليوم للبنك المجاور, قد لا تحصل عليه غداً, إذا اعلن افلاسه.
في البدء, كانت ازمة الرهون العقارية "غير المضمونة" هي التي كشفت عن ان هناك اصولاً ذات قيمة إسمية ضخمة, لا قيمة لها في الواقع.
وبسبب الفارق الكبير بين القيمة السوقية لاسهم شركات القروض وبين موجوداتها الحقيقية, فقد كان من الطبيعي, مع إنكشاف الهوة, ان تنخفض اسهم هذه الشركات ومعها كل البنوك التي تمول عمليات الاقراض العقارية.
وفي الواقع, فقد دأب الاحتياط الفدرالي على الاخذ بخيار طباعة الورق الاخضر على امتداد السنوات الاربع الماضية. من ناحية, لتمويل كلفة الحرب في العراق وافغانستان, ومن ناحية اخرى, لخفض قيمة الديون الاميركية التي تبلغ نحو 9 تريليونات دولار, واحد و نصف تريليون دولار منها للصين وحدها.
إذا كان الاحتياط الفدرالي لا يملك المال الكافي لشراء المزيد من "الثقة", فهل يمكنه العثور على مصادر للتمويل تكفي لردم ثقب اسود؟
الجواب, نعم!
وهو ببساطة "إعادة نقل الثروة التي جنتها الامم الاضعف, بفضل عائدات النفط, لدرء العواقب التي تعانيها الامم الاقوى".
الى هنا وينتهي ما كتبه وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر في مقال نشرته "واشنطن بوست".
كيسنجر لم يقل صراحة, فلنذهب لنأخذ تلك الاموال من الدول الخليجية. ولكنه اوعز "اكبر عملية نقل للثروة في التاريخ من الامم الاقوى الى الامم الاضعف الى العواقب الوخيمة الناجمة عن ارتفاع اسعار النفط.
هذا التلميح يقصد تحديداً ان السبيل الوحيد لتجاوز الازمة الراهنة هو إيجاد وسيلة لقلب عملية "نقل الثروة" تلك.
ومن الناحية العملية, فإن كيسنجر يقترح معالجة "اكبر عملية نقل للثروة في التاريخ", بما يشبه اكبر عملية نهب واستيلاء في التاريخ.
الذين كانوا يعتقدون ان احتلال العراق هو اكبر عملية نهب في التاريخ, بحاجة اليوم الى ان يعيدوا النظر في حساباتهم. فهناك, الى جانب العراق, امم اخرى تدخل دائرة النهب.
حسب تقديرات جوزف ستيغليتز, الحائز جائزة نوبل للاقتصاد عام 2001 فان الحرب في العراق وافغانستان تكلفان نحو 160 مليار دولار سنوياً.
هذا المبلغ لم يتم تمويله, على امتداد السنوات الخمس الماضية من دافعي الضرائب الاميركيين.
ما سيحصل هو ان الولايات المتحدة ستعمل على تمويل الثقب الاسود, بتفريغ جيوب الاخرين. وبإعادة "نقل الثروة" الى حيث كان يجب ان تبقى في مكانها (لدى الدول الاقوى فحسب).
لقد تم تمويل حرب مدمرة يعتقد انها استهلكت اكثر من تريليون دولار. فلماذا لا يكون ممكناً تمويل تريليون دولار او اثنين او ثلاثة اخرين لإنقاذ اقتصاد "القوة الاعظم"؟
كل الامبراطوريات في التاريخ كانت تفعل ذلك: تحلب مستعمراتها, وتبتز المرتبطين بها, وتستنزف مواردهم. فهي تعتبر ان ثراهم في الاصل ثراؤها. هل ستجد الدول الاخرى نفسها تواجه الافلاس؟
في الواقع, ليس بالضرورة. لانه سيتم إقناعها بشراء اصول لا تعلم حتى "الشياطين الزرق" ما هي قيمتها الحقيقية!. (انتهى)
___________________




