الثورة الاسلامية الايرانية






























من ايران الشاه الى ايران الخميني
التوازن الطبيعي
وكالة اخبار لبنان 22-6-2009 العدد1373
(أ.ل) - إن السياسة ليست إلا عبارة عن مصالح متعددة فيما بين الدول ومنها المتوازي ومنها الذي يلتقي ومنها المتبادل ومنها المتقابل (أو الضد). هكذا تسير الأمور فيما بين الدول وهذا للتوضيح أن الدول الكبرى لها مصلحة في الثروات الطبيعية أهمها البترول في الخليج العربي. لذا فإن الأنظار كلها متجهة نحو هذا الخليج وإيران ودول شمال أفريقيا أهمها ليبيا والجزائر.كما يغط الذباب على النحل دون آذن له او كما يحط البعوض على بشرة الانسان دون سابق موعد
وطالما أن الخليج لديه فائض يحتار ماذا يفعل به فلما لا الاستفادة من قبل الدول الكبرى بتسجيل فواتير حقيقية أو وهمية لاستنزاف هذا المال كالحرب التي أقامتها أميركا لاسترجاع الكويت من صدام المطيع لرؤسائه ونذكر هنا كيف تحولت المملكة العربية السعودية الى دولة مديونة ومن كان ليصدق هذا الحدث و لكنه حصل!
بيد أن هذا الأمر لا يرضي كل الدول الكبرى لأن السيطرة والكلمة الأولى هي للولايات المتحدة التي تعتمد كافة الطرق لسحب أموال هذا الخليج فما المانع من تجديد خطوط شبكة الهاتف كل سنة وما المانع من بيع طائرات حربية لا يجيد استعمالها العرب وغيرها من مصاريف على الملذات والطائرات الخاصة واليخوت والسيارات و كل ما هو لطيف....ويلهي عن التفكير...
وبما اننا على عتبة خطوة عالم جديد الله وحده يعلم كيف سيكون ...وإذا كنا قد عرضنا في الوكالة هذه الوثائق المتنوعة فإنما لاستعراض التاريخ ولفهم وتوعية ما يحدث اليوم خصوصاً أن الأحداث تتكرر ولا بد من الاستفادة من العبر ولتكون فرصة للقارىء المطلع أن يفهم ماذا جرى ويجري وسيجري واتخاذ القرار الحكيم الذي يرضي الإنسانية جمعاء فلا يموت بشر من التخامة وآخرون يموتون من الجوع أو لجهلهم ما هي الوقاية والتلقيح من الأمراض. الجميع له الحق بالعيش وعلى القوي أن يساعد الضعيف لا استعباده.
فعلماء البيئة يستعملون دائماً كلمة "ecosystem" وهذا يعني التوازن الطبيعي اي أن فناء أي جنس بشري أو حيواني أو نباتي يؤدي إلى خلل في هذا الميزان الطبيعي الذي هو من خلق الله سبحانه وتعالى والذي خلق الإنسان بأحسن تصوير واستغرق سبع أيام لخلق المكان الذي نعيش فيه بدقة هندسية لامتناهية ومن إحدى حكمه هو وجود الخير والشر والتوازن والانسجام فيما بين كل مخلوقاته.
ونشير هنا إذا عملنا على قتل الجراذين المقززة للنفس وإبادتها كلياً من الوجود فإن الذي سيحدث هو خللٌ بيئي مثل الارتفاع بكمية النفايات والأعشاب التي ستتزايد بشكل لم نعهده. هذه هي حكمة رب العالمين الذي دعا الإنسان ألا يعتمد الفساد في أعماله وحياته حتى لا يخل بالميزان الذي خلقه .فمن منا يستطيع ان يعيش في يومنا هذا من دون براد او جهاز تلفزة او غسالة او... وكله على الطاقة الكهربائية - رحم الله حسن كامل الصباح - الذي اقدم على خطوة لا مثيل لها في عالم الكهرباء ووضع اسس الطاقة الشمسية الغير ملوثة للبيئة.
وبالحديث عن هذا التوازن فيجدر ان نتطرق الى عالم المخدرات الذي يؤدي الى غناء فاحش لزارعيه وادمان الفرد من كل الطبقات و الالوان والفئات.السبب الرئيسي لصناعة المخدرات هو الفقر و الحاجة والعوز.افلا نلومن هذا الفقير الذي يزرعها لانه يجهل جسامة الضرر الذي يلحقه بالانسان وانما ما يدركه هو الجوع. ولو كان الفقر رجلا لقتلته "الامام علي بن ابي طالب(ع)".
وبالتالي لا تكون معالجة هذا الموضوع باقامة افلام بوليسية فيما بين البوليس و الحرامي و القيام بملاحقات لا نهاية لها او اعتقالات لن تؤدي الا الى مزيد من الشر والمزيد من تجار المخدرات الذين سيفرخون مكان الذي فقدوا وكل ممنوع مرغوب.على سبيل المثال قام الرئيس الراحل فؤاد شهاب بدراسة اجتماعية لمناطق الفقر والعوز والحرمان خصوصا في عكار فلاحظ ان الفقر هناك غير طبيعي عندئذ قام بتطويع الشباب من عكار في الجيش كي لا يبقى بلا عمل. وهذه النقطة يمكن قراءتها في كتاب الاستاذ الزميل باسم الجسر.ونستنتج من هذا العرض أنه يتم مداواة الداء بالداء فقط لا غير.
لكن ما يجري فعليا هو وجود هؤلاء التجار دائما وغض النظر لفترة زمنية عنهم اذا صح التعبير للاستفادة من اموالهم في البنوك و لافادة الاقتصاد العام ومن جهة ثانية تقوم الدول بحملات توعية واعلانية كذلك مفيدة للاقتصاد العام! المعادلة سهلة!...
وبالختام نقول أنه كما للغني الحق بأن يعيش كذلك الفقير وذوو الطبقة الوسطى كذلك الجنس الأبيض والأحمر والأسود والأصفر و... وهي دعوة للكف عن استغباء الشعوب لأن هذه الشعوب إن كانت جاهلة فسيأتي اليوم الذي ستتنور فيه وتدرك الأحيال والخدع التي تعرضت لها وإن طال الزمن. فاللبناني مثلاً كان يسافر إلى أفريقيا يغش في البضاعة التي يبيعها للأفريقي بمختلف الطرق والسبل في سبيل جني المال والثروة وإن كان المال في الغربة وطن. . ولست أفهم كيف أن المال يعني السلطة كما أسمع؟!
أما اليوم فإن الأفريقي تغير وتوعى وأصبح مدركاً فكانت النتيجة أنه نبذ اللبناني واسترجع مكانه في التجارة دون عودة للغريب وتحول بالتالي اللبنانيون إلى مكروهين لاستغبائهم الأفارقة في الزمن الغابر وهكذا تكون النتيجة أن اللبناني عاطل عن العمل نتيجة لمكره وخبثه (وهنا طبعاً لا أشمل جميع اللبنانيين إنما الفئة التي قامت بهذه الأساليب).
هذا على الصعيد الفردي والأمر نفسه يطبق فيما يحدث بين الولايات المتحدة الأميركية و الجمهورية الإسلامية في إيران وباقي الشعوب التي لا بد ان تستيقظ .
وبالحديث عن ايران فان الايراني يتمتع بشعور قومي عال تجاه بلاده ان كان من المحافظين او الاصلاحيين فالثورة الايرانية عندما حصلت شاهدت طهران بام عيني في ربيع 1979 مع والدتي، لا يوجد على الارض اي نفايات او صور على الجدران او آثار رصاص أو حرائق.. انه فعلا بلد عريق بشعبه و تاريخه و حضارته.
لذا اتساءل هنا هل من المعقول ان تصل الامور في ايران الى هذا الحد فلا بد اذن من طابور خامس يشعل النيران فيما بين الشعب الايراني المتكتل على بعضه ولطالما كان وسيبقى موحداً، ربما لاقليته في منطقة عربية.(انتهى)
زاهر.ع. بدر الدين
Copyright © 2010 LNA.
All Rights Reserved.




