الثورة الاسلامية الايرانية - المنتصر..آية الله..
المنتصر..آية الله..
إيران..الأمس واليوم ..وغداً
(رياض خالد مجلة الموقف)
يمكن القول، أن هناك ثلاثة اتجاهات ، إنطلاقاتها مختلفة ، ولكنها تصب جميعها في إطار ما يجري في إيران اليوم، لتحاول كسب أكبر قدر ممكن من الأوراق الى جانبها، ضمن عملية بناء نظام ما بعد الشاه، إذ أن الأمر المحتوم أو المفروغ منه لدى جميع المراقبين ، إن إقامة الشاه المؤقتة في المغرب ، ستكون من نوع المؤقت – الدائم ، سواء في المغرب أو مصر أو الولايات المتحدة لاحقاً.
وهذه الإتجاهات الثلاثة ، التي تبرز على سطح الساحة الإيرانية هي:
1- المضيق الخطر نوعاً والحذر كلياً الذي تسير في نطاق عملية التغيير في بلاد فارس من الملكية الى الجمهورية .
2- الدروس التي يحاول البعض إستنباطها من ثورة إيران وخاصة على الصعيد العربي.
3- السباق الدولي لربح فرس الرهان في إيران المستقبل.
* التغيير في إيران
لقد ذهب الإمبراطور محمد رضا بهلوي شاه ايران وسليل حكامها منذ مئات السنين والطامع لجعلها أكبر قوة عسكرية في العالم الثالث .وثالث قوة في العالم كله وصاحب نظام السافاك، بفعل آية الله الخميني ذلك الإمام الديني المنفي من إيران منذ خمسة عشر عاماً والذي تحرك ضد ملك الملوك من خيمته في باريس ليصنع أول وأبرز ثورة جماهرية مستقلة في عصرنا الحديث.. والسؤال هنا هل يذهب شاهبور بختيار رئيس وزراء الشاه المبعد بفعل الإمام الخميني ايضاً.
هناك من يقول أن وجود بختيار الآن في رأس السلطة في إيران . هو لمجرد القيام بعملية إبتزاز من قبل الولايات المتحدة الأميركية ضد الخميني وإن الخيار الحقيقي اليوم ليس بين الإمام وبختيار ولكنه بين الخميني والجيش الإيراني ولكن من يدعم الرئيس بختيار في الوقت الراهن؟
من الطبيعي أن ظلال أو تأثيرات الشاه لم تعد تنفع رئيس الوزراء الإيراني لأجل فرض سلطته أو جعل كلمته أكثر واقعاً خاصة مرافقيه تغطية صورة كبيرة للشاه بستار أبيض ، أي أن بختيار قد لمس أن إستمراره خلف شرعية الشاه عملية خاسرة تماماً . ومن ناحية أخرى فإن عدة مصادر تشير الى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تدعم مواقف بختيار وهي التي تسعى لتثبيت حكمه كبديل للشاه وكحل وسط بين حكم الخميني وحكم العسكر الذي تدرك أمريكا أنه سرعان ما قد يزول بإنقلاب عسكري آخر قد لا نعرف مداه ونوعيته لذلك يقول المراقبون أن أمريكا في سبيل دعمها لبختيار نفست اللهفة العسكرية التي كان يقودها الضباط من الطيران والبحرية الموالية للشاه بأن أرسلت لهم مهدئاً متجسداً بالجنرال روبيرت هايزر ثم عمد وزير الخارجية الأمريكي سايروس فانس الى الطلب من العسكر الإيراني أن يدعم حكومة بختيار وتساءلت بعض الأوساط عن هذا الدعم الأمريكي لبختيار ففسره بعضهم على أنه تهيئة لقيام الثورة المضادة في وجه الثورة الإسلامية التي يقودها الخميني ولكن هل سيبقى دورالجيش نائماً ومحصوراً بدعم بختيار أيضاً يقول بعض المراقبين أن هدف أمريكا الآتي من تجميد حركة الجيش يعود الى عمله لأن الجيش إذا قام بإنقلاب عسكري في هذه الأيام فإن ذلك سيؤدي الى تقسيم خاصة وأن هنالك مصادر تقول أنه قد ثبت عملية إعدام عدد ضباط من مختلف أسلحة القوات العسكرية الإيرانية لمشاركتهم في التظاهرات وبعد التقسيم ستصل إيران الى حرب أهلية بين الملكيين والجمهوريين وهذا لن ترضى عنه أمريكا لأنه في حال وقوعه ويسبب قرب تأثيرات الإتحاد السوفياتي على إيران سيؤدي الى التنافس المباشر بين القوتين الأعظم .
لذلك فإن دور الجيش محفوظ الى حين تصدي بختيار بالثورة المضادة لثورة الخميني خاصة اذا إستطاع رئيس الحكومة الإيرانية إجتذاب عدة قوى الى صالحه إن بالفعل الإغراء أو التورط وفي هذه الفكرة وصل المراقبون الى شبه تصور لمستقبل الوضع الإيراني على الشكل التالي .
1- قيام حكم عسكري بلا دعم شعبي
2- قيام حكم عسكري بمعاونة بعض القوى يتبني المطالب الشعبية ويتوجه في مساراته بسياسة راديكالية.
3- قيام حكم شعبي بوجود معارضة عسكرية قوية تتحين الفرص للإنقضاض على هذا الحكم مما يجعله مؤقتاً الى حين تسمح الظروف .بإعادة الى إيران ليحكم الشعب بهذه المرة ضمن نظام" ملكي دستوري ".
ولكن , وفي مقابل كل هذه التصورات والإحتمالات ، فإن عدداً كبيراً من المراقبين ، يؤكدون ان الإمام الخميني لم يستعمل كل الأوراق التي بيده حتى الآن بل أنه جس النبض ببعض مما يحتفظ به، كإعلانه أنه أعطى الإذن بسلوك الجماهير للكفاح المسلح، أو بتحريك عدة أفراد من الجيش.
ويقول نفس هؤلاء المراقبين،إن أكثر مرة بدت فيها قوة الإمام الخميني ، كانت في الفترة الأخيرة ، حيث كثرت تطلعات القوى المحلية المختلفة والقوى الكبرى الدولية للوثوب الى السلطة بعد رحيل الشاه.
فقد إستطاع الإمام، أن يقيل بختيار وهو ما زال في باريس ، إذ انه وضع الحكومة الإيرانية أمام أحد أمرين : أما أن يستقبل بختيار وهو مستقيل، أو يعود لإيران ليقيل بختيار، وقد يصدر هذا العدد، ويكون الإمام الخميني في قلب طهران يقود الشعب ، وقد يكون بختيار قد قدم إستقالته.
* أثر الثورة الإيرانية على الوضع العربي
مما لا شك فيه ، في هذا المجال ، إن الإمام الخميني قد صرح أكثر من مرة ، أن الجمهورية الإسلامية التي سيقيمها ستتصدى لإسرائيل ، وستقف الى جانب الشعب العربي الفلسطيني في كفاحه العادل من أجل العودة الى أراضيه وتقرير مصيره. وقد قال الإمام الخميني لوفد من المقاومة الفلسطينية ذهب ليناشده المساعدة بإسم القدس، إنه سيقاتل إسرائيل ليس من أجل القدس فقط ، بل من أجل حيفا ويافا أساساً بالإضافة الى ذلك ، فإنه قد أعلن أن الجمهورية الإسلامية ستقف الى جانب دعم الحق العربي في النضال ، وستساند قوى المواجهة العربية.
ولكن هناك عدة أراء تصدر عن قوى ، تصب بأغلبها في محاولة لنقل صورة الصراع في إيران، منثورة تحررية وطنية الى مجرد ثورة إجتماعية ، يقوم بها اليسار ضد اليمين .. ومن هذه القاعدة يحاولون سحب هذا المنطق على الواقع العربي ، فيبنون تحليلاتهم وإستنتاجاتهم على اساس أن رياح التغيير الآتية من طهران ، ستتجمع آثارها أولاً, في بعض الدول العربية النفطية والخليجية، متجاهلين الأثر الأول والأكبر والأكثر طلباً والحاحاً ، على صعيد النضال العربي، ذلك الأثر الذي سيمس إسرائيل من جراء عدة متغيرات إقتصادية وسياسية وعسكرية ستنجم عن قيام جمهورية آية الله الخميني الإسلامية.
* السباق الدولي الى إيران
- وقد تمحورت الإتجاهات الدولية حول ثورة إيران، على عاملين إثنين يخدمان معاً ، مصالح القوى الكبرى في العالم الثالث ومنطقة الشرق الأوسط وهما:
1- إتهام ثورة الإمام الخميني ، بأنها مدعومة أمريكياً بدليل أن الشاه لم يسافر الى الولايات المتحدة الأميركية ، إلا للتعبير عن سخطه على حكومة واشنطن الساعية للتقرب من ثورة الخميني وبدليل ما ذكرته مجلة" تايم" الأميركية ، بإن الشاه حمل الرئيس كارتر مسؤولية إنهيار إيران، وبأن كارتر لم يأت في أو مؤتمر صحفي عقده بعد رحيل الشاه على ذكر الأمبراطور الإيراني بأية كلمة.
2- الحكم على ثورة الإمام الخميني بالفشل المسبق ، تحت مظلة القول ، إنه لا يمكن لأية قوة تغييرية أن تنجح بالوصول الى الحكم ، إلا بدعم أحدى الدولتين الأعظم ، وبما أن الشاه أمريكي ، وبما أن الخميني ليس شيوعياً ، لذلك فإنه سيفشل .
ويقول المراقبون ،إن السبب في تمحور إتجاهات العملاقين حول هذين العاملين يعود إلى خشيتهما معاً من آثار ونتائج الجمهورية الإسلامية الإيرانية في حال قيامها.
- فالولايات المتحدة الأميركية ، قد تعمل على سحب قرارها السياسي بدعم الشاه ، وقد تعمد الى رفع يدها ومظلتها عن رئيس الحكومة الحالي شاهبور بختيار، ولكنها غير مستعدة ضمن مخططاتها، إن تسحب قرارها الإستراتيجي بزرع أكبر قدر من خبرائها ومحطات إستماعها وقواتها في إيران بوجه المعسكر الشيوعي.
- والإتحاد السوفياتي ،يرى من ناحية ، أن قيام جمهورية اسلامية تحررية على حدوده، سيثير النزعة الإسلامية التي يسيطر عليها، ولا يستبعد بعد ذلك ، إن تبدأ هذه الجمهوريات بالمطالبة بحق الإستقلال وتقرير المصير وإقامة نظامها الإسلامي القومي المستقل.
وتقول بعض المصادر ، إن موسكو تعمل في إطار مخططها ،على التحكم بمنافذ العالم الثالث، فلقد كسبت حتى الآن ، أفغانستان واليمن الديمقراطية وبعض الدول العربية. بالإضافة الى أثيوبيا وعدة ثورات تهيئها للسيطرة على الحكم وإذا جاءت الثورة الإيرانية ، لتفتح ثغرة في المخطط السوفياتي ، فإن موسكو ، ستعمل جهدها بالإتجاه المعاكس، لإحتواء هذه الثورة ، كي تستطيع تمتين الإقفال التي ترسم أوضاعها على حدود المنطقة ، ولا يستبعد المراقبون ، أن تقوم ثورة مضادة من القوى اليسارية الإيرانية ، فيأتيها الدعم من الإتحاد السوفياتي عبر أفغانستان أن بواسطتها.
وأيضاً ، في مقابل كل هذه الترجيحات الدولية ، يؤكد العدد الكبير من المراقبين، إن القوة التي تدعم الخميني ، هي قوة الشعب التي أثبتت الثورة انه لا يمكن الإستهانة بها على الإطلاق ، بعد الإنجازات الضخمة والغير متوقعة التي صنعتها حتى الآن، ولذلك ،فإن نظام الحكم المقبل في إيران ، لن يكون أسلوبه محدداً بمدى رضى الدول الكبرى عنه ، بل بمقدار مواقف هذه الدول الكبرى عنه ، بل بمقدار مواقف هذه الدول من قضية تحرره وإستقلاله القومي ، بحيث سيجري الفرز على هذا الأساس وبالتالي ، سيكون التوجه السياسي الداخلي والخارجي على قاعدته.
الإمام الخميني يحدد أسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية
(أ.ل)- تعيش إيران في الظرف الراهن, مرحلة إنتقال تاريخية, من عهد تمتد جذوره الى مئات السنين , قادته إباطرة أسرة بهلوي, الذي تعاقبوا وراثياً على إمتلاك عرش ملك الملوك, الى عهد , لا يؤمن سوى بالعرش الإلهي الأعلى,ولا يعتقد سوى بسلطة الشعب , ولا يتحرك إلا بارادة مستقلة عن الجميع, ذلك هو الضوء الباهر الذي غطى إيران بعد ظلمة قرون طويلة الملكية المطلقة ,والذي إنحرف بها عن معتقدات شعبها بالحرية والمساواة , ليحولها الى أداة طيعة في يد الإستعمار وليوقعها دائماً في أحضان المحاور الدولية . إن أيران تنتقل اليوم, من سلطة رجل كان يمشي على الذهب ويتبوا عرشاً إختلف الرواة في تقدير قيمة المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصعه , الى سلطة رجل رضى بالجلوس إلا على حصيرة بسيطة ليثبت أنه من هذا المنطلق , إستطلاع أن يشعل أحد أبرز الثورات في عالمنا المعاصر.
وينتقل اشعب الإيراني من لسع سياط السافاك , وإحتكار وتحكم الشركات الأجنبية في بتروله وموارده ,ومن خدمة دعم إسرائيل وجنوب أفريقيا والإرتماء بالحضن الأمريكي , الى مرحلة القضاء على الإضطهاد , والتحكم بالموارد والمنتجات وبناء الإقتصاد على أساس وطني وإسلامي , ومحاربة العنصرية بإشكالها الصهيونية والفاشية , وإمتلاك زمام الأمور الوطنية بالإرادة الإستقلالية الحرة.
فهل ينجح آية الله الخميني , وهل ينجح الشعب الإيراني معه, في قطف ثمار الثورة التي دفع ثمنها غالياً , بإقامة الجمهورية الإسلامية التي يعتبرها هدفه المنشود؟ هذا هو السؤال الذي ينتظر الإجابة في المرحلة المقبلة التي سيقودها الإمام الخميني من الداخل بعدما قاد مرحلة إسقاط الشاه من الخارج ونجح فيها.
وبإنتظار ذلك فإن النظام الذي ستسير وتتطور وفقه. الجمهورية الإسلامية المتوخاة , قد سبر غوره أغلب المراقبون , وذلك من مراجعة ودراسة تصريحات وأقوال ومواقف آية الله الخيمني , وإذا كان هذا الأمر الثائر , قد قطع الخطوة الأولى على طريق إقامة الجمهورية في إيران فإن الخطوات المتبقية , يصبح توقع تنفيذها أكثر ترجيحاً , ولذلك فإننا من خلال التصريحات والمواقف التي أعلنها الإمام الخميني ,سنحاول تحديد تصور للبرنامج الإسلامي الذي سينهجه الحكم المستقبل في إيران . والذي سينتج عنه بلا شك , الدستور الأول للجمهورية الأولى في البلاد التي صبنع شعبها فقط كل الثورة .
الثورة الإيرانية ومفهوم النضال
يقول الإمام الخيمني , إن الثورة التي يقوم بها شعب من الشعوب , إنما تأتي نتيجة عصور طويلة من القهر والإستعباد, يكسب الشعب خلالها ,من تجاربه الثورية , خبرات مختلفة , تقوده الى النصر الأكيد.
ففي حديث أدلى به الى أحدى الجرائد اللبنانية يقول الإمام الخميني : مما لا شك فيه ان الهزائم التي تصيب الشعوب , خلال نضالها الطويل على طريق غدها الافضل ,تزودها بخبرا وتجارب هي من شروط النصر ,على أن النضال الإيراني , في هذا الطور , يتخذ صورة أخرى , أنه يتخذ طابعاً إسلامياً مئة في المئة , أن شعب الإسلام يقوم هذه المرة, ليدافع عن الإسلام بكل قوته, وليمحو آثار النظام المعادي للإسلام الذي كان يقيمه الشاه, ولذلك فإن الشعب مستعد للتضحية بكل شيء . ومن الطبيعي أن يكتب النصر لنضال هذا طابعه, فهو نضال يخوضه الشعب ليس فقط لإستعادة كرامته وحقوقه المنهوبة, بل قيل ذلك لإستعادة وتأكيد هويته , فيوجه عدو شرس حاول أن يدمر له هذه الهوية ووجوده العقائدي الإسلامي , وإننا على ثقة من ان الهزيمة ستحيق بهذا العدو نتيجة لنهوض الشعب ووعيه.
أدوات النضال وهدفه:
ويوضح الإمام الخميني أن مختلف طبقات الشعب صاحبة المصلحة في التغيير , هي التي تقود العملية الثورية من أجل إقامة جمهوريتها الإسلامية فيقول: " إن هدف النضال الحالي في إيران , هو إقامة جمهورية إسلامية تشمل كل الطبقات , من سياسيين ومثقفين وجامعيين وعمال وفلاحين وتجار أهل السوق, وتشمل بطبيعة الحال الرجال والنساء جميعاً . والشعب هو صاحب القرار في كل الأحوال , على أنه ن الضروري التأكيد , على المؤثرات الأساسية في القرار , وأهمها النسيج الثقافي للشعب والقيم الإسلامية .
إن لهذه المؤثرات دورها الكبيرة في صنع القرار وفي تحديد ماهيته, وعلى جميع الفئات والشخصيات التي تريد حقاً خدمة الشعب , إن تنطلق من هذا الإعتبار حتى يمكن لها أن توحد الشعب , إن النسيج الثقافي والقيم الإسلامية هي التي تصنع وجدان الشعب, إن النسيج الثقافي والقيم الإسلامية هي التي تصنع وجدان الشعب , فهل يمكن توحيده بعيداً عن وجدانه ؟ وهم إذا إخطاوا الطريق سينتهون , بل إنهم سيتسببون في تفسيخ المجتمع وتمزيقه وبالتالي هدمه بسرعة".
رجل الدين والثورة:
ويؤكد الإمام الخميني ,ان قيادة رجل الدين للثورة في إيران إنما تعتمد على الشعب , وتعمل في إطار حركته وهو يقول في ذلك : " ما يهمني أن أؤكده هنا, أن رجال الدين يعتمدون على الشعب , وبما أن رجال الدين يتحملون مسؤولية خاصة في المجتمع , فإنهم لا يبحثون عن التشكل ضمن كادر سياسي من أجل الحكم , على أن هذا لا يعني , بأي حال , أن يترك رجال الدين المجال فارغاً أمام رجال أمريكا , وسيكون رجال الدين في المقدمة بعون الله ".
الركائز الإساسية في نظام الجمهورية الإسلامية
مما لا شك فيه , إن عدة مفاهيم ستقلب رأساً على عقب في حال قيام الجمهورية الإسلامية في إيران , كما أن هناك عدة متغيرات ستحصل على مختلف الأصعدة الداخلية من المؤسسات الرسمية الى العلاقات بين الحكم وأفراد الشعب الى التحالفات السياسية والنظرة للصراع الطبقي والموقف من المعطيات الإجتماعية الى ما هنالك من التوجهات والركائز التي كانت شبه مقدسة في عهد الشاه المبعد, وسيجري تغييرها أو إبادتها.
الموقف من النظام الملكي
ويأتي في طليعة المفاهيم التي ستقلبها الثورة الإيرانية , وتعتبرها من التاريخ المنصرم المظلم في الحياة الإيرانية ,تلك السمة التي كانت الملكية تتميز بها وتتصرف من خلالها في حكم الشعب.
ويقول الإمام الخميني في هذا الصدد :" إن نظام الشاه يخالف جوهر الإسلام , وهذا النظام أضاع جميع الحقوق المشروعة للشعب الإيراني ,حتى الأقليات الدينية تشارك في المظاهرات ضد الشاه".
الموقف من حكومة بختيار
وكما أعلن الخميني وقوفه ضد حكومة جعفر شريف إمامي عندما قال ليس هناك أي فرد يستطيع أن يتخذ قرار ضد مصلحة الشعب . سواء كان هذا الفرد عميلاً معروفاً أو كان أولئك الذين لا يريدون الخيانة . إن وعي الشعب الإيراني سيحيط كل هذه المؤامرات ، وقد أعلنت مرات عديدة أن كل من يصل الى الحكم في إيران ، مع بقاء الشاه يعتبر خائن للإسلام والمسلمين وللوطن ..فإنه أعلن أيضاً أن حكومة شهبور بختيار والتي عين الشاه رئيسها من ضمن رجال المعارضة في محاولة لتنفيس النقمة الشعبية عليها ، إنها حكومة غير شرعية وقال بهذا الصدد لقد قلت مرات عدة أن الشاه السابق كان غير شرعي، والبرلمان غير شرعي وحكومة بختيار غير شرعية ولهذا أتوجه الى الأمة الإيرانية بأن تحتاط في هذه اللحظات الحساسة والحاسمة ، أنا لا أستطيع أن أقبل برجل يدعم الشاه لقد ساعدوا الشاه في السابق ويدعمون الآن بختيار. إذا كان هذا الرجل يدعو لأنه وطني فيجب أن ينضم كما أعلم الى الرأي العام الإيراني لماذا قبل إذن برئاسة حكومة على الرغم من قرار الأمة ؟ لماذا لا يستقيل ويقف جانباً إذا كان يقول أنه يحترم الرأي العام وقد ألقي في أحد الأيام خطبة دينية عقبة صلاة في مقره في باريس وقال فيها: "اليوم إبتلينا بمحنة أخرى هي محنة الحديث عن الحرية والذهاب الى قبر الدكتور مصدق ، نحن لا نفرق بين الشاه وبختيار فالقتل هو القتل تارة بإسم الشاهنشاهية وتارة بإسم الديموقراطية ، وتوجه الى بختيار قائلاً:" إن الإسلام ينفي الحاكم الجائر وأنت حاكم جائر والإسلام يخالف الظلم والنبي كان يحارب الظلم ثلاثة عشر سنة وأنتم تسفكون الدماء لقد قتلتم شبابنا أيها الشباب خلصوا أمتكم من الأذناب وإقطعوا أيدي هؤلاء الظلمة ،وقد أظهر آية الله الخميني إنه لا يمكن أن يتعاون مع بختيار في تشكيل الحكومة الإيرانية رغم أن بختيار قد صرح بأنه يرحب ويدعو الخميني الى المشركة في الحكومة التي يرأسها . وبلغت قمة التصدي بين الإمام الخميني وبختيار عندما طلب الأخير مقابلة آية الله في باريس ، فرفض إستقبال بختيار على أساس أنه رئيس حكومة ، وطلب منه الإستقالة أولاً، ثم عاد الى إيران ليعلن إنه بصدد تشكيل محكمة ثورية لتحاكم بختيار وأعضاء حكومته.
- الحكومة الإسلامية
وطرح الإمام الخميني البديل عن حكومة بختيار بأن أعلن من مقره في باريس تشكيل المجلس المؤقت للثورة الإسلامية الذي ستكون مهمته الإعداد لحكومة مؤقتة قبل تكوين الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية أن أعضاء هذا المجلس خمسة وهم الدكتور يازدي عضو حركة الحريات ورئيس المنظمات الطلابية في الخارج وصادق جوتبزاديح وفازلولاح بني صادر رئيس الشعب الطلابية في اللجنة الوطنية ومهدي يازار جان عضو اللجنة الوطنية وأبرز المهندسين اللذين قادوا المفاوضات مع المضربين في شركات البترول وعسكري واحد هو الجنرال ماداني.
وصرح الإمام الخميني لصحيفة اللوموند الباريسية .."في حال وصولنا الى الحكم في إيران سنعمل على تشكيل لجنة خاصة للقيام بإجراء المشاورات من أجل تشكيل مجلس للنواب بصورة شرعية وقانونية والشعب قد أعلن حتى الآن عن إرادته في تشكيل حكومة إسلامية ولكن إذا لزم الأمر إجراء إستفتاء شعبي من الناحية القانونية لن نعارض مثل هذا الإستفتاء .وأضاف الإمام الخميني إننا سنقدم مرشحاً لرئاسة الجمهورية وسيقدم إختياره من قبل الشعب وعند إختياره سنقدم له التأييد اللازم وقوانين الحكومة الإسلامية ، ستكون قوانين ومبادئ الإسلام
- السياسة الخارجية
ويحدد آية الله نوعية السياسة الخارجية التي ستنتهجها الجمهورية الإسلامية في علاقاتها الدولية فيقول نحن نحترم حريات الشعوب الأخرة وإستقلالها ، ولا نسمح للآخرين بأن يتدخلوا في شؤوننا ويهددون إستقلالنا ولن نتعهد بغير هذا وستكون هذه هي سياستنا في تعاملنا مع الدول العظمة ولن نقف الى جانب أي طرف ضد الطرف الآخر وستقوم العلاقات بيننا وبينها على الإحترام المتبادل ووفق لمبادئ السيادة ويقيم الإمام الخميني موقف الولايات المتحدة الأميركية من إيران فيعلن :" إن الإدارة الأميركية والرئيس الأمريكي قد تصرفوا كأعداء للشعب الإيراني ، إذ أن وجود القواعد العسكرية الأمريكية والمستشارين الأميركيين قد أفقر بلادنا، هذا بالإضافة الى أن الولايات المتحدة الأميركية أيدت دوما أعمال التعسف بحق الشعب الإيراني التي كان يمارسها الشاه
ويقول الإمام الخميني عن موقف الإتحاد السوفياتي من الثورة الإيرانية أن القوى العظمة تحافظ دائماً على مصالحها الخاصة ، وهدفها هو نهب ثروات الدول المستضعفة ، لذلك فهي تعارض الحركات الإستقلالية في هذه الدول والإتحاد السوفياتي يفعل ذلك بنوع خاص لأنه قلق من إحتمالات الإنتفاضات الشعبية ، بدليل الحكم الدكتاتوري القائم في داخله ،ولكن حقيقة ما يخشاه الإتحاد السوفياتي حالياً ، هو خسارة مصالحة في إيران ولهذا السبب يدافع عن الشاه .
- الوحدة الوطنية الشعبية
ويحدد الإمام الخميني ان الثورة الإسلامية في إيران هي ثورة إنسانية ، تحفظ الحريات العامة وتصون كرامات المواطنين من مختلف الديانات كما أنها تلتقي معهم جميعاً ضد الظلم الطغيان والإستبداد . وفي هذا يقول : " النظام الإسلامي يحترم الحريات الإنسانية بصورة كاملة بدون تردد ، ولكننا سنضرب بيد من حديد على كافة الحريات التي تمس كرامة الأفراد . وأما موقفنا من غير المؤمنين بالله فإننا سنحاول أن نظهر لأولئك الناس طريق الخلاص ، وإذا رفضوا إتباعه فهم أحرار في حياتهم اليومية ، إلا إذا عملوا من خلال عقيدتهم على إثارة المؤامرات ضد الشعب الإيراني فعندها سنقوم بإتخاذ الإجراءات الردعية بحقهم".
ويجيب الإمام على سؤال حول ما أشيع عن خلاف سني شيعي :"هذه شائعات نكذبها بشدة إنه صوت يخرج من أبواق الشاه ، فليس في إيران ما يسمى بالخلاف السني الشيعي هنالك مظاهرات تجري داخل المناطق التي تضم أكثرية سنية ، وهذا دليل وحدة وإنسجام بينالشيعة والسنة في إيران ، وفي نداء وجهته الى إخواننا السنة ، شكرت نضالهم ضد الشاه السنة هم إخواننا وسوف يبقون هكذا .
- الموقف من الجيش
ولعل اللغز الأكثر صعوبة في المعادلة الإيرانية اليوم هوالجيش الذي يشاع عنه يومياً أن بعضه ما يزال يؤيد الشاه وبعضه يزعم القيام بإنقلاب عسكري . أما ما هو موقف آية الله الخميني من الجيش فإنه يقول لقد عمل الشاه على أن يبني الجيش الإيراني بناء خاصا ومحكماً بحيث شل يد العسكريين القدرة على المبادرة واقصد منه على وجه التحديد أولئك الذين بقوا أوفياء للشاه . ونحن نرى في الظاهرة أن العسكريين هم الآن في صف المدافعين عن النظام لكنني واثق بأن هؤلاء ليسوا راضين في أعماقهم عن الحكومة ولا يمكن للشاه أن يعتمد على مساندتهم الى الأبد لقد بدأوا الإلتحاق بالشعب وثورته ".
وقال في تصريح صحفي "لسنا خائفين من إنقلاب عسكري لقد تعودنا على الإنقلابات العسكرية ، إنقالاب رضا خان إنقلاب محمد رضا ، لقد تعودنا على ذلك لن نخاف من الضغط العسكري نريد الجيش على الحياد هناك قلة من القادة العسكريين الكبار في الجيش يريدون إخضاعه لأمرة القوى الأجنبية لكن كل أمة مستعدة لأن تقاوم وتواصل تصديها حتى النصر النهائي ولن نستسلم .
- المعطيات الإجتماعية للجمهورية الإسلامية
ويشدد الإمام الخميني على إعادة المساواة الإجتماعية بين أفراد الشعب والقضاء على الإمتيازات الإحتكارية فيقول في حديثه لمجلة إكسبرس الفرنسية إننا سنقاوم التبذير وسنعيد الثروات التي تم الإستيلاء عليها من قبل حفنة من الإستغلاليين وسنعمل على تحسين الظروف الحياتية للمحرومين وقادة الأمة في طريق الشرف والتضحية التي تأهلنا لبناء مجتمع جديد.
أفضل في الحرية والعدالة ويقول أيضاً إن الإسلام يقر حق الملكية مع الاخذ بعين الإعتبار كل الشروط المفروضة في هذا المجال ضماناً للعدالة وأهمها تحديد الملكية . إن شكل الملكية وحدودها في الإسلام وتوزيع الثروة بين الناس مبدأ مقر وله أسس وأنظمة في القوانين الإسلامية التي هي نتيجة للدراسات والأبحاث الدؤوبة للفقهاء والعلماء ".
*الجبهة الوطنية من وجهة نظر الخميني:
ويعلق الإمام الخميني وأعضاء مجلس حكومته الثورية ، على الجبهة الوطنية في إيران ،ويستعرضون موقفهم ويحللون منطلقاتها، وفي هذا يقولون : "إن الجبهة الوطنية ليست حزباً ،إنها تجمع لبعض الأحزاب والقوى المتبقية من أيام الإنتفاضة في ظل حكومة مصدق وهي قد تعرضت لمحن كثيرة ، فإنشقت أكثر من مرة وأعيد تكوينها وسقط العديد من شخصياتها ووجوهها، وبعضهم فضل الإبتعاد نهائياً عن حلبة سياسة ومتابعتها التي لا تحصى.
إننا نحترم وجه من وجوه الحركة الوطنية مثل كريم سنجابي ، لكن هذا الأمر يتصل بالتاريخ ، بالماضي ،وليس بالمستقبل ، المستقبل للثورة الإسلامية .
يإختصار ، إن الدستور الجديد هو الذي سينظم العمل السياسي بعد إنتصار الثورة ، لكن تقديرنا أن الأحزاب المرابطة في الخارج مثل "تودة" سيحرم نشاطها.
*والأحزاب المستوردة .
ويقول الإمام الخميني عن الأحزاب المرابطة بقوى أجنبية أن دورها إجهاض الحركات الوطنية والتحررية وفي هذا يأكد "إن الشيوعية في إيران وجدت بواسطة الأمريكان، كما أن حزب التودة، وجد في إيران بواسطة البريطانيون، وبناء على تقارير المطلعين فإن أكثر الشيوعيين تطرفاً في المنطقة هم اللذين صنعتهم أمريكا لتفشل أو لتجهض بواسطتهم الثورات التحررية الوطنية ".
وعن حزب الشاه "راستاخيز" ,يقول الدكتور يزدي أحد أقرب المقربين من الخميني " إن ليس حزباً إنما "لمة" حكومة أقامتها السلطة بالقوة . لقد أجبرت الموظفون والمواطنون على الإنتماء الى هذا الحزب وإلا تعرضت مصالحهم وربما حياتهم للخطر . إن حزب الشاه، وقد سقط حتى من قبل أن يسقط سيده .
*الصراع الطبقي
وللإمام الخميني رأي واضح في قضية الصراع الطبقي في عهد الجمهورية الإسلامية ، فقد أكد إنه "في مجتمع تطبق فيه الأحكام الإسلامية ، لا تبقى هناك أرضية لمثل هذه المفاهيم إن من يقول مثل هذا القول ، لا يعرف الإسلام ولا الماركسية ، فالإسلام جاء لينقذ البشرية ويسعد الإنسان ، ولا يمكن أن يقارن بشكل خاص مع مذهب وضعي ومادي منطلقه هو إنكار وجود الله..
*دور المرأة في الثورة الإيرانية
ويحدد الإمام الخميني . دور المرأة في المجتمع الإسلامي. فيأكد لها حريتها وحقوقها ومشاركتها في صنع المستقبل الى جانب الرجل عندما قال: " المرأة كائن إنساني مثلها مثل الرجل ، ولها أن تتمتع بكل الحقوق التي للرجل ، وقد جاء الإسلام فقضى على الجاهلية ومفاهيمها وأكد المساواة بين الرجل المرأة .
إن النظام الحالي الخائن والخائف من الحركة الإسلامية ، يتهمنا ويتهم الإسلام ويتهم الحركة بأننا ضد المرأة ، وواقع الأمرين سجون الشاه كانت تزدحم بإستمرار بالنساء وبالطالبات وبالجامعيات المعتقلات وتكفي نظرة الى شوارع المدن الإيرانية ، لترد على اكاذيب الشاه ، فثمة مئات الألوف من النساء الإيرانيات يشاركنا في التظاهرات ويصحن بشعار "الموت للشاه، فهل يصدق أحد بعد ، إن الشاه كان مع حربة المرأة وإننا نحن ضدها؟ وفي المستقبل سوف تكون للنساء الحرية كاملة ليقرون بشأن الحجاب ، لن تدخل في هذا الأمر ولن تمنع من الثياب إلا ما يخدش العفة والذوق العام .(انتهى)
أثر الاوضاع الإيرانية على الإقتصاد المحلي والعالمي
المصدر نفسه
(أ.ل)-التطورات الإيرانية الداخلية ، الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد ، أفرزت بالطبيعة إشكالات إقتصادية تترك بصماتها واضحة على مسيرة الإقتصاد المحلي والدولي .. وتأتي أهمية تأثير الأوضاع الإيرانية على الأوضاع الدولية إنطلاقاً من ان إيران دولة مصدرة للنفط من الدرجة الأولى وتتعامل مع أهم الأسواق الإستهلاكية النفطية في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية ..وهاتان المنطقتان تعتمدان الى حد كبير على طهران في إحتياجاتها النفطية ..
ولا يقتصر الخلل الإقتصادي على هذه الناحية ، فمنذ سنة تقريباً تجمدت معظم المشاريع الصناعية والزراعية والإنمائية مما يعود بالخسائر الجسيمة والباهظة على الشركات المنفذة والملتزمة بهذه المشاريع، ومنذ سنة تقريباً أعيد النظر من قبل الشاه والسلطات الحاكمة في جميع العقود التسليحية المبرمجة مع الشركات الدولية .وهذا بحد ذاته كافٍ لإحداث خسائر ضخمة تثقل كاهل تلك الشركات وقد تصيبها بالإفلاس..
حالة الريال الإيراني:
وبالطبع فالريال الإيراني لن يسلم من الإهتزاز بسبب الكثافة الرأسمالية الإيرانية في الداخل والخارج .. والمصادر المصرفية والإستثمارية في طهران تنظر بقلق الى ما يصيب الريال الإيراني من تذبذب بفعل التطورات وذلك يعود في نظره الى عاملين..
4- إزدياد المعروض منه في عدد من الأسواق الخليجية والدولية بسبب تدفق الريالات الهاربة من ايران
5- إزدياد الطلب على الريال في بعض البلدان بسبب رغبة بعض الأطراف بجمع الأموال لإعادة إرسالها الى إيران دعماً للمعارضة والتذبذب ناتج عن عدم إنتظام حركة العرض والطلب..
ولا تخفي المصادر المصرفية توقعاتها من أن يكون للأحداث الإيرانية تأثيرات نفسية تظهر نتائجها في المجال النقدي والمالي بشكل سلبي، وخصوصاً على وضع الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية .ما هو مصير المشاريع والشركات ؟
وتفيد المعلومات الإقتصادية الواردة من ايران أن عدد شركات إنشائية دولية ، تنتمي الى اليابان وألمانيا الغربية وفرنسا ، تكاد تواجه حالة إفلاس نتيجة توقف مشاريعها في إيران أو نتيجة إلغاء تلك المشاريع بما تتكبد معها الشركات الدولية خسائر كبيرة ..
وقد أثرت عليها موجة الإضرابات وإمتناع العمال عن الحضور الى العمل وإنهماكهم في المشاركة بالمظاهرات الشعبية الضخمة التي يدعو اليها الخميني .. وهناك تقديرات إقتصادية تقريبية يمكن إيرادها في هذا المجال
- شركة ميسوي اليابانية تخسر حوالي 2 بليون دولار ..
- شركة تاير اند رابر تبلغ خسائرها حتى الآن حوالي مليون دولار..
- شركة جنرال موتورز التي تبلغ إستثماراتها في ايران بحدود 13 بليون دولار معرضة لخسائر جسيمة تبلغ مئات الملايين .اما في الجانب العسكري والتسليحي فإن الشركات سوف تخسر مبالغ باهظة ، إذ أن الحكومة الإيرانية عمدت مؤخراً الى إلغاء العقود المبرمة مع شركة دوغلاس للأسلحة الأمركية ومع شركة بيل هليكوبتر وشركة بينغ وشركة ليتون وكلها أميركية ..أما بريطانيا فستخسر جزء كبير من عقدها بخصوص دبابات تشيفتن وصواريخ رايبر ..بينما ستخسر ألمانيا الغربية عقداُ لبناء ست غواصات إلكترونية .. وبالنسبة للخزينة الإيرانية ،فإنها حسب تقديرات المصادر الإقتصادية المطلعة غير مهددة بالإفلاس حالياً ، فالبنك المركزي يتصرف بإحتياطي.يبلغ 12 بليون دولار وهو يكفي لسد تموين كل الواردات من الخارج لمدة ستة أشهر تقدريباً ..على أن تدخل البلاد مرحلة الإفلاس الحقيقي إذا إستمرت الأوضاع بعد الشهور الأخرى .
نتائج وقف ضخ النفط
والسؤال الأهم؟ ما هو حجم الإصابات الإقتصادية التي أصيب بها الإقتصاد العالمي والشركات الدولية من جراء إنقطاع النفط الإيراني ؟ وهل سيصاب العالم بما أصيب به عام 1973 أثناء الحذر النفطي العربي ؟ ..
وفي الواقع لا يمكن المقارنة ، لأن الإنتاج النفطي العربي يفوق بكثير الإنتاج الإيراني ، ولأن الدول الأوروبية وأميركا قد تعلمت من تجربة الحظر النفطي العربي وبدأت تعتمد على مصادر متعددة لإستيراد وتعتمد على الإحتياطي المخزن ..
وكانت نتيجة توقف ضخ البترول الإيراني الى الولايات المتحدة الأمريكية أن إنخفض كل إجمالي البترول المستورد في أميركا بنسبة 10% من ما كان عليه سابقاً ..هذا إذا تذكرنا أن 19 دولة غربية صناعية التي تعرضت لأزمة عام 1973 شكلت تحالفاً إقتصادياً يقتضي عدم تعرض أي دولة لخسارة في إقتصادها القومي نتيجة إنقطاع ضخ النفط عنها ،حتى أن هذه الدول لم تتخذ إجراءات طارئة حتى الآن لمواجهة توقف تصدير البترول الإيراني ..ولكن ألا يعني ذلك أن هذه الأقطاب تواجه المتاعب وأن شركاتها تحصد الخسائر ؟
وللإجابة على هذا السؤال ، يجب أن يكون واضحاً أن هناك سبع شركات عالمية تتحكم بالأسواق البترولية الدولية، وتأكل نصيبها جميعاً بشكل متفاوت من جراء توقف ضخ النفط الإيراني .. ويأتي في الطليعة :
2- شركة بيبي الإنكليزية التي تستورد حوالي 1،3 مليون برميل يومياً من النفط الإيراني أي بما يعادل 40% من إجمالي إحتياجات بريطانيا من البترول الخام ..وقد أعلمت عملائها أنها ستخفض الكمية المتفق عليها بحدود 30 و 35% .
6- شركة دويتش شل الهولندية- الإنجليزية، إستوردت 18% من إيران عام 1977 من إجمالي بترولها الخام أخبرت عملائها بأن نسبة التخفيض في الكمية المرسلة اليها سوف تتراوح من 5% و 7،5% في المرحلة الراهنة.وهناك مجموعة من الشركات البترولية سوف تربح من هذه العملية الإقتصادية لأنها تعتمد في إستيرادها للبترول الخام بنسبة كبيرة على المملكة العربية السعودية بخلاف الشركتين المذكورتين فشركة أكسوى تستورد 28،2% من السعودية و8،9% من إيران.. وشركة تكساسو تستورد 57،8% من السعودية 4،9% من إيران وشركة موبايل 55،6% من السعودية و 9،4% من إيران بينما شركة ستاندرد تستورد 66،2% من السعودية و 4،9 من إيران ..
وقد إستفادت السعودية من الفرصة بدورها فرفعت إنتاجها اليومي الى 10،5 مليون برميل وهو الحد الأقصى لإنتاجيتها ..ومع الأخذ بعين الإعتبار الزيادة الطفيفة في الأسعار الناجمة عن زيادة الطلب ..
وبالنسبة للدول الغربية فالخسارة ليست مؤثرة على المدة القريب لأنها تعوض الإستيراد كما قلنا من مصادر أخرى فألمانيا الإتحادية تأخذ 17% بترول خام من إيران وفرنسا 8% فقط.. وبشكل عام فالخسائر ، أول ما تلحق المستهلكين في دول الغرب وأميركا لأن الشركات سوف تعمد الى رفع الأسعار بسبب وبدون سبب متذرعة بالتأثير النفسي الذي تخلفه عادةً قضية إنقطاع البترول .. على أن جميع الأرقام التي ذكرت تبقى خاضعة للمد والجزر حسب إتجاهات رياح الثورة في طهران وحسب السياسات الخارجية التي سيرسمها الحكم الجديد في علاقاته مع العالم الخارجي ، حيث يتوقف على نوع هذه العلاقة مصير كثير من الشركات والمشاريع والمؤسسات والعقود وعندها يعرف الربح الدائم من الخسارة النهائية . (انتهى)
الخميني والعرب وفلسطين
كيف ينظر الخميني الى العلاقة المستقبلية بين ايران و العرب
المصدر نفسه
(ا.ل)لقد حدد آية الله الخميني في أحاديثه الصحفية , السياسة العامة للجمهورية الإسلامية , القائمة على إنتهاج خط الإستقلال القومي وعدم الإنحياز والحياد الإيجابي في المجال الدولي .. إلا أن إيران الإسلامية, وكأي دولة , لا بد أن تتعامل مع جيرانها – ونقصد العرب على وجه التحديد – بخصوصية معينة نتيجة الروابط التاريخية والإقتصادية والجغرافية .. والمعلقون السياسيون شغوفون بمعرفة موقف الحكم الجديد من الأنظمة القائمة في المنطقة العربية وخاصة في الخليج ومن المعضلات التي تعيش في ظلها المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية .
إيران ودول الخليج :
حدد الخيمني في تصريحاته العلاقة الجديدة التي سيتبعها النظام الجديد مع أقطار الخليج العربي بأنظمته وشعوبه وقال: لا نحن لن نكون شرطي المنطقة وفي ما يتعلق بنا فإننا قادرون على الدفاع عن إنفسنا" وأضاف: " ستكون إيران جاراً طيباً للأقطار المحيطة بها, وسوف تلتزم مبادئ حسن الجوار ولن تتدخل الحكومة المقبلة, والتي ستقوم على مبادئ الإسلام – وتحت أي ذريعة في شؤون الآخرين .. إننا لن نتدخل بأي شكل ,وتحت أي شعار في شؤون الدول المجاورة حتى لو كان هذا التدخل يحقق ما يمكن تسميته " المصالح الإقليمية لإيران".
ثم أوضح الخيمني في تصريحاته المبادئ العامة التي تؤمن بها الجمهورية الجديدة في علاقاتها مع جيرانها قال:"إن الجمهورية الإسلامية في إيران سوف تتعامل مع جميع الدول التي تحترم إستقلال وحرية الشعب الإيراني , معاملة تقوم على الإحترام المتبادل, شرط الا يكون الإتصال والتعامل مع تلك الدولة يمس أو ينتهك القيم والقوانين الإسلامية ,التي ستحافظ عليها الجمهورية الإيرانية الإسلامية بشدة. ومن الطبيعي أن تكون للدول المجاورة الأولوية في علاقتنا الخارجية".
الخميني وفلسطين:
أعلن آية الله الخميني ,في مناسبات عديدة تأييده لقضية الفلسطينية لأنها عادلة ومحقة , وعبر عن أدانته للدولة الصهيونية لأنها قائمة على العنصرية والإغتصاب وقال في حديث لصحيفة اللوموند الفرنسية:
"إننا سنوقف إمداد إسرائيل بالترول الإيراني, وذلك لأن سياسة هذه الدولة تتنافى ومبادئ الحق والعدالة ".. ومنذ ذيوع صيت الخميني التقى به عدد من السؤولين الفلسطينيين ومنهم الأخ فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية الذي زاره في 22 تشرين الثاني من العام الماضي ونقل اليه رسالة شخصية من السيد ياسر عرفات وبحث معه العلاقات الإيرانية الفلسطينية مستقبلاً .. وقد علق إبراهيم الصوص ممثل منظمة التحرير في باريس على تلك الزيارة وأبدى إنطباعاته بقوله: " إن شاه إيران يزود إسرائيل بالنفط بينما يعارض الخميني ذلك , وإن نضال الخميني هو ضد الإمبريالية وهو نفس النضال الذي نخوضه."
وأضاف الصوص: " إن المنظمة تتعاون بشكل وثيق منذ فترة مع المعارضين للشاه المسلمين منهم واليساريين".
أما الاخ أبو إياد فقد أعلن في عدد من التصرحات بأن شاه إيران ومنذ البداية قد إتخذ موقفا ًمعادياً لقضيتنا اذ أن إيران كانت الدولة الإسلامية الوحيدة التي رفضت مساعدتنا ورفضت السماح لنا بفتح مكتب في اراضيها وهذا ما يبرر موقفنا المؤيد للثورة الإيرانية ..
وقال أبو إياد : " إن المقاومة الفلسطينية تؤيد الثورة الإيرانية , لأنها تتبنى سياسة معادية لإسرائيل ". ويؤكد الإمام الخميني من ناحيته, أن إسرائيل هي عدوة الإسلام والمسلمين, وليس فقط بسبب إغتصابها للأراضي الفلسطينية وإعتدائها على حقوق العرب وإنما بسبب جرائمها أيضاً ضد الشعب الإيراني في الداخل.
ويقول الخميني : لقد عاملت إسرائيل شعبنا كعدو حقيقي وطبقاً للمعلومات التي توفرت لدينا بالنسبة لأعمال التعذيب التي مارسها جهاز السافاك, فإن إسرائيل هي التي كانت تمده بأدوات التعذيب , كما قامت بتدريب رجال المخابرات على كيفية إستخدام الأساليب الوحشية ويقال أن الخباراء والمدربين الإسرائيليين شاركوا في أعمال القمع التي مارسها رجال الشاه, كذلك فقد ساهمت إسرائيل في القضاء على الزراعة , وأعلن الشاه رسمياً في إحدى مقابلاته : أن لنا علاقات واسعة مع إسرائيل والتعاون بيننا يشمل مجالات كثيرة,لهذا فإننا نعتبر إسرائيل عدونا المباشر وأقل ما يجب علينا القيام به الآن , هو منع هذا العدو من الإستفادة من إمكانات إيران الضخمة لمصلحته. ولقد أكد آية الله أكثر من مرة , أنه في حال وصول أركان دعوته وثورته الى الحكم ,فإنه سوف يمنع النفط عن إسرائيل بالشكل التام, وسوف يدعم نضال الشعب العربي الفلسطيني في كفاحه , وفي المحافل الدولية.
ويتوقع المراقبون من هذه الزاوية , أن تحدث عدة متغيرات إستراتيجية على صعيد منطقة الشرق الأوسط عامة ,والصراع العربي- الصهيوني خاصة, وأن عدة موازين سوف تقلب , لمصلحة النضال العربي القومي ضد الكيان الصهيوني المزروع في قلب الأمة العربية والمغتصب لقطعة من أراضيها . ولذلك , لا يستبعد هؤلاء المراقبون, تكاتف المؤامرات على الثورة الإيرانية وقيادتها من قبل قوى الإستعمار والصهيونية , لإجهاضها أو لعرقلة مسيرتها,أو لإمتلاك ورقة ما , في سبيل الضغط عليها وإبتزازها, للحصول على مكسب مقابل هذه الورقة .
إلا ان التوقعات لأغلب القوى التي تتابع سير تطور الثورة الإيرانية ,تؤكد أن الصهيونية قد فشلت فشلاً ذريعاً في إيران , وإن إنتفاضة الخميني وإبعاد الشاه, وتوقع قيام الجمهورية الاسلامية , تشكل مصدر قلق حقيقي ومباشر لقادة إسرائيل .
الخميني وكامب دايفيد:
من ناحية ثانية فقد أكد الإمام الخميني دائماً أنه مع الحق العربي في فلسطين ,وضد كل المؤامرات التي تحاك على هذا الشعب وعلى أرضه, فقد وصف كامب ديفيد بأنها جريمة في حق المسلمين وخيانة حقوقهم وتثبيتها ودعماً لقدرات العدوان الصهيوني ,وان الموقف من إسرائيل يتطابق على الموقف من إسرائيل يتطابق على الموقف من المتعاونين معها وعلى القابل بالصلح معها- وإسرائيل هنا, هي السادات , والجهاد مفروض ضد السادات مثلما هو مطلوب من كل المسلمين ضد إسرائيل. (انتهى)
جدول زمني بأحداث إيران
المصدر نفسه
لا شك , فإن إيران شهدت منذ العام الماضي وحتى عودة الخميني من منفاه, سلسة أحداث المتسارعة التي فاقت في تعاقبها كل التوقعات .. والتي تستحق , للذكرى , وللتاريخ , إن تسجل , وإن تجمع بشكل متناسق, اذ إنها في مجموعها صنعت إنتصاراً من أعظم الإنتصارات الشعبية في عصرنا الحاضر .وقد إخترنا أهم تلك الأحداث حسب الجدول التالي:
- 7 كانون الثاني 1978 : إندلعت إضطرابات دينية في مدينة قم في الذكرى الخامسة عشرة لبرنامج الإصلاح الزراعي, وتحرير المرأة قتل فيها سبعة أشخاص.
- 2 شباط قتل 13 شخصاً في التظاهرات المعادية للشاه في مدينة تبريز (رجال الدين قالوا أن الضحايا 300 ) – إحراق المصارف والفنادق ودور السينما – الحكومة تحمل مسؤولية الحادث " للمسلمين الماركسين".
- 12 آذار " الشاه يفرج عن 348 معتقلاً سياسياً في الذكرى المئوية لميلاد والده الشاه رضا الكبير مؤسس إسرة بهلوي.
- 2 أيار : قوات الجيش تطارد المتظاهرين في مدينة قم وتقتحم منزل آية الله شريعتمداري , وتقتل طالباً يدرس الدين وإندلاع المظاهرات في المدينة .
- 6 حزيران:الشاه يقيل الجنرال نعمة الله ناصري رئيس السافاك ويعين الجنرال ناصر موخادم محله..
- 11 آب : إعلان الأحكام العرفية في أصفهان.
- 18 آب : الشاه يتهم الشيوعين بإنهم وراء أحداث العنف.
- 20 آب: مقتل 377 شخصاً في حريق متعمد نشب في دار السينما في عبادان..
- 23 آب : الدكتور كريم سنجابي يعلن تنشيط الجبهة الوطنية التي تضم 30 حزباً سياسياً.
- 27 آب : إستقالة جاشيد أموزيجار رئيس وزراء إيران , وتعيين جعفر شريف إمامي رئيساً للوزراء والشاه يطرد عدداً من كبار المسؤولين من أعضاء الطائفة البهائية.
- 8 أيلول :إعلان الأحكام العرفية في طهران و 11 مدينة إيرانية والجيش يقتل 121 شخصاً في تظاهرات صاخبة في طهران.
- 2 تشرين الأول: الإفراج عن 1125 معتقلاً سياسياً .
- 31 تشرين الأول: إضراب العاملين في قطاع النفط – إنخفاض الإنتاج من 6 ملايين برميل ًيومياً الى 300 الف برميل.
- 5 تشرين الثاني: المتظاهرون يشعلون الحرائق في الفنادق ودور السينما والمحلات التجارية والمطاعم والفنادق .
- 6 تشرين الثاني : إستقالة جعفر شريف إمامي , الشاه يكلف الجنرال غلام رضا إزهاري بتشكيل حكومة عسكرية .
- 7 تشرين الثاني: الحكومة تقبض على 35 من كبار المسؤولين بتهمة الفاسد والرشوة .
- 9 تشرين الثاني: القبض على الدكتور سنجابي بعد لقائه مع الخميني في باريس.
- 25 تشرين الثاني : الخميني يدعو الى مقاومة الحكم العسكري .
- 27 تشرين الثاني: الولايات المتحدة تحذر الإتحاد السوفياتي من التدخل في شؤون إيران .
- 2 كانون الأول : الجيش يفتح النار على المتظاهرين في بداية إحتفالات ذكرى عاشوراء .
- 6 كانون الأول : الأفراج عن سنجابي .
- 10 كانون الأول : مليونا إيراني يشتركون في تظاهرة ضخمة في طهران .
- 12 كانون الأول: مقتل 40 وإصابة 700 في تظاهرات معادية للشاه في أصفهان.
- 29 كانون الأول : الشاه يكلف الدكتور شاهبور بختيار بتشكيل وزراة مدينة.
- 30 و 31 كانون الأول: مصادمات دامية في مشهد , والأرقام الرسمية تحدد الضحايا بـ 106 قتلى والمعارضة تقول أن عددهم 200 شخص.
- أول كانون الثاني 1979 : الشاه يعلن في مؤتمر صحفي رغبته في السفر الى الخارج لقضاء إجازة , وبختيار يوافق على تشكيل الوزارة شرط مغادرة الشاه البلاد. إزهاري يقدم إستقالته.
- 4 كانون الثاني: الشاه يعين بختيار رئيساً للوزراء وبعد ذلك بيومين بختيار يقدم الوزارة الى الشاه.
- 9 كانون الثاني : الشاه يتنازل عن جزء من ممتلكاته الى صندوق بهلوي الخيري.
- 11 كانون الثاني: بختيار يقدم برنامجه الإصلاحي أمام المجلس النواب.
- 13 كانون الثاني: الشاه يعين مجلس وصاية من ثماني شخصيات – 400 ألف شخص يحضرون مؤتمراً شعبياً في حرم جامعة طهران إحتفالاً بإستئناف الدراسة.
- 16 كانون الثاني : الشاه يغادر إيران وينفجر باكياً على سلم الطائرة ويصل الى مصر للإقامة فيها بعض الوقت.
- 22 كانون الثاني : الشاه يصل الى المغرب.
- 1 شباط : الخميني يعود الى إيران – 5 ملايين يشتركون في إستقباله.
من هو الإمام آية الله الخميني
المصدر نفسه
(أ.ل)-هذه الشخصية الفذة , التي تستقطب إهتمام العالم في العام 1979 من خلال تحريكها لثورة شعبية , ومن خلال تحديها للنفوذ الأميركي , وخروجها على وصايات القوى الأجنبية , هذه الشخصية التي دخلت التاريخ الإيراني والعالمي لم تخرج من فراغ.وليست المرة الأولى التي يثور فيها آية الله الخميني على الشاه وعلى إمبراطورية آل بهلوي ,فثورته إبتدأت منذ عام 1941.. ولكن السؤال من هوالخميني؟
إنه من مواليد عام 1900 في بلدة خميني ومنها أشتق إسمه, وكان أبوه مصطفى أيضا يحمل لقب آية الله. وبعد مولده بخمسة شهور قتل أبوه على يد أحد الزعماء وربته أمة وعمته التي كانت عاهدت نفسها على ملاحقة قاتل أخيها الى أن تسببت بإعدامه.
وقد حصلت ثورة أولى في إيران عام 1906 والخميني طفل صغير , وقد عادها زعيم ديني مقيم في النجف بالعراق حيث أصدر أوامره بالتوقف عن التدخين, فتوقف جميع الناس تقريباً عن التدخين في نفس اليوم , حتى إن بلاط الشاه لم تظهر فيه السجائر في ذلك اليوم.
وحمل الخميني في صباه ذكريات هذه الثورة ضد إحتكار التبغ. وركز في نشأته على التعرف بعمق الى جميع العلوم الدينية في مدينة قم وقد عاصر حدثين هامين:
- الأول تفكك الدولة الفارسية في الحرب العالمية الأولى.
- والثاني ظهور " رضا خان " كحاكم ديكتاتوري على إيران. إذاً لقد بدأ حياته السياسية عملياً في عام 1941 عندما كتب مقالاً هاجم فيه شاه إيران آنذاك في تلك الفترة .
وبعد الحرب العالمية الثانية , إعتبر الخميني إن الشاه يبيع إيران للأجانب وحذر الشعب الإيراني من أن الإسلام في خطر . وقد تصارع في إيران تيران : الأول يدعو الى تأكيد تاريخ فارس القديم وأصلها الآري وذكريات البلاد وإقامة علاقات أخوية مع العرب, ويؤيده رجال الدين.
وكان الخميني بين الحين والآخر يهاجم الإصلاحات التي يحدثها الشاه, ويشجب أساليبه الدكتاتورية التي يتبعها ضد المعارضة.
وفي عام 1963 ,حصلت صدامات دموية عديدة بين المعارضين للشاه وقوات الأمن فألقى القبض على آية الله الخميني , ثم سرعان ما أفرج عنه. وفي عام 1964 غادر إيران الى تركيا بطلب من السلطات الإيرانية فوضعته تركيا تحت الإقامة الجبرية . ثم عاد الى إيران بضفط شعبي تركي وإيراني , ولم يلبث أن غادر البلاد منفياً الى العراق قاصداً النجف وهناك عثر على إبنه مقتولاً ,فإنهم المخابرات الإيرانية السافاك بإرتكاب الجريمة.
وقد أمضى آية الله الخميني خمس عشرة سنة في النجف , تعرف فيها على رجال الدين المعارضين وجمعته بهم المصيبة الواحدة . وفي عام 1978 وبعد إندلاع الثورة الإيرانية من جديد توجه الإمام الخميني الى قرية نوفل لو شاتو القريبة من باريس ليدير من هناك عجلة الزف الشعبي على العرش البهلوي , وقد بلغ من العمر السادسة والسبعين.
إنه رجل ذو نظرات بعيدة , وأشد ما كان يؤلمه الإمتيازات العسكرية الأميركية في بلاده التي يعتبرها دليلاً على عبودية الشعب الإيراني.(انتهى)
Copyright © 2010 LNA.
All Rights Reserved.




