الثورة الاسلامية الايرانية - مهمّة الطباطبائي في الجنوب: نسف الوقيعة بين الشيعة والفلسطينيين
مهمّة الطباطبائي في الجنوب:
نسف الوقيعة بين الشيعة والفلسطينيين
المصدر: الكفاح العربي في: 15/1/79 (مصحح)
"ارادوا ان يقيموا فجوة بين الشيعة والمقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان وراهنوا على امكانية نجاح خطتهم, الا ان زيارة الدكتور صادق الطبطبائي نائب رئيس الحكومة الايرانية والناطق الرسمي حالت دون ذلك. وساعدت على عودة الامور الى حالتها الطبيعية. بعدما افهمهم ان الدفاع عن الجنوب لا يمكن ان يتأمن الا من خلال التعاون الشيعي – الفلسطيني..
هذا ما قاله العميد سعد صايل "ابو الوليد" مدير العمليات العسكرية في اللجنة المركزية لحركة "فتح" ... لعدد من الصحافيين. بعدما شارك في الاجتماع الذي عقده الجنرال ارسكين قائد قوة الطوارئ الدولية مع قيادة حركة "فتح" في الاسبوع الماضي في مقر العلاقات الخارجية.
وفسرت الاوساط السياسية قول "ابو الوليد" المعروف بأنه لا يتعاطى مع الصحافيين في الامور السياسية ويفضل كعادته عدم الخوض فيها بأنه تقييم مباشر للاجتماع الذي عقد بين الدكتور الطبطبائي وياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بحضور ابو جهاد وابو الوليد وابو الزعيم .. والذي تركز البحث حول قضية اساسية وهي التصدي للمحاولات الهادفة الى زرع بذور الشقاق بين المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى والمقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان والعمل على توحيد الموقف الفلسطيني – الشيعي باعتباره يشكل الضمان لمواجهة المؤامرة الصهيونية – الامبريالية التي تطال الفلسطينيين كما تطال الشيعة على حد تأكيد الدكتور الطبطبائي في خطبه التي القاها خلال جولته التفقدية لقرى الجنوب والمخيمات الفلسطينية..
وهذا يعني ان زيارة الدكتور الطبطبائي للبنان حققت اهدافها وجاءت في محلها في ظل توارد الاشاعات والاخبار عن ان الصدام بين الشيعة في الجنوب والفلسطينيين بات متوقعاً بين يوم واخر, وما يمكن ان يشكله هذا الصدام من ورقة ضغط تستخدم لمواجهة الوجود الفلسطيني في جنوب لبنان, والعمل على توظيفها في اطار مطالبة البعض بضرورة جلاء الفلسطينيين عن الجنوب..
واذا كان الدكتور الطبطبائي قد نجح في مهمته بعيداً عن الاضواء, فإن عرفات حذر بدوره من "ان المؤامرة لا تزال بالمرصاد للثورة الايرانية, ويهمنا ان تبقى الثورة في ايران, لأن خميني جديد يكمل ما بدأه الامام آية الله الخميني..
وقد رد الدكتور الطبطبائي قائلاً: "اننا في ايران نعتبر بأن اسرائيل هي مصدر كل خطر وشر ويجب التعاون مع كل الفرقاء لضرب هذا الشر المطلق فمصيرنا واحد, ولا خيار امامكم الا مواجهة المؤامرة الصهيونية وانتم في خندق واحد الى جانب الشيعة في جنوب لبنان..."
زيارة الدكتور الطبطبائي هي الزيارة الثانية التي يقوم بها مسؤول ايراني للبنان خلال اقل من اسبوعين اذ سبقه الى بيروت السيد حسين الخميني حفيد الامام الخميني الذي وقف على كل ما يجري في الجنوب ونصح بالتفاهم الشيعي – الفلسطيني لأن سقوط هذا التفاهم يدعم موقف اسرائيل واعداء الامة العربية والاسلامية..(انتهى)




