العقيد القذافي - Page 4
اعتبرت مصر على الحياد من اتّحاد الجمهوريات العربي بسبب المواقف التي اتّخذتها في ما يتعلّق بقضية التوافق العربي.
لم يتمكّن القذافي من احتمال مواقف البلدان الغربية، فأعرب عن إرادته لمساعدة الشعوب المضطهدة التي تسعى إلى الخروج من وطأة الإمبرياليين في حين كان يخطّط لمشروع ليبي يقضي ب"جمع إفريقيا الصحراء الإسلامية بدءاً من موريتانيا حتى إريثريا". لا شكّ في أنّ البلدان الإمبريالية لم تتمنَّ يوماً أن ترى مشروع وحدة البلدان العربية يتحقّق.
أصبحت ليبيا مقرّ اجتماع كافة حركات التحرير الوطنية لا سيما أنّها تقوم بمبادرة دعم كافة الحركات الثورية، سواء عربية كانت أو إسلامية أو إفريقية...
ارتفع عدد المؤتمرات التي عقدت في طرابلس وبنغازي في تلك الأيام إلى درجة أنّه يمكن اعتبار أنّ هاتين المدينتين شهدتا لأضخم نشاط سياسي في بلدان العالم الثالث.
احتلّت ليبيا الثورية مكانة جديدة على الساحة العالمية والتقى القذافي بعدد كبير من الشخصيات، نذكر منها:
فيدل كاسترو، في كوبا
ياسر عرفات، في فلسطين
ألكسيس كوسيغوين، في روسيا آنذاك
حبيب بورقيبه، في تونس
هواري بومدين، في الجزائر
حسين كونتش، في النيجر
فيلكس ملّوم، في لتشاد
جمال عبد الناصر، في مصر
جوزيف تيتو/ في يوغوسلافيا آنذاك
وأخيراً جورج بومبيدو في فرنسا آنذاك
أما اسم ليبيا الرسمي فأصبح:
الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية
تألّفت أمانة سرّ المجلس الشعبي العام من الأعضاء التالي ذكرهم:
معمّر قذافي
خويلدي حميدي
مصطفى خروبي
عبد السلام جلّود
أبو بكر يونس
أما التشريع الاجتماعي فيستند إلى ما ينصّ عليه القرآن والدفاع عن الوطن هو واجب ومسؤولية كلّ مواطن ومواطنة.
________________________________
-1987: النزاع بين التشاد وليبيا – الفوضى الليبية
كانت الأراضي الليبية تشهد نزاعاً حاداً مع التشاد. ففي 11 كانون الأول/ديسمبر احتلّ الجيش الليبي مدينة "بردايا" جنوب قطاع أوزو الذي يطالب به الليبيون كجزء لا يتجزّأ من ليبيا. يقع هذا القطاع شمالي التشاد والنيجر وهو معروف بثروة اليورانيوم والبترول. فلو كانت هذه المنطقة صحراء لما شهدت لأي نزاع. وللعودة في التاريخ، مُنحت قطعة هذه الأراضي إلى إيطاليا في 7 كانون الثاني/يناير من العام 1935 وفقاً لمعاهدة لافال-موسوليني التي سرعان ما اعتُبرت قديمة بعد عقد اتفاق بين فرنسا وليبيا في 10 آب/أغسطس 1955. شهد البلد في العام 1987 لحرب كبيرة ولحصار عسكري فرنسي لا سيما أنّ مركز gmct لم يتلقّ قطعة غيار واحدة للأسطول الليبي. أما من ناحية التشاد فقد ساعدتها فرنسا على منع الجيش الليبي من تجاوز الخط السادس عشر(16e parallèle) عبر استئجار طائرتين ترانسال تحتويان على 16 طن من المواد الغذائية والذخائر والمحروقات وإرسالهما إلى مناصري غوكوني في جبال تيبستي.
في 20 كانون الأول/ديسمبر، حصل هجوم مضادّ للجيش التشادي في "زوار" وهي منطقة محتلّة من الجيش الليبي، فأوقع 400 قتيلاً ليبياً. أما في 2 كانون الثاني/يناير 1987 قُتل 784 ليبياً و18 تشادياً في مدينة الفدا ودمّرت 154 دبابة. في 21 كانون الثاني/يناير حرّرت مدينة زوار.
حاول بعض الليبيين العودة بالتاريخ إلى الوراء لتحديد إلى أي بلد ينتمي قطاع أوزو حقيقةً وظلّوا مقتنعين أنّه جزء لا يتجزأ من ليبيا وهم يردّدون قائلين: "لقد استرجعنا كافة الأراضي المحتلّة من إيطاليا". إنّما تجدر الإشارة هنا إلى أنّ معاهدة روما تعود إلى العام 1935. فتاريخ 7 كانون الثاني/يناير هو تاريخ تصحيح الحدود مع ليبيا (التي كانت آنذاك مقاطعة إيطالية) في ظلّ الوعود المعطاة في لندن إلى إيطاليا في نيسان/أبريل 1915 لدفعها إلى المشاركة بالحرب. عندئذ حصلت إيطاليا على مقاطعة أوزو (114.000 كلم2 في واحات أوزو وصوما وغويزينتي وأوري). أما فرنسا فقد احتفظت بواحات الوور وبرايا وتكرو ومناجم الملح في غورو. لذلك يمكن اعتبار أن مقاطعة أوزو كانت إيطالية لكنّها أصبحت ليبية الآن. وتجدر الإشارة إلى أنّ موسوليني لم يقتنع آنذاك بتلك المعاهدة فرفض احتلال الأراضي الممنوحة له وأعلنت إيطاليا في 17 كانون الأول/ديسمبر 1938 أنّها لن تقرّ بتلك المعاهدة فاعتبرت عندئذ غير صالحة قانونياً.
هذا باختصار سبب الخلاف حول قطاع أوزو وحول انتمائه إلى ليبيا - لا سيما وأنّ موسوليني لم يقرّ بالمعاهدة - أو اعتباره جزء لا يتجزّأ من التشاد. لكنّ الحقيقة تظهر أنّ الشعب الليبي يطالب باسترجاعه؟ فالسؤال يطرح ما إذا كان هذا القطاع قد يثير اهتمام بلد من البلدان لو لم يكن غنياً بالموارد؟
في 21 كانون الثاني/يناير، قام الجيش التشادي بتحرير منطقة "زوار" من القوات الليبية. لكنّ الليبيين تمكّنوا من الوصول إلى "فايا لارجو" البعيدة عن قطاع "أوزو" رغم العتاد الخفيف الذي كانوا يملكونه.
وفي سياق هذه الاحداث ظهرت الرواية التالية تؤكد وجود الامام الصدر وصحبه احياء و الخبر كان مصدره مساجين فروا الى التشاد من السجون الليبية الخبر جاء في ربيع العام 1988 (اثناء الحرب بين التشاد و ليبيا )و افادوا بانهم راوا الامام الصدر المميز بقامته الطويلة و عيونه الملونة.فما كان من رئيس جمهورية السنغال عبدو ضيوف الا ان ارسل بهذا الخبر الى السفير اللبناني في الاردن السفير احمد ابراهيم يقول فيه ان الامام الصدر ما زال على قيد الحياة . *(الصحف المحلية) و بعد مراجعة عائلة الصحفي بدرالدين مصادر دبلوماسية رفضت الافصاح عن نفسها اكدت ان هذا الخبر صحيح و لكن تم انكاره فيما بعد حفاظا على ود العلاقات مع ليبيا.و هذا ليس الا مثال بسيط على استعمال هذه القضية كورقة ابتزاز للقذافي من قبل كل من يتعادى معه و النتيجة تبقى واحد الا وهي احتجاز الامام الصدر و صاحبيه.
منذ فتح الجبهتين، تبنّى القذافي في 12 حزيران/يونيو 1988 ميثاق حقوق الإنسان. في 20 آب/أغسطس من السنة عينها، أُعدم عشرون مقيماً إفريقياً لأنّهم رفضوا الانصهار في الفيلق الإسلامي. في 31 آب/أغسطس تمّ استبدال الجيش والشرطة بالميليشيا الشعبية وفي 6 أيلول/سبتمبر ألغى القذافي المركزية من الحكومات، على غرار ما فعله فرانسوا ميتران في فرنسا.
تلك السياسة العنيفة أرعبت البلدان الغربية التي لا شكّ في أن يكون موقفها معاكساً له. لا بدّ من القذافي أن يختار بين السياسة الإسلامية والنظام الذي يشبه الديمقراطية، لكنّه لم يقرّ قطّ، صراحةً، باختياره هذا الموقف أو ذاك. فالنساء لسنَ مجبرات على "الأسلمة" أي على ارتداء التشادور أو الحجاب إذ يمكنهنّ الاطمئنان وارتداء الفستان الأبيض لأنّ القمع غير موجود في الشوارع.
في 29 أيلول/سبتمبر 1988، فاجأ القذافي الجميع حين حلّ لجانه الثورية بعد أن اتّهمها بالضلوع وراء اغتيال المعارضين السياسيين. هل من الممكن أن يهدأ ويعقل هذا الرجل مع الوقت؟
كانت أسواق المدينة القديمة تعجّ بالزبائن وبالمؤن. فكلّ يوم، يعرض السوق المركزي الخضار والمواد الغذائية الأخرى كما أنّ اللحم عاد إلى الأسواق بعد انقطاعه لفترة تقارب السنة.
أثارت أحداث تلك الساعة اهتمامنا. فقد تمّ تحرير المعتقلين في السجون اللبنانية بعد فترة من تحسّن العلاقات الديبلوماسية داخل الأوساط الليبية واحتلّ هذا الموضوع الصفحات الأولى للصحف في فرنسا.
حدث ذلك بعد اطلاق اية الله مهدي روحاني خبرا مفاده ان لديه معلومات مؤكدة لا بل تجزم عن وجود الامام الصدر حيا في ليبيا و ان الايام القليلة التالية ستثبت هذا الامر.وبعدها اعلن الرئيس بري ان روحاني وقع ضحية مخابرات،فما الذي حدث باختصار؟!
نقلت اخبار خاصة للعائلة مفادها ان المعلومات التي استقاها السيد اية الله روحاني رحمه الله كانت صحيحة و هذا ما جعله يبدو مطمئنا بدرجة عالية في مقابلاته حتى انه ارسل شريط فيديو مصور الى ايران صور فيه الامام الصدر يثبت فيه صحة كلامه و لكن ما حصل عند وصول الامور الى هذه الجدية تدخل تيار في ايران ممن يهمه ابقاء ملف اخفاء الامام الصدر غامض و ليس له مصلحة في كشفه هذا ان لم يكن هو نفسه ضالعا في اخفائه فما كان من هذا التيار الا ان مارس ضغوطاته لاطلاق الرهائن الفرنسية المخطوفة في لبنان و هذا بالفعل ما حصل.و بالتالي وقع السيد روحاني ضحية مخابرات كما قال الرئيس بري.حسنا لعبها الرئيس شيراك ليفوز بمقعد الرئاسةونلفت ههنا أنه وبالاضافة الىهذه المعطيات علم أن الامام الصدر قد خير بين أن يعود الى بلاده وأهله ضمن شروط تناقض المبادىء التي كان يطرحها في الماضيلكنه رفض التخلي عن مبادئه والتخلي عن النبتة التي زرعها مع أصحابه الامر الذي أدى الى اقفال خطوط التفاوض.
و اليوم تذكر الرئيس سركوزي ان يثير قضية الامام الصدر امام القذافي عند اطلاق الممرضات المعتقلات في ليبيا مع الطبيب الفلسطيني.و بهذا تكون النتيجة واحدة دوما في هذا الموضوع الا و هو ان الجميع يستعمل ورقة اختفاء الامام الصدر لمصالحه الشخصية محليا و دوليا لدرجة ان البعض قد وصلت به الوقاحة ان يزيل ديون الاربعين مليار او اكثر مقابل طي ملف الامام الصدر...و احيانا لتصدير التفاح اللبناني الى ليبيا... او حتى ابتزاز القذافي لمآرب شخصية ... و الواقع هو ان العلاقات الليبية اللبنانية حافظت على ازدواجيتها :السلبية من جهة بسبب ملف الامام الصدر و الايجابية لمن تخوله نفسه ان يرفع ارقام راسماله في المصارف بطريقة مباشرة او غير مباشرة (عبر مالطا مثلا) و غيرهم...و غيرهم حتى من الجنس اللطيف... و بسبب المغتربين اللبنانيين الذين يبحثون عن باب الرزقة.(مصادر خاصة)
روحاني يكرر معلوماته عن الصدر
ويتوقع أخباراً جديدة بعد أيام
وكالة اخبار لبنان في 18-4-88 أجرى المقابلة الصحفي الزميل طارق ترشيشي
جدد رئيس الطائفة الشيعية في أوروبا آية الله مهدي روحاني تأكيد صحة معلوماته القائلة بأن رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الصدر سيظهر بعد 4 أسابيع في القاهرة ورفض كشف مصدر معلوماته لأن الإمام الصدر لا يرضى بذلك.
وأعلن أن أخبار جديدة ستتوفر له بعد عشرة أيام وسأبلغها إلى ابنة عمي السيدة رباب الصدر مشيراً إلى وساطة أجنبية جارية لإطلاق الإمام الصدر ومؤكداً استعداده لاستقبال أي موفد من لبنان.
وأجرت "وكالة أخبار لبنان" أمس مع آية الله روحاني الموجود في باريس الحوار الآتي:
• ما زلت تؤكد على صحة معلوماتك بأن الإمام الصدر سيظهر بعد أربعة أسابيع في القاهرة، ما هو مصدر معلوماتك؟
- أؤكد مرة ثانية ورابعة أن الإمام الصدر في صحة وسلامة مئة في المئة وهذا أهم شيء عندنا. وهذا ما أستطيع أن أقوله لكم ولا تسألوني عن مصدر معلوماتي لأن هذا الأمر يخصني وحدي.
• هناك تساؤلات كثيرة حول صحة معلوماتك والبعض يشكك في صدقيتها؟
- لا تهمني التساؤلات وأعرفها إنها كثيرة ولكن يمكنني أن أؤكد أن لدي من المعلومات الكافية والوافية عن الإمام الصدر وكلها تؤكد أنه في صحة وسلام.
• لماذا حددت القاهرة مكاناً لظهوره وليس أي بلد آخر؟
- إن الإمام سيظهر في القاهرة بنسبة 90 في المئة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة وبنسبة 10 في المئة في بلد آخر، ولكن الأهم عندي واصل القضية هو حياة السيد وأنا متأكد بأنه في صحة تامة وهذا ما هو مأذون لي بأن أقوله. ولا تسألوني أكثر لأني لا أقدر على أن أدلي بمزيد من التفاصيل لأن الإمام لا يرضى بذلك.
• إننا نلح عليك بأن تحدد لنا مصدر معلوماتك؟
- لا أستطيع اعذروني.. بعد عشرة أيام ستكون عندي أخبار جديدة أبلغكم إياها.
• هل هناك وساطة عربية جارية لإطلاق الإمام الصدر وهل تشاركون فيها؟
- هناك وساطة أجنبية ونحن على اطلاع على مجرياتها، وبعد عشرة أيام تتوفر لي معلومات جديدة يمكنني إعلانها.
• يتردد في بيروت أن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وبعض المراجع تنوي إرسال موفدين للاجتماع بكم والإطلاع على معلوماتكم؟
- أنا على استعداد لاستقبال أي موفد، فالبيت بيتهم وأنا في خدمتهم وفي خدمة شعب لبنان، وبكل سرور أتشرف بزيارتهم وأهلاً وسهلاً بمن يزورني.
• إنك تركز في معلوماتك على الإمام الصدر في صحة وسلام ولكنك لا تذكر رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين، فهل لديك معلومات عنهما؟
- بعد ثلاثة أيام أو أربعة أيام تتوفر لي معلومات عن مصير الشيخ يعقوب والأستاذ بدر الدين وإنني أسعى لمعرفة مصيرهما. ومساء أمس الأول تلقيت اتصالاً من بيروت سئلت خلاله عنهما.
• الجانب الإيراني وأطراف لبنانيون يشككون في صحة معلوماتك عن الإمام الصدر وبعضهم لا يعيرها أهمية؟
- إنني أفكر دائماً وأسعى إلى سعادة الشعب اللبناني وسعادة الإيرانيين، ولا أتوقف عند النفي والتشكيك فقضية الإمام الصدر قضية عائلية تخصني فهو ابن عمي ولا يحق لأشخاص آخرين أن يتدخلوا بها. وعلى كل حال، أنا رجل دين وما أقول به شأن الإمام الصدر أعتبره وظيفة خاصة، وفي الحقيقة ليس لي أي اتصال بالمسؤولين الإيرانيين ولكني أحب جميع الناس.
• هل لديك رسالة تود أن تبلغها إلى المعنيين بقضية الإمام الصدر في لبنان؟
- أسلم عليهم جميعاً، وأنا في خدمتهم، وأقول لهم أن السيد (الصدر) حي وموجود وفي حال الصحة والسلامة، وما أريد منهم أن يسعوا إلى الوحدة بين أبناء الوطن وإلى تحقيق السلام... سلموا لي عليهم جميعاً وبعد عشرة أيام تكون عندي أخبار جديدة وسأتصل بابنة عمي السيدة رباب الصدر وأبلغها إياها.
اتصالات
وفي بيروت علم أن الاتصالات ناشطة في شأن المعلومات الجديدة عن الإمام الصدر وأن السيدة رباب الصدر شرف الدين شقيقة الإمام الصدر تلقت اتصالاً من موفدها الذي التقى آية الله روحاني فأبلغها أن روحاني ما زال يؤكد صحة معلوماته وأنه لا يستطيع كشف مصدرها حالياً.(انتهى)********************




