العقيد القذافي - الخلاف الليبي – الفلسطيني لماذا والى اين؟..

PDF Print E-mail
Article Index
العقيد القذافي
Page 2
تظاهرات في ليبيا ضد السفارة الفرنسية
Page 4
Page 5
القذافي و التماهي بالامام الصدر
Page 7
Page 8
Page 9
Page 10
الوحدة العربية ضد مصر
الخلاف الليبي – الفلسطيني لماذا والى اين؟..
العقدة والعقيدة
Page 14
Page 15
Page 16
Page 17
Page 18
Page 19
Page 20
Page 21
Page 22
Page 23
Page 24
Page 25
Page 26
Page 27
Page 28
Page 29
Page 30
Page 31
Page 32
Page 33
Page 34
Page 35
Page 36
Page 37
Page 38
Page 39
Page 40
All Pages
Page 12 of 40

 

الخلاف الليبي – الفلسطيني لماذا والى اين؟..
اخطأ القذافي عندما تحدث عن التحالف اللبناني مع العدو
 واخطأت منظمة التحرير عندما فتحت, اليوم, ملف اختفاء الصدر
تكتيك ليبي لعزل "فتح" عن سائر المنظمات

فريد ابو شهلا المصدر:الجمهور 20 كانون اول 1979

 لا شك ان اي خلاف ينشأ بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين دولة عربية امر يؤسف له. لأن منظمة التحرير تمثل القضية العربية المقدسة الاولى. ولأنه اذا كانت الاختلافات العربية امراً طبيعياً وعادياً ومألوفاً فإن العزاء الوحيد كان دوماً ان العرب قد يختلفون على كل شيء الا على القضية الفلسطينية. فهي النقطة الوحيدة التي يلتقون عليها ويتفقون حولها.
   واذا كان الاختلاف مع منظمة التحرير امراً لا علاقة له بالاتفاق على القضية الفلسطينية, فإنه لمما يزيد في الاسف ان تجد الهيئة التي تتمثل فيها القضية الفلسطينية نفسها من وقت الى آخر على خلاف مع هذا النظام العربي او مع ذاك. فلقد اختلفت منظمة التحرير الفلسطينية في العشر السنوات الاخيرة مع الاردن ومع العراق ومع قسم من لبنان... والان ها هي تعلن عن خلافها مع الجماهيرية الليبية – آخر دولة كان يمكن ان يخطر في البال ان يدب الخلاف بينها وبين المنظمة..
   التفسير الوحيد لهذه الخلافات هو التحليل القائم على انه من الصعب التوفيق بين منطق الثورة وبين منطق الدولة. وهو تحليل معقول. فالمنظمة الفلسطينية ثورة مستمرة. وهذا الشعار يردده الفلسطينيون يومياً. وكل بيان لهم وكل تصريح وكل حديث ينتهي بعبارة "ثورة حتى النصر".
   بينما الدول لا تستطيع ان تعتمد هذا المنطق.. وعندما يصطدم منطق الثورة بمنطق الدولة يقع الخلاف حتماً.
   ولا فائدة الان من الرجوع الى ما حصل في الاردن او في لبنان, ولا الى توتر العلاقات الفلسطينية مع العراق.. فقد بات كل ذلك معروفاً.
   ولكن ماذا حدث مع ليبيا؟
   يبدو انه الصراع الطبيعي نفسه بين المنطقين هو الذي ادى الى اساءة العلاقات بين ليبيا وبين منظمة التحرير. علماً بأن الحكومة الليبية  تحرص على التحديد بان الخلاف هو مع حركة "فتح" وليس مع باقي الفصائل الفلسطينية.
   في الثامن من الشهر الجاري (ديسمبر) اذاعت المصادر الفلسطينية ان السلطات الليبية اخذت تضيق الخناق على مكتب المنظمة في مدينة طرابلس. واتهمت المنظمة حكومة ليبيا بأنها ضربت طوقاً على موظفي المكتب وهددت اعضاءه بالطرد, كذلك انها اخذت تمارس ضغطاً على الطلب الفلسطينيين الذين يتابعون العلم في ليبيا لارغامهم على تشكيل لجان شعبية, على غرار اللجان الشعبية الطلابية.
انفجار الازمة
   وقيل يومها ان الاسباب الحقيقية للازمة كون المقاومة الفلسطينية لم تتجاوب مع دعوة القذافي الى تدمير قناة السويس والى اقفال مضيق هرمز.
   وسرعان ما تفجرت الازمة في اليوم التالي حرباً كلامية بين الجانبين على اثر ورود نبأ طرد ممثل المنظمة في ليبيا السيد سليمان الشرفا (ابو طارق) مع افراد عائلته.
   وقد اعلن ذلك السيد فاروق قدومي, واضاف ان رجل الامن الليبين حذروا الفلسطبنيين المقيمين في ليبيا من الذهاب الى المطار لوداع "ابو طارق".
   وتلت ذلك حملة بيانات وبيانات مضادة عنيفة. وهاجمت اذاعة صوت فلسطين العقيد معمر القذافي واتهمته بتوجيه طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني, وقالت "ان شعاراته الكبيرة برهنت على مدار عهده (العجيب) انها مجرد ذر للرماد في العيون, وان تصرفاته عطلت ليبيا عن ممارسة دورها الحقيقي".
    وكان من الطبيعي ان تثور ثائرة العقيد القذافي. فأعطى تصريحاً (اثار الدهشة) قال فيه "انه الان وبعد تعامله مع "فتح" بدأ يفهم تفضيل اللبنانيين التحالف مع العدو على التحالف مع "فتح" واتهم ياسر عرفات بالتآمر على الثورة الفلسطينية.
   ونفى ان تكون ليبيا ضيقت الخناق على مكتب المنظمة في طرابلس, ولكنه قال انه تلقى شكاوى عديدة ضد ابو طارق "من فلسطينيين مروا في ليبيا ومن فلسطينيين مقيمين فيها وان ابو طارق "كان يفرض على الفلسطينيين ان يدفعوا مبالغ من المال وكان يسيء معاملتهم"... وان الفلسطينيين هم الذين اجبروه في النتيجة على مغادرة ليبيا.
   ولم يطل الانتظار حتى جاء الرد اثر اجتماع عقدته اللجان المركزية لحركة فتح في بيان خلاصته رفض كل الاجراءات التي اتخذتها حكومة ليبيا واستنكارها, ومع التمسك بالحكمة والعبر ورفض كل وصاية وكل تبعية.
   كما ان "ابو طارق" قال في تصريح له: ان القذافي عدو الشعب الفلسطيني رقم واحد.
   وفي مقال نشرته جريدة "فلسطين الثورة" الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية, تحميل ليبيا – وللمرة الاولى – مسؤولية اختفاء الزعيم الشيعي اللبناني السيد موسى الصدر. وجاء في المقال: "هل تريد منا ان نفتح ملف اختفاء الامام موسى الصدر" واكد المقال ان قائد الثورة الفلسطينية وان الامام الصدر لم يغادر ليبيا الى روما وانه اختفى داخل ليبيا "وانك تعرف هذه الحقائق الدامغة كلها".
   ويتابع: "نعم لقد جن جنونك فلائحة الاتهام لا ترحم ولكنها الحقيقة انك وحدك تتحمل شخصياً مسؤولية اخفاء الامام موسى الصدر".
غلطة من هنا وغلطة من هناك
   وقد تابع المراقبون بكثير من الانتباه تطورات الخلاف الليبي الفلسطيني. وسجلوا في هذا السبيل غلطتين كبيرتين على كل من الطرفين.
  فالعقيد القذافي اخطأ عندما قال انه "الان بدأ يفهم تفضيل اللبنانيين التحالف مع العدو على التحالف مع "فتح".
   ولم يحدد اي لبنانيين يعني بكلامه الذي يشمل كل اللبنانيين.
   وكذلك لم نفهم ما اذا كان ذلك اتهاماً ام مديحاً لهؤلاء اللبنانيين. وخطأه يتخلص في انه لمجرد اختلافه مع فتح لأسباب لا علاقة لها باللبنانيين – وهو الذي كان يعتبر نفسه بطلاً في الوطنية وقدوة في مناصرة القضية الفلسطينية – اذا به فجأة وتحت وطأة الانفعال, لا يتصرف كرجل دولة, وينسف كل الجسور مع الجبهة التي كان يعتبرها اصدق حليف له والتي كانت تعتبره حليفها الاول.
   كذلك اخطأ الجانب الفلسطيني عندما قرر "أن يفتح ملف اختفاء الامام موسى الصدر" ويتهم القذافي بإخفائه ويحمله "وحده" كل المسؤولية.. فاذا كانت منظمة التحرير تعرف كل هذه الاسرار المدموغة بـ"14 قرينة وواقعة" فلماذا سكتت عنها حتى اليوم. واذا كان لهذا السكوت اسبابه فليس ما يبرر كشف الاسرار الان سوى الانفعال تجاه تصرفات القذافي والتي اعتبرتها المنظمة كافية لنسف كل الجسور معه. وفي الحالين كان التصرف خاطئاً. خاصة وان نسف الجسور ليس في مصلحة اي من الطرفين, بدليل اهتمام بعض الاطراف العربية وتحركها من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه. فلقد تحركت الجزائر واليمن الجنوبي والكويت وامانة الجامعة العربية وتطوعت للعمل في هذا السبيل. ويسجل المراقبون ان المجلس المركزي للمنظمة ابدى اسفه للخلاف الحاصل... واظهر حرصه على تجنب صب الزيت على النار (...) كما ان ممثلي اربع منظمات فلسطينية كانوا زاروا طرابلس واجتمعوا بالرائد عبد السلام جلود وعادوا بمشروع اتفاق يتألف من سبع نقاط في مقدمتها وقف الحملات.. ولكن المسعى توقف عند هذا الحد اثر التصريح العنيف الذي ادلى به العقيد القذافي وتضمن اتهامات خطيرة لقيادة "فتح".
شعرة معاوية
  فيوم الخميس الماضي عقد المجلس المركزي الفلسطيني اجتماعاً في دمشق صدر عنه بيان استنكر تهجمات النظام الليبي الظالمة وغير المبررة على الشعب الفلسطيني وقيادته (...) وادان ابعاد ممثل المنظمة من طرابلس في شكل يتناقض مع تقاليد الاخوة والاعراف الديبلوماسية (...) واكد اهمية العلاقة بين منظمة التحرير والقطر العربي الليبي (...) ودعا القيادة الليبية الى وقف حملاتها (...) بغية تجنب تبديد القوة العربية.
   وفهم من ذلك ان المجلس المركزي حرص على المحافظة على شعرة معاوية مع ليبيا وترك للقيادة الليبية اغتنام الفرصة واخذ المبادرة. ولقد نقلت المصادر المطلعة ان مناقشات المجلس كانت "حامية جداً" وان الحل الوسط امكن الوصول اليه بعد جدل طويل. تم في نتيجته الاقتناع بانه من الافضل عدم اتخاذ خطوة قوية من الجانب الفلسطيني في وجه الخطوة الليبية حرصاً على عدم الوصول بالعلاقات بين الجانبين الى حد الانقطاع, تاركين المجال للحوار الهادئ كفرصة اخيرة.
   ولكن فيما كان يتوقع المراقبون ان تأتي من الجانب الليبي بادرة متجانسة مع الموقف الفلسطيني اذ بهم يفاجأون بالمصادر الليبية تعلن عن اتجاه لوقف كل مساعدة الى فتح "لان هذه الحركة تخلت عن الكفاح المسلح بعد ان تحولت الى العمل السياسي". وان المساعدات يجب ان تذهب الى الفلسطنيين الذين يقاتلون. وفي صدد المساعدات قال ابو اياد في مهرجان حضره ياسر عرفات: "ان القذافي لم يدفع الى فتح قرشاً واحداً منذ 1975 لأنه يريد ان تكون "ثورتنا بالاجرة ونحن نرفض ذلك".
   وكان ظاهراً ان "التكتيك" الليبي الجديد يتجه نحو عزل "فتح" عن سائر المنظمات, استناداً لما قيل عن ان بعض منظمات الرفض لم تكن متفقة كل الاتفاق مع "فتح" بصدد كل المواقف من الجماهيرية الليبية, وان هذا البعض اعلن من خلال بياناته دعوته الى وقف الحملات الاعلامية "واشاعة جو يسهل الحوار الديمقراطي من اجل تعزيز العلاقات وتوثيق الروابط بين وحدات النضال العربي".
   الا انه لوحظ بكثير من الاهتمام ان رغم كل المناقشات, حتى العنيف منها, وان ما نشر عن آراء مختلفة تجاه العلاقة مع ليبيا.. بقيت جميع الحركات متمسكة بمنظمة التحرير بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
   ومهما حملت الايام الاتية من تطورات فان الاوساط السياسية لا تتوقع ان تستمر "الحرب" الليبية الفلسطينية الى حد القطيعة النهائية على الرغم من ارتفاع حرارتها في الايام الاخيرة.. فقد علمتنا التجارب والظروف, وخاصة العربية منها, ان ما من اختلاف بين جانبين مهما اشتد الا وكانت الايام, والمصالح, كفيلة بزواله. واكبر برهان على ذلك "الحرب" الاردنية الفلسطينية سنة 1970 التي سقط فيها عشرون الف قتيل معظمهم من الفلسطينيين.. زالت آثارها, وعاد الوئام بين الجانبين. وتصافح الملك حسين وياسر عرفات وتعانقا.. فمن كان يصدق ان مثل هذا قد يحصل؟
   وعلى هذا الاساس ليس مستبعداً على الاطلاق ان يلتقي القذافي وابو عمار وان تتلاقى الثورة الفلسطينية مع الثورة الليبية مرة جديدة, رغم كل ما قيل ونشر من هذا الجانب او ذاك.
   مصيبتنا نحن العرب اننا عاطفيون.. ومواقفنا, مع الاسف, تتأثر في كثير من الاحيان بالنزوات العاطفية  والانفعالات.. فننساق وراءها ونتبع مبدأ تصنيف الناس وتوزيع الاتهامات حسب الهوى. ثم لا يلبث العقل ان يفعل فعله, فتهدأ عواصفنا... وانطلاقاً من شعور عاطفي ايضاً ... ننسى ونصفح ونصافح.(انتهى
)

____________________________________-


<< Prev - Next >>

 
القائمة الرئيسية
  • الرئيسية
  • الأرشيف
  • عن الوكالة
  • عباس بدر الدين
  • قالوا في عباس بدر الدين
  • الصحف اليومية
  • راسلنا
Banner
Banner
حول ملف الإخفاء
  • س س
  • العقيد القذافي
    • ليبيا القذافي
  • لكلمته صولة
  • مطالبات
  • مطالبات - تابع
  • التوطين
  • د.مسيكة :هذه هي وقائع التحقيق
  • التحقيق الايطالي في جريمة الاخفاء
  • من المؤكد
  • قانون انشاء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ونظامه الداخلي وملاك موظفيه العام
  • موسى الصدر لماذا هو؟
  • معلومات عن خطف الإمام وصحبه
Banner
للعلم والمعرفة
  • العلمنة
  • الوفاق الذي عاش 30 عاماً
  • مصير لبنان في مشاريع
  • تاريخ قوات حفظ السلام في لبنان
  • الخريطة الاميركية للشرق الاوسط
  • الاستراتيجية الاميركية في المنطقة
  • الثورة الإسلامية الإيرانية
  • طائرة الموت الايرانية
Banner
Banner
Banner
Banner

Copyright © 2010 LNA.
All Rights Reserved.

Designed by MS Graphics.