التوطين - Page 13

Tuesday, 20 October 2009 14:20 | PostAuthorIconWritten by | PDF Print E-mail
Article Index
التوطين
Page 2
Page 3
Page 4
Page 5
Page 6
Page 7
Page 8
Page 9
Page 10
Page 11
Page 12
Page 13
Page 14
Page 15
Page 16
Page 17
Page 18
Page 19
Page 20
All Pages
Page 13 of 20


وفد الحركة الوطنية
في الجماهيرية العربية الليبية

"ليس لنبي كرامة في وطنه"

صباح الخير4-6-78
بقلم: الدكتور عبد الله سعاده
إقدام رئيس نظام مصر على زيارة "دولة الصهيوني الاغتصابية الاستيطانية العنصرية" أذهل العالم كله، وطعن آمال القوميين والتقدميين العرب وطموحاتهم بالرغم من أن مسار التعامل الساداتي – الصهيوني – الامبريالي كان يشير بوضوح إلى هذه النهاية المفجعة.
ومن أبرز المؤشرات والمقدمات لهذه النهاية – الهاوية كانت الحرب اللبنانية التي جسدت الصراع المصيري بين إرادة النضال لنصرة الحق القومي التقدمي وبين سياسة الردة والاستسلام للعدو الصهيوني – الامبريالي. فانقسم اللبنانيون، وانقسم معهم العرب إلى معسكرين في الحرب اللبنانية، وإن كانت بعض الأطراف تسترت بأقنعة مموهة. ولا أغالي إذ أقول بأن العالم كله انقسم بالتالي إلى معسكرين في موقفه من الحرب اللبنانية لأنها – رغم ضيق الرقعة اللبنانية – كانت الميدان الحامي للصراع بين الحق والحرية والتقدمية، وبين الاستسلام والرجعية.
والمؤامرة الرجعية – الامبريالية – الصهيونية دفعت "الثورة الفلسطينية" إلى الأرض اللبنانية، لأن الأقوياء يرفضون تحمل أعباء "الثورة" ومضاعفاتها الخطيرة ويرفضون الإعلان عن هذا التخلي أمام أنفسهم وجماهيرهم، خاصة وأن "الثورة  الفلسطينية" فرضت بنضالها الثوري الحق وببندقيتها الفدائية على كل العالم وعلى قمته "منظمة الأمم المتحدة"، ففرضوها على لبنان.

أولاً: لأنهم استضعفوه فاستدرجوه ليحمل عنهم هذا العبء الثقيل. لأن الثورة والحق عبء ثقيل في عالم الباطل الامبريالي وهيمنته بقيادة الجبار الأميركي وترسانته المتقدمة "الدولة الصهيونية".


ثانياً: لأن المراهنة كانت أن لبنان – دولة الخدمات والسياحة والمرفأ والمطار – سيترك الثورة يتيمة على أرضه وبين شعبه الساعي إلى المكاسب في كل أرجاء العالم. فتسهل تصفية الثورة الفلسطينية، العقبة الكبرى، في طريق الحل الصهيوني – الامبريالي.

وثالثاً: لأن لبنان – دولة الفسيفساء الطائفية والعرقية – كان يتدرج صعداً في طريق الوحدة الاجتماعية الصاهرة كل الطوائف والأعراق مثالاً يتحدى الدولة "العنصرية العبرية"، مما أوجب إلغاء هذه التجربة الرائدة تفتيتها وبعث مدافن النعرات فيه لتفشيل دعوة المقاومة لقيام "فلسطين الديمقراطية".


وكانت المفاجأة المذهلة "الحركة الوطنية اللبنانية":
أولاً: لأنها قامت في لبنان الماركنتيلي، لبنان الخدمات. وسجلت نموذجاً نضالياً متقدماً على كل الحركات التقدمية في العالم العربي، وتحملت وحملت جماهيرها تضحيات لم يكن يتصور خيال أن بإمكان أحد أن يتحملها.

ثانياً: إنها تلاحمت مع الثورة الفلسطينية وسبقتها في الغيرة على القضية القومية التي تحتل المسألة الفلسطينية فيها مركز الصدارة.

ثالثاً: أنها حملت أعباء "الثورة الفلسطينية" وأخطاءها وتجاوزاتها دون أن تتخلى عن القضية، معتبرة أن دعم القضية هو الطريقة الثورية الوحيدة لإلغاء التجاوزات وإصلاح الأخطاء وإنقاذ القضية الأساسية.

رابعاً: أن "الحركة الوطنية اللبنانية" قامت بين أحزاب وهيئات قومية ووطنية وتقدمية كانت حتى اندلاع الأزمة تتصارع فيما بينها إلى حد التحارب. فوحدها النضال المشترك والاستراتيجية الواحدة وأصبحت نموذجاً متقدماً في العالم كله للنضال الجبهوي المسؤول: بينما كانت الثورة الأم – الثورة الفلسطينية – ولا تزال تعاني من خلافات داخلية، كانت لولا الحركة الوطنية اللبنانية وعلاقاتها الحكيمة وصلت إلى حد التحارب والانقسام.
الذين تعبوا بالأمس ولا يزالون من حمل أعباء الثورة الفلسطينية ومضاعفاتها الخطيرة، فتآمروا عليها وحصروها في لبنان، بدأوا اليوم يتعبون من "الحركة الوطنية اللبنانية" لأنها تصعيد للثورة الأم في أعمق مضامينها وبدأوا يتآمرون عليها.
هذه "الحركة الوطنية"، يصح فيها بالفعل القول "ليس لنبي كرامة في وطنه".
في مؤتمر الشعب العربي الذي انعقد في طرابلس على أثر مبادرى السادات الفاجعة، كانت "الحركة الوطنية اللبنانية" عروس "مؤتمر الشعب العربي" الذي ضم سبعين تنظيماً سياسياً عربياً، ومئة وأربعين تنظيماً شعبياً. ورفض المؤتمرون، عند ذكر الحركة الوطنية اللبنانية، إلا أن يصفقوا واقفين مراراً وتكراراً، ومراراً وتكراراً. فأخذ لبنان بفضل حركته الوطنية بعده الشعبي العربي، والانغراس في وجدان الشعب، والموقف المعبر عن الحق والقيم والتقدم هما المراهنة الباقية، فالأنظمة تتغير وتتبدل، والشعوب وحقيقتها باقية.
في زيارة وفد الحركة الوطنية الأخيرة (22/27/أيار 1978) إلى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية، والحفاوة التي لقيناها على أرض ثورة الفاتح أحسسنا أننا بين أخوة لنا وبين رفقاء نضال.
في صباح اليوم الأول حظينا بلقاء الرائد ركن عبد السلام جلود الذي عرفه لبنان في أحلك أوقاته ساعياً مؤوناً للمساعدة على حل الأزمة بما يؤمن مصلحة لبنان و"الثورة المقدسة".
وفي مساء اليوم ذاته حظينا بمقابلة قائد ثورة الفاتح الأخ العقيد معمر القذافي الذي فتح لنا قلبه في حوار عقلي مسؤول مؤكداً استعداده للإسهام معنا في كل ما يساعد على نصرة لبنان وسلامة الثورة.
وقد لقينا من سيادة الأخوين المناضلين القذافي وجلود تطابقاً في الموقف القومي والتقدمي والديمقراطي. وتأكد لنا أن الصعيدين الرسمي والشعبي – وليس هنالك تفريق بينهما في الجماهيرية – إن لبنان – القيمة، لبنان – الحق القومي، لبنان – التقدم والديمقراطية الحق، لبنان – العلمانية، لبنان – القيم الدينية المترفعة عن السلبيات الطائفية، لبنان – الحركة الوطنية، هو هو لبنان الذي يفرض نفسه على كل العرب قوياً ورائداً بدل لبنان الأخ المستضعف الذي يرفع إليه العرب الساداتيون "الثورة المقدسة" لتوأد فيه تحت أنقاض دماره المادي والنفسي.
ميزة الجماهيرية العربية الليبية أن ليس لها مطامع إقليمية في لبنان، ولا مصالح اقتصادية أو استراتيجية فيه، بل بالعكس من ذلك، فهي – بالإضافة إلى أعبائها – تتحمل مضاعفات موقفها القومي الحق والتحرير في المشرق العربي.
ميزتها أنها – وهي البعيدة عن نيران الصهيونية المباشرة – تتعرض بسبب موقفها الصامد إلى لفحات نيران حليفتها الامبريالية العاتية:
ميزتها – وهي المستكفية والغنية قطرياً – أنها تعرض ذاتها للأخطار والتضحيات في سبيل الحق القومي والتقدمي.
ميزتها – وهي المحاطة جنوباً بالتدخل الامبريالي في تشاد وأفريقيا، وفي الشرق لتهديدات السادات واعتداءاته كلما واجه فشلاً، وفي الغرب، وعلى شاطئها الطويل تقابل الامبريالية الأوروبية الغربية والأسطول السادس – ميزتها أنها بالرغم من كل ذلك تقف صامدة وتقيم على أرضها مؤتمر الشعب العربي وقمة الصمود والتصدي الأولى في وجه مبادرة السادات الاستسلامية. فتغامر بكل شيء في سبيل الموقف العربي المبدئي الثابت وتكون قاعدة صلبة للنضال القومي والوحدوي والتحرري العالمي.
ميزتها ْنها تستقبل "الحركة الوطنية اللبنانية" وتصدر معها بياناً مشتركاً رسمياً لتؤكد احترامها وتأييدها لخطنا القومي والتقدمي ونضالنا الصادق والتي يجدر بكل العرب القوميين والتقدميين أن يفاخروا بها تأكيداً بأن أصالة الشعوب الحية تتحدى المحن والكوارث مهما عظمت وتأكيداً بأننا رغم نكستنا لا بد سائرون إلى نصر قضيتنا الحق في وجه الصهيونية والامبريالية والرجعية العربية.
فإلى الجماهيرية العربية الليبية وإلى قيادتها الثورية تحية التقدير والشكر من الحركة الوطنية اللبنانية ومنها الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي سبق، وحظي قبل ثمانية أشهر بلقاء مماثل وبيان مشترك رسمي مماثل.(انتهى)
ـــــــــــــــــ


<< Prev - Next >>

Last Updated (Thursday, 10 March 2011 13:01)

 
القائمة الرئيسية
  • الرئيسية
  • الأرشيف
  • عن الوكالة
  • عباس بدر الدين
  • قالوا في عباس بدر الدين
  • الصحف اليومية
  • راسلنا
Banner
Banner
حول ملف الإخفاء
  • س س
  • العقيد القذافي
    • ليبيا القذافي
  • لكلمته صولة
  • مطالبات
  • مطالبات - تابع
  • التوطين
  • د.مسيكة :هذه هي وقائع التحقيق
  • التحقيق الايطالي في جريمة الاخفاء
  • من المؤكد
  • قانون انشاء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ونظامه الداخلي وملاك موظفيه العام
  • موسى الصدر لماذا هو؟
  • معلومات عن خطف الإمام وصحبه
Banner
للعلم والمعرفة
  • العلمنة
  • الوفاق الذي عاش 30 عاماً
  • مصير لبنان في مشاريع
  • تاريخ قوات حفظ السلام في لبنان
  • الخريطة الاميركية للشرق الاوسط
  • الاستراتيجية الاميركية في المنطقة
  • الثورة الإسلامية الإيرانية
  • طائرة الموت الايرانية
Banner
Banner
Banner
Banner

Copyright © 2010 LNA.
All Rights Reserved.

Designed by MS Graphics.