مطالبات - Page 11

Wednesday, 07 October 2009 10:03 | PostAuthorIconWritten by | PDF Print E-mail
Article Index
مطالبات
Page 2
Page 3
Page 4
Page 5
Page 6
Page 7
Page 8
Page 9
Page 10
Page 11
Page 12
Page 13
Page 14
Page 15
Page 16
Page 17
Page 18
Page 19
All Pages
Page 11 of 19

الفصل الخامس

تأييد الرئيس الياس سركيس
هو وحده طريق الوفاق الوطني

في السادس من نيسان سنة 1978، أجاب سماحة الإمام على أسئلة إحدى الصحف المحلية. حيث كان الجنوب شغل الإمام الشاغل:
وكان هذا الحوار:
• طبيعي القول إنك معني بالجنوب كغيرك من أهل الحل والربط. لذا سنباشر الحوار معك كالآتي: هل تتوقع انسحاباً في المدى القريب من الأراضي التي اجتاحتها إسرائيل في الجنوب؟
- لم تعودنا إسرائيل على الالتزام بقرارات الأمم المتحدة. بل إنها خبيرة في استغلال ثغرات الطرف الآخر. واليوم ثغراتنا في لبنان وفي العالم العربي، وفي المقاومة الفلسطينية كثيرة. لذلك فإن عنصر التفاؤل يبدو ضعيفاً من هاتين الناحيتين. رغم أنه يتمكن الإنسان من خلال مشاركة أميركا في تقدير القرار بعد التشاور مع الأطراف، ومن خلال مشاركتها في تنفيذه – أي القرار – وتشاورها مع السوفيات ومن خلال مشاركة فرنسا في جيش الأمم المتحدة. يتكهن أن يكون الموقف أكثر تفاؤلاً. ويتذكر إلى حد ما قرار الأمم المتحدة بعد الاعتداء الثلاثي على مصر واضطرار إسرائيل إلى الانسحاب.
• ما رأيك في قول الرئيس شمعون: إذا كان الفلسطينيون يريدون القيام بعمل ضد إسرائيل، فإن ردة الفعل الإسرائيلية هذه المرة ستكون أقوى بكثير من ردة فعلها الأولى؟
- لا يمكنني تحديد موقف إسرائيل والتحدث عما ستفعله، واترك اكتشاف الأمر لغيري. إلا أن طريق التحرير اليوم أن يتحرك اللبنانيون أنفسهم حكومة وشعباً ضد الاحتلال الإسرائيلي. إن استمرار المقاومة الفلسطينية في استراتيجيتها السابقة خطأ كبير. لذلك فإن الواجب تغييرها والاعتماد على السلطة اللبنانية والمقاومة اللبنانية طريقاً للتحرير.
في مؤتمر الخرطوم عندما حمل العرب شعب فلسطين مسؤولية تحرير فلسطين. واكتفى قادته بالمساندة، فإنما قام العرب بسياسة سليمة ومنطقية. والآن يجب على العرب أن يعتبروا أن تحرير الجنوب مسؤولية لبنانية، حكومية، ديبلوماسية، سياسية، عسكرية وهي بالتالي مسؤولية لبنانية شعبية، ويبقى العرب من فلسطينيين وغير فلسطينيين عندئذ مساندين. هذا هو الخط إذا أراد العرب والفلسطينيون واللبنانيون تحرير الجنوب، وإلا فإننا نعيد الفرصة لإسرائيل.
• اتهمك الرئيس كميل شمعون بأنك كنت المسؤول عن كارثة الجنوب؟
- لا جواب.
• ولكن يقتضي أن تدافع!
- أجبت عن ذلك في الصحف.
• كيف تقارن بين الدعوة إلى مهجري الجنوب بالعودة في ظل الاجتياح الإسرائيلي، وبالتالي في إطار الوضع المتوتر الذي ما زال قائماً؟
- العودة مطلب وطني، وليست لأجل سلامة العيش وتوفير لقمة الحياة. فالفراغ البشري يهدد الجنوب بمطامع إسرائيلية (مستوطنات)، وبمطامع طائفية (كوريدورات)، وبمطامع عربية (مشروع بيغن للاستيطان الفلسطيني). ولذلك فإن العودة ضرورة وواجب في مطلق الأحوال.
• هل ترى أن فك عقدة الوفاق، يتأمن بإيجاد حكومة سياسية في هذه المرحلة الدقيقة؟
- الوفاق اليوم هو الشرعية نفسها، بل هو الميزان والواجهة. وتأييد الرئيس وحده هو طريق الوفاق. ولا شك أن حكومة السياسيين عندما تتبنى سياسة الرئيس سركيس ونهجه تساهم في الوفاق.
• قيل إنك أبديت في البدء تحفظات على دخول القوات الدولية إلى الجنوب؟
- كلا، فلقد كان دخول القوات الدولية موضع قناعتنا التامة. وتحدثت مع كبار المسؤولين في لبنان ومع قادة العرب منذ ستة أشهر أو أكثر بهذا الخصوص.
• ما رأيك في دعوة الرئيس كامل الأسعد إلى زيادة عدد هذه القوات وجعلها رادعة؟
- هذه دعوة سليمة وواقعية وجيدة. حيث أن دور القوات الدولية ليس الفصل في خط واحد، بل أن مهمتها صيانة الأمن أمام أخطار متنوعة. يكفي أن العدو الإسرائيلي له بصورة مباشرة، وغير مباشرة ألف سلاح وسلاح. ولذلك فإن اجتماع قوة دولية كبيرة مع قيادة حكيمة، ومساندة واعية لبنانية، ودعم مجرد قد تعالج المحنة برمتها.
• ألا عتقد أن كثرة التجمعات والتحالفات السياسية من هنا وهناك تزيد من تشنج الوضع الداخلي بدلاً من أن تؤدي إلى تسهيل مسيرة الوفاق؟
- لا يمكنني إطلاق الكلام بوجه مطلق. ولا بد من استعراض الكتل وأهدافها ودوافعها للحكم عليها.
• لو طلب منك في هذه المرحلة الصعبة أن تسهل مهمة الرئيس الياس سركيس في جمع كلمة اللبنانيين، وتوحيد إرادتهم. فما هي الخطوة العملية التي كنت تقوم بها؟
- لقد سبق وقلت ما يلي: طرح صيغة واضحة من قبل الرئيس، ومخاطبة الناس مباشرة دون توسيط القيمين، ودعوة القمم الروحية والسياسية والخبرات وغيرها لديه، وعرض الأمر عليهم ومطالبتهم بتبنيها ثم طرحها على الرأي العام.
• هناك من يحمل على فرنسا، ويعتبر أن لها دوراً مميزاً في إطار قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب. فماذا ترى؟
- لا أرى موجباً لهذا التحامل، سوى أن نكون أسرى الماضي القريب والبعيد.
• ما رأيك في الدعوة إلى عقد مؤتمر قمة عربي في الخرطوم، بغية توحيد الصف، وإعادة إحياء التضامن العربي. وهل تحصر مثلاً تهمة نسف هذا التضامن بالرئيس أنور السادات وحده؟
- المهم وحدة الموقف قبل الاجتماع. ولا أرى أنها متوفرة حتى الآن رغم أن التضامن العربي هو سلاح العرب الأول وخصوصاً عندما يستعمل ضمن هدف واضح وليس لمجرد اللقاء.

السلاح يجب أن يوجه للعدو فقط وعلينا أخذ العبرة من التجارب الماضية
  جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها الإمام الصدر، ظهر اليوم الموافق الثلاثين من أيار سنة 1978 في مسجد الصفا في الجمعية العاملية:
  استهل سماحة الإمام الصدر خطبته بشرح واف لما لهذا اليوم، السابع والعشرين من رجب، من قيم دينية وإنسانية، كونه يحمل مناسبات ثلاث: البعث النبوي الشريف وذكرى الإسراء والمعراج.
وانتقل الإمام الصدر، بعد ذلك، إلى الوضع الراهن في البلاد فقال:
نحن في هذه الظروف وانطلاقاً من المعاني السامية التي درسناها ولاحظناها ورأيناها في مناسبة هذا اليوم المبارك، من أفقنا، من رؤيتنا المشرقة، ننتقل إلى واقعنا القاسي الصعب لكي نجد أن مجتمعنا محاط بأنواع من الأخطار والمخاطر.
نشاهد جنوبنا لا يزال، رغم جميع المتاعب، يعاني ما يعاني من تآمر العدو.
نشاهد مناطق أخرى من وطننا الحبيب معرضة لظروف ومخاطر وصعوبات.
في كل يوم نشاهد محنة جديدة ومأساة جديدة. وفي كل يوم نسمع من هنا وهناك آلاماً كثيرة وكبيرة. لأننا في يوم الجمعة ولأننا في يوم الحساب نتذكر من هذه النقطة بالذات من مسجد الصفا في العاملية عندما كنت معتصماً صائماً لرفض العمل المسلح والحرب الأهلية التي كانت دائرة في بيروت وفي مناطق أخرى.
سمعنا بالتجاوزات والاختلافات في بقاعنا الحبيبة وكانت لي تلك الكلمة المعروفة التي انتقدتها جماعة وقبلتها جماعة، ولكن التجارب تثبت صحتها.
عندما قلت إن الذين يطلقون النار على القاع وعلى دير الأحمر وعلى شليفا وعلى الفاكهة وعلى جديدة وأمثال ذلك، إنما يطلقون النار على قلبي وعلى أولادي وعلى محرابي. ولم يكن يعني ذلك الاعتداء على القرى التي تسكنها الأكثرية المسيحية من أبنائنا ومن إخواننا هي أولى من قرانا. لم يكن يعني أننا أمام مأساة النبعة وبطشاي وسبنيه وحارة الغوارنة، وغير ذلك من المآسي التي حصلت، كنا نقف وقلوبنا تتمزق من الآلام. نعمل ونسعى وكنا ننتظر أن الآخرين يتحدثون فيستنكرون ويقولون ما قلناه بالنسبة لتلك القرى.
نحن نعتقد بأن السلاح يجب أن يكون في وجه العدو، أما الذي يستعمل السلاح مع مواطنه ومع جاره فإنما لا يستعمله في وجه العدو ويضطر أن يصافح العدو ضد صديقه وجاره واخيه.
القرآن الكريم ينقل إلينا تلك الصورة التاريخية المعروفة عندما اختلف اليهود بين الكهنة والفريسيين، بين الفئات المختلفة من اليهود فاستعانت كل فئة بالعدو كي ينقذها من الفئة الأخرى فدخل العدو وأذلهما، أذل الفئتين مع بعضهما البعض.
عندما يستعين الإنسان بالعدو ضد الأخ والمواطن والصديق فالعدو يغتنم الفرصة ولا يوفر الإنسان ولا عدو الإنسان. نحن كنا نقول إن السلاح ليس للأخ والجار أو المواطن، السلاح يجب أن يتوجه لإسرائيل، للعدو، للمعتدي، للمتجاوز، لجنود الشيطان، أما الإخوان أن يناقشوا المسائل بالحوار وبالأبحاث. المواطنون عليهم أن يجتمعوا ويناقشوا ويخضعوا للشرعية ولسلطان الدولة وللأكثرية. أما إذا أرادوا أن يستعملوا السلاح لفرض مواقفهم ولفرض آرائهم فالنتائج معروفة في الأفق البعيد.
قالوا إن الحرب اللبنانية هي حرب طبقية، قالوا إنها حرب بين اللبنانيين وبين الفلسطينيين، قالوا إنها حرب بين المسلمين والمسيحيين. قالوا... وقالوا... وقالوا أشياء وأشياء. ولكن كلما مر الزمن تبين أن السلاح الذي يستعمل من قبل المسلم في وجه المسيحي أو من قبل المسيحي في وجه المسلم، وهما أبناء الوطن الواحد، غداً سيستعمل بينهم أيضاًَ لأن طريقة الحوار تكون خاطئة. فالانحراف كما يعرفه الشباب كالزاوية، الزاوية الفاصلة بين خطي الزاوية تبدأ بشيء صغير جداً، ولكن كلما يتقدم الخطان كلما يبتعد الفصل بينهما. طريق التعامل غلط في هذا البلد، والنتائج نشاهدها، كل يوم مجزرة. كل يوم مأساة، ل يوم أمهات يلبسن السواد. وكل يوم بيوت تتفرغ من القوة ومن الطاقة. أمور تدمي القلوب من أولها إلى آخرها.
أما آن لنا أن ندرك أن هذا الأسلوب خاطىء من الأساس، إن المحافظة على الأمن، أن الإدارة العامة للمواطنين، أن الحكم بين الناس يجب أن تكون لقوة هي قوة الدولة وسلطانها. أما الذين يطالبون بالأمن الذاتي، فأي أمن ذاتي. فالطريق إذا استمر على هذه الطريقة سوف نصل إلى ما هو أسوأ وأبشع لا سمح الله.
وأعتقد بأن المناسبة، مناسبة هذا الشهر وهو مناسبة للأمة، وهو شهر للبنان ومناسبة لجميع الناس، هي دعوة إلى إعادة التقييم للشؤون والأمور لكي نتمكن من تصحيح المسيرة، لكي نتمكن من التأكد أن السلاح ليس للمواطنين وإنما يجب أن يتوافر للعدو. المواطن يجب أن يثق بأخيه المواطن ويجب أن يقف إلى جانبه ويجب أن يبقى على صلة متينة معه لكي يتمكنا من بناء وطنهما وأمتهما.
هذا هو الطريق وإلا فإن الطريق وعر وصعب ولا أظن أن اللبنانيين بعد التجارب المريرة التي عانوها لا يعودون إلى الصراط المستقيم والطريق القويم، طريق التعامل. طريق الأخوة. طريق الخضوع لسلطان الدولة. طريق الحوار باللغة. بالكلمة. بالمخاطبة. بالإقناع. وليس طريق فرض المواقف والآراء بالقوة وبالسلاح.
هنا الفرق بين الأمة وبين الغابة. هذا هو الفرق بين الفئات المتشتتة وبين الوطن الواحد. هذا هو الفرق بين العناصر المتخاصمة وبين المجتمع الذي مثله كمثل جسم واحد، إذا اشتكى عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
فنحن بقلوب متألمة نواسي أهل المقتولين والمحزونين. ونسأل الله أن يمن على هذا البلد بالهداية والصبر وأن يربط على قلوب أبنائه جميعاً لكي يصححوا الطريق ويصبروا ويتمكنوا من معالجة الشؤون والأمور بأسلوب صحيح وسليم لكي ينقذوا هذا الوطن مما بقي من الأخطار المحيطة به.


<< Prev - Next >>

Last Updated (Thursday, 10 March 2011 13:06)

 
القائمة الرئيسية
  • الرئيسية
  • الأرشيف
  • عن الوكالة
  • عباس بدر الدين
  • قالوا في عباس بدر الدين
  • الصحف اليومية
  • راسلنا
Banner
Banner
حول ملف الإخفاء
  • س س
  • العقيد القذافي
    • ليبيا القذافي
  • لكلمته صولة
  • مطالبات
  • مطالبات - تابع
  • التوطين
  • د.مسيكة :هذه هي وقائع التحقيق
  • التحقيق الايطالي في جريمة الاخفاء
  • من المؤكد
  • قانون انشاء المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ونظامه الداخلي وملاك موظفيه العام
  • موسى الصدر لماذا هو؟
  • معلومات عن خطف الإمام وصحبه
Banner
للعلم والمعرفة
  • العلمنة
  • الوفاق الذي عاش 30 عاماً
  • مصير لبنان في مشاريع
  • تاريخ قوات حفظ السلام في لبنان
  • الخريطة الاميركية للشرق الاوسط
  • الاستراتيجية الاميركية في المنطقة
  • الثورة الإسلامية الإيرانية
  • طائرة الموت الايرانية
Banner
Banner
Banner
Banner

Copyright © 2010 LNA.
All Rights Reserved.

Designed by MS Graphics.