الرئيسية / News / الشرارة / مقدمة الشرارة لدار الصياد

مقدمة الشرارة لدار الصياد

 

alt

 

alt

 

 

الشرارة
طريق النصر
دار الصياد ش.م.ل
1974

الشرارة
طريق النصر
قصة حرب تشرين الاول (اوكتوبر)1973

اعداد
مركز الابحاث والدراسات
والمحفوظات في دار الصياد

باشراف
انطوان بطرس

كتب الدراسات العسكرية
المقدم الهيثم الايوبي

alt

صورة تمثل جنودا مصريين يرفعون علم القوات المسلحة المصرية فوق خط بارليف يوم 10 تشرين الاول في عملية “الشرارة” وهو الاسم الرمزي لخطة العبور

نقل الصورة بالالوان (الغلاف)رفيق شرف*الاخراج نقولا ابو شقرا*الخرائط:دايفيد بارودي
دار الصياد بيروت 1974
 
مقدمة
تقدم “دار الصياد” إلى قرائها وأصدقائها هذا الكتاب عن الحرب العربية – الإسرائيلية الرابعة، آملة أن تسهم ولو بصورة متواضعة، في إظهار المعاني الرئيسية لهذه الحرب، بأسلوب علمي وموضوعي.
إن هذه الحرب التي امتدت سبعة عشر يوماً واستعملت فيها أحدث الأسلحة والمعدات أبرزت أكثر من عبرة، وأعادت إلى الأذهان أكثر من حقيقة، لعل أهمها كلها، أنها أسقطت وهماً كبيراً وهو أن العالم العربي قد تبعثر وأخذ في التفكك وبدأ يغيب عن المسرح العالمي أمام بروز قوة جديدة هي إسرائيل وأنها وحدها الحقيقة الفعلية في المنطقة.
هذا الوهم صنعته إسرائيل منذ وجودها في المنطقة، وغذته بوسائل الإعلام مستفيدة بصورة خاصة من هزيمة حرب 1967، حتى كاد العالم ينسى مئة مليون عربي مقابل ثلاثة ملايين إسرائيلي. وإذا بحرب 1973 تعيد العالم إلى رؤية الحقيقة وسط الضباب ويكتشف الحجم الحقيقي لثلاثة ملايين غريب جاءوا من أصقاع مختلفة في العالم في غزوة استيطانية، تجاه مئة مليون عربي هم أبناء هذا العالم الواسع المترامي الأطراف العريق بثقافته وتاريخه المجيد والقوي بإرادة أبنائه.
إن حرب تشرين قد قلصت الأضواء عن إسرائيل وأعادت تسليطها على العالم العربي.
ثم إن هذه الحرب أبرزت ثاني أهم مبادرة عربية منذ زرع إسرائيل في الوطن العربي الكبير. فقد شهدت الدول العربية سلسلة هزائم منذ عام 1948 وبدا وكأن الإرادة العربية قد شلت، فجاءت أول نهضة بظهور المقاومة الفلسطينية طليعة لنضال جذري ضد إسرائيل. وقد جاءت الآن الجولة العسكرية الرابعة مع إسرائيل لتكون صفحة مشرفة أخرى تستحق وقفة طويلة.
وليست هذه الحرب نهاية الصراع مع إسرائيل ولكنها حتماً مرحلة هامة عسكرياً وتاريخياً. ومن هنا ضرورة توفير كل الجهود الممكنة لدراستها وتمحيصها واستخلاص عبرها.
يجمع هذا الكتاب بين المرجع الوثائقي والدراسي والألبوم الصحفي الذي يركز على الصورة. فالصورة تمس العقل والشعور معاً وتنطبع في الذاكرة بل هي الحقيقة الدامغة والإثبات الواضح لما حققته القوات العربية من إنجازات في وقت تزور فيه أجهزة العدو الإعلامية الصورة جرياً على عادتها.
وتكاد الكتب الإسرائيلية أو المؤيدة لإسرائيل، الصادرة عن حرب حزيران 1967 لا تحصى. وهذا أول كتاب متكامل جامع عن حرب 1973. وإننا لنتطلع إلى مبادرة الحكومات العربية بتشجيعه وتوزيعه على نطاق واسع، لا بل المشاركة معنا في ترجمته وتعميمه في مختلف الأوساط والمحافل الدولية.
والكتاب لا يروي أحداث الحرب والعمليات العسكرية فحسب، بل أنه غني بالمعلومات، واسع ومتنوع. وفوق ذلك كله فهو يربط ست سنوات ونيف من أزمة الشرق الأوسط، بين حزيران (يونيو) 1967 وتشرين الأول (أكتوبر) 1973، بشريط من الأحداث حتى تكتمل صورة العدوان الإسرائيلي والرد العربي، مروراً بموازين القوى وأنواع الأسلحة والمعدات. كما يبين المشاركة العربية العسكرية والسياسية الفعالة، ومواقف الدول الغربية والشرقية والأفريقية والآسيوية، وانعكاسات أزمة النفط والمبادرات العربية في هذا المجال.
إن مطالعة هذا الكتاب تكسب صاحبها ثقافة عسكرية كاملة تسمح له لا بمتابعة التطورات فحسب، بل وفهم الصراع العربي – الإسرائيلي فهماً صحيحاً.
ويتضمن الكتاب بين الفصول مختارات من الافتتاحيات والتعليقات التي صدرت في “الأنوار” و”الصياد” كما ألحق بالكتاب قسم وثائقي يتضمن أبرز الوثائق حول الحرب، في السياسة والعمليات بحيث أنه يشكل أول مرجع متكامل عن الحرب للباحث والمؤرخ، للدبلوماسي ورجل القلم.
ويقتصر الكتاب على الفترة الزمنية الممتدة من 6 تشرين الأول، يوم اندلاع الحرب، إلى 11 تشرين الثاني، يوم التوقيع على الاتفاق المصري – الإسرائيلي.
***
يمثل هذا الكتاب مرحلة هامة من مراحل تطور العمل الصحفي في “دار الصياد” فهو النتاج الأول والنموذجي لـ”مركز الأبحاث والدراسات والمحفوظات” الذي أسس حديثاً في “الدار” ليمثل تطلعاتها نحو صحافة هادفة ملتزمة تعتمد العلم والموضوعية والخبر الصحيح، والتخطيط المستقبلي الذي أصبح سمة من سمات النصف الأخير من هذا القرن.
بقي أن نقول أن “دار الصياد” تعتز بأن يكون كتابها هذا أول مرجع متكامل بأية لغة أو أي بلد يصدر عن حرب تشرين الأول…
بسام فريحة
المدير العام
1 كانون أول (ديسمبر) 1973
 
 
 
تحية للأبطال
تحية من القلب لأبطال مصر وسوريا.
تحية لهم، نسوراً في الجو، ومقاتلين على الأرض وفي البحر.
تحية لقادتهم وللجماهير المؤمنة التي تقف وراءهم.
إن ما تحقق أمس على أيدي أبطالنا، مقاتلين ومخططين، كان أكثر من صد عدوان وعبور قناة واحتلال مواقع.
إن الحرب الخاطفة التي كانت سلاح إسرائيل القوي، خسرتها أمس وانقلب السحر على الساحر. والسيطرة التامة على الجو، وكان سلاحاً آخر يضمن لإسرائيل نجاح الحرب الخاطفة، فقدتها أيضاً وصارت السيطرة مشتركة والخسارة متوازنة، وتلك بداية النهاية لدولة البغي والعدوان.
بقي أن يتحرك العرب، كل العرب، فلا تظل المعركة معركة مصر وسوريا وحدهما.
إن هذا اليوم يومهم مع الثأر والنصر. إنه يوم كل دولة عربية، وكل طائرة ودبابة وبندقية في أرض العرب.
وبعد هدم أسطورة الحرب الخاطفة وأسطورة السيطرة الجوية، بات على العرب أن يؤمنوا بإمكان هدم الأسطورة الأم إسرائيل.
وقديماً قيل: مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، وجريمة أن تخطو مصر وسوريا هذه الخطوة بمعزل عن ثلاثة أرباع العرب.
سعيد فريحة
“الأنوار” 7/10/1973
 

 

وبدأت معركة التحرير
مثل هذا اليوم ظل ينتظره العرب ست سنوات.
منذ اليوم الذي قرروا فيه، أن لا يتفاوضوا وأن لا يتصالحوا وأن لا يستسلموا.
لقد كانت ساعة عبور القوات المصرية قناة السويس، وزحف القوات السورية في الجولان ساعة يتمناها كل إنسان عربي، لأنها تعني بالنسبة إليه تجسيد الرفض العربي وتكريس القدرة العربية على الانتقال من مرحلة الصمود إلى مرحلة التحرير.
تقول إسرائيل إنها لم تفاجأ بالقتال. ربما. ولكن المهم هو أن القوات العربية قد استطاعت اجتياز القناة وإنهاء أسطورة التفوق الإسرائيلي.
إن الذين استمعوا إلى الإذاعات العربية وإلى إذاعة إسرائيل، أمس، أدركوا أن شيئاً ما جديداٌ قد تبدل في موقف الإنسان العربي من قضايا الحرب والمصير. فلقد تعلمنا كثيراً في السنوات الست الأخيرة.
تعلمنا أن نفعل ثم أن نتكلم. بل أن نفعل أكثر مما نتكلم.
وتعلمنا كيف تعد المعارك، عسكرياً وسياسياً وإعلامياً.
وتعلمنا اختيار المكان والزمان.
إن الإنسان العربي في تشرين 1973 هو غيره في عام 1967 أو عام 1956 فلقد علمته التجارب والمحن كيف يكون القتال، وكيف تدار المعارك.
لقد عبرت القوات المصرية قناة السويس كما احتلت القوات السورية مواقع متقدمة في جبل الشيخ والجولان، والمهم أن تتمركز فيها مسجلة على إسرائيل انتصاراً عسكرياً يفقدها غرورها ويعيد إلى الشعوب العربية ثقتها بنفسها.
لقد أصيب العرب بعدة هزائم عسكرية لم تزدهم إلا إصراراً على الصمود والرفض. أما إسرائيل فإن أي انكسار عسكري بالنسبة إليها سيتحول إلى كارثة، لأنها بنت أسطورتها المجنونة على أوهام التفوق ولا تزال تقتات منها.
إن كل مواطن عربي يشعر اليوم بدفق الأمل يفعم قلبه وبدفء الثقة يغمر نفسه. فلقد تألم كثيراً خلال السنوات الماضية من جراء اعتداءات إسرائيل وتماديها في الاحتلال.
وان الشعوب العربية تقف بأسرها وراء الضباط والجنود المصريين والسوريين الأبطال الذين يخوضون بقيادة الرئيسين السادات والأسد، هذه المعركة باسم الحق العربي، بانتظار مشاركتها فيها.
وسواء كانت المعركة مجرد معركة أم بداية حرب أوسع وأشمل، فثمة حقيقة باتت راهنة وهي أن معركة التحرير قد دخلت مرحلة جديدة، وإن اجتياز قناة السويس يعني أن الإرادة العربية مصممة على استعادة حقوقها.
ولا بد للقدر من أن يستجيب.
الأنوار 7/10/1973

Print Friendly

عن admin

شاهد أيضاً

الشرارة : العمليات الحربية: الحرب على الجبهة السورية

  الشرارة  العمليات الحربية الحرب على الجبهة السورية

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *