لبنان أزمة سياسية أم اقتصادية؟؟؟
المسيحيون والشيعة الى السلطة والحكم
والسنة قلقون يتريثون بانتظار نتائج الاحداث
أسلبورن :على الاتحاد الأوروبي الاعتراف بدولة فلسطينية
فليكن بعلم الجميع انه ممنوع على لبنان موازاة “اسرائيل”
لا عسكريا ولا اقتصاديا ولا سياحيا ولا زراعيا أو صناعيا
ويبقى السؤال لبنان لمن سيكون؟؟؟
اسم الوطن لبنان،
تركيب وتجميع لوطن مبني على نظام الطائفية، وهو فريد من نوعه في الساحة الدولية،زرعه العثمانيين واعتمده وكررثه الانتداب الفرنسي، وهو واجهة عرض للنفوذ الدولي في مساحة تكاد لا ترى بالعين المجردة على الخريطة الجغرافية عندما ننظر الى الخريطة الدولية الورقية او من القمر الصناعي .
مساحته 10،452 كم مربع )من دون الردم) مع استرجاع الخط الازرق ومزارع شبعا الحدودية الى السيادة اللبنانية، الامر الذي يدعو الى التساؤل: لما لا يكون الخط الازرق بالتساوي بين البلدين؟ اي نصفه في الاراضي اللبنانية، والنصف الاخر في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك من باب العدل والانصاف،الا وانها سياسة “القوي على الضعيف”.
منذ فجر الاستقلال انقسم اللبنانيون بين من يريد الانضمام وتأييد الوطن العربي، وفئة شاءت البقاء مع سوريا اي “سوريا الكبرى” كما في عهد الانتداب الفرنسي، ولهذا السبب ما يزال السوريون يعتبرون ولو ضمنيا ان لبنان هو جزء من سوريا. والقسم الاخر، انخرط في الواقع الجديد في لبنان الجديد المنفتح على الغرب واللحاق بالحداثة والتطور والعلوم وما سبقتنا اليه الدول الغربية في الاقتصاد والسياسة و الابحاث وغيره في مختلف المجالات لا سيما حرية الفرد الشخصية.وهذان القسمان ليسا بالضرورة ذات طابع ديني واحد.
الفريق الاول يريد استرجاع الاراضي الفلسطينية بالكامل والعيش في وطن عربي متجاور موحد، والثاني لا يشارك الاول في تطلعاته العربية الى حد ما.وانما وتحت وطاة سياسة الامر الواقع من الدول المستعمرة قد تم رسم او “تخييط” لبنان على مقاسه الحالي حيث الجزء الاساسي منه هو بيروت وجبل لبنان.
الفريق الثاني تطلع الى القوة العظمى بعيدا عن اليسار الملحد والمتزمت والمنغلق على نفسه، اي الى الولايات المتحدة الاميركية التي اثبتت انها الاقوى من بعد القارة العجوز ،وانما الولايات المتحدة الاميركية اعتمدت بدورها ““اسرائيل”” الكيان المحتل للاراضي الفلسطينية العربية كسفارة لها في المنطقة ،وموطئ قدم، ومحط توجهها وانتقالها في الشرق الاوسط، الامر الذي يتيح لها التوجه شرقا بدءا من افغانستان وباكستان، وما هنالك من ثروات طبيعية في بحر قزوين وطريق الحرير.
ولكن السؤال :هل كانت “اسرائيل” كما تتمناه الولايات المتحدة الاميركية، وعلى المستوى المطلوب؟
اسرائيل والولايات المتحدة لا تخلوان من العنصرية: الواحد منهما للعرق الابيض، والاخر ليهوديته لذا فهما يتفقان بالعنصرية الى أبعد مدى وبالتالي فانه متى ما أنجزت كلتاهما وحققتا السلطة الواسعة والسيطرة والنفوذ، فهل ستبقيان سويا متحدتين؟؟
وقد احسنت هاتين القوتين الاختيار بذلك، نظرا للموقع الاستراتيجي المهم الذي تحتله فلسطين فيما بين مصر ولبنان وسوريا والاردن والسعودية.وقد كان الاقتصاد فيما مضى في فلسطين مثمرا وغنيا الى درجة تفوق لبنان، والتعايش بين جميع الاديان على احسن حال.ولكن مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد جاءت النكبة الفلسطينية لصالح لبنان فتحول الترانزيت الى لبنان، واحتل 33 بالماية من مدخول الاقتصاد قبل الحرب الاهلية،وعظم شأن لبنان اقتصاديا وتعايش اللبنانيون مع بعضعهم البعض واندمجوا وانخرطوا في الواقع الجديد، وتابعوا مسيرة الحياة ولكن قسم من الشعب لم ينس الانتماء العربي وحقوق الفلسطينيين في ارضهم، وبقيت القدس في الوجدان:فعلى سبيل المثال جاءت الثورة الشعبية سنة 1958 في عهد الرئيس كميل شمعون المنفتح على الولايات المتحدة الى ابعد مدى، حيث اندلعت نتيجة مقتل نقيب المحررين نسيب المتني وتم التدخل الاميركي العسكري المباشر على الاراضي اللبنانية بطلب من الرئس شمعون، لحين انتهاء عهده ولاخماد الثورة، وقد تم اللجوء للجيش اللبناني لقمع الثورة كذلك، على ما اذكر.
وتلا الرئيس شمعون الرئيسين: فؤاد شهاب وشارل حلو من بعده، واحسنا في استعاب الفريقين في لبنان فكان لبنان في أوج ايامه اقتصاديا، وهذا الامر جاء نتيجة ظروف اقليمية مؤاتية.وبدأت الامور بالتراجع دراماتيكيا منذ عهد الرئيس سليمان فرنجية وصولا الى الرئيس الحالي ميشال عون.وللتوضيح عندما أقول فريقين او قسمين فهذا لا يعني فريق مسلم واخر مسيحي وان اعطت الحرب بثقلها طابعا دينيا كالقتل على الهوية…
أما اليوم فاذا اردنا أن نستدرك ونفهم ماذا يجري في الوطن لبنان ليس من المحبذ الدخول في تفاصيل الاخبار المحلية التي باتت تعيد نفسها وتجتر نفسها.وماذا عن “الربيع العربي “،فانه من المفترض ان يحل في كل البلاد والوطن العربي، وفقا لما افاده المخطط السياسي للولايات المتحدة الاميركية وزير الخارجية السابق هنري كسنجر-وان كنت اكرر هذه الفكرة-،ولكن ذلك سيتم على مراحل، وها قد دقت ساعة العراق ولبنان الامر الذي يترافق مع اندلاع تظاهرات نتيجة الوضع الاقتصادي في ايران. ولن يتغير شيء في لبنان الذي يمتلك مناعة اسمها “الغنى بتنوعه” ضد فيروس “الربيع العربي”،وذلك ريثما تنضج الحال في ايران – الجمهورية الاسلامية وهذا مؤكد، كما اني استطيع الجزم ان روسيا لن تترك ايران تتخبط لان امن الجمهورية الاسلامية في ايران من امن الاتحاد الروسي، بالرغم من وجود اتباع للولايات المتحدة في ايران لا يستهان بهم، وان كانوا خسروا في مرحلة الثورة(للمراجعة تلفزيون LBC في حلقة وثائقية).ولا سيما أيضا ان الاتحاد الروسي قد خسر ليبيا في شمال افريقيا.
وامام هذا المشهد او الصورة للاحداث او العرض، يمكننا القول بأن اللبنانيين المسلمين الشيعة “المتاولي”(والوا أهل البيت) في لبنان قد أطاحوا وازالوا اصطلاح التهميش من تاريخهم الطويل، وهم اليوم قد احتللوا موقعا في الحكم لا يستهان به ولهم حصتهم في السلطة .والامر نفسه بالنسبة للبنانيين المسيحيين فقد تخطوا التهميش الذي انزلوه بانفسهم أيام السلطة السورية في لبنان بواسطة الجنرال عون الذي عمل على توحيد المسيحيين – ولو نسبيا -ويكون بالتالي لهم كلمة وموقعا في السلطة وما لهم من حصة فيها.أما اللبنانيين المسلمين السنة برئاسة المملكة العربية السعودية فنفوذهم الاقليمي يعاني الامرين نتيجة التوسع الايراني (حسب السعوديين) بنفوذه في المنطقة .ويبقى نفوذ اللبنانيين الموحدون (الدروز) البعيد عن فكرة التوسع كل البعد فحاله في مزاحمة بين الجنبلاطيين من جهة والارسلانيين والوهابيين(الاستاذ وئام وهاب).
وياتي هذا التوقيت بعد الخسارة للسعودية في بلاد اليمن الافقر حالا،وتفجير “ارامكو ” في المملكة العربية السعودية الامر الذي ياتي لمصلحة الرئيس ترامب !!؟؟.. ثم اعتقال الباخرة البريطانية من قبل الجمهورية الاسلامية في ايران ،لا سيما الاحداث المتواصلة في الاراضي العربية المحتلة الفلسطينية، والتطور في مجرى الاحداث والثبات المشهود له للشعب الفلسطيني، رغم كل الاخبار وردود الفعل العنيفة والجرمية من قبل سلطات الاحتلال بحق هذا الشعب. ومن حسن الحظ أن الاحداث في سوريا وتركيا والعراق وايران والان لبنان لا تحجب الضوء عن الجهاد المتواصل للفلسطينيين في ارضهم تجاه ارتفاع مستوى تعاطيهم مع سلطات الاحتلال:
فقد كان آخرها اطلاق صواريخ من غزة وهذه رسالة أنهم أصبحوا يجيدون ويتقنون الرد وانزال الرعب في نفوس المحتل وهذا تطور يشهد له في تاريخ المقاومة الفلسطينية، فما يحدث في فلسطين ليس الا فعل وردة فعل ومن الند للند وربما اكثر. وقد ذكر وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن يوم الأربعاء 20 نوفمبر 2019 أن على الاتحاد الأوروبي الاعتراف بدولة فلسطينية، بعدما عبرت الولايات المتحدة عن دعمها للمستوطنات ال”اسرائيلية”في الضفة الغربية المحتلة!!!فهل سيتم بالنهاية تقسيم فلسطين الى دولتين أو ماذا تخبئ لنا الايام القادمة؟؟؟
النفوذ الاميركي،
الجميع يتحدى الدولة العظمى في العالم ألا وهي الولايات المتحدة الاميركية وينصاعون لها بالنهاية:
نشير بدءا ان المانيا تدفع ل”اسرائيل” حليفة الولايات المتحدة مقابل المجازر في الحرب العالمية بمليارات الدولارات ناهيك ما تدفعه الولايات المتحدة سنويا كذلك ل”اسرائيل”.
الصين
ولو انطلاقا من اليابان التي تدفع ما يفرض ويتوجب عليها للحفاظ على امنها، وصولا الى الصين: فبالرغم من تصاعد قوتها الاقتصادية المثيرة للخوف وللجدل، وكذلك بالنسبة لقوتها العسكرية، ولما كانت مدينة للولايات المتحدة بمليارات الدولارات فهي حريصة على الا تحتك بها وتدفع لها الدية باستمرار وان تعدلت طرق الدفع.وذلك لتحافظ على مكتسباتها الفردية وما حققته، الامر الذي يحافظ على وجودها في الساحة الدولية والعالمية. وان لم تفعل ذلك فان مخططات خلخلة النظام والاستقرار جاهزة في الادراج .
كوريا
وكذلك الامر بالنسبة لكوريا الشمالية التي عقدت اتفاقيتها مع الولايات المتحدة بعد تحد بين الدولتين، وقد جاء هذا الاتفاق بعد ضغوطات الصين على كوريا كونها الخاصرة الضعيفة للصين. وبهذا تتجنب الصين هذا المأزق، لأنها تكبدت الخسائر الجسام من اجل كوريا، بشرية كانت او عسكرية او مالية في الحرب العالمية الثانية، وتبغى المحافظة والابقاء على انجازاتها. وبهذا تضمن الولايات المتحدة عدم تصدير تكنولوجيا الصواريخ الى اي بلد معاد لها و السلاح النووي، واولها ايران.
في العراق،
ومن اهم الاحداث في العراق، هو حرق السفارة الايرانية ،وكنت قد توقعت سابقا تقسيم العراق ولو جاء هذا التقسيم اتحادات او اخذ اي شكل اخر وليس باقامة حائط كما جرى في المانيا.وبالرغم من انسحاب الولايات المتحدة من العراق الا انها تكون قد زرعت حلفاء جدد لها واستفادت من النفط، وما زالت للسنوات القادمة الطويلة، علما أن هذا النفط كان يأخذ طريقه الى “اسرائيل” ولست على اطلاع ان كان ما يزال.وبالطبع كما نعلم فان مصادر الطاقة هي المستهدفة عند الدول الكبرى وهذه الطاقة تشكل بنيانا للتحرك والانطلاق في الحروب .
محليا،
لبنان ولطالما تأثر باقليمه، ينتفض اليوم ولو حتى كانت هذه الفئة ليست شعبية كاملة ولكن المضمون هو التصحيح ووقف الهدر والمنافع وتطوير الاقتصاد والنهوض به على اسس علمية منهجية، ويدعو الى دولة مدنية حديثة توازي باقي الدول المتطورة، وسبقته باشواط من المسافات .ويترافق هذا الامر برؤية مستقبلية تجددية متفائلة، وطي صفحة الحرب وما بعد الحرب الى لا عودة. لكني لم اسمع منتفضا واحدا يطالب باهم شيء وهو نقطة الارتكاز الاساسية ألا وهو الامن في لبنان .
لقد تطرق سابقا النابغة الفنان زياد الرحباني الى أهمية الامن في الوطن، وضرورة أن يكون له دور فعال، والا يكون منقسما على ذاته ويبدأ ذلك بالغاء الطائفية. وكان قد لفت الى ان التغيير لن يحدث، اذا ما لم يكن المعارض مستعد للتضحية ويتلقى الضربات.فالقوى الامنية منقسمة على نفسها، وليست جسما واحدا متناغما كما باقي الدول، او كما كانت في الماضي.وهذا أمر لا يبشر خيرا، وينذر بأن المطالب والجهود والحقوق والانتفاضة السلمية القائمة اليوم في لبنان ستختفي نتائجها سدى وبسرعة وعبثا.”ودارة دوري فينا ضللي دوري فينا ….منكتب اساميكم بتكتبوا اسامينا”
بالفم الملان: يعني قصة بريق الزيت،
راوح مكانك.
أمام مجرى الاحداث في لبنان اطرح الاحتمالات التالية:
- أن تكون الغلبة للداعمين للانتفاضة، والخاسر هو الفريق الاخر المقاوم. وبذلك فان الفريق الخاسر سيلجأ الى استعمال ما يخبئه، وقد تتوسع خريطة النزاع بالرغم من أنه ليس من مصلحة أحد حتى الساعة بذلك.
وهذا احتمال مستبعد لان زمن الحروب الكلاسيكية قد انتهى.
- أن تكون الغلبة للفريق الثاني المقاوم: وفي هذه الحالة فان اساطيل وقوى الدول الغربية الليبرالية ستحط على شواطئنا وتضع كل ثقلها لتغزو وتحتل الاراضي اللبنانية وتحقق مرادها،والخسارة أيضا كبيرة.
وهذا كذلك الامر أمر مستبعد.
- مواجهات عنيفة وان جاءت عسكرية قصيرة الوقت نسبيا تنتهي حيث تنتهي وعلى الارجح التعادل فيما بين الاثنين لأن روسيا ليست بعيدة و”اسرائيل” كذلك وحقنا لسفك الدماء وعدم العودة الى الحروب العسكرية التقليدية يتم تقاسم النفوذ والاراضي والسلطة في دولة فيديرالية أو علمانية. ويكون للشعب الحق بتقرير مصيره ديموقراطيا وليس توافقيا . والفت الى امكانية تحويل لبنان الى حالة من السكيزوفرينيا أي أن لبنان سيبقى متمرجحا بين نفوذ السعودية وايران، او الغرب والشرق لغياب التوازن بين الاثنين .
- تقسيم لبنان واعادته الى ما قبل الاستقلال :
فالشمال اللبناني يعود لسوريا والبقاع بجزئه الكبير كذلك ،والجنوب ينضم للاراضي الفلسطينية المحتللة، وصولا الى الزهراني، وما تبقى منه ينضم الى جبل لبنان.
وجبل لبنان هذا مع أطرافه الجديدة هو لبنان الجديد القديم، ليعود الجنبلاطيون واليزبكيون ليتقاتلوا طالما أن الحرب اللبنانية قد أثارت هذه المشاعر الثأرية، ولا يزال أهل ضحايا الحرب اللبنانية في السبعينات يعلقون صور من فقدوا من ذويهم في منازلهم .والصور هذه تثير الغرائز، ودعوة تلقائية ومباشرة للانتقام، و الاخذ بالثأر، لان هذه الصور تدفع من يراها الى حمل السلاح والتشفي بمن قتل أحباءهم دون تمييز.وهي تعود لجثث مقطعة متحللة جزءيا ومشوهة وعفنة و باسلوب غير انساني ،وهي ان دلت على شيء فهو الحقد المبيت في النفوس الذي لن ينطفئ ولن يهدأ الا بعد عراك يدوم ثلاثماية عام أو اكثر .
- والاحتمال الرابع، وهذا مفتوح على مصراعيه طالما أن هناك من درس تاريخنا وجغرافيتنا ولغتنا وعاداتنا وتقاليدنا واجتماعياتنا وادياننا ….وهذا الاحتمال عسكريا جاء أم لا فسيكون شمولي بعد فوضى منظمة لا مثيل لها لكل المنطقة لتحديد الخارطة الجديدة والقوى المسيطرة فيها :تركيا ،ايران،مصر،و ““اسرائيل””. ان مجرى الاحداث في هذه المرحلة والفوضى العارمة وعملية انهاك السعودية وايران معا اقتصاديا يشير الى نضج التقسيم للمنطقة.
على الصعيد الاقتصادي ،
ان أي مواطن يأتي من الخارج ويزور لبنان يفيد بأن اللبناني كسوول (وليس كسول)ويتململ أكثر مما يعمل.كيف لا وهو نظام قائم على الطائفية…ومعالجة هذه الحالة لن يحدث دون تدخل فرنسا مباشرة وتحديدا.
الاقتصاد قد وصل الى مرحلة حرجة يستنتج منها أن المصارف في لبنان هي الممسكة بزمام الامور وتقوم باستعراض عضلاتها ،ولطالما كان لبنان مدان لهذه المصارف الخاصة، وليس الى دول وربما كانت هذه رسالة الى الحكم الى ضرورة الغاء الرسوم التي تم رفعها على المصارف في الموازنة الاخيرة.
وهل يعقل أن تتعاون هذه المصارف كلها مع مصرف لبنان والخزينة اللبنانية دون أن تضمن مسبقا نجاح استثماراتها وضمانها مع تامين الارباح اللازمة للمصرف؟؟.طبعا لا ودون تردد.
هل ممكن لهذه المصارف ان تكون جميعها قد أساءت حساباتها؟؟؟وهل تستثمر أموالها في لبنان أم خارج لبنان؟؟طبعا هي لا تعتمد على لبنان في استثماراتها،ولا تدخل في حسابات خاسرة،ولا خوف عليها وانما الخوف منها.
ولماذا هذا التوقيت؟؟
ان أول اشارة الى أن الاقتصاد سيتعرض للخطر هو منع قروض الاسكان وسبقه الركود العقاري دون سبب علمي مؤكد وجازم .
وهل يعتقد اللبنانيون انهم قادرون على القفز الى مستوى “Cedre” قفزة واحدة ويحتللوا مكانهم وموقعهم دوليا؟؟؟
ان الانتفاضة السلمية الواقعة “الثورة” حاليا لا غبار عليها وعلى نداءاتها وهي “تنفيسة” أو تعبير عن الاحتقان المكبوت ومتوقعة منذ زمن بعيد وجاهزة لان تدار باي لحظة، وحالة التململ والتأفؤف ليس بالامر الجديد، وانما كانت التوازنات تلعب دورها فلا يتم الاعتماد عليها أو كبحها.وهي تحرك المشاعر والوجدان بحالة انفعالية تلقائية حماسية، تعيدنا بالذاكرة الى فكر الامام موسى الصدر والحرمان في كل لبنان وفكر كمال جنبلاط واديب الفرزلي و… وتدغدغ في عقولنا الافكار الفلسفية والايدولوجيات على تنوعها.وللاسف فان العرب جميعا يعيشون حالات الانفعال امام المواقف والمحطات والمفاصل الدقيقة، غير ان الانفعال يليه بسرعة انحطاط واحباط، واتمنى ان اكون مخطئا في تقديري وتقييمي هذا.
أمام لبنان وضع برنامج اقتصادي جديد – وهذا أمر لم يحدث – خالي من الطائفية religion free ، وهذا امر جيد وايجابي يدعو الى التفاؤل والغاء عملية الهدر وضبط الانفاق. وأتمنى تخطي فكرة محاسبة الماضي لانه لن يجدي نفعا ودون نتيجة لانه سيزيد من تفرع الازمة ويرفع من تشعباتها وافرازاتها وهذا امر ليس الا تضييعا للوقت واستنزاف الجهد.والبدء يكون بوضع دراسات وجداول وبرامج، اقتصادية واضحة بدءا من الوضع الحالي، والاشارة الى حجم الديون واين نحن علميا في أي مرحلة اي ان كلمة “افلاس” لا تصف الوضع الحالي كما يجب؟؟؟
ولما كانت الامور تسوء وبسرعة مع غياب النقد المالي، فهناك ثلاث حلول لا هروب منها ممكن اعتمادها بعد القيام بالاصلاحات اللازمة للفوز ب “Cedre” ويمكن الرجوع عنها بعدها:
- رفع الضريبة الى 15 بالماية أو أكثر مع تخفيضها على المنتوجات المحلية، ورفعها على كل ما هو مستورد خصوصا اذا ما كان بلدا لا تربطنا به لا اتفاقيات ولا معاهدات ولا شيء اطلاقا.وهذا اجراء طبيعي أسوة بالدول الاخرى.والعمل على تحسين العلاقات التجارية مع سوريا التي تستعيد أنفاسها وبسرعة للوقوف من جديد.
- والثاني رفع قيمة صرف الدولار نسبة محددة، والى فترة زمنية محددة، يفترض بعدها اعادته الى حاله بعد معالجة واستدراك الامور وانقاذ الاقتصاد اللبناني.
- والثالث وهو من المحرمات بيع جزء من الذهب في مصرف لبنان، ولمدة محددة دائما مع ضرورة اعادته الى حاله السابق .
- يسبق هذه الخطوات تنفيذ كل الاجراءت الصارمة اقتصاديا والتي يتحدث عنها الاقتصاديون وفرض الثقة.
وليكن استخراج النفط نعمة ولا نقمة فاذا جاء بالمنفعة فاهلا وسهلا أما ان وقعت او استجدت معيقات أولها كالمزاحمة داخل السلطة او انتقالا ل “اسرائيل” التي تزاحمنا على جغرافية وخريطة نفط الوطن. فهي في عهود الرؤساء السابقين اعاقت تحسين نهر الليطاني والاستفادة منه والتاريخ يشهد،واسالوا السلف عن موضوع 600 متر وعلو 800 متر وما هي قصتها، ومهما كانت الاحوال والظروف ومجريات الاحداث فتكون الجهوزية للاستمرار دون النفط جاهزة او بالتوازي.وان كانت الحرب الاهلية قد بدات في 13 نيسان 1975 فقد سبق هذا التاريخ باربع ايام اي 9 نيسان تاريخ امضاء الرئيس فرنجية للتنقيب عن النفط.
وان لم يحدث ذلك، فهذا يعني عقد اتفاقية سلام مع “اسرائيل” ،والتطبيع معها مقابل النهوض بالاقتصاد والتوطين، ولكن فليكن بمعلوم الجميع انه ممنوع على لبنان موازاة “اسرائيل” لا عسكريا ولا اقتصاديا وبذلك يبقى لبنان تحت وطاة الديون الجاهزة باستمرار للتدهور، للسيطرة عليه وعدم تمكنه من معاداة ““اسرائيل”” كابتزاز سياسي طويل الامد.كما هي الحال مع مصر نسبيا أو السعودية ودول الامارات العربية… اي ان المنتوج النفطي تستفيد منه الدول الكبرى مقابل تقديم اسلحة وغيره من المصالح المكلفة كالبنى التحتية …وغيره من الطرق والاساليب .
وبالمقابل يأتي التوجه الى الصين والانفتاح عليها، وهو أمر طبيعي قدسبقتنا اليه فرنسا والولايات المتحدة وغيرها من الدول وآمل انه لا يجب الحصول على موافقة دولية للتنفيذ.
العالم معرض للخضات الاقتصادية والاقتصاد الاميركي سياتي يوم ويكون الضحية لاتباعه سياسات اقتصادية غير سليمة، واهمها اذكر طباعة الدولار أكثر بكثير مما يوازيه بالذهب، وهذا امر اصبح جليا وواضحا للاقتصاديين وكذلك الامر تخليه عن سياسة petro – dollar. والعامل الاخر الاضافي هو ثبات اليورو حتى بعد تخللي بريطانيا حليفة “أمريكا” ِAngloSaxone دون منازع عن الاتحاد الاوروبي .ان الولايات المتحدة تخص المجهود الحربي مبالغ مرقومة لا يخولها بمستقبل باهر وانما بعجز مفضوح،فتعتمد سياسات على اختلاف انواعها للاستفادة من بترول الشرق الاوسط الامر الذي يمككنها من الاستمرار والبقاء بموقع السلطة والتسلط في العالم والاستفادة من الاحداث، مما يؤدي الى ارتفاع الدعاء من المقهورين والمظلومين بأن تزول “أمريكا” من الوجود.
وبالختام أمام ما يجري من حولنا في هذا الوطن، وفي هذه المرحلة من تاريخ الوطن، اتمنى لهذه الانتفاضة التصحيحية وليس التبديلية أي بمعنى أن يتم تغيير الوجوه فقط دون التنفيذ الفعلي. وادعو لها بالنجاح بعناوينها ومضمونها الجذاب، وتحقق الآمال وتكون على المستوى المطلوب وقدر المسؤولية الذي ترنو اليه.ولمن يعتقد أنه بالامكان الاعتماد على استخراج النفط كعامل انقاذ وحيد فهو مخطئ. وعلى الجميع الحفاظ على الارادة لبناء وطن نحلم به، ونسعى كلنا اليه، وتخطي هذه المرحلة دون خسائر اضافية، لان الاقتصاد في تراجع اسرع من الماضي(اول الاحداث) وقيمة صرف الدولار اكبر دليل ويسلك المنحدر ولا يطمئن بالاستمرار على هذه الوتيرة :لقد جزم بروفيسور اسرائيلي بمحاضرة القاها أكد فيها أن لا ازمة اقتصادية في لبنان وانما أزمة سياسية.
أدعو الجميع الى تهدئة النفوس والصبر والتعقل وضبط النفس وتغليب مصلحة الوطن أولا واخرا والتيقظ والتحلي بالقدر المطلوب من المسؤولية للذين يبغون ويطمحون للنهوض بهذا الوطن الى مستقبل جديد واعد.ونكسب الرهان ونكون محط ثقة للدول المانحة ونستحق مكانتنا معها.
ويبقى السؤال لبنان لمن سيكون؟؟؟
“الثورة” كما يسمونها قد اندلعت، و قد تذهب بلبنان للنهوض الى الامام أم التدحرج خطوات متتالية الى الوراء ؟؟!!….
القرار لكم.
عشتم،عاش الوطن..كلنا للوطن.(انتهى)
___________________