الرئيسية / Latest / نشرة الثلاثاء 1 تشرين اول 2019 العدد 5777

نشرة الثلاثاء 1 تشرين اول 2019 العدد 5777

الجميع يناديني وينده باسمي ،

… من أنا؟؟

   (أ.ل) – نعم الجميع يناديني وينده باسمي وباعلى صوت احيانا مرارا وتكرار ولا يكف عن مناداتي حتى اجاوب واتجاوب وارد على المناداة والصريخ احيانا: صوتا خشنا كان او ناعما او صوت اطفال بريء او لهجة متكسرة من العربي والانكليزي واللغة الام.الجميع والكل بحاجة لي،نعم الجميع .نعم انا الدكتور البوم وايليسا في اغنيتهما المشهورة:’i hear someone calling my name’ ،لا شي يمر او يحدث دون ان اعلم به أو اخبر عنه، وانا جالس في مكاني دون شقاء او تعب،لان كل الاحداث تمر من عندي على اصنافها واشكالها وتنوعها:

   فاذا تشاجر احدهم مع الاخر اعلم بذلك،واذا ما تزوج احدهم او طللق فاعلم بذلك،واذا انقطع التيار اعلم بذلك اول الناس،واذا تعطل شيء من ميكانيك او كهرباء او صحية او بنية تحتية فاني اعلم بذلك.والتصليحات والتعهدات كلها تمر من عندي حتى ان جباية المال تمر من عندي و”منها نستفيد.واذا ما سالوني عن شخص ما فاني ارشدهم اليه وبسرعة ،لانه وكما قلت لكم كل شيء يمر من عندي.

   نعم:الافراح والاتراح والاسرار والطقوس الدينية ،والخبايا والصحف والشخصيات المهمة والمتنوعة كلها تمر من عندي ان كانت سياسية او اقتصادية او رياضية او فنية او عاطلة عن العمل وعمليات التنظيف والتعقيم hygienne  فهي تمر من عندي :انا المعبر انا مرفأ الترانزيت أنا السمسار على كل تجرة او تجارة انا المعبر انا الجسر انا الموجه والمرشد للغايات والعناوين والبريد والتسليم السريع والحامي ومن احسن الي كنت له محامي وسترت عنه تخلفه عن الدفع واستباحته ما ليس له من الحق العام والخاص.

   لا شيء يمر من أحداث اللا واعلم بها ونهاري مليء بها على انواعها واعلم بكل شيء وانا جالس في مكاني لا اتحرك.انا همزة الوصل بين الجيران والناس خصوصا لان الخليوي قد شتت ادمغة الناس ومصائب قوم عند قوم فوائد.

  ابتسم بالجميع وللجميع وارحب بالجميع واسير مع الجميع واربط الرسن حيث يطلب مني الخيال ربطها.واهمها اراعي من نظر في امري واحيا امري فازيد من عدد اولادي وكان في الموقعة فرسانا فاكسب مرضاته ومن لم يفعل ذلك انساه واتغاضاه لانشغاله عني.حقوقي محفوظة من ضمان و راتب شهري والحوافز والنقليات والصحة والتعويض .طبعا فالجميع متفق وتعود على وجودي والاتكال علي في الكبيرة والصغيرة وخبزي اليومي مضمون واتعاطى التجارة كلما سنحت الفرص  كبيع عقار حيث انال حصتي من السمسرة ان لم يكن كلها.

   الجميع بحاجة لي.ونقطة ثابتة علامة دائمة.اغيب مرارا عندما يحلو لي بحجة مرضية او دفن او حادث سير او عطل في السيارة او للازدحام نتيجة مرور اسعاف او الامنيات ومحاربة الشغب والارهاب او…..او…..بما يشبه وظائف الدولة.

   الجميع يريدني ويناديني ويبغى رضاي،ولو نوديت بنبرة جافة او جهر او صوت ناعم ، وان كان مظهري الخارجي ليس كما تتمنون وهذا امر يساعدني في كسب عيشي .واني لمنادى من الجنس اللطيف الذي لا يستطيع كبح او تسكير فمه واغلاقه لان اللسان خوان وفلتان ودائما مطلق للعنان عن قصد او غير قصد، فاشعر باني في الايام الخوالي عنترة “واغد طرفي ما ان بانت لي جارتي” وامنح النسوان الشعور بالامان لوجودي وبقائي في نفس المكان،وليتم تفريغ ما في النفوس من انفعالات وشحنات الغضب والغيرة الي انا كما لو اني مصلح اجتماعي.والجميع يحسد الاخر ولا يريد الخير للاخر فيتم اطلاق النار في الظهر عبر محوري.وغابت بذلك اواصر القرابة والجيرة والمجاورة وانقطع التواصل بالرغم من وجود كل وسائل التواصل.

انا الكل في الكل،

انا القصة والرواية،

انا الجمهورية،

…..

…..

من اكون؟؟؟

ان لم تحزر فهذا لا يبشر خيرا.

……

هل حزرت ؟؟؟

نعم؟؟

انا اكون ناطور البناية وينادونني ب وكيل البناية منذ تاسيسها عندما شاركت في عمارها وباق حتى يحين الوقت للهدم بعدما تهرم الاساسات وتتاكل من تلقاء نفسها بنفسها!!!

وبعدها يتم بناء عمارة جديدة مع نسيان فكرة ترميم القديم للحفاظ على التاريخ والتعلم منه بغاية التطور والربح ويرث مهنتي من بعدي ذريتي.

بئسا لامة فاز فيها الحذاء دون الكتاب واغتصبت المكملات من شاشات  مكان الكلمات والمفردات..

Pitty a nation where shoe defeated the book and

 monitors and screens are to be seen.

عشتم، عاش الوطن، كلنا للوطن…

(انتهى)

_________________________

Print Friendly

عن السيد زاهر ع. بدر الدين

اسمحوا لي ان اعرفكم عن نفسي: السيد زاهر عباس بدرالدين نجل الصحفي الأستاذ السيد عباس بدرالدين (من سادة اهل البيت) الذي فقد اثره قي ليبيا عند ظهيرة يوم الجمعة 31 آب 1978 .مدير وصاحب وكالة "أخبار لبنان"بالاصالة عن والدي.وليس لي أقرباء يعملون في هذا المجال محليا في الوطن أو دوليا سواي.

شاهد أيضاً

نشرة السبت 28 كانون الاول 2019 العدد5782

لبنان أزمة سياسية أم اقتصادية؟؟؟ المسيحيون والشيعة الى السلطة والحكم والسنة قلقون يتريثون بانتظار نتائج ...

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *