هل يعود "ليعيّد" في بيته؟
بيروت في: 19-8-2002
بقلم سمير منصور
كان من حسن حظي أن تعرّفت إلى الأستاذ عباس بدر الدين في بداية عملي الصحفي. لقد تعلمت منه الكثير. كان مدرسة في الرصانة والموضوعية والإتزان والصدق، وظل حريصاً على هذه المزايا حتى في أصعب الظروف منذ ما عرف بـ "حرب السنتين"، بل إن الفلتان زاده تمسكاً بالموضوعية أكثر فأكثر. وليس صدفة إن كبريات الصحف اللبنانية كانت تستعين به إذا أردات التعاون مع أحد الصحافيين الناشئين، بهدف تسمية أحدهم أو معرفة إمكاناته وقدراته المهنية.
عشنا مع "الأستاذ عباس" في "وكالة أخبار لبنان" تحت القصف وفي أصعب أيام الاقتتال الوحشي في أول سنتين من سلسلة الحروب المتتالية وكنا نتنقل في بداية عملي الصحفي. لقد تعلمت منه الكثير. كان مدرسة في الرصانة والموضوعية والإتزام والصدق، وظل حريصاً على هذه المزايا حتى في أصعب الظروف منذ ما عُرف بـ "حرب السنتين" بل إن الفلتان زاده تمسكاً بالموضوعية أكثر فأكثر. وليس صدفة أن كبريات الصحف اللبنانية كانت تستعين به إذا أردات التعاون مع أحد الصحافيين الناشئين، بهدف تسمية أحدهم أو معرفة إمكاناته وقدراته المهنية.
عشنا مع "الاستاذ عباس" في "وكالة أخبار لبنان" تحت القصف وفي أصعب أيام الإقتتال الوحشي في أول سنتين من سلسلة الحروب المتتالية وكنّا ننتقل مهجّرين من مكتب إلى آخر حيث كانت آخر محطة قبل غيابه في مدرسة "المعهد العربي"، في زقاق البلاط، وذلك قبل فترة قصيرة من سفره مع رفيقيه سماحة الإمام السيد موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب، وكم كنت مسروراً عندما تمنى عليّ الأستاذ عباس أن أرجئ إجازتي إلى ما بعد عودته من السفر. لقد جعلني أشعر بمزيد من الثقة بالنفس. أذكر أنه قال لي: "أنا مسافر لأيام قليلة إلى ليبيا مع سماحة الإمام ولايجوز أن نغيب جميعاً عن "الوكالة". أجبته مازحاً: "أخشى أن تمتد القليلة لتصبح كثيرة أو أن تكون الرحلة إلى ليبيا فتصبح في باريس" "فأجابني بالحرف: "لن تتجاوز الرحلة الأيام القليلة. فأنا لا "اعيّد" خارج بيتي". وكانت الرحلة قبل أيام من حلول عيد الفطر...
منذ ذلك التاريخ، بل منذ تلك الرحلة المشؤومة قبل 24 سنة والأستاذ عباس "يعيّد" خارج بيته، فهل يعود؟
هذه القضية – المأساة يجب أن تنتهي عبر جلاء الغموض الذي يلّفها. وهذا يتطلب وقفة جريئة وصريحة من الدولة اللبنانية والنظام الليبي في آن.
أشعر بأن الأستاذ عباس لا يزال بيننا طالما أن "وكالة أخبار لبنان" مستمرة في الصدور.
كانت تشبهه، وآمل أن تبقى كذلك.
تحية إلى رفيقة عمره، وإلى سائر أفراد العائلة.




