فيلم شديد الحساسية وشديد الذكاء.. يتحرك حول سؤال محوري ألا وهو “هل الحلم دائما وردي؟” عبر حكاية فتاة يابانية تشاهد نسخة قديمة “في إتش إس VHS” لفيلم الأخوين ايثان وجويل كوين الشهير “فارغو” إنتاج عام 1996 والذى فاز في ذات العام بأوسكار أفضل سيناريو وأيضاً أفضل ممثلة.
في الفيلم الجديد تلاحظ الصبية اليابانية “كوميكو” تشير لحقيبة مليئة بالنقود تمثل كنزاً لا يزال مفقوداً منذ تصوير فيلم “فارغو” لتبدأ رحلتها من أجل البحث عن ذلك الحلم المفقود سعياً وراء المال والثراء. ولكن إلى أين ستقودنا تلك الرحلة المليئة بالمصاعب بالذات فيما يخص الظروف المناخية التي تقترب من التجمد حيث صورت مشاهد الفيلم الأصلي والجديد.
الفيلم يعتمد على سيناريو أستون زيلنر، والذى تعاون في إخراج الفيلم مع شقيقة دايفيد زيلنر في أحداث تشبه إلى حد قريب المتاهة المليئة بالأسرار والمفاجأة والمحاولة لبلوغ الحلم في كتابه تمزج بين الكوميديا والسخرية، ونظرة كل شخصية لفكرة ذلك الحلم الذي تسعى إليه تلك الفتاة اليابانية التي لم تلوثها الحياة.
رحلة إلى البقاع المتجمدة من الولايات المتحدة الأميركية لفتاة تعتقد أنها ستعثر على حقيبة مليئة بالنقود كانت قد فقدت أثناء المشهد الأخير في فيلم “فارغو” الذي أنتج عام 1996، فإذا بنا نجد أنفسنا أمام كم من الحقائق التي تؤكد أن الحلم ليس دائماً وردياً، وإن ما تصنعه السينما مجرد خيال وليس له أي علاقة بالحقيقة أو الواقع.
وتكتشف تلك الفتاة اليابانية التي تخلت عن وظيفتها واستدانت من أجل الحصول على تذكرة السفر لبلوغ تلك البقاع النائية من أجل حلم هو في الحقيقة وهم ضحت من أجله بالكثير، ولكنها اكتشفت في نهاية الأمر أهمية أن يكون الإنسان واقعياً بعيداً عن الأحلام والخيالات المزيفة التي تصنعها السينما.
في الفيلم يدهشنا الأداء عالي المستوى للنجمة اليابانية رينكو كيكوشي وانتقالها عبر المراحل من اكتشاف الخيوط التي بنت عليها ذلك الوهم إلى الرحلة وصولاً إلى الحقيقة التي رغم قسوتها إلا أنها جاءت لتهزنا بعنف كي نصحو من أحلامنا الوردية المزيفة.