العقيد القذافي

 

هوية القذافي
(جريدة لوريون لو جور بتاريخ:11-1-1986).


   حسب صحيفة او مجلة "اريف شباط-erev chabbat- اي مساء شباط اسبوعية تظهر في  القدس كمطبوعة اورتودكسية يهودية فانه ووفقا لما تناوله قدامى المجتمع الليبي التي اقامت في الاراضي المحتلة – اسرائيل و نسبة الى شونميت برمللي-shounamit bormeli التي كانت تقطن في نفس ضيعة والدة القذافي اليشما-elishema  التي تروي ان والدة القذافي قد وقع اختيار شيخ ليبي غني عليها و هو من الصحراء الليبية الا و هو الشيخ ابن لنجي-ibn linji و حسب الرواية فانه كان هناك صبيتين جميلتين ليبيتين يهوديتين و هما زمردة –zemirada و رزيلالة –rezillalah و كانتا قد  فقدتا والديهما في مطلع صبيتهما .و في احد الايام وصل الشيخ ابن لينجي الى بلدة الصبيتين و اختار الجميلة زمردة و اخذها معه الى واحة بالقرب من الحدود التونسية حيث عاشا و رزقا باولاد و كان الابن البكر لهما معمر القذافي.)وقد وردت هذه المعلومات للصحيفة الايطالية oggi  و في كتاب جاك تيلور عام 1970 )


تاريخ ليبيا وصولا الى اللقاءات السعودية الاسرائيلية الليبية
صبر الاسماك لباتريسيا دوس نشر شهر آذار 1997
   
في بداية القرن العشرين، كانت الامبراطورية التركية تعاني انحطاطاً لا مثيل له، في حين حوّلت ايطاليا أنظارها نحو ليببا في إطار سعيها إلى امتلاك الأراضي في القارة الإفريقية.
   في العام 1912 حاول الشعب الليبي مقاومة السيطرة الإيطالية، لا سيما مع "مختار" القائد المشهور (وفقاً لما يظهره فيلم "ثعلب الصحراء" المعروف) إلا أنّ إيطاليا ما لبثت أن احتلّت بقعة كبيرة من الأراضي الليبية.
لكنّ بعض القبائل البربرية حاولت استعادة الحكم، لذلك لا يمكن اعتبار الاحتلال الإيطالي نهائياً إلا في العام 1931. منذ العام 1922، تمكّن مختار، بواسطة وسائل ضئيلة، من مقاومة انتشار جيش موسوليني الذي كان يدعى آنذاك "الدوتشيه" بعد أن أفسد كافة الكمائن الموضوعة على المداخل الرئيسية للمدينة بمساعدة وحدة الأنصار التي كانت تدعمه وبعد أن عمل على إغاظة "الدوتشيه" بنفسه. وفي شهر أيلول من العام 1931، تلقى الكولونيل غرازياني رسالة ورد فيها "لقد ألقينا القبض على الشيخ عمر مختار". وخضع هذا الأخير إلى محكمة استثنائية وصدر حكم إعدامه شنقاً لكنّه لم يشِ بشركائه. وما لبثت ليبيا أن خضعت للسيطرة الإيطالية حتى انفجرت الحرب العالمية الثانية في العام 1939 وأمست ليبيا مسرح العديد من المعارك بين الجيشين الإيطالي والألماني من ناحية والفصائل البريطانية من جهة أخرى.
انتهت ثلاثة أعوام من المعارك بانتصار الجيش الإنكليزي الذي سرعان ما أرغم أعداءه على مغادرة البلد فحظيت ليبيا باستقلالها وأصبحت بتاريخ 24 كانون الأول/ديسمبر 1951 مملكة على رأسها محمد إدريس المهدي السنّوسي المعروف بالملك إدريس الأول.
   في العام 1953، انضمّت ليبيا إلى جامعة الدول العربية. ولم تصبح جمهورية إلا في الأول من أيلول/سبتمبر 1969 بعد انقلاب عسكري نظّمه ضابط ليبي مع عشرة مناصرين له خلال العطلة الصيفية للملك إدريس في مقرّه الصيفي.
ومنذ ذلك الحين، تولّى الكولونيل قذافي زمام الحكم وهو يفرض سياسة مغايرة تتمتّع بعلاقات إما جيّدة إما سيئة مع الاتحاد السوفياتي سابقاً وبتحالفات أحياناً إيجابية وأحياناً سلبية مع كل من مصر وتونس وهو لا يفقد الأمل بأن يشهد لولادة المغرب المتّحد الكبير.
   منذ عدّة أشهر، لم يأتِ كلام القائد معمّر القذافي ضدّ ما يدعوه بالهيمنة الأميركية في أوانه، مما أغاظ الأوساط الديبلوماسية الرفيعة المستوى في حكومة ريغن، فلم تكن ردّة الفعل مفاجئة، سيّما أنّ التهديدات تزايدت يوماً بعد يوم ولم يصدّق سكّان طرابلس حقيقة التدخّل الأميركي العسكري.
   لكنّ الأميركيين، بالفعل، دخلوا الأراضي الليبية بعد أن أخلَوا في تموز/يوليو 1970 القاعدة الأميركية "ويلوس" التي سرعان ما أصبحت تعرف بقاعدة "عقبة بن نافث" حين ظنّ الليبيون أنّ الأميركيين رحلوا.
   لم يتمكّن الأميركيون من النيل من القائد الذي راح يرثي فقدان الابنة التي تبنّاها إلى جانب فقدان العديد من المدنيّين في مثل تلك الأحوال بعد أن أوقع القصف 37 ضحية.
   منذ قطع العلاقات الاقتصادية بين أميركا وليبيا في 7 كانون الثاني/يناير 1986، لم تعد النفقات الغذائية تصل إلى الأراضي الليبية، لا عبر المرفأ ولا بواسطة طائرات الشحن، فسعى الرئيس القذافي في شهري شباط/فبراير وآذار/مارس من السنة عينها إلى التقرّب من الجزائر. أما من الناحية الأميركية، فالقيادة لم تنتظر أي إجابة بل توغّل الأسطول البحري الأميركي إلى خليج سرت. عندئذ غضب القائد القذافي وكانت ردّة فعله عنيفة على القيادة الأميركية وراح ينعتها ب"شرطة العالم". فغضب بدوره الرئيس ريغن وبدأ القصف في 15 نيسان/أبريل 1986 وتراجعت العلاقات إلى الصفر.
   في 25 كانون الأول/ديسمبر 1970، أبرمت ليبيا اتفاقاً مع السودان ومصر كما أنّ فرنسا أرسلت للقائد الليببي 116 طائرة نفاثة من نوع ميراج.
  وفي ذلك الحين كانت الصناديق مكدّسة على طول الطريق المؤدّية إلى البحر وهي ترمز إلى الماضي الغابر المليء بالتبادلات المتنوّعة مع الولايات المتّحدة.
   نشأ القذافي في مدينة سرت وأظهر، وهو في العاشرة من عمره، ذكاء مفعماً فأرسله والده إلى المدرسة. وراح الولد معمّر كلّ أسبوع يقطع مسافة الخيمة العائلية ليصل إلى المدرسة. وفي العام 1959 تابع القذافي دروسه في مدرسة سبها في الفزان حيث أنشأ الخليّة الأولى للحركة الثورية. رغم أنّ الشرطة علمت بأمر نشاطاته، إلا أنّه لم يتوقّف بل راح يضع الرايات والشعارات تدعو إلى "الوحدة" أو "يعيش ناصر"، فالتأم حوله الشباب الذين يتوقون للتغيير. وما لبث أن نظّم مظاهرة ناجحة ضمّت ما يقارب 4000 طالباً وعاملاً. فغضبت السلطات منه ومن التجمّعات الهائلة كما يحصل في كافة البلدان، إلا أنّه باشر بدعوته للوحدة ولا سيما لوحدة كلّ العرب. فانتهى به وبأصدقائه الشباب الأمر في مظاهرات نظموها في ملعب المدرسة؟
   ذات مساء وفي طريق عودته من اجتماع، تمّ اعتقال القذافي ونُسِب إليه خلال هذا الاجتماع معارضة الانقلاب الانشقاقي الذي كان السبب المؤدّي إلى قطع العلاقة بين مصر وسوريا إلى جانب المظاهرة ضدّ التجارب النووية الفرنسية في الصحراء. لا يمكننا أن نلومه على اندفاعه هذا، فنحن يمكننا أن نفسح عن نفسنا لدى حضورنا رالي باريس - داكار على سبيل المثال... ونُسِبت إليه أيضاً المظاهرة ضدّ قطع العلاقات بين سوريا ومصر و الحرب الاستعمارية في الجزائر. كيف يجرؤ ذاك الشاب على تحدّي النظام؟ هل هو طالب عادي أو مثير للفتنة؟
   في العام 1961، طرد القذافي من المدرسة بسبب ممارسته للنشاطات السياسية فتابع عندئذ دراسته في مسراطة عاصمة السجاد الليبي.وحين سأله أحدهم "ماذا تريد أن تعمل حين تنهي دراستك؟ أجاب: "أريد أن أنضمّ إلى المدرسة الحربية" إذ إنّه كان يؤمن أنّ الجيش، في بلد يتآكله الفساد، يبقى المؤسسة الوحيدة القادرة على فرض إرادة الشعب".
وانضمّ القذافي إلى المؤسسة العسكرية في بنغازي. وما هي إلا سنوات حتى نشأت حركة الضباط الأحرار المؤيّدين للوحدة التي فتحت الطريق أمام الحركة الثورية. وبعد سنوات من الصبر والتحضير، قرّر القائد يوم الاثنين 1 أيلول/سبتمبر 1969 أن يباشر بثورته. التقى بأصدقائه وتوجّه معهم إلى بنغازي حيث احتلوا مبنى الراديو وانتظروا منذ الساعة السادسة وعشرين دقيقة وصول العامل الفني في الراديو. لدى وصوله، أجبروه على بث آيات من القرآن والاتصال بطرابلس حيث احتلّ أصدقاؤهم الساحة العسكرية. ووصلت الثورة إلى أوجها عند احتلال البيضاء وبنغازي من دون وقوع أي حادث. فنشر القذافي بلاغه الرسمي الأول الذي أثار إعجاب عدد كبير من الشعب الليبي لدى قراءته.
   حين احتلّ القذافي زمام الحكم، كان يعي أنّ الشعب ينتظر بفارغ الصبر رؤية التغييرات التي سيجريها. وعقد اجتماعه الأول في الساحة الخضراء التي سرعان ما تحوّلت إلى الساعة الحمراء المشهورة.
   تموز/يوليو 1970: رحيل الجيش الأميركي من القاعدة العسكرية "ويلوس" بعد أن سبقهم الجيش الإنكليزي بثلاثة أشهر. فخلت الأراضي الليبية من الجنود الغريبة.
   توزّع الشعب إلى مجالس شعبية أساسية متعدّدة وانتخب كلّ مجلس لجنة إدارة مسؤولة عنه. أما مجموعة اللجان فشكّلت المجلس الشعبي الصغير... (الكتاب الأخضر)
   وعملت اللجان الشعبية على تطهير الجهاز الإداري في الإدارات العامة. أما النقابات والرابطات المهنية فأدّت دوراً أساسياً من أجل تثبيت سلطة الشعب وإرادته. وراح العمّال يشاركون في اتّخاذ القرارات فلم يعودوا موظّفين بل أصبحوا شركاء...
   يتمّ إنشاء المجلس الشعبي بعد عقد اجتماعات متتالية بين المجالس الشعبية الأساسية واللجان الشعبية من جهة والاتحادات والنقابات والرابطات المهنية من جهة أخرى (الكتاب الأخضر). وكانت اللجان الشعبية تؤدّي دورها في كلّ الأماكن، هذا ما يبرهن عن وجود ديمقراطية شعبية مباشرة حقيقية.
   يتمتّع الشعب الليبي بفضل "الذهب الأسود" بورقة رابحة حقيقية. فالشركات النفطية في البلد لم تكن منظّمة لأنّ الشعب كان يظنّ أنّه لا يستفيد البتّة من ثروته. وفي حين تمّ تنظيم الأجهزة السياسية والإدارية، كان الكولونيل قذافي يجري تغييراً جذرياً في إدارات الشركات النفطية في طرابلس ويشكّ في الوقت عينه بضرورة الانتماء إلى جامعة الدول العربية بعد أن تمّ اكتشاف البترول في أراضيها سيما أنّه من الممكن أن يستفيد وحده من تلك الثروة الجديدة ليضع حدّاً للبؤس والاضطهاد من حوله. لكنّه كان متأكّداً أنّ إرادة الله مغايرة. فباشر الجهاز الحاكم باستثمار ثروة البلد لمصلحة الشعب إلا أنّ النظام الرأسمالي بقي موجوداً.
   في كانون الثاني/يناير 1970، طالبت ليبيا برفع سعر النفط بنسبة 40 سنتاً للبرميل الواحد.أفاد الليبيون أنّهم يكتفون بسعر 30 سنتاً للبرميل الواحد فاضطرّت الشركات على الموافقة، هذا ما شكّل الانتصار الأول للشعب الليبي.إلا أنّ انعكاس ذلك لم يقتصر على ليبيا فحسب إذ إنّ البلدان المنتجة للنفط كالعراق وإيران رفعت أيضاً سعر برميل النفط الخام.مما شكّل بالنسبة إلى القذافي معركة جديدة هدفها ضبط الشركات النفطية ومراقبتها.و أعلن الرائد الركن جلود في العام 1971 أنّ الشركات النفطية باتت تشكّل دولة داخل دولة. بعد فترة أمّم القذافي شركته وأطلق عليها اسم "شركة الخليج العربي للتنقيب".فصارت ليبيا ترمز إلى العروبة وتناضل ضدّ الإمبريالية وتدعم قضية تحرير الشعوب.
   في 17 نيسان/أبريل 1970، قرّرت كلّ من مصر وليبيا وسوريا إنشاء إتّحاد الجمهوريات العربية المتّحدة. وكانت السودان تتوق إلى الانضمام إلى هذا الاتّحاد في حين فاق حلم القذافي ذلك بكثير إذ كان يأمل أن يرى مصر تندمج ضمن تلك الدول المتّحدة.
   في 12 آب/أغسطس 1972، قرّر كلّ من الرئيس المصري ورئيس مجلس قيادة الثورة الليبية إنشاء دولة موحّدة في بنغازي تعبيراً عن إرادتهما لدمج البلدين دمجاً تاماً.
   في 16 كانون الأول/ديسمبر في تونس، ظهر الأمل من جديد لدى الكولونيل القذافي فأعلن ما يلي: "الشعبان الليبي والتونسي شعبان لا تفصلهما إلا حدود اصطناعية فالوحدة أمر لا بدّ منه".(للمراجعة المصدر:الصياد 21-3-1980 العدد 1846 : القصة الكاملة لاحداث قفصة )
في العام 1973، تابع الكولونيل القذافي جهوده من أجل الوحدة التامة فأفاد بما يلي:
"إنّ الروابط بين كلّ من مصر وليبيا هي بالغة الأهمية... وهي تشكّل حقيقة لا مفرّ منها أبوجود وحدة أو لا..."
في 18 تموز/يوليو، تظاهر الشعب في شوارع طرابلس من أجل التعبير عن ضرورة وجود الوحدة. لكنّ "مسيرة الوحدة" توقّفت في 23 تموز/يوليو قرب الأراضي المصرية.
   بعد فشل محاولة الوحدة بين مصر وليبيا، اقترح القذافي مشروع الاندماج مع تونس، فقرّر كلّ من رئيس ليبيا ورئيس تونس تشكيل جمهورية إسلامية تتمتّح بدستور موحّد وبجيش واحد. لكنّ الاندماج لم يحصل إذ إنّ الرئيس التونسي بدّل رأيه. فلم يقتنع القذافي بذلك فقال: "ثمّة رؤساء يعترضون قيام الوحدة المحتّمة، فتلك الوحدة ستحصل رغم إرادتهم".


تظاهرات في ليبيا ضد السفارة الفرنسية
المصدر: المستقبل 12/2/80

   يوم 4 شباط/فبراير الماضي, احرقت مجموعة من المتظاهرين السفارة الفرنسية في ليبيا, احتجاجاً على التدخل الفرنسي في خليج قابس على اثر "عملية قفصة".وقد جدت هذه التظاهرات بعد ان طلبت الحكومة الفرنسية من الحكومة الليبية تأمين حماية خاصة لممثليتها في طرابلس. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان طاقم السفارة قد تمكن من الفرار قبل وصول المتظاهرين واحراقهم المبنى. ولم توضح الانباء ما اذا كان المتظاهرون من التونسين المقيمين في الجماهيرية.

_________________________ 


 

   اعتبرت مصر على الحياد من اتّحاد الجمهوريات العربي بسبب المواقف التي اتّخذتها في ما يتعلّق بقضية التوافق العربي.
   لم يتمكّن القذافي من احتمال مواقف البلدان الغربية، فأعرب عن إرادته لمساعدة الشعوب المضطهدة التي تسعى إلى الخروج من وطأة الإمبرياليين في حين كان يخطّط لمشروع ليبي يقضي ب"جمع إفريقيا الصحراء الإسلامية بدءاً من موريتانيا حتى إريثريا". لا شكّ في أنّ البلدان الإمبريالية لم تتمنَّ يوماً أن ترى مشروع وحدة البلدان العربية يتحقّق.
   أصبحت ليبيا مقرّ اجتماع كافة حركات التحرير الوطنية لا سيما أنّها تقوم بمبادرة دعم كافة الحركات الثورية، سواء عربية كانت أو إسلامية أو إفريقية...
   ارتفع عدد المؤتمرات التي عقدت في طرابلس وبنغازي في تلك الأيام إلى درجة أنّه يمكن اعتبار أنّ هاتين المدينتين شهدتا لأضخم نشاط سياسي في بلدان العالم الثالث.
   احتلّت ليبيا الثورية مكانة جديدة على الساحة العالمية والتقى القذافي بعدد كبير من الشخصيات، نذكر منها:
فيدل كاسترو، في كوبا
ياسر عرفات، في فلسطين
ألكسيس كوسيغوين، في روسيا آنذاك
حبيب بورقيبه، في تونس
هواري بومدين، في الجزائر
حسين كونتش، في النيجر
فيلكس ملّوم، في لتشاد
جمال عبد الناصر، في مصر
جوزيف تيتو/ في يوغوسلافيا آنذاك
وأخيراً جورج بومبيدو في فرنسا آنذاك
   أما اسم ليبيا الرسمي فأصبح:
الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية
   تألّفت أمانة سرّ المجلس الشعبي العام من الأعضاء التالي ذكرهم:
معمّر قذافي
خويلدي حميدي
مصطفى خروبي
عبد السلام جلّود
أبو بكر يونس
   أما التشريع الاجتماعي فيستند إلى ما ينصّ عليه القرآن والدفاع عن الوطن هو واجب ومسؤولية كلّ مواطن ومواطنة.

________________________________

-1987: النزاع بين التشاد وليبيا – الفوضى الليبية

   كانت الأراضي الليبية تشهد نزاعاً حاداً مع التشاد. ففي 11 كانون الأول/ديسمبر احتلّ الجيش الليبي مدينة "بردايا" جنوب قطاع أوزو الذي يطالب به الليبيون كجزء لا يتجزّأ من ليبيا. يقع هذا القطاع شمالي التشاد والنيجر وهو معروف بثروة اليورانيوم والبترول. فلو كانت هذه المنطقة صحراء لما شهدت لأي نزاع. وللعودة في التاريخ، مُنحت قطعة هذه الأراضي إلى إيطاليا في 7 كانون الثاني/يناير من العام 1935 وفقاً لمعاهدة لافال-موسوليني التي سرعان ما اعتُبرت قديمة بعد عقد اتفاق بين فرنسا وليبيا في 10 آب/أغسطس 1955. شهد البلد في العام 1987 لحرب كبيرة ولحصار عسكري فرنسي لا سيما أنّ مركز gmct لم يتلقّ قطعة غيار واحدة للأسطول الليبي. أما من ناحية التشاد فقد ساعدتها فرنسا على منع الجيش الليبي من تجاوز الخط السادس عشر(16e parallèle) عبر استئجار طائرتين ترانسال تحتويان على 16 طن من المواد الغذائية والذخائر والمحروقات وإرسالهما إلى مناصري غوكوني في جبال تيبستي.                           

في 20 كانون الأول/ديسمبر، حصل هجوم مضادّ للجيش التشادي في "زوار" وهي منطقة محتلّة من الجيش الليبي، فأوقع 400 قتيلاً ليبياً. أما في 2 كانون الثاني/يناير 1987 قُتل 784 ليبياً و18 تشادياً في مدينة الفدا ودمّرت 154 دبابة. في 21 كانون الثاني/يناير حرّرت مدينة زوار.

حاول بعض الليبيين العودة بالتاريخ إلى الوراء لتحديد إلى أي بلد ينتمي قطاع أوزو حقيقةً وظلّوا مقتنعين أنّه جزء لا يتجزأ من ليبيا وهم يردّدون قائلين: "لقد استرجعنا كافة الأراضي المحتلّة من إيطاليا". إنّما تجدر الإشارة هنا إلى أنّ معاهدة روما تعود إلى العام 1935. فتاريخ 7 كانون الثاني/يناير هو تاريخ تصحيح الحدود مع ليبيا (التي كانت آنذاك مقاطعة إيطالية) في ظلّ الوعود المعطاة في لندن إلى إيطاليا في نيسان/أبريل 1915 لدفعها إلى المشاركة بالحرب. عندئذ حصلت إيطاليا على مقاطعة أوزو (114.000 كلم2 في واحات أوزو وصوما وغويزينتي وأوري). أما فرنسا فقد احتفظت بواحات الوور وبرايا وتكرو ومناجم الملح في غورو. لذلك يمكن اعتبار أن مقاطعة أوزو كانت إيطالية لكنّها أصبحت ليبية الآن. وتجدر الإشارة إلى أنّ موسوليني لم يقتنع آنذاك بتلك المعاهدة فرفض احتلال الأراضي الممنوحة له وأعلنت إيطاليا في 17 كانون الأول/ديسمبر 1938 أنّها لن تقرّ بتلك المعاهدة فاعتبرت عندئذ غير صالحة قانونياً.
   هذا باختصار سبب الخلاف حول قطاع أوزو وحول انتمائه إلى ليبيا - لا سيما وأنّ موسوليني لم يقرّ بالمعاهدة - أو اعتباره جزء لا يتجزّأ من التشاد. لكنّ الحقيقة تظهر أنّ الشعب الليبي يطالب باسترجاعه؟ فالسؤال يطرح ما إذا كان هذا القطاع قد يثير اهتمام بلد من البلدان لو لم يكن غنياً بالموارد؟
   في 21 كانون الثاني/يناير، قام الجيش التشادي بتحرير منطقة "زوار" من القوات الليبية. لكنّ الليبيين تمكّنوا من الوصول إلى "فايا لارجو" البعيدة عن قطاع "أوزو" رغم العتاد الخفيف الذي كانوا يملكونه.

    وفي سياق هذه الاحداث ظهرت الرواية التالية تؤكد وجود الامام الصدر وصحبه احياء و الخبر كان مصدره مساجين فروا الى التشاد من السجون  الليبية الخبر جاء في ربيع العام 1988 (اثناء الحرب بين التشاد و ليبيا )و افادوا بانهم راوا الامام الصدر المميز بقامته الطويلة و عيونه الملونة.فما كان من رئيس جمهورية السنغال عبدو ضيوف الا ان ارسل بهذا الخبر الى السفير اللبناني في الاردن السفير احمد ابراهيم يقول فيه ان الامام الصدر ما زال على قيد الحياة . *(الصحف المحلية) و بعد مراجعة عائلة الصحفي بدرالدين مصادر دبلوماسية رفضت الافصاح عن نفسها اكدت ان هذا الخبر صحيح و لكن تم انكاره فيما بعد حفاظا على ود العلاقات مع ليبيا.و هذا ليس الا مثال بسيط على استعمال هذه القضية كورقة ابتزاز للقذافي من قبل كل من يتعادى معه و النتيجة تبقى واحد الا وهي  احتجاز الامام الصدر و صاحبيه.

    منذ فتح الجبهتين، تبنّى القذافي في 12 حزيران/يونيو 1988 ميثاق حقوق الإنسان. في 20 آب/أغسطس من السنة عينها، أُعدم عشرون مقيماً إفريقياً لأنّهم رفضوا الانصهار في الفيلق الإسلامي. في 31 آب/أغسطس تمّ استبدال الجيش والشرطة بالميليشيا الشعبية وفي 6 أيلول/سبتمبر ألغى القذافي المركزية من الحكومات، على غرار ما فعله فرانسوا ميتران في فرنسا.
   تلك السياسة العنيفة أرعبت البلدان الغربية التي لا شكّ في أن يكون موقفها معاكساً له. لا بدّ من القذافي أن يختار بين السياسة الإسلامية والنظام الذي يشبه الديمقراطية، لكنّه لم يقرّ قطّ، صراحةً، باختياره هذا الموقف أو ذاك. فالنساء لسنَ مجبرات على "الأسلمة" أي على ارتداء التشادور أو الحجاب إذ يمكنهنّ الاطمئنان وارتداء الفستان الأبيض لأنّ القمع غير موجود في الشوارع.
   في 29 أيلول/سبتمبر 1988، فاجأ القذافي الجميع حين حلّ لجانه الثورية بعد أن اتّهمها بالضلوع وراء اغتيال المعارضين السياسيين. هل من الممكن أن يهدأ ويعقل هذا الرجل مع الوقت؟
   كانت أسواق المدينة القديمة تعجّ بالزبائن وبالمؤن. فكلّ يوم، يعرض السوق المركزي الخضار والمواد الغذائية الأخرى كما أنّ اللحم عاد إلى الأسواق بعد انقطاعه لفترة تقارب السنة.
   أثارت أحداث تلك الساعة اهتمامنا. فقد تمّ تحرير المعتقلين في السجون اللبنانية بعد فترة من تحسّن العلاقات الديبلوماسية داخل الأوساط الليبية واحتلّ هذا الموضوع الصفحات الأولى للصحف في فرنسا.

حدث ذلك بعد اطلاق اية الله مهدي روحاني خبرا مفاده ان لديه معلومات مؤكدة لا بل تجزم عن وجود الامام الصدر حيا في ليبيا و ان الايام القليلة التالية ستثبت هذا الامر.وبعدها اعلن الرئيس بري ان روحاني وقع ضحية مخابرات،فما الذي حدث باختصار؟!
   نقلت اخبار خاصة للعائلة مفادها ان المعلومات التي استقاها السيد اية الله روحاني رحمه الله كانت صحيحة و هذا ما جعله يبدو مطمئنا بدرجة عالية في مقابلاته حتى انه ارسل شريط فيديو مصور الى ايران صور فيه الامام الصدر يثبت فيه صحة كلامه و لكن ما حصل عند وصول الامور الى هذه الجدية تدخل تيار في ايران  ممن يهمه ابقاء ملف اخفاء الامام الصدر غامض و ليس له مصلحة في كشفه هذا ان لم يكن هو نفسه ضالعا في اخفائه  فما كان من هذا التيار الا ان مارس ضغوطاته لاطلاق الرهائن الفرنسية المخطوفة في لبنان و هذا بالفعل ما حصل.و بالتالي وقع السيد روحاني ضحية مخابرات كما قال الرئيس بري.حسنا لعبها الرئيس شيراك ليفوز بمقعد الرئاسةونلفت ههنا أنه وبالاضافة الىهذه المعطيات علم أن الامام الصدر قد خير بين أن يعود الى بلاده وأهله ضمن شروط تناقض المبادىء التي كان يطرحها في الماضيلكنه رفض التخلي عن مبادئه والتخلي عن النبتة التي زرعها مع أصحابه الامر الذي أدى الى اقفال خطوط التفاوض.
   و اليوم تذكر الرئيس سركوزي ان يثير قضية الامام الصدر امام القذافي عند اطلاق الممرضات المعتقلات في ليبيا مع الطبيب الفلسطيني.و بهذا تكون النتيجة واحدة دوما في هذا الموضوع الا و هو ان الجميع يستعمل ورقة اختفاء الامام الصدر لمصالحه الشخصية محليا و دوليا لدرجة ان البعض قد وصلت به الوقاحة ان يزيل ديون الاربعين مليار او اكثر مقابل طي ملف الامام الصدر...و احيانا لتصدير التفاح اللبناني الى ليبيا... او حتى ابتزاز القذافي لمآرب شخصية ... و الواقع هو ان العلاقات الليبية اللبنانية حافظت على ازدواجيتها :السلبية من جهة بسبب ملف الامام الصدر و الايجابية لمن تخوله نفسه ان يرفع ارقام راسماله في المصارف بطريقة مباشرة او غير مباشرة (عبر مالطا مثلا) و غيرهم...و غيرهم حتى من الجنس اللطيف... و بسبب المغتربين اللبنانيين الذين يبحثون عن باب الرزقة.(مصادر خاصة)

 روحاني يكرر معلوماته عن الصدر
ويتوقع أخباراً جديدة بعد أيام

وكالة اخبار لبنان في 18-4-88 أجرى المقابلة الصحفي الزميل طارق ترشيشي

    جدد رئيس الطائفة الشيعية في أوروبا آية الله مهدي روحاني تأكيد صحة معلوماته القائلة بأن رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الصدر سيظهر بعد 4 أسابيع في القاهرة ورفض كشف مصدر معلوماته لأن الإمام الصدر لا يرضى بذلك.
   وأعلن أن أخبار جديدة ستتوفر له بعد عشرة أيام وسأبلغها إلى ابنة عمي السيدة رباب الصدر مشيراً إلى وساطة أجنبية جارية لإطلاق الإمام الصدر ومؤكداً استعداده لاستقبال أي موفد من لبنان.
   وأجرت "وكالة أخبار لبنان" أمس مع آية الله روحاني الموجود في باريس الحوار الآتي:

 ما زلت تؤكد على صحة معلوماتك بأن الإمام الصدر سيظهر بعد أربعة أسابيع في القاهرة، ما هو مصدر معلوماتك؟
- أؤكد مرة ثانية ورابعة أن الإمام الصدر في صحة وسلامة مئة في المئة وهذا أهم شيء عندنا. وهذا ما أستطيع أن أقوله لكم ولا تسألوني عن مصدر معلوماتي لأن هذا الأمر يخصني وحدي.
 هناك تساؤلات كثيرة حول صحة معلوماتك والبعض يشكك في صدقيتها؟
- لا تهمني التساؤلات وأعرفها إنها كثيرة ولكن يمكنني أن أؤكد أن لدي من المعلومات الكافية والوافية عن الإمام الصدر وكلها تؤكد أنه في صحة وسلام.

• لماذا حددت القاهرة مكاناً لظهوره وليس أي بلد آخر؟
- إن الإمام سيظهر في القاهرة بنسبة 90 في المئة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة وبنسبة 10 في المئة في بلد آخر، ولكن الأهم عندي واصل القضية هو حياة السيد وأنا متأكد بأنه في صحة تامة وهذا ما هو مأذون لي بأن أقوله. ولا تسألوني أكثر لأني لا أقدر على أن أدلي بمزيد من التفاصيل لأن الإمام لا يرضى بذلك.


 إننا نلح عليك بأن تحدد لنا مصدر معلوماتك؟
- لا أستطيع اعذروني.. بعد عشرة أيام ستكون عندي أخبار جديدة أبلغكم إياها.

 هل هناك وساطة عربية جارية لإطلاق الإمام الصدر وهل تشاركون فيها؟
- هناك وساطة أجنبية ونحن على اطلاع على مجرياتها، وبعد عشرة أيام تتوفر لي معلومات جديدة يمكنني إعلانها.

 يتردد في بيروت أن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وبعض المراجع تنوي إرسال موفدين للاجتماع بكم والإطلاع على معلوماتكم؟
- أنا على استعداد لاستقبال أي موفد، فالبيت بيتهم وأنا في خدمتهم وفي خدمة شعب لبنان، وبكل سرور أتشرف بزيارتهم وأهلاً وسهلاً بمن يزورني.


 إنك تركز في معلوماتك على الإمام الصدر في صحة وسلام ولكنك لا تذكر رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين، فهل لديك معلومات عنهما؟
- بعد ثلاثة أيام أو أربعة أيام تتوفر لي معلومات عن مصير الشيخ يعقوب والأستاذ بدر الدين وإنني أسعى لمعرفة مصيرهما. ومساء أمس الأول تلقيت اتصالاً من بيروت سئلت خلاله عنهما.


 الجانب الإيراني وأطراف لبنانيون يشككون في صحة معلوماتك عن الإمام الصدر وبعضهم لا يعيرها أهمية؟
- إنني أفكر دائماً وأسعى إلى سعادة الشعب اللبناني وسعادة الإيرانيين، ولا أتوقف عند النفي والتشكيك فقضية الإمام الصدر قضية عائلية تخصني فهو ابن عمي ولا يحق لأشخاص آخرين أن يتدخلوا بها. وعلى كل حال، أنا رجل دين وما أقول به شأن الإمام الصدر أعتبره وظيفة خاصة، وفي الحقيقة ليس لي أي اتصال بالمسؤولين الإيرانيين ولكني أحب جميع الناس.

 هل لديك رسالة تود أن تبلغها إلى المعنيين بقضية الإمام الصدر في لبنان؟
- أسلم عليهم جميعاً، وأنا في خدمتهم، وأقول لهم أن السيد (الصدر) حي وموجود وفي حال الصحة والسلامة، وما أريد منهم أن يسعوا إلى الوحدة بين أبناء الوطن وإلى تحقيق السلام... سلموا لي عليهم جميعاً وبعد عشرة أيام تكون عندي أخبار جديدة وسأتصل بابنة عمي السيدة رباب الصدر وأبلغها إياها.

اتصالات
    وفي بيروت علم أن الاتصالات ناشطة في شأن المعلومات الجديدة عن الإمام الصدر وأن السيدة رباب الصدر شرف الدين شقيقة الإمام الصدر تلقت اتصالاً من موفدها الذي التقى آية الله روحاني فأبلغها أن روحاني ما زال يؤكد صحة معلوماته وأنه لا يستطيع كشف مصدرها حالياً.(انتهى)
********************


   وقع خلاف كبير بين لبنان وليبيا حول شخص أبو نضال (صبري خليل البنّا) الذي ولد في يافا في العام 1937 من أب تاجر فلسطيني وأم سورية. وكان مسؤولاً عن 98 محاولة اغتيال بين 1976 و1986 (56 محاولة ضدّ الفلسطينيين في حين أنّ والده فلسطيني). في حزيران 1974، انفصل عن منظمة التحرير الفلسطينية وأنشأ اللجنة الثورية فتح. في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 1977، اتّهمته منظمة التحرير الفلسطينية بتجاوز السلطة واختلاس الأموال وحكمت عليه بالموت غيابياً. أصبح يعتبر إرهابياً واختار اسمه الحربي أبو نضال. أما أمواله فكان يحصل عليها من "مساعدات العراق" (حوالي 10 مليون دولار) وسوريا وليبيا (مليون دولار). أما بلدان الخليج فكانت تدفع من أجل إحلال السلام عندها.
  
يجدر الانتباه أنّ ليبيا لم تتّحد قط مع مصر وسوريا في مواجهة إسرائيل.
  
لم تكن بداية العام 1989 جيّدة بالنسبة إلى ليبيا، بسبب الحملة ضدّ القذافي التي شنّها الرئيس ريغن مما أدّى إلى نعته ب"الكلب المسعور" في محطات الأخبار الليبية بعد عملية القصف. كانت مواقف ريغان بالنسبة إلى ليبيا جدّية إلى درجة أنّ خليفته في البيت الأبيض جورج بوش تبنّى السياسة نفسها ضدّ ليبيا. ففي 4 كانون الثاني/يناير 1989، أسقطت طائرتان أميريكيتان ف14 طائرتي ميغ.
    وفي 5 كانون الثاني/يناير اتّهمت الولايات المتحدة ليبيا بإنشاء معمل للأسلحة الكيميائية في "ربطا". أمام هذا الحقد، وقّع القذافي في 16 شباط/فبراير من السنة عينها معاهدة الوحدة مع المغرب المتّحد. وفي 29 حزيران/يونيو 1989 رُفع جزء من الحظر على الأسلحة الفرنسية. وفي 30 آب/أغسطس وقّع اتفاق سلام مع التشاد محاولاً بذلك إعطاء العالم الغربي صورة إيجابية عن ليبيا.
   من 1970 إلى 1980 (تاريخ دخول الجيوش السورية إلى لبنان)، هاجمت منظمة ياسر عرفات سوريا والأردن (الذي يواجه نزاعاً مع بغداد)، هذا ما عُرف ب"حزيران الأسود". في العام 1980 حلّ ياسر عرفات مشاكله مع بغداد وتمكّن من الحصول على موافقة الحسين لطرد أبي نضال الذي كان يقيم في دمشق ثم في ليبيا في العام 1984 وفي إيران في العام 1986.
   ويعتبر أبو نضال أنّ الخائن يتجسّد بشخص ياسر عرفات (اسمه الحربي هو أبو عمار) فالاعتراف بدولتي فلسطين واسرائيل هو أمر لا بدّ منه ومما لا شكّ فيه أنّ هذا الاعتراف كان يمكن أن يجنّب حرب 1982 (مراجعة كتاب "فخ بيروت" للكاتب آلان شالفرون، منشورات لو سيكومور). في تلك السنة، لم تحرّك ليبيا ساكناً لأنّها تواجه مشاكل مع جميع البلدان والأمر عينه حصل في العام 1994. هل السبب دائماً هو الحظر العسكري؟ الأمر مثير للشك. ليبيا بقيت صامتة أمام المصافحة التاريخية بين ياسر عرفات وإسحق رابين بوجود الرئبس بيل كلينتون في واشنطن. لن تتدخّل ليبيا بتلك الأمور لوقت طويل جداً لكنّ الاعتقاد الغربي السائد هو أنّ الوقت ليس بالأمر المهمّ بالنسبة إلى المسلمين.
     15 نيسان/أبريل 1986 تاريخ الغارة الجوية الأميركية الأولى على الأراضي الليبية. كانت ردّة الفعل في لبنان متوقعة فمنذ أن تمكّنت الطائرات المحمّلة قنابل أن تجتاز الأراضي البريطانية كانت النتيجة أنّه تمّ إعدام ثلاثة معتقلين بريطانيين في لبنان في 6 نيسان/أبريل 1986 انتقاماً لما حصل. لذلك مما لا شكّ فيه أنّ كلاً من ليبيا ولبنان يدافعان سوياً عن المصالح عينها آنذاك. لحسن الحظ أنّ الفرنسيين واجهوا الطائرات فوق الأراضي الفرنسية وإلا كان من الممكن أن يشهدوا لإعدام عدد كبير من المعتقلين الفرنسيين في السجون اللبنانية.
   لا يمكنني الامتناع عن التفكير بقضية فالنتي التي كانت من أحداث الساعة. فقد أوقفت نجمة ليبية السيدة فالنتي مع أولادها وصديقها البلجيكي وهم، للعلم، على متن باخرة اسمها "لو سيليكو" داخل المياه الإقليمية الليبية التي سرعان ما ضلّت طريقها.و هنا استغرب و تعجب المراقبون مشككين ما هو نوع هذه النزهة التي ممكن لام ان تقوم بها مع اولادها الصغار سنا  في وسط البحر و على مسافة بعيدة من البر الفرنسي او حتى كيف تمكنوا من الوصول الى المياه الاقليمية الليبية .وحين أدركت النجمة الليبية أنّ الأشخاص على متن هذه الباخرة هم فرنسيون، أرادت أن تسوّي بعض الحسابات لصالحها.
   كانت السيدة فالنتي على متن هذه الباخرة في وقت شعرت السلطات الليبية أنّ الشعب الليبي ضاق ذرعاً من الحصار المفروض على بلدهم. فطلبت منهم هذه النجمة الليبية إعادة قطع الغيار والمعدّات التي قدّمتها لهم الدولة الليبية. ويكمن اللغز في أنّ السلطات الليبية غيّرت أحداث قصة فالنتي وأقنعت العالم بأجمعه بأنّ الحادث جرى في بيروت. فهل كان العالم ولا سيما الأميركيون يفضّلون آنذاك أن يكون المعتقلون في الأراضي اللبينانية وليس في الأراضي الليبية. عندئذ تابع القائد (الثعلب المحتال) الضغط، هذا ما يظنّه العالم لكنّ ليس هناك تاكيد من صحّة هذا الأمر لأنّه لا يجدر التقليل من الشأن الليبي،و لم يتم التأكّد حتى الآن لمَ سلّمت منظمة القذافي هؤلاء الأشخاص إلى السلطات اللبنانية؟ من أجل الضغط على ماذا؟
  
   المواطن الليبي المتوسط هو صبور كالسمكة ومحتال كالثعلب وفخور كالطاووس.

   استرجعت السلطات الفرنسية من السلطات اللبنانية أولاد فالنتي عند عيد الميلاد من العام 1989 فأسرع الوالد المطلّق إلى شكر الكولونيل القذافي على الجهود التي بذلها من أجل إطلاق سراح أولاده.
أما السيدة فالنتي فقد بقيت محتجزة مع ولدين لكن لا أحد يدري في أي بلد!و قام الراي العام الطلب من القذافي التدخل لاطلاق السيدة فالنتي و و لديها ظنا بانهم موجودون في لبنان في حين انهم في الاراضي الليبية في تلك الاراضي الواسعة و لا يستغرق نقلهم من طرابلس الى بنغازي مسافة الالف كيلومتر مثلا و قد يكونون نقلوا الى اي مكان آخر ،من يعلم!اما السيدة فالنتي فقد انجبت ولدين فيما بعد مات احدهما حيث سرت الشائعات انها تعرضت للاغتصاب من احد الحراس.
  
تشرين الأول/أوكتوبر 1989- تفاجأ العالم بأجمعه باعتراف القذافي بدعمه للإرهاب وهو أمر لا شكّ فيه.

 

جريدة الباريزيان – الخميس 29 تشرين الأول/أوكتوبر 1992
"القاضي بروغيير غير مرحّب به في ليبيا"

   "لم يُسمح للباخرة التي تقلّه إلى طرابلس من الاقتراب من الساحل. فالقاضي كان على موعد مع نظيره الليبي للبحث في قضية حادثة طائرة د.س 10 التي تعود لاتحاد النقل الجوي إلا أنّه أجبر على العودة أدراجه.
كان القاضي بروغيير - وهو مسؤول عن القضايا المتعلّقة بالإرهاب - مكلّفاً التحقيق بملف حادثة 19 أيلول/سبتمبر 1989 ضد طائرة د.س 10 تعود لاتحاد النقل الجوي في النيجر التي أسفرت عن وقوع مئة وسبعين قتيلاً إلا أنّه لم يتمكّن من الوصول إلى طرابلس للاجتماع بنظيره الليبي الذي سبق والتقاه في 12 تشرين الأول/أوكتوبر الماضي في مكتبه في باريس. وفقاً للحكومة الفرنسية فهذا الفشل محسوم على السلطات الليبية التي رفضت في الآونة الأخيرة دخول القاضي إلى مبنى الأسطول البحري الذي كان سيقلّه إلى مرفأ طرابلس. وأظهرت الحكومة الفرنسية استياءها للأمر أمام الحكومة الليبية. وقد شرح البارحة رولان دوماس وزير الشؤون الخارجية أنّ السلطات الليبية أعربت في الآونة الأخيرة عن رفضها لإبحار جزء من الأسطول الفرنسي داخل المياه الإقليمية الليبية. كما أوضح أنّ السلطات في طرابلس تعرف تماماً "مميزات" هذه الباخرة.
   هذه الحادثة ليست محسومة فقط على السلطات الليبية إذ تبيّن أنّ القاضي لو بروغيير لم يتمكّن من الحصول على شروط جيدة لإجراء بحثه أثناء المفاوضات التي جرت قبيل وصوله
.

و نشير هنا الى ان الامر نفسه حصل لاجراء تحقيقات من قبل  السلطات اللبنانية الامنية بقيادة اللواء نبيه فرحات و عادت ادراجها خائبة الى لبنان و هذا ما ادى الى تعريض حياته للخطر.
 

   لقد عمدت ليبيا وقائدها معمّر القذافي منذ عدة أسابيع إلى مضاعفة شروطها. فالاستخبارات الليبية اتفقت مع نظيرتها في الحكومة البريطانية على أن تسلّمها هذه الأخيرة معلومات حول الجيش الجمهوري الإرلندي (IRA).
   تهدف هذه الوسيلة إلى فكّ الحصار المفروض من الأمم المتحدة على ليبيا منذ تاريخ 15 نيسان/أبريل الأخير. والأهم، في تلك اللحظة، هو تحقيق القاضي لو بروغيير الذي أصدر مذكّرات توقيف دولية ضدّ أربعة متّهمين ليبيين، بما فيهم عبدالله السنوسي، صهر الرئيس الليبي والعضو الثاني في الاستخبارات الليبية.

افتتاحية لوران شابرون
13 أيار/مايو 1994- أخبار فرانس أنفو- النشرة الاخبارية

   بيروت، لبنان- تمّ توقيف عضو ينتمي إلى مجموعة أبي نضال واعترف أنّه وضع قنبلة في مخزن طائرة اللوكربي وسيمثل أمام القضاة المحلّفين...
صحيفة لو دوفيني ليبيري، تاريخ 14 أيار/ مايو 1994
  
ادّعاء مفاجئ في قضية طائرة اللوكربي
   اعترف عضو ينتمي إلى مجموعة أبي نضال بارتكابه حادثة اللوكربي التي أودت بحياة 270 راكباً كانوا على متن الطائرة.
   "أنا وضعت القنبلة"
"لم أعترف بذلك أمام قاضي التحقيق لأنّه لم يأخذ كلامي على محمل الجدّ". أعلن يوسف شعبان - البالغ من العمر 29 سنة والمتّهم بمقتل ديبلوماسي أردني في لبنان- عن مسؤوليته في حادثة طائرة من شركة لو بام في العام 1988، تلك الحادثة التي أودت بحياة 270 شخصاً. ويشمل التحقيق متّهمين ليبيين تطالب كلّ من واشنطن ولندن باستردادهم الآن.
لم تؤخذ إفادته على محمل الجد من العدالة. فقد أعلن القاضي سعيد ميرزا المكلّف التحقيق في قضية مقتل الديبلوماسي أنّ يوسف شعبان لم يأتِ على ذكر حادثة اللوكربي خلال جلسات الاستجواب الخمس التي امتّدت كلّ منها على عشر ساعات تقريباً.
   لمزيد من الالتباس، اعترف شعبان بأنّه ليس سوى سائق داخل مجموعة أبي نضال. وحسب مسؤول فلسطيني، لقد اعترف بذلك لحماية المصالح الليبية. كما أنّ البعض اعتبره شخصية قادرة على فعل أي شيء لأنّها تهوى تسليط الضوء عليها. لا نشكّ في أنّ المتّهم الذي حكم عليه بالإعدام قد اخترع هذا الأمر لإرجاء الحكم إلى حين يبدأ تحقيق ثانٍ. بالفعل فإنّ مجلس العدل الذي يحكم القضايا الإجرامية المتعلقة بأمن الدولة فضل إرجاء الحكم.
   إنّ مجموعة أبي نضال متهمة بالقيام بعدد كبير من الأحداث الإرهابية في العالم أجمع إما ضدّ اليهود أو حتى ضدّ مسؤولين معتدلين من منظمة التحرير الفلسطينية. وقد أقامت هذه المنظمة في السنوات الأخيرة علاقات ودودة مع عدد من البلدان العربية بما فيها ليبيا. بعد أن كان مقرّ هذه المنظمة في بغداد لسنوات عديدة، انتقل إلى دمشق التي سرعان ما نفّذت طلب واشنطن وأعربت عن رفضها لوجود هذه المجموعة داخل أراضيها في حزيران/يونيو 1987.
   30 أيار/مايو 1994- أعاد القذافي قطاع "الأوزو" إلى التشاد بعد نزاع دام 20 سنة ولن يطالب بعد الآن بقطعة الأرض التي تبلغ 114000كلم2. كما أنّه طالب برحيل الجيش الفرنسي الموجود في التشاد منذ العام 1986. لأنّه اعتبر أنّ "هدف فرنسا بات استعمار هذا البلد وليس احتلاله فقط"، وفقاً لما ورد في صحيفة "لو دوفيني ليبيري " في تموز/يوليو 1994.

خاشقجي –
صفحة 46 من 26 أيار/مايو حتى 1حزيران/يونيو 1994.

   في الزيارة الغريبة لوزير الشؤون الخارجية الليبية إلى باريس في الأسبوع الفائت، كان عدنان خاشقجي موجوداً. إنّها بالفعل زيارة غريبة للملياردير السعودي السابق الذي أصبح اليوم أحد أهم معاوني الكولونيل القذافي."
   ماذا حصل خلال زيارة وزير الشؤون الخارجية الليبية، المنتصر، إلى باريس الأسبوع الفائت؟ هذا ما أثار حيرة رئيس الوزراء الفرنسي آلان جوبي حين رأى عدنان خاشقجي، تلك الشخصية التي لم يتحدّث عنها أحد منذ بعض الوقت. لقد خسر هذا الميلياردير السعودي الكثير من أمواله وثروته بعد أن خرج من السجن في نيويورك بعد أن خانه أخصامه أمام مصلحة الضرائب الأميركية. رغم أنّه شخصية غير مرغوب فيها في عدد لا بأس به من البلدان إلا أنّه مصرّ على إثبات نفسه من جديد، وقد أفسح له المجال الكولونيل القذافي بعد أن أعلن عن صداقته بذلك العميل السابق للإمبريالية وللمخابرات الأميريكة. بدأت هذه القصة في مركز رفيع المستوى في لندن حيث التقت نبيلة خاشقجي، ابنة الشيخ عدنان، صدفةً، أحمد قذاف الدم أحد أشهر الشباب الليبيين playboy وأنسباء الكولونيل القذافي  فأُخذ بجمالها ودعاها إلى ليبيا للقاء الكولونيل. وافقت نبيلة وقصدت باب العزيزية. بهر الكولونيل بجمال تلك الفتاة مما سمح لعدنان دخول البلاد.

مع الاشارة هنا ان احدى علاقات الناعمة مع الجنس اللطيف للفتوة الليبي  كانت  من الجنسية اللبنانية و ما زالت حتى يومنا هذا و هي على درجة عالية من العلم و الثقافة و الذكاء و السمعة الحسنة و الحسن و الجمال و السلوك و الكمال نالت نصيبها من الاحترام لدرجة انه يتم استقبالها بما يليق بمقامها و ذلك بالترحيب بها ما ان تحط في الاراضي الليبية مباشرة من باب الطائرة حسب الاصول البروتوكولية تماما كما تم استقبال الامام الصدر و صاحبيه!!!..  كما تكون اليد الاولى و الرائدة بترتيب و حجز الامام الصدر و صاحبيه... و ان كيدهن لعظيم...

   تبادل المصالح:
 خاشقجي رأى في ليبيا فرصة لا يمكن التغاضي عنها في حين أدرك القذافي الدور الأساسي الذي قد يؤديه الرجل السعودي لمساعدته في الخروج من عزلته الدولية.
  
التحرّك الأول: عدنان يقنع القذافي بضرورة الانفتاح على اللوبي الأميركي ويستدعي إلى طرابلس صديقه القديم تاجر الأسلحة الإسرائيلي جاكوب نمرودي ويعرّفه بالقذافي الذي يكلّفهما إقامة حوار بين كل من ليبيا والمسؤولين عن الجمعيات اليهودية في أوروبا والولايات المتحدة.
   لم يتباطأ كلّ من خاشقجي ونمرودي بل باشرا بمحادثتهما لإقناع رافاييل فلاع بالتوجه إلى الجماهيرية الليبية. فهذا الليبي اليهودي الذي ترك بلاده فور وصول القذافي إلى الحكم أصبح أحد أهمّ المسؤولين في المجتمع اليهودي في إيطاليا. فأصبحوا ثلاثة أشخاص. قام نمرودي وخاشقجي وفلاع معاً بتنظيم رحلة الحج الأولى الليبية إلى القدس وبتمويلها بالتعاون مع شريكيهم الإسرائيليين. كما عمل الشيخ عدنان على التحضير لمحاضرة دولية بين الديانات الثلاث (المسيحية والإسلامية واليهودية) عقدت في طرابلس.

   أما الجزء الثاني من هذا التعاون الغريب فتمّ تسليط الضوء عليه من قبل أجهزة الاستخبارات الفلسطينية التي تعتبر أنّ خاشقجي قد يستلم حقبات أساسية إن تمكّن من تصفية استثمارات ليبية ضخمة في أوروبا تقدّر بنحو مليون أو 3 ملايين دولار. وقد تمّ إرسال جزء كبير من هذه المبالغ إلى ليبيا وتحويل المبالغ الأخرى إلى حسابات شخصية في سويسرا ولوكسمبورغ وقبرص ولبنان. وما أثار قلق الفلسطينيين هو مبلغ 500 مليون دولار الذي قدّمه كلّ من خاشقجي ونمرودي إلى منظمة التحرير الفلسطينية وإلى البنك الدولي من أجل بناء محطة توليد طاقة في قطاع غزّة والقيام باستثمارات أخرى. ويعتبر المسؤولون الفلسطينيون أنّ مصدر هذه الأموال هي ليبيا مما يبرهن الحظر المفروض على خاشقجي وشركائه لدخول الأراضي الفلسطينية. لذلك قرّر خاشقجي بناء معمل لصنع الأنابيب في إسرائيل بالقرب من معبر erez على مدخل قطاع غزة مما يبطل من أهمية القرار الفلسطيني...
   لكنّ اسم عدنان خاشقجي يرد بشكل أوسع في حادثتي طائرتي اللوكربي ود.س10 التابعة لاتحاد النقل الجوي. فقد    حاول هذا الميلياردير السعودي إقناع الحكومات البريطانية والفرنسية والأميركية بالموافقة على الاقتراح الليبي الذي يقضي بمحاكمة المتهمين الليبيين الأربعة في بلد محايد مثل النروج أو النمسا أو حتى إسبانيا. هنا تأتي الزيارة التاريخية لوزير الشؤون الخارجية الليبي المنتصر إلى فرنسا وهو الذي يعتبر أحد أهمّ المستشارين الماليين للكولونيل القذافي. (VSD) أعلنت اليوم أنّ هذه الرحلة لا تعتبر رحلة فردية أبداً لأنّ خاشقجي كان يخطّط للقاء بين وزير الدولة الليبي ومحامي المتّهمين الأربعة من جهة ومسؤولين فرنسيين وإنكليز وأميركيين من جهة أخرى. ولا شكّ في أنّ القاضي بروغيير كان يجهل كلّ ما يتعلّق بهذه المحاولة لوجود حلّ ودّي لملفّي اللوكربي واتحاد النقل الجوي. لوك أبو زيد

ما زال القذافي يطمح إلى تحقيق حلمه وهو رؤية بلدان المغرب تسعى إلى التقرّب من بعضها البعض. ولم يتمكّن قط من التسليم بأنّ "الولايات المتحدة العربية" لن ترى أبداً النور.(انتهى)


 

 

القذافي العقل المدبّر والممّول لعملية اقتحام مقر “أوبيك” عام 1975

النهار 11 ايلول 2008 العدد 7084 - جوزف باسيل

   في 21 كانون الأول 1975، حصلت في مقر “اوبيك” في فيينا عملية خطف لوزراء النفط المجتمعين هناك آنذاك، وقد هزّ الخبر العالم، اذ للمرة الاولى، يرتفع العمل “الارهابي” الى هذا المستوى حيث وضعت مجموعة من وزراء دول العالم في قاعة واحدة تحت تهديد السلاح. فما هي قصة هذه العملية؟ ومن كان وراءها؟ ومن نفذها؟ بالتفصيل، كما كتبها “كارلوس” قائد المجموعة المنفذة في رسالة بعث بها الى غسان شربل من سجنه في فرنسا، بواسطة محاميته ايزابيل كوتار بيار، ونشرها شربل في كتابه الجديد “اسرار الصندوق الاسود”.
  وبهذه الرسالة حسم كارلوس جدالا واسعا حول العملية جرى مذذاك وتضاربت فيه الآراء والمعلومات، واستمر الجدال في الحوارات الاربعة التي اجراها شربل حول العملية.
اما الحوارات فتناولت وديع حداد الرجل الثاني في “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” المسؤول عن “المجال الخارجي” في الجبهة، اي العمليات الخارجية التي برع فيها بخطف الطائرات، وجرت مع ابنه هاني و”متحدث” باسم الجبهة كان رفيقه في النضال والى جانبه في “المجال الخارجي” وغيره من قادة الجبهة او اقرباء حداد، ومع كارلوس المسؤول عن تنفيذ العملية، ومع انيس نقاش الرجل الثاني في التنفيذ، والذي يصف نفسه بانه المسؤول السياسي عنها، فيما يصفه كارلوس بانه “المنسق العربي”، ومع جورج حبش الامين العام لـ”الجبهة الشعبية” رفيق حداد في النضال مذ كانا يدرسان الطب في الجامعة الاميركية في بيروت”.
رواية كارلوس لعملية اوبيك
بدأ كارلوس رسالته التي كتبها بخط يده وارسلها الى غسان شربل بالآتي:
“مقر “اوبيك”
  فيينا، في الحادي والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 1975 انا اللاعب الوحيد في العملية الخارجية التاريخية للمقاومة الفلسطينية التي تميزت ببعدها الدولي المجيد، اذ واكبتها منذ اعدادها مرورا بمراحلها كلها من التحضير الى التنفيذ والمتابعة في ما بعد، التنفيذ ولا سيما على الصعيد الامني واللوجستي والسياسي والديبلوماسي. وانا مخطط هذه العملية وقائدها العسكري، وذلك يمنحني الكفاءة لسرد سيرها بأدق تفاصيلها.
“العقل المدبر”: العقيد معمر القذافي
التنسيق الاستراتيجي: كمال خير بك
الاعداد: الدكتور وديع حداد
التخطيط: اليش راميريز سانشيز
التنسيق الخارجي: ويلفريد بوز
التنسيق العربي: أنيس نقاش
  واشار الى لقاء كمال خير بك عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي ومنظمة “ايلول الاسود”، بالعقيد القذافي في طرابلس الغرب نهاية تشرين الأول/ اكتوبر 1975، وسأله القذافي “ان كان بامكانه تنفيذ عملية “اوبيك” في 20 كانون الاول/ ديسمبر، عارضا عليه تزويده المعلومات والاسلحة والنفقات اللازمة. فأجاب كمال: “مستحيل، ليس لدينا الوقت الكافي… كارلوس هو الوحيد الذي يمكنه تحضير مثل هذه العملية في وقت قصير. وكان الدافع الاولي للقذافي اقدام السعودية على خفض اسعار النفط الى ادنى المستويات”.
   واضاف كارلوس: “التقى كمال خلال زيارته طرابلس الغرب رئيس الاركان اللواء ابو بكر يونس جابر ورمضان المسؤول عن العلاقات الدولية في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي (الحزب الحاكم الوحيد) والذي اوكلت اليه مهمة متابعة العملية، واعطاه 30 الف دولار لتغطية النفقات الاولية تكاليف السفر الى عدن (عاصمة جمهورية اليمن الديموقراطية التي تم توحيدها مع اليمن الشمالي).
سافر كمال اوائل تشرين الثاني/ نوفمبر الى خور مكسر (مركز تدريب لـ”الجبهة الشعبية”) حيث اجتمع معي فور وصوله. واعطيته موافقتي شرط الحصول على رد ايجابي من زعيمنا وديع حداد (ابو هاني) الذي قال لا حقا: “هؤلاء ليسوا جادين” وسألني ان كان لدينا الوقت الكافي لتنفيذ المخطط. واذ تحدثت عن الموضوع مع ويلفريد بوز، اجبته “طبعا”، ان باشرنا فورا.
وافق ابو هاني على العملية شرط ان يقدم الليبيون المعلومات والاسلحة، رافضا تسديدهم نفقات العملية تجنبا لاي حيلة مالية قد يلجأون اليها، واوكل مهمة تسديد كل النفقات الى “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”. وفوضني ابو هاني كامل الصلاحيات لتنفيذ العملية، وحملت الى بيروت رسالة وجهها الى المسؤول الاداري عن العمليات الخارجية في “الجبهة الشعبية” وعضو اللجنة المركزية.
وصلت بصحبة ويلفريد الى مطار بيروت في خضم الحرب الاهلية اللبنانية، وتوجهنا فورا الى منزل كمال. بعدها، ذهب ويلفريد لملاقاة اصدقائنا في حركة “الجيش الاحمر” الذين كانوا تحت حماية ابو حسن. وقدم لي ابو محمد 23 الف دولار من اصل الخمسين الفا التي كنت قد طلبتها منه. واعطيت اثر ذلك تعليمات باستحضار اختصاصي في المتفجرات من بغداد يدعى يوسف وهو فلسطيني الاصل، كنت اثق به تمام الثقة.
   سافر كمال خلسة الى دمشق، متوجهاً الى السفارة الليبية للاجتماع بحسونة شاويش معاون رمضان، الذي اكد له أن الاسلحة والمعلومات ستصل قريبا الى فيينا، واعطاه 100 الف دولار لتغطية نفقات العملية. غير ان المسؤول في “المجال الخارجي” اوقف التمويل من باب الحذر والاحتياط لكون الليبيين لم يقدموا المعلومات المطلوبة. وقررنا انا وكمال وفؤاد عوض وويلفريد اقتناص هذه الفرصة التاريخية، وطلبت من كمال اعطاء ويلفريد 40 الف دولار للسفر الى زوريخ”.
ثم اجتمع الجميع في فيينا و”عاد كمال الى دمشق واجتمع بحسونة شاويش الذي وعده بأن الاسلحة والمعلومات ستصل قريبا الى فيينا”.
وتابع كارلوس: “في التاسع عشر من كانون الاول/ ديسمبر 1975، وصلتنا التجهيزات في منتصف الليل، في سيارتين تابعتين للسفير الليبي وكنا في مكان يواجه اوبرا فيينا. الا ان المعلومات التي اتى بها حسونة كانت مشتتة وغير دقيقة، باستثناء الخبر المتعلق بتمديد المؤتمر (مؤتمر اوبيك) حتى الاحد 21 كانون الاول/ ديسمبر، نهار الانقلاب الشمسي.
وصلت ندى المناضلة في سبيل القضية الدولية، حاملة رسالة من ابو هاني امرنا فيها بوقف العملية تخوفا من تسبب الليبيين بكارثة. وعندما رأت ندى ان كل شيء اصبح حاضرا، عادت الى مركز القتال، كما كان متفقا عليه…”.
وعرض توزيعه المهمات ودخول مقر “اوبيك” ومجريات احداث ذاك اليوم والمفاجآت التي تخللته واطلاق النار واصابة كلاين من المجموعة وآخرين ممن كانوا في المبنى. ثم نقلتهم حافلة مع الرهائن الى المطار، ومن هناك الى ليبيا.
واضاف كارلوس في رسالته: “عندما حطت طائرتنا في طرابلس الغرب، وصل الوزيران الليبي والجزائري، وكان الاخير قد رفض البقاء في الجزائر العاصمة مع باقي افراد وفده. صعد رئيس الوزراء الليبي الرائد عبد السلام جلود الى الطائرة فور فتح الباب وكان بالكاد يقظا، وتصرف وكأنه لم يكن على علم بشيء (في الواقع، لم يكن يعلم شيئا حتى انه كان يجهل هويتي). توجهت إليه بالتأنيب بعدما انتهى من إلقاء التحية على الوزراء وارسلته مع انيس لتوضيح الامور خارج الطائرة. التقى انيس اللواء ابو بكر يونس جابر في المطار وتأخر في العودة (كان العقيد القذافي اختفى في الصحراء الليبية حينها). نزلت الى المطار ولاحظت ان الليبيين غير متعاونين.
وعاد انيس لرؤيتي وفي حوزته معلومات، وقال لي قبل دخوله الطائرة ان الامور ليست جدية. فجأة، بدأوا بتوبيخنا عبر الراديو من برج المراقبة، طالبين منا مغادرة البلد. وبما انه لم يكن لدينا البرنامج المعلوماتي الذي يخولنا التوقف في طبرق لبلوغ بغداد بسرعة، اضطررنا الى العودة ادراجنا وقررنا انتظار طائرة “بوينغ 707″ السعودية في مطار قرطاج في تونس، حيث رفض المسؤولون السماح لنا بالهبوط ليلا فقطعوا الكهرباء عن المنطقة بأكملها، ما اجبرنا على العودة الى الجزائر العاصمة.
وبعد مرور ثلاثة ايام وثلاث ليال من دون نوم، كنا مرهقين من التعب. وفشلت مخططاتنا الاولية عندما رفض الجزائريون منحنا اللجوء السياسي، اذا أعدمنا المتهمين الاثنين (وزير النفط السعودي ووزير النفط الايراني) على اراضيهم. كذلك عجز القبطانان النمسويان المرهقان عن الاقلاع. كنا جميعنا نلتقط آخر انفاسنا وكانت الكارثة تقترب. كانت تلك النهاية.
تركنا زوارنا على متن الطائرة، وابرزنا اسلحتنا الى وزير الخارجية وسلمناه اياها. لكن الاخير اعاد لي مسدسي بسرعة ووضعه في حزامي.
قدمنا نتائج سياسية ومالية للمقاومة بأجمعها، وكبحنا جماح غطرسة الطغاة طوال خمس سنوات. “خير الامور احمدها مغبة!”.
سان مور، 31 تموز/ يوليو 2003″
تضارب الروايات حول اغتيال بعض الوزراء في عملية فيينا.
يقول انيس نقاش انه سأل كارلوس في أثناء التحضير للعملية عن إعدام الوزيرين السعودي والايراني، محذراً من “تنفيذ قرار خطير من هذا النوع”. وكانت الخطة تقضي بـ”ان نتوجه بالطائرة بعد الحصول على الاموال الى العراق او عدن لاعدام الوزيرين”. ويضيف ان كارلوس “تجاوب معه”.
اما كارلوس فيقول ان تعليمات حداد كانت تقضي باعدام اليماني فقط “اما حضور وزير الداخلية الايراني جمشيد اموزيغار بصفته المفاوض الرئيسي باسم اوبيك، فلم نعلم به سوى في اثناء عملية الاحتجاز. وانا الذي فطنت لوجوده! وقد قررت اعدامه فوراً. ولقي قراري تأييداً قوياً من الشهيد ويلفريد بوز ومن انيس النقاش”. ويضيف: “قرر المشاركون الثلاثة الرئيسيون (ليبيا ومنظمتان تابعتان للمقاومة الفلسطينية) إعدام اليماني، لاسباب مختلفة ومتناقضة احياناً…”.
لكن عدم تنفيذ كارلوس امر حداد باعدام اليماني اوقع الخلاف بينهما، بعدما استاء حداد كثيراً ووبخ كارلوس، وارسله يمضي ايامه في المعسكر في عدن. ويقول كارلوس انه في 15 ايار عام 1976 قدّم استقالته من الجبهة الى حداد.
هل طلب فدية كان هدفاً في العملية؟
يتحدث نقاش عن ان الهدف الاول للعملية “تمويلي” وهو الحصول على فدية قيمتها عشرة ملايين دولار، فإذا كانت ليبيا هي الدافعة الى القيام بالعملية، فهل كانت في حاجة الى هذا المبلغ؟
ويقول كارلوس: “فكر كمال (خير بك) في طلب فدية، غير ان “ابو هاني” (وديع حداد) شرح لنا بهدوء ان علينا الامتناع عن الدخول في اي صفقة مالية خلال العملية، لئلا نعرضها للخطر. وتم الاتفاق على ان الدول المعنية ستدفع لاحقاً وهذا بالفعل ما حصل. رفضت الخمسين الف دولار التي عرضها عليّ ولي العهد السعودي (الملك فهد حالياً) وخلتباري وزير العلاقات الخارجية الايراني، واضطر الاخير الى تلقي المخابرات الهاتفية مكان رئيس الوزراء الامير عباس هويدا الذي استدعاه الشاه فوراً (كانوا يريدون انقاذ حياة وزيريهم)، وكذلك لم يصل الى خزينة المقاومة الفلسطينية المبلغ الذي قدّمه الامير فهد، كما ان الشاه لم يدفع حصته للطرف السعودي البالغة خمسة وعشرين مليون دولار”. اي ان الملك فهد دفع خمسين مليون دولار، فأين ذهبت؟
من هو وديع حداد؟
تناول قسم كبير من الكتاب شخصية وديع حداد فأجمعت الآراء على انسانيته وتواضعه ووفائه.
في نشاطه النضالي لم يقتصر عمل حداد على عملية فيينا، بل كان خطط لخطف طائرة “لوفتهانزا” المانية، والطائرات الثلاث التي حطت في الاردن ثم فجّرت، واحبطت نتائجها وقوع معارك ايلول بين الفلسطينيين والجيش الاردني آنذاك، وكانت تهدف الى مبادلة ركاب الطائرات بأسرى فلسطينيين في اسرائيل. كذلك خطف طائرة الى عينتيبي في اوغندا التي انتهت على يد الكوماندوس الاسرائيلي بعد “غض طرف” من عيدي امين، وعملية مقديشو التي اعلن الرئيس الصومالي سياد بري انه باعها وقبض ثمنها من الالمان… اضافة الى تفجير سينما “حين” في اسرائيل، واول عملية عبر الحدود اللبنانية عام 1964 قتل فيها خالد ابو عيشة…
انيس نقاش ذاع اسمه في محاولة اغتيال شهبور بختيار رئيس الوزراء الايراني بعد الثورة الخمينية، في باريس عام 1980، قبض عليه وسجن عشر سنين واطلق عام 1990 نتيجة تسوية في موضوع الرهائن الفرنسية التي خطفت في لبنان عامي 1985 – 1986. يقول انه اخترق مجموعة “المجال الخارجي” للتجسس عليها لمصلحة امن الثورة الفلسطينية وانه كان يعمل في اشراف “ابو جهاد” خليل الوزير. لكن كارلوس ينفي عنه صفة “الجاسوس” ويقول انه كان عضواً فاعلاً في مجموعة وديع حداد!
ويضيف نقاش انه اول من طرح فكرة انشاء “الحرس الثوري” الايراني لحماية الثورة. يتهم نقاش مجموعة وديع حداد بالتخطيط لاغتيال السفير الاميركي في بيروت غودلي والمبعوث الاميركي دين براون والملحق العسكري الفرنسي وانها اغتالت السفير الاميركي فرنسيس ميلوي، لكن “المتحدث” باسم المجموعة ينفي ذلك.
كارلوس وبن لادن
يعترف كارلوس بأنه قتل ميشال مكربل لانه “كان عميلاً للموساد”، ويتهم حسن الترابي والرئيس البشير بعقد صفقة تسليمه الى الاجهزة الفرنسية ويكذّب قول الترابي “انهم لم يعرفوا بوجوده هناك” بدليل انه توجه الى السودان من عمان مع زوجته على متن طائرة فيها وزير الشؤون الخارجية السوداني.
وعن رفضه مغادرة السودان بعدما طلب منه ذلك، قال: “لم ارفض مغادرة السودان بل رفضت فقط التجاوب مع فخ اراد ان ينصبه لي الترابي والبشير وعلمت به بفضل بعض المتعاطفين معي من داخل النظام في الخرطوم”.
ويعلن تأييده لهجوم 11 ايلول 2001 في نيويورك، ويقول: “خطر لي ان تضحيتي الكبرى في الخرطوم لم تذهب هدراً”. ويعزو الى مير مرتضى بوتو الامين العام لمنظمة “ذو الفقار” الباكستانية انه صاحب فكرة صدم المركز العالمي للتجارة في نيويورك بطائرة.
وعبّر، بعدما شهر اسلامه، عن اعجابه بابن لادن والظواهري، وتوجه الى بن لادن طالباً منه “مواصلة العمل الذي بدأه في الخرطوم” وان “يطوّر علاقات استراتيجية بين الحركة الجهادية ومنظمات اخرى غير دينية مناهضة للامبريالية”.

__________________________________


 

 

الفاتح من سبتمبر
ليبيا:لا لقاء مع مصر

داود الصايغ من طرابلس( الصياد:حزيران 1974)

   أيام قليلة هذا العام تفصل يوم العيد عن زمن الصيام، والموسم كله يبدو وكأنه فترة للمراجعة والتأمل. وفي طرابلس تميزت ذكرى الثورة هذه المرة بوقفة جديدة يصفها أصحابها بأنها عودة إلى الينبوع إلى ينبوع الفاتح الذي أصبح منذ ست سنوات عنوان الحياة الجديدة في ليبيا.
   حياة جديدة؟ هذا ما أرادته الثورة، كما تريده كل ثورة عند قيامها. والليبيون اليوم، قبل الآخرين، يقفون      على مشارف السنة السادسة لتاريخهم الجديد ليجروا الحسابات الدقيقة مع أنفسهم ومع غيرهم.
وكم من كلام منذ ذلك الحين سال على ورق التاريخ وغير التاريخ في الحديث عن التجربة الليبية وعن معمر القذافي ورفاقه. وما زال الناس – والعرب – منقسمين حول الرجل وأفكاره وأهدافه وطموح بلاده، أو طموحه لها. والقادم من بيروت هذه الأيام لا بد له أن يقف قبل غيره ربما ليتساءل ويسأل عن كل ذلك، وبيروت أكثر العواصم المعبأة بالعواطف المتناقضة حول ليبيا.
وطرابلس تعرف ذلك وترحب بالجميع فالاختيارات هنا واضحة، وعلى من لا يتقبلها أن يتفهمها على الأقل، المهم أن تبقى الثورة ثورة في تفكيك أصحابها وفي ممارستهم لها مهما جرى في الطريق. ومن يسمع الكلام الذي يقال هنا عن النظام المصري والرئيس السادات مثلاً يسهل عليه بعد ذلك فهم الكثير من جوانب الإطار الفكري للنظام الليبي، ومن مرحلته القادمة إلى حد ما.
• هل الفترة القادمة فترة تصلب؟
"إنها نوع من التصلب مع الحق"، يقول وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد بلقاسم الزوي. في الداخل والخارج معاً. وفي المجالين كلام واضح. والحق بالطبع هو الذي تؤمن به الثورة الليبية.
قد تكون طبيعة الأرض هنا لا تعرف الظلال الكثيرة أو المطارح التي يتراوح فيها الظل والفيء. فالشمس الواقفة أبداً في كبد السماء تنشر نوراً لا يتلاشى إلا على رؤوس النخيل العالي وسطوح المنازل البيضاء. وفي أول المساء يزول الهجير وتستكين المدينة مع هبوب الريح البحرية، فتزدهر الأرصفة بالمتنزهين الهادئين الذين يلفت صمتهم أحياناً بعض المتتبعين للحياة الليبية والمتسائلين عن أسباب هذه الصرامة الظاهرة في العيش، التي لا تبررها أحوال بلاد مزدهرة قادرة ومتمكنة من مصيرها.
طرابلس بيضاء تنشر بيوتها المنخفضة على طول الشاطىء وسط لمسة إيطالية ما زالت ظاهرة في قلب المدينة وشوارعها، وإن كان يطالع الزائر بين الحين واآخر ما يشهد على زمن العثمانيين أو ما قبله بكثير. والأثواب البيضاء التي تغمر أجساد النساء وتغطي الرجال على طريقة المشالح الرومانية تزيد من بياض المدينة وحقيقة تأصلها في استقبال الضوء والشمس.
فقلب المدينة ليس مقفلاً كما يخيل إلى البعض لأول وهلة. والليبيون يسقطون عن وجوههم بعد اللقاء الأول هذا القناع القاسي الذي يخفي خلفه وجه الإنسان ابن الأرض والصحراء الذي عانى الكثير وورث الكثير. ففي المجتمع الليبي العديد من الخصائص الموروثة التي طفت على السطح يوم أخذت ليبيا طريقها صوب المجتمع النفطي وتفتحت عليها العيون من كل صوب إلى درجة صح معها القول في يوم من الأيام أن "التكامل الاستعماري" تحقق فيها. تحقق في مجتمع مقهور تصعب فيه ممارسة الهوية الحقيقية بسبب تعاقب الغرباء وتنازع مصالحهم وتخاذل الحكم المحلي. من مستوطنين إيطاليين إلى حماة إنكليز إلى فرنسيين وأميركيين مرابطين، كل هؤلاء مروا في أرض ليبيا وأقاموا فيها علماً بأن الاحتلال الإيطالي استمر 20 عاماً حتء يستقر، ما بين 1911 و1931.
كل ذلك ترك من الآثار النفسية ما لم يعرفه أي مجتمع آخر في شمالي أفريقيا. فالليبي هو غير التونسي تماماً وغير المغربي والجزائري أيضاً. إن الليبي هو مع الليبي قبل كل شيء. يشد الليبيين بعضهم إلى بعض نوع من العلاقات لا تعرفها الكثير من المجتمعات الأخرى، وتجعلهم متضامنين في البدء ضد الأجنبي – والغريب أحياناً – ثم في ما بينهم على نحو العلاقات القبلية المعروفة، وإن كان الانصهار حاصلاً بين مختلف فئات الشعب الليبي. وينعكس ذلك على صعيد  القانون في أمور عديدة منها انعدام القساوة في تطبيق أحكام السجن مثلاً بما يشبه أحداث القوانين الغربية في هذا الصدد. وكم كانت دهشة بعض الزائرين كبيرة عندما شاهدوا في أحد فنادق طرابلس سجيناً جاء في زيارة وقال إن عليه أن يرجع إلى السجن في اليوم التالي! وفهم الحضور من السجين نفسه أنه يجيء إلى بيته في استمرار ويقابل عائلته كما أن سجنه هو مكان بعيد جداً عن مواصفات السجون. وهذه التدابير الحديثة، التي جاءت مع الثورة وطبقت حتى على السجناء السياسيين تلتقي في الحقيقة مع أحداث التدابير المعمول بها في الأنظمة المتقدمة. ومنها أيضاً قوانين الضمان الاجتماعي والتسليف والتسهيلات المعيشية التي يمكن القول معها أنها لا تترك أي ليبي في وضع معوز.
فهل تغير الإنسان الليبي؟
قد لا يكون من السهل الحكم على ذلك في مدى ست سنوات، خاصة وأن الهدف الأساسي كان وما زال التغيير الشامل وليس فقط تغيير نظام الحكم. فتحققت بعض الأمور بسرعة وربما بسهولة، مثل إنهاء الاستعمار كلياً وترحيل الإيطاليين (12 ألف منهم رحلوا في يوم واحد) والشعور بالسيطرة على المقدرات الوطنية والإمكانيات المادية وحرية التحرك السياسي والثوري في أي اتجاه كان ضمن الخط الفكري الذي يؤمن به النظام الجديد. وقد كان لتحقيق مثل هذه الإنجازات العامة أثر على بعض الممارسات الأخرى في رأي عدد من المراقبين، مثل استسهال بعض الأمور كتحقيق الوحدة مثلاً أو سواها من الاختيارات التي وإن كانت تنسجم مع الأهداف الرئيسية إلا أن تحقيقها وخاصة بالنسبة إلى الآخرين، كانت وما زالت من المسائل الصعبة. ومشاريع الوحدة مع مصر من جهة ومع تونس من جهة أخرى شواهد على ذلك.
وكما هو طبيعي كانت هناك أيضاً خيبات داخلية بالنسبة ربما إلى سرعة التجاوب التي توخاها المسؤولون في عدد من الأمور، وإن بقي ذلك غير ذي أثر على حقيقة الاتجاه. ولعل في هذه المرحلة الجديدة التي بدأت مع الذكرى السادسة ما يؤكد على الإصرار رغم كل شيء، ورغم الإقلال في الكلام حول ما أشيع عن حركة ما أحد أركانها الرائد عمر المحيشي، عضو مجلس قيادة الثورة الذي يقيم الآن خارج ليبيا.
فشوارع طرابلس مليئة بالشعارات المختلفة، منها ما يحمل معنى العنف في التأكيد على حماية الخط الثوري. والزائرون الأجانب الكثر الذين شاركوا في أعياد الفاتح من سبتمبر أحب بعضهم أن يقرأ في الكتابات ما يفسر رداً على شائعات محاولة الانقلاب.
هل كانت هناك محاولة من هذا النوع وما هي ومن هم أبطالها؟
وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد بلقاسم الزوي قال لـ"الأسبوع العربي":
"الثورة الليبية تلتزم بالصدق والصراحة. وأن ما جرى هو الآن قيد التحقيق وسوف يعلن عن كل شيء عندما تظهر النتيجة وفي انتظار ذلك لن يعلن شيء.

• اسم الرائد عمر المحيشي مرتبط بما جرى؟
قد يكون عمر المحيشي هو الرأس وقد لا يكون. فالثورة تحصل ضدها مؤامرات وهناك مغامرون. على أن ما حدث في الفاتح من سبتمبر لا بد وأن يتحول إلى ثورة حقيقية. وهناك ثوار يسقطون على الطريق.
• وما هو الوصف الحقيقي لما حصل؟
الوصف الحقيقي لم يعط بعد. هل أن واحداً انحرف بتفكيره أو أصيب بالتعب أو بالانهيار؟ أم أن هناك مجموعة من الموتورين والحاقدين؟ أم أنه تنظيم معين مدروس ووراءه قوة معروفة؟ كل ذلك لم يعرف بعد. فإذا كانت القضية مثيرة مثلاً من الناحية الإعلامية والصحافية إلا أنها ليست كذلك من الناحية الثورية، فالقبض على عدد من الناس والتحقيق معهم مسألة عادية.
• ومن يتولى التحقيق؟
القوات المسلحة تتولى التحقيق.
ويضيف وزير الدولة لشؤون الإعلام:
"يهم ليبيا أن تؤكد للشعب العربي ولقواه المتعاطفة مع ثورة الفاتح من سبتمبر أن الثورة قوية جداً وأن القوات المسلحة سليمة ومعافاة وأن قوى الشعب الحقيقية متحالفة تحالفاً نهائياً مع الثورة وأن مصير الشعب مرتبط بالثورة.
ولن تستطيع الأيدي الآثمة أن تنال بسهولة من ثورة الفاتح من سبتمبر.. فالثورة ليست عملاً انقلابياً ومهازل الانقلابات لن تتكرر لأنها سفهت الجماهير العربية، وأن الشعب العربي في ليبيا ليس مستعداً لتكرار مهازل الانقلابات التي حصلت في الماضي.

• هل هناك مرحلة جديدة تبدأ الآن؟
العيد السادس هو بالضبط كيوم الفاتح نفسه. كأنه تجدد للثورة. وفي الماضي كنا نعالج كل الأفكار، ومن كانت عنده فكرة كنا نناقشه فيها، ولكننا صرفنا جهداً ووقتاً كبيرين على كل هذه المناقشات. ولن يحصل ذلك بعد الآن. فخطنا واضح، وليس من الصعب علينا التمييز بين الأصدقاء والأعداء أينما كانوا.
"كل عيد يعطي دفعة جديدة. فالثورة هي بشر والبشر محتاجون إلى الحماس وإلى تعميق الوعي. والثورة تنزل دائماً إلى الجماهير، وميزة الثائر أنه يحس بهموم الجماهير قبل أن تحس هي بها. وكل ذلك مرتبط، في اختياراتنا، بالأمة العربية وبمسؤولياتنا العربية. فهناك خيانات وأنظمة متهالكة وارتماءات في أحضان الاستعماريين وطعن للكبرياء وتفريط بالحقوق، وكل ذلك يدعنا نعتقد أن للجمهورية العربية الليبية مسؤوليات ضخمة جداً وأننا الصوت الوحيد الذي يعبر عن ذلك، مما يجعلنا نحرص على استمرار الثورة بعنف وبإصرار، وعلى عدم المهادنة مع أي معاد كان سواء بالقول أو بالفعل.
 الأعداء، من هم؟
- يتكشف علينا أعداء كثيرون. فالعدو ليس بالضرورة العدو المحدد. ففي مرحلة الاشتراكية أعداء، وفي مرحلة الحرية أعداء، وفي مرحلة الوحدة أعداء. وهناك مروجو الشائعات والعملاء وسواهم. وجماهير الثورة ستصفي الحساب معهم. ولكن هناك سحق هذه المرة. كل واحد سيتحرك سيسحق. هذه ثورة للفقراء وثورة بحق. فالشعب سينتصر والأمة العربية ستنتصر. وحزب الله دائماً هو الرابح. ونحن مقتنعون بأننا في جانب الحق. وهناك من سينكشف لأن بين الثوري والرجعي أحياناً خيطاً رفيعاً.
" ثم إن المستعمر مستهدف لنا، ولذا يجب أن تكون صفوفنا نقية. وهذا كله يقتضي المزيد من ا.نجازات الاشتراكية. فالزحف الثوري سيتجدد والثورة ستجدد في شبابها. فنحن متصلبون في الحق في ليبيا والوطن العربي، وفي هذا المزيد من المقياس. فنحن حزب الحق وعلينا أن نتكاتف مع كل الشرفاء وأن لا نوفر فرصة للعدو.
• انطلاقاً من هذا المقياس ما هو موقفكم إزاء ما يجري في مصر؟
- الأغلبية العربية ليست مع الصلح، ولذا نحن لسنا مع السادات ولا مع الصلح، نحن مع الأغلبية. فلو أمكننا وقف السادات بالقوة لأوقفناه. مصر جزء منا. ولكن، للأسف، ليست عندنا القوة لذلك. فالسادات سوف يذهب في غبار التاريخ وهذا مصير كل من ينحرف عن خط الثورة.
• لم يعد هناك من نقاط التقاء مع السادات؟
- ما من نقطة التقاء مع نظام السادات. إنه نظام رجعي ومرتد. نلتقي معه إذا رجع إلى حق الثورة والشعب. أو أن يقضي هو على الثورة هنا ونرجع إلى نظام رجعي يلتقي مع نظام السادات. لن نلتقي به إطلاقاً ما دمنا في الثورة، ونلتقي به إذا كنا رجعيين".
ويضيف محمد بالقاسم الزوي:
"في ليبيا قائد ثورة الرؤية واضحة بالنسبة إليه، والثورة ليست هواية بالنسبة إليه بل إنها عشرات السنين تحت الأرض ومعاناة يومية. ولن يكون من السهل على أي مغامر أن يعبث بالثورة، ولن تستطيع الرجعية أن تقضي على الثورة. فالقذافي مفرز من آلام ومعاناة على طول عشرات السنين".(انتهى)
________________________
 

   مما لا شك فيه ان العلاقات الليبية المصرية كانت خير ما يكون بفضل شخصية الرئيس عبد الناصر الفذة ولكن العلاقة فيما بين العقيد القذافي والرئيس الراحل انور السادات كانت تشوبها الضغينة وانعدام الثقة بالاخر وتاريخيا فان الرئيس انور السادات كانت علاقته سيئة بالعقيد القذافي . انولر السادات قد تخلى عنه كل العرب الامر الذي جعله يتهجم على كل البلاد العربية لتركه وحيدا في المعركة علما ان الوضع الاقتصادي في مصر قد تدهور بدرجات دراماتيكية الى الاسوأ وتعرض الامن القومي في مصر للخطر الامر الذي ادى بالرئيس الراحل ان يجرع السم ويقيم الاتفاق مع اسرائيل للحفاظ على مصر في تلك المحنة التي كانت تمر بها .هذا ليس للتصديف وانما هي سياسة الدول الكبرى في اضعاف الدول التي تمتنع عن التحالف معها .واليوم لبنان يشهد مثيلا لما حدث في مصر عبر التضييق الاقتصادي  والفساد المنظم كي يتم السيطرة عليه بعد اعلانه افلاسه او استسلامه وخضوعه للشروط المفروضة عليه .وفيما يلي نموذج عن الاعلام الدعائي الممول حيث تغيب الموضوعية التي مفروض من خلالها عرض الايجابيات والسلبيات .

ماذا قدم الليبيون للسادات
أثناء حرب أكتوبر...؟


دخل أبو بكر يونس على العقيد القذافي وقال له: إن اتفاقنا مع الفرنسيين يمنعنا من إرسال الصواريخ إلى مصر، فقال العقيد: لم نرسل صواريخنا إلى مصر بل إلى "دولة الاتحاد"

المستقبل 28-4-79 ص21 العدد 114
ياسر عمرو

في حديثه أمام مجلس الشعب وفور عودته من توقيع اتفاقية الاستسلام في البيت الأبيض هاجم الرئيس أنور السادات الأمة العربية ولم يترك دولة ولا نظاماً ولا زعيماً عربياً إلا وشتمه. ومما قاله "الرئيس المؤمن": إن مجنون ليبيا (يقصد العقيد معمر القذافي) منع عنه النفط وكل احتياجات المعركة و... إلخ. كذلك هدد دول الخليج والمملكة السعودية وسوريا والأردن والفلسطينيين موحياًً أن واحدة من هذه الدول لم تساعده في شيء.
فقد جمع أعضاء مجلس قيادة الثورة ـ وقد كان وقتها قائماً ـ واتخذ قراراً بوضع كل إمكانات ليبيا البشرية والمادية والمعنوية في خدمة المعركة. وشاهدت من بيتي في زاوية الدهماني المطل على مرفأ طرابلس مئات الأسلحة الثقيلة وهي تشحن يومياً من الميناء إلى الموانىء المصرية ناهيك بالقوافل البرية التي كانت تأخذ كل شيء للمعركة. وأذكر جيداً أن الليبيين تبرعوا بالكثير الكثير من المواد الغذائية كالسكر والرز واللحوم طوال أيام المعركة حيث شكل وزير الإعلام الليبي السابق ووزير البلديات الحالي أبو زيد دورده فريق عمل ضخماً، بتعليمات من القذافي شخصياً وبدأ بجرد مستودعات التجار الليبيين ودفع ثمنها نقداً ومن ثم شحنها إلى مصر. وكان نوزي الحميدي (ديبلوماسي ليبي في السفارة الليبية بالقاهرة) يقوم بتقديم طلبات مصر إلى بلاده ويلح في تلبيتها وكان يحضر من القاهرة وللحقيقة والتاريخ فقد كنت مقيماً في طرابلس بليبيا أثناء معركة تشرين (اكتوبر) 1973 كمراسل صحفي وعرفت تفاصيل ما حصل طوال المعركة وبعدها فيما يخص مصر والجماهيرية، وأذكر كم كان القذافي عاتباً لأنه لم يبلغ بتوقيت المعركة وهو شريك في دولة الاتحاد التي تضم ليبيا وسوريا ومصر ومع ذلك طرابلس ليشرف على شحن كل متطلبات المعركة وقد كافأه السادات بعد المعركة حيث سجنه عاماً كاملاً في السجن الانفرادي.
وليس سراً أن أحد طلبات المصريين كان نوعاً من الصواريخ الفرنسية سبق أن اشترتها ليبيا من فرنسا بعقد يحرم استخدامها إلا في حالة الدفاع عن الأراضي الليبية الأمر الذي دفع المقدم أبو بكر يونس إلى مراجعة العقيد معمر القذافي بشأنها ولكن العقيد رد بقوله: "إن المعركة هي معركة ليبيا والأمة العربية وكل سلاحنا في خدمة المصريين أرسلوا لهم وفوراً كل ما يطلبون"... ناهيك بالبترول الذي صار نادراً داخل ليبيا أثناء الحرب ثم قننته الدولة لأن كل الصهاريج الليبية تعمل كخلية النحل بين ليبيا ومصر حاملة أكثر من خمس أضعاف احتياجات المعركة.
أما الشيء الذي لا يعتبر سراً هو الآخر فهو مشاركة طائرات الميراج التي اشترتها وليبيا والتي شاركت كلها في المعركة وقد عرض المقدم أحمد المقصبي سكرتير القذافي لشؤون المعلومات على مجموعة من الصحفيين العرب وكنت بينهم فيلماً سينمائياً أخذ من طائرة عسكرية ليبية فوق سيناء أثناء حرب أكتوبر.
ويذكر المراقبون أيضاً كيف أن العقيد القذافي ذهب إلى القاهرة ليستفسر عن ثغرة الدفرسوار التي قال الرئيس السادات عنها "أنها ولا حاجة".. وكيف منع القذافي من الدخول إلى مركز القيادة المصري بأمر من السادات وفي اليوم التالي قرأ خبراً صغيراً في الصفحة الأولى بجريدة "الأهرام" المصرية يقول: "زار العقيد معمر القذافي شقيقه الرئيس المؤمن محمد أنور السادات واطلع منه على سلامة الجبهة العسكرية ومتانة وضع قواتنا المحاربة وقد غادر القاهرة عائداً إلى بلاده"... وفهم القذافي بأن زيارته غير مرغوب فيها... وعاد إلى بلاده فعلاً.

________________________________


المجد التليد

حراس الهيكل - فريد الفالوجي
أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي


ألقت الحكومة الإسرائيلية باللائمة على جهاز المخابرات، الموساد، الذي ألقى الرعب في قلب الحكومة من احتمال حدوث عمليات انتحارية بطائرات مدنية، رغم أن الطائرة الليبية أسقطت وهي تحاول الخروج – هاربة – من المجال الجوي لجزيرة سيناء المصرية المحتلة، والمؤلفة من جبال وصحاري تؤلف 90% من مساحتها.
ترددت أقاويل عن سبب تفجير الطائرة الليبية التي قيل إن هبة عبد الرحمن سليم عامر جاسوسة الموساد المصرية كانت على متن الطائرة حيث جرى استدراجها إلى ليبيا واعتقالها من قبل المخابرات هناك.. ورأت إسرائيل قتلها قبل الاستجواب.
ودارت عجلة الدعاية الإسرائيلية من جديد تحاول تبرير الحادث وملابساته والذي تسبب فيه بجبنه زيفي زامير رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي. ووصف بالخائن كل من ينتقد إسرائيل فهي دولة ضعيفة وسط العرب الذين يتحينون الفرصة لهدمها وتدميرها.
اختطف ليبي مجنون يدعى التومي طائرة لبنانية بوينج 707 أيضاً كانت في طريقها من بنغازي إلى بيروت. وفوق قبرص تم اختطافها وأجبر قائدها على الهبوط بمطار اللد الإسرائيلي ماراً بتل أبيب.
الغريب في الأمر أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لم تعترض الطائرة، ولم يصدر أليعازر أوامره من الحمام بإسقاطها برغم أن المجنون الليبي نجح في تنفيذ ما وصف بأنه غير قابل للتنفيذ. إذ أنه حلق بالطائرة فوق عدة مدن إسرائيلية دون أن يعلم أحد أن الخاطف شخصية عربية أو تعرف حتى نواياه على الأقل.
فحادث الطائرة الليبية كشف القناع البشع للحكومة الإسرائيلية عندما تسترت جولدا مائير مع وزير الدفاع على مرتكبي الحادث في وقاحة ما بعدها وقاحة. ولم لا وقد سبق للإرهابي بن جوريون، أن أخفى بمزرعته قتلة الكونت فولكه برنادوت وسيط الأمم المتحدة في القدس عام 1948 والمتعاطف مع العرب، في حين أنه أصدر أوامره بإلقاء القبض عليهم والتحقيق في الحادث؟
هذه إذن إسرائيل دولة المجازر والإرهاب التي ما إن تواتيها الفرصة لذبح العزل من المدنيين حتى تنتهزها دون رادع من ضمير أو عقوبات دولية.
فالقرارات الدولية تطبق على كل دول العالم إلا إسرائيل.
والإدانة والعقوبات تطولان كل دول العالم ولا تمس إسرائيل.
والإرهاب يواجه بحسم في كل أرجاء العالم ولا يدان إرهاب إسرائيل.
وذبح الأبرياء أمر يتقزز منه العالم المتحضر.. ويقبله فقط من إسرائيل.

______________________________


القذافي و التماهي بالامام الصدر

علاقات البلدين و مشكلة جنوب لبنان في محادثات الاسد القذافي
الجمهور في 28-6-1979

  في العام 1979 في شهر حزيران قام العقيد قام القذافي بجولة وصفت بالمهمة و تكتسب دلالة كبيرة لكونها تبدأ  بسورية و هي تندرج في اطار جولة تستهدف اجراء مشاورات مع الاشقاء العرب حول الموقف السائد في المنطقة خصوصا ما يجري في جنوب لبنان .
  هكذا عرف الدكتور علي عبد السلام التريكي امين الخارجية الليبية الزيارة التي قام بها الرئيس القذافي الى بعض بلدان المشرق العربي .
  اما وزير الخارجية السوري السيد عبد الحليم خدام فقد اعلن بعد 3 اجتماعات مغلقة عقدت بين الرئيس حافظ الاسد و ضيفه  الليبي ان الجانبين تبادلا وجهات النظر حول جميع المسائل ذات الاهتمام المشترك خصوصا الوضع في المنطقة العربية و كيفية تعزيز العمل المشترك.
و قد تابع العقيد القذافي جولته متوجها الى عمان للاجتماع بالعاهل الاردني الملك حسين ثم يزور بعض دول الخليج.
 الجمهور 27 ك1 79
استقبل الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد العقيد معمر القذافي لدى وصوله الى الجزائر في زيارة رسمية لاجراء مباحثات حول قضايا العربية.

جاء وسيطاً ... وعاد متهماً
بيروت  - من مكتب "الوطن العربي"
(المصدر: الوطن العربي:1979 - مصحح)

   بقدر ما كانت ردود فعل الهيئات الشيعية عفوي في اليوم المقرر لوصول العقيد معمر القذافي رئيس الجماهيرية العربية الليبية الى بيروت بقدر ما فهم المسؤولون رد الفعل العفوي هذا في اطار غموض قضية اختفاء سماحة السيد موسى الصدر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في آب (اغسطس) الماضي.
   ومما لا شك فيه ان قضية زيارة العقيد القذافي الى بيروت لم تكن محسوبة امنياً, إذ لم يدر بخلد السلطة ان سوريا التي تعمل من اجل معرفة مصير الامام الصدر تستطيع استقبال القذافي. وان ايران تستقبل الرائد جلود لمدة اسبوعين, وان لبنان لا يستطيع ذلك. ولا يستطيع حتى بحث قضية الامام الصدر في مثل هذا اللقاء لأن الرئيس الليبي رفض ذلك, مع ما تحمل هذه القضية من طابع الاهتمام في مختلف الاوساط اللبنانية.
   وقضية زيارة القذافي كانت اساساً غير واردة لولا ما حمله السفير اللبناني محمود حمود من ابو ظبي عن رغبة الرئيس الليبي بزيارة لبنان. وبالطبع لم يكن معقولا ان ترفض هذه الرغبة لا سيما وانه لم يكن هناك اقتراح لجدول اعمال, بل كانت الرغبة تنحصر بإجراء محادثات مع الرئيس الياس سركيس ورئيس الحكومة الدكتور سليم الحص حول الاوضاع الراهنة.
القذافي يتجاهل سبب إلغاء زيارته
   وإذا كان العقيد القذافي لم يشر في مؤتمره الصحافي بعد صرف النظر عن الزيارة الى قضية الصدر, فإنه حتماً كان يعلم ان المسؤولين في لبنان لا بد سيثيرون هذه القضية معه لأنها ما تزال الابرز في بنود العلاقات بين ليبيا ولبنان.
   إذن ما الذي حدث؟
   مصادر دبلوماسية ليبية في بيروت تعتقد ان جهات عربية ولبنانية وفلسطينية قطعت  الطريق على "مبادرة ليبية" لمصالحة أطراف النزاع في لبنان.
   غير ان هذه الجهات ردت على المصادر الليبية بالقول انه اذا كانت هناك فعلاً "مبادرة" قذافية جادة في هذا الصدد, فلا بد انها تجاوزت اعتبارات كثيرة وحساسة على الساحة اللبنانية, بحيث تحولت الى "مزايدة ليبية" وبخاصة بعد تصريح الرئيس الليبي الذي غازل فيه بعض اطراف "الجبهة اللبنانية" المارونية مبرراً احياناً اضطرارها للتعامل مع اسرائيل.
وبالفعل, فقد اغضبت هذه "المزايدة" اطرافاً كثيرة في القوى الوطنية اللبنانية, وأثارت مشاعر الشارع الشيعي الذي ما زال يتألم للمصير الغامض لزعيمه الروحي. وكان هناك شبه اجماع على الصعيدين السياسي والشعبي في الشارع الوطني على ان الرئيس القذافي غير مؤهل للقيام بهذا الدور وشبح الصدر يرتسم  من امامه وخلفه حيثما ذهب, او بادر.
   وقد اكدت هذه الجماعات ل"الوطن العربي" ان أية مبادرة ليبية للتوسط في النزاع اللبناني- اللبناني, او اللبناني – الفلسطيني لن تكون مقبولة او لن يكتب لها النجاح إذا ما تجاوزت قضية الصدر, وبالتالي إذا لم تقدم السلطات الليبية ايضاحاً شافياً ومقبولاً لقضية اختفاء الزعيم الروحي لمليون شيعي لبناني ورفيقيه في رحلته الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
   وتجدر الاشارة هنا الى ان رئيس تحرير جريدة "السفير" المؤيدة لليبيا اجتمع قبل يومين من الموعد المقرر لوصول القذافي بالسيدين امين وبشير الجميل نجلي السيد بيار الجميل زعيم الكتائب, كما ان رئيس تحرير مجلة "الكفاح العربي" المؤيدة لليبيا كذلك اجتمع مع امين الجميل في اليوم التالي. فهل كان هذا نوعاً من التنسيق لبداية حملة "الوفاق" بالمسعى الليبي؟
   خطورة ما حدث على الصعيد اللبناني أنه أفرز بالفعل قوة شيعية لا يستهان بها, وخطورة ما حدث كذلك انه افرز ما يمكن اعتباره بداية خلط اوراق قد يتوسع في المستقبل الى اطراف اخرى من الحركة الوطنية الجبهة اللبنانية. واذا كان هذا الذي حدث ما يزال في طور النمو اليوم فإن محاولات قريبة ستجري لاستغلاله وربما لوضعه في الاتجاه الذي يمكن ان يشير الى احتمالات المستقبل وما قد يعني ذلك ضمن اطار الصراع الدائر في لبنان. 
  
   وتعليقا على هذا التحرك فانه من الطبيعي بمكان ان يغتاظ العقيد القذافي النرجسي الشخصية و المحب للاضواء و الشهرة من الامام موسى الصدر الذي خطف منه الاضواء و الشهرة و بالتالي فان العقيد القذافي كان له امنية واحدة و هي ان يلعب الدور الذي كان يقوم به الامام الصدر عربيا و اقليميا على صعيد المنطقة و محليا فهو قدعمل على مصالحة الاطراف المتخاصمة كما راينا اعلاه و في كلا الحالين فهو لم و لن يتمكن ان يلعب دور شخصية الامام الصدر مهما حاول او فعل لان جهوده هذه عبثية طالما انه لا يتمتع بشخصية غيرمتزنة او سوية.و بهذا يكون العقيد القذافي قد تماهى مع الامام الصدر في تحركه و جولاته على الدول العربية و توطيد علاقاته مع الجمهورية الاسلامية في ايران الامر الذي يفسر اخفائه للامام الصدر على الصعيد و هذا التحليل قائم على شخصية القذافي و على الاحداث المؤرخة.(انتهى)


 

 

الوحدة العربية ضد مصر
 و فيما يلي سنعرض للقارىء جزءا او مرحلة من التاريخ الصاخبة و البراقة و المليئة بالمبادىء و الشعارات و الوعود فاين نحن اليوم من هذه القيم و من حفظ و بقي عليها و من انحدر او تخلف .لقد اجتمع العربان في ليبيا و لحسن حظهم ان العقيد القذافي لم يزجهم جميعا في السجن او قام بقتلهم جميعا ك"ابراهيم باشا الجزار" المشهور تاريخيا بمجزرته الجماعية فيداره في مص بعد ان دعى جميع القادة الى بلاطه ...
   و فيما يلي هو استعراض للقذافي و دعاية اعلامية مدفوعة لاعلام محلي كان يقتات منه اظهره على انه المخلص او الرئيس الراحل عبدالناصر رحمه الله أو النبي الجديد خلافا لما كتبه الله حيث ختم انبياءه بالنبي محمد (ص) او المسيح المنتظر .و جاء هذا الحضور و الاستقطاب للدول العربية التي اجمعت على ان تعيش في سلام و امان و ازدهار على حساب الاخرين و يتم ذلك على الشكل التالي الا و هو ان تصرف او تعرب مشاكلها المعقدة و اللامتناهية و التي تعود في جذورها او اساسها الى الاختلاف في التبعية للبلدان الخارجية المستعمرة على تنوعها و تعدد قيمها و افكارها الفلسفية في تسيير افكارها الاقتصادية و السياسية و مصالحها في السيطرة على الثروات الطبيعية.على ان تنحصر ساحة الشطرنج او الصراعات  في بقعة صغيرة من هذا العالم اسمها لبنان.
  جاء هذا الحدث بعد اختطاف الامام الصدر و صاحبيه، الذي طالما نادى العرب بالتجمع لانقاذ لبنان و القضية الفلسطينية بجهود موحدة و عدم تجاهل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في حالة الطوارىء هذه و النكبة و الفجيعة...
 و هذا كان هدف رحلته الى ليبيا و لكنه قصد المكان الخطأ في الوقت و الزمان الخطأ.و قد اكدت شقيقة الامام الصدر في مقابلة على محطة o.t.v  اللبنانية في شهر آب 2008 ان العرب اتفقوا على اخفاء الصدر و لكن غاب عنها ان تذكر ايضا الدول الكبرى التي تحرك الدول العربية دون ان ننسى من لا يناسبه وجود الامام الصدر في ايران الجمهورية الاسلامية. 

ومن المفترض ان يكون هذا اللقاء في طرابلس فاتح بداية مرحلة جديدة لتعاون عربي مشترك ،حيث يعتبر السلاح في اي قطر عربي سلاح لكل العرب واختلاف الانظمة لا يمنع التضامن والوحدة.والجماهيرية تعتقد انها تفتح قلاعاً صناعية جديدة وتحقق مقولة البيت لساكنه وتغييرا لفكرة الزحف على السفارات و القضاء على الروتين والمظاهر وتحويلها الى مكاتب شعبية.

18/9/79 المجالس- الوطن العربي ،طرابلس – من هداية سلطان السالم:
 
 اتخذت احتفالات الذكرى العاشرة لثورة الفاتح من سبتمبر هذا العام ابعاداً قومية واضحة, فكانت المعاني الكامنة خلف ذلك الحشد الكبير من القادة العرب شديدة الوضوح, تدل على معان عدة في مقدمتها ان التضامن العربي قد اصبح حقيقة واقعة وان خروج نظام واخراج قطر من ساحة المعركة لا يمكن ان يؤثر بحال من الاحوال على تصميم الامة العربية على انتزاع حقوقها الكاملة وتحرير ارضها.. ولن يضعف ارادة النضال, بل سيزيدها احتداماً حتى التحرير...
   لن اتكلم عن الاحتفالات وروعتها, ولا عن تلك الهتافات التي تكاد تشق الحناجر, فذلك حديث معاد لا جديد فيه, ذلك ان كل فرد من الجماهير العربية في الجماهيرية, يشعر ان الثورة ثورته, وان حمايتها واجبه, وان تحقيق اهدافها يحقق خيره وعزته..
   كانت الاحتفالات رائعة, وكان التنظيم دقيقاً, رغم ذلك الاقبال الخارجي الذي يفوق حدود التصور, لكن الاروع من الاحتفالات هي تلك الروح المخلصة والصادقة وذلك الحماس الايماني اللذان سادا الاجواء..
   ومما لا شك فيه ان الجماهير العربية في ليبيا بالتفافها حول ثورة الفاتح, وسعيها الدائم لوضع مقولاتها الفكرية موضع التطبيق, تعطي الدليل الاكيد لشعوب العالم كافة على ان التلاحم بين الثورة والجماهير من شأنه ان يصنع المعجزات...
   ومما لا شك فيه ايضاً ان ما تحقق على ارض الفاتح خلال سنوات الثورة العشر اشبه ما يكون بالاساطير, فقد تحولت ليبيا من بلد متخلف الى بلد متقدم, ومن بلد مستبعد الى بلد حر يخدم قضية الحرية والانسان في كل مكان, ومن بؤرة لضرب قوى الامة العربية, الى عرين لهذه الامة.
   ثورة الفاتح كانت ثورة على التخلف والجمود, وبداية الانطلاق نحو السيادة الحقة والحرية الكاملة, ونحو تحرير العقل العربي بين عقلية التقليد الاعمى التي كادت تعيد اليه عهود الجاهلية. انها ثورة العقل والايمان الصحيح, وثورة البناء والتصنيع, وثورة الاعمار والاستزراع والاسكان, وثورة العقيدة والوجدان.
   والمهم في ثورة الفاتح انها ثورة مستمرة, وانها تقدمية التطلعات, قومية العمل والاتجاهات, تضع الوحدة في طليعة الاهتمامات وتسعى الى تحرير الانسان من كل المعوقات. والمهم كذلك انها استطاعت ان تحل المشكل الديمقراطي وان تضع الحل الاقتصادي الصحيح لمشاكل الانسان... وانها شهدت ميلاد اول جماهيرية في التاريخ: وجعلت من مقولة سلطة الشعب حقيقة واقعة.

الابعاد الوطنية والقومية لاحتفالات العيد العاشر

   في اعتقادي ان هذه الظاهرة القومية والعالمية الرائعة التي شهدتها الجماهيرية بمناسبة احتفالات العيد العاشر للثورة لم تكن عفوية... وان كانت عفوية ... فلأول مرة تستقطب عاصمة عربية – خارج مؤتمرات القمة – كل هذا العدد الكبير من القادة.. وهذا يؤكد على مدى رصيد الحب والاعجاب بالثورة وانجازاتها..
   لقد تواجد في طرابلس كل من: الملك حسين ملك الاردن, والرئيس حافظ الاسد, والشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة, والشاذلي بن جديد رئيس جمهورية الجزائر وعبد الفتاح اسماعيل رئيس هيئة رئاسة مجلس الرئاسة في اليمن الديمقراطية, والشيخ سعد العبد الله السالم ولي عهد الكويت ورئيس مجلس وزرائها والامير عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية, والشيخ حمد بن عيسى ولي عهد البحرين ووزير دفاعها والسيد نعيم حداد نائب رئيس مجلس الوزراء وعضو مجلس قيادة الثورة العراقي, والسيد ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية, وممثلين عن دول عربية اخرى, بالاضافة الى ضيوف الجماهيرية من افريقيا والعالم.
   ومثل هذا الحشد يمكن اعتباره قمة عربية, واجماعاً على التضامن العربي, وعلى رفض الاستسلام, وعلى احباط كل المؤمرات التي تحاك ضد الامة العربية.. فقد تمثلت في هذه المجموعة دول الصمود والتصدي, ودول الدعم والاسناد. لذلك يمكن القول ان لقاء طرابلس العفوي قد اكد الحقائق الثابتة التالية:
 1-رفض سياسة كمب ديفيد جملة وتفصيلاً, وبالتالي رفض الاستسلام الكامل الذي تخطط له الامبريالية والصهيونية ويدعمه نظام السادات.
 2-الاصرار على التحرير الكامل وعلى تحقيق حق تقرير المصير للشعب العربي  الفلسطيني.
 3-دعم سوريا والاردن ومنظمة التحرير, وبالتالي دعم الجبهة الشمالية تعويضاً عن اخراج مصر من ميدان المواجهة.
  اما الامور البارزة والمهمة باستثناء ذلك, والتي يمكن استخلاصها سواء من الاجتماعات الجانبية ومن المعاني التي ينطوي عليها اشتراك القادة العرب في حفل تخريج ضباط الكليات العسكرية في الجماهيرية, او من الاستعراض العسكري القومي الذي اقيم في بنغازي فهي التالية:
   اولاً: لا صوت يعلو على صوت المعركة, وان ما يجمع بين الاقطار العربية هو اكثر مما يفرقها, فما يجمعها حقائق ثابتة, وما يفرقها امور عارضة, لذلك فإن التضامن امر ضروري وحتمي, وقد كان  لقاء طرابلس تظاهرة رائعة للتضامن.
   ثانياً: ان خيانة نظام السادات مدانة من كل العرب, وان حشوده التهديدية على حدود الجماهيرية لا يمكن ان تخيف احدا, واضافة الى ان ليبيا لا تقف وحدها, فكل الدول والجماهير العربية تساندها وتقف وراءها اذا كتبت عليها المعركة.
   ثالثاً: ان السلاح في اي بلد عربي هو سلاح لكل العرب, وان امتلاكه ليس للعدوان وانما لممارسة الحق المشروع في الدفاع عن النفس وتحرير الارض. وبالتالي فإن السلاح سيشترك في صد اي عدوان مستقبلي.
    رابعاً: ان اخوة السلاح التي تجمع بين الجنود العرب هي اخوة حقيقية, لان المعركة واحدة والمصير واحد.
    خامساً: ان اي تآمر على اي بلد عربي, هو تآمر في مسلسل الغدر ضد هذه الامة ولا يمكن ان يحقق اهدافه.
   سادساً: ان اشتراك الدول الافريقية الى جانب الاقطار العربية هو تأكيد للتلاحم العربي الافريقي, لان ما يجابه العرب والافارقة هو خطر مشترك, ولان النضال العربي والافريقي هو نضال من اجل الحرية وانهاء الاستغلال والهيمنة.
   سابعاً: ان العلاقات العربية يجب ان تقوم على الثقة المتبادلة وعلى الجهد الصادق من اجل الخير العربي المشترك.. وان الاختلاف في النظم السياسية هو اختلاف شكلي واقتصادي لا يحول دون السعي الى تحقيق الوحدة, وهذا ما اشار اليه العقيد معمر القذافي في البيان الذي القاه خلال العرض العسكري في بنغازي, مدينة البيان الاول لثورة الفاتح.
  ومن هنا فإنه من المتوقع ان تشهد العلاقات العربية بعد لقاء طرابلس مرحلة جديدة من التعاون غير المحدود, الذي يرفض الاعتبارات المعوقة والمصطنعة..
   فاللقاء الليبي – السعودي مثلاً هو بداية لتعاون على الصعيد القومي, بعد ان ظهر بوضوح ان نظام السادات وما يرمز اليه انما كان يسعى الى الوقيعة ويظهر الامور على عكس ما هي عليه...

الحرية للجماهير

على الصعيد الوطني في الجماهيرية يمكن القول ان احتفالات العيد العاشر قد تميزت بما يلي:
اولا: تحقيق مقولة البيت لساكنه, بعد تحقيق السلطة الشعبية.
ثانياً: افتتاح القلاع الصناعية والحضارية.
ثالثاً: الثورة على البيروقراطية المكتبية وعلى البورجوازية المظهرية عن طريق زحف الجماهير على السفارات وتحويلها الى مكاتب شعبية.
رابعاً: تحقيق مقولة الشعب المسلح, عن طريق تدريب وتسليح طلاب المدارس الثانوية.
خامساً: دعوة الليبيين في الخارج للعودة الى بلادهم والاسهام في الجهود المبذولة من اجل تحقيق اهداف الثورة.. فالثورة لا تحجر على الفكر ولا تقيم السجون من اجل المواطنين.
   ..... وبعد ان الحديث عن ثورة الفاتح حديث طويل لا يمكن ان ينتهي لان منجزات الفاتح لا تعرف النهاية. والاعزاز الذي يملأ القلب اعزاز يتزايد, والثقة بالمستقبل تتعزز وتتأكد.. فمن ليبيا طلعت ثورة الفاتح لتبدد سحب اليأس.. ومن ليبيا دائماً يأتي الجديد.
ان ثورة الفاتح فكر وانجازات لا تعرف الحدود.(انتهى)

___________________________________


 

الخلاف الليبي – الفلسطيني لماذا والى اين؟..
اخطأ القذافي عندما تحدث عن التحالف اللبناني مع العدو
 واخطأت منظمة التحرير عندما فتحت, اليوم, ملف اختفاء الصدر
تكتيك ليبي لعزل "فتح" عن سائر المنظمات

فريد ابو شهلا المصدر:الجمهور 20 كانون اول 1979

 لا شك ان اي خلاف ينشأ بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين دولة عربية امر يؤسف له. لأن منظمة التحرير تمثل القضية العربية المقدسة الاولى. ولأنه اذا كانت الاختلافات العربية امراً طبيعياً وعادياً ومألوفاً فإن العزاء الوحيد كان دوماً ان العرب قد يختلفون على كل شيء الا على القضية الفلسطينية. فهي النقطة الوحيدة التي يلتقون عليها ويتفقون حولها.
   واذا كان الاختلاف مع منظمة التحرير امراً لا علاقة له بالاتفاق على القضية الفلسطينية, فإنه لمما يزيد في الاسف ان تجد الهيئة التي تتمثل فيها القضية الفلسطينية نفسها من وقت الى آخر على خلاف مع هذا النظام العربي او مع ذاك. فلقد اختلفت منظمة التحرير الفلسطينية في العشر السنوات الاخيرة مع الاردن ومع العراق ومع قسم من لبنان... والان ها هي تعلن عن خلافها مع الجماهيرية الليبية – آخر دولة كان يمكن ان يخطر في البال ان يدب الخلاف بينها وبين المنظمة..
   التفسير الوحيد لهذه الخلافات هو التحليل القائم على انه من الصعب التوفيق بين منطق الثورة وبين منطق الدولة. وهو تحليل معقول. فالمنظمة الفلسطينية ثورة مستمرة. وهذا الشعار يردده الفلسطينيون يومياً. وكل بيان لهم وكل تصريح وكل حديث ينتهي بعبارة "ثورة حتى النصر".
   بينما الدول لا تستطيع ان تعتمد هذا المنطق.. وعندما يصطدم منطق الثورة بمنطق الدولة يقع الخلاف حتماً.
   ولا فائدة الان من الرجوع الى ما حصل في الاردن او في لبنان, ولا الى توتر العلاقات الفلسطينية مع العراق.. فقد بات كل ذلك معروفاً.
   ولكن ماذا حدث مع ليبيا؟
   يبدو انه الصراع الطبيعي نفسه بين المنطقين هو الذي ادى الى اساءة العلاقات بين ليبيا وبين منظمة التحرير. علماً بأن الحكومة الليبية  تحرص على التحديد بان الخلاف هو مع حركة "فتح" وليس مع باقي الفصائل الفلسطينية.
   في الثامن من الشهر الجاري (ديسمبر) اذاعت المصادر الفلسطينية ان السلطات الليبية اخذت تضيق الخناق على مكتب المنظمة في مدينة طرابلس. واتهمت المنظمة حكومة ليبيا بأنها ضربت طوقاً على موظفي المكتب وهددت اعضاءه بالطرد, كذلك انها اخذت تمارس ضغطاً على الطلب الفلسطينيين الذين يتابعون العلم في ليبيا لارغامهم على تشكيل لجان شعبية, على غرار اللجان الشعبية الطلابية.
انفجار الازمة
   وقيل يومها ان الاسباب الحقيقية للازمة كون المقاومة الفلسطينية لم تتجاوب مع دعوة القذافي الى تدمير قناة السويس والى اقفال مضيق هرمز.
   وسرعان ما تفجرت الازمة في اليوم التالي حرباً كلامية بين الجانبين على اثر ورود نبأ طرد ممثل المنظمة في ليبيا السيد سليمان الشرفا (ابو طارق) مع افراد عائلته.
   وقد اعلن ذلك السيد فاروق قدومي, واضاف ان رجل الامن الليبين حذروا الفلسطبنيين المقيمين في ليبيا من الذهاب الى المطار لوداع "ابو طارق".
   وتلت ذلك حملة بيانات وبيانات مضادة عنيفة. وهاجمت اذاعة صوت فلسطين العقيد معمر القذافي واتهمته بتوجيه طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني, وقالت "ان شعاراته الكبيرة برهنت على مدار عهده (العجيب) انها مجرد ذر للرماد في العيون, وان تصرفاته عطلت ليبيا عن ممارسة دورها الحقيقي".
    وكان من الطبيعي ان تثور ثائرة العقيد القذافي. فأعطى تصريحاً (اثار الدهشة) قال فيه "انه الان وبعد تعامله مع "فتح" بدأ يفهم تفضيل اللبنانيين التحالف مع العدو على التحالف مع "فتح" واتهم ياسر عرفات بالتآمر على الثورة الفلسطينية.
   ونفى ان تكون ليبيا ضيقت الخناق على مكتب المنظمة في طرابلس, ولكنه قال انه تلقى شكاوى عديدة ضد ابو طارق "من فلسطينيين مروا في ليبيا ومن فلسطينيين مقيمين فيها وان ابو طارق "كان يفرض على الفلسطينيين ان يدفعوا مبالغ من المال وكان يسيء معاملتهم"... وان الفلسطينيين هم الذين اجبروه في النتيجة على مغادرة ليبيا.
   ولم يطل الانتظار حتى جاء الرد اثر اجتماع عقدته اللجان المركزية لحركة فتح في بيان خلاصته رفض كل الاجراءات التي اتخذتها حكومة ليبيا واستنكارها, ومع التمسك بالحكمة والعبر ورفض كل وصاية وكل تبعية.
   كما ان "ابو طارق" قال في تصريح له: ان القذافي عدو الشعب الفلسطيني رقم واحد.
   وفي مقال نشرته جريدة "فلسطين الثورة" الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية, تحميل ليبيا – وللمرة الاولى – مسؤولية اختفاء الزعيم الشيعي اللبناني السيد موسى الصدر. وجاء في المقال: "هل تريد منا ان نفتح ملف اختفاء الامام موسى الصدر" واكد المقال ان قائد الثورة الفلسطينية وان الامام الصدر لم يغادر ليبيا الى روما وانه اختفى داخل ليبيا "وانك تعرف هذه الحقائق الدامغة كلها".
   ويتابع: "نعم لقد جن جنونك فلائحة الاتهام لا ترحم ولكنها الحقيقة انك وحدك تتحمل شخصياً مسؤولية اخفاء الامام موسى الصدر".
غلطة من هنا وغلطة من هناك
   وقد تابع المراقبون بكثير من الانتباه تطورات الخلاف الليبي الفلسطيني. وسجلوا في هذا السبيل غلطتين كبيرتين على كل من الطرفين.
  فالعقيد القذافي اخطأ عندما قال انه "الان بدأ يفهم تفضيل اللبنانيين التحالف مع العدو على التحالف مع "فتح".
   ولم يحدد اي لبنانيين يعني بكلامه الذي يشمل كل اللبنانيين.
   وكذلك لم نفهم ما اذا كان ذلك اتهاماً ام مديحاً لهؤلاء اللبنانيين. وخطأه يتخلص في انه لمجرد اختلافه مع فتح لأسباب لا علاقة لها باللبنانيين – وهو الذي كان يعتبر نفسه بطلاً في الوطنية وقدوة في مناصرة القضية الفلسطينية – اذا به فجأة وتحت وطأة الانفعال, لا يتصرف كرجل دولة, وينسف كل الجسور مع الجبهة التي كان يعتبرها اصدق حليف له والتي كانت تعتبره حليفها الاول.
   كذلك اخطأ الجانب الفلسطيني عندما قرر "أن يفتح ملف اختفاء الامام موسى الصدر" ويتهم القذافي بإخفائه ويحمله "وحده" كل المسؤولية.. فاذا كانت منظمة التحرير تعرف كل هذه الاسرار المدموغة بـ"14 قرينة وواقعة" فلماذا سكتت عنها حتى اليوم. واذا كان لهذا السكوت اسبابه فليس ما يبرر كشف الاسرار الان سوى الانفعال تجاه تصرفات القذافي والتي اعتبرتها المنظمة كافية لنسف كل الجسور معه. وفي الحالين كان التصرف خاطئاً. خاصة وان نسف الجسور ليس في مصلحة اي من الطرفين, بدليل اهتمام بعض الاطراف العربية وتحركها من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه. فلقد تحركت الجزائر واليمن الجنوبي والكويت وامانة الجامعة العربية وتطوعت للعمل في هذا السبيل. ويسجل المراقبون ان المجلس المركزي للمنظمة ابدى اسفه للخلاف الحاصل... واظهر حرصه على تجنب صب الزيت على النار (...) كما ان ممثلي اربع منظمات فلسطينية كانوا زاروا طرابلس واجتمعوا بالرائد عبد السلام جلود وعادوا بمشروع اتفاق يتألف من سبع نقاط في مقدمتها وقف الحملات.. ولكن المسعى توقف عند هذا الحد اثر التصريح العنيف الذي ادلى به العقيد القذافي وتضمن اتهامات خطيرة لقيادة "فتح".
شعرة معاوية
  فيوم الخميس الماضي عقد المجلس المركزي الفلسطيني اجتماعاً في دمشق صدر عنه بيان استنكر تهجمات النظام الليبي الظالمة وغير المبررة على الشعب الفلسطيني وقيادته (...) وادان ابعاد ممثل المنظمة من طرابلس في شكل يتناقض مع تقاليد الاخوة والاعراف الديبلوماسية (...) واكد اهمية العلاقة بين منظمة التحرير والقطر العربي الليبي (...) ودعا القيادة الليبية الى وقف حملاتها (...) بغية تجنب تبديد القوة العربية.
   وفهم من ذلك ان المجلس المركزي حرص على المحافظة على شعرة معاوية مع ليبيا وترك للقيادة الليبية اغتنام الفرصة واخذ المبادرة. ولقد نقلت المصادر المطلعة ان مناقشات المجلس كانت "حامية جداً" وان الحل الوسط امكن الوصول اليه بعد جدل طويل. تم في نتيجته الاقتناع بانه من الافضل عدم اتخاذ خطوة قوية من الجانب الفلسطيني في وجه الخطوة الليبية حرصاً على عدم الوصول بالعلاقات بين الجانبين الى حد الانقطاع, تاركين المجال للحوار الهادئ كفرصة اخيرة.
   ولكن فيما كان يتوقع المراقبون ان تأتي من الجانب الليبي بادرة متجانسة مع الموقف الفلسطيني اذ بهم يفاجأون بالمصادر الليبية تعلن عن اتجاه لوقف كل مساعدة الى فتح "لان هذه الحركة تخلت عن الكفاح المسلح بعد ان تحولت الى العمل السياسي". وان المساعدات يجب ان تذهب الى الفلسطنيين الذين يقاتلون. وفي صدد المساعدات قال ابو اياد في مهرجان حضره ياسر عرفات: "ان القذافي لم يدفع الى فتح قرشاً واحداً منذ 1975 لأنه يريد ان تكون "ثورتنا بالاجرة ونحن نرفض ذلك".
   وكان ظاهراً ان "التكتيك" الليبي الجديد يتجه نحو عزل "فتح" عن سائر المنظمات, استناداً لما قيل عن ان بعض منظمات الرفض لم تكن متفقة كل الاتفاق مع "فتح" بصدد كل المواقف من الجماهيرية الليبية, وان هذا البعض اعلن من خلال بياناته دعوته الى وقف الحملات الاعلامية "واشاعة جو يسهل الحوار الديمقراطي من اجل تعزيز العلاقات وتوثيق الروابط بين وحدات النضال العربي".
   الا انه لوحظ بكثير من الاهتمام ان رغم كل المناقشات, حتى العنيف منها, وان ما نشر عن آراء مختلفة تجاه العلاقة مع ليبيا.. بقيت جميع الحركات متمسكة بمنظمة التحرير بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
   ومهما حملت الايام الاتية من تطورات فان الاوساط السياسية لا تتوقع ان تستمر "الحرب" الليبية الفلسطينية الى حد القطيعة النهائية على الرغم من ارتفاع حرارتها في الايام الاخيرة.. فقد علمتنا التجارب والظروف, وخاصة العربية منها, ان ما من اختلاف بين جانبين مهما اشتد الا وكانت الايام, والمصالح, كفيلة بزواله. واكبر برهان على ذلك "الحرب" الاردنية الفلسطينية سنة 1970 التي سقط فيها عشرون الف قتيل معظمهم من الفلسطينيين.. زالت آثارها, وعاد الوئام بين الجانبين. وتصافح الملك حسين وياسر عرفات وتعانقا.. فمن كان يصدق ان مثل هذا قد يحصل؟
   وعلى هذا الاساس ليس مستبعداً على الاطلاق ان يلتقي القذافي وابو عمار وان تتلاقى الثورة الفلسطينية مع الثورة الليبية مرة جديدة, رغم كل ما قيل ونشر من هذا الجانب او ذاك.
   مصيبتنا نحن العرب اننا عاطفيون.. ومواقفنا, مع الاسف, تتأثر في كثير من الاحيان بالنزوات العاطفية  والانفعالات.. فننساق وراءها ونتبع مبدأ تصنيف الناس وتوزيع الاتهامات حسب الهوى. ثم لا يلبث العقل ان يفعل فعله, فتهدأ عواصفنا... وانطلاقاً من شعور عاطفي ايضاً ... ننسى ونصفح ونصافح.(انتهى
)

____________________________________-


العقدة و العقيد
 
   معمر القذافي يتوعد خصومه داخل ليبيا وخارجها:
سننفذ حكم الاعدام بكل من يهاجم نظامنا حتى لو هرب الى…. القطب الجنوبي!

 *قال عن كتابه الاخضر ان كلمة منه تدمر العالم وكلمة اخرى تعمره
 *رجل يحب الاضواء وشخصيته مليئة بالتناقضات: اليوم معك وغداً ضدك
 *خريطة ليبيا الجديدة تضم اراض في تونس والجزائر ونيجيريا والتشاد!

(الحوادث يوم الجمعة 22 شباط 1980 العدد 1216)

   منذ ايام قليلة وقبل اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في تونس, للنظر في الشكوى التونسية ضد ليبيا, اتصل العقيد معمر القذافي بالرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد, وطلب منه تأييد دعوة ليبيا لانسحاب الفرنسيين من قفصة.
فأجابه الرئيس الجزائري: "معك حق. نحن سنطالب بسحب المجموعة الفرنسية اللوجستية التي نزلت في قفصة للاشتراك في القتال ضد عناصر العصيان ..ولكننا في نفس الوقت نريد تأييد تونس في شكواها ضد ليبيا, لأنكم سمحتم لقوى مناهضة للنظام التونسي ان تتدرب وتتسلح وتغزو قفصة من اراضيكم. فكما يجب ادانة التدخل الفرنسي يجب ادانة التدخل الليبي ايضاً...".
   ولم يقتصر حديث الزعيمين على تلك النقطة, بل تطور الى عتاب واتهام حول الصحراء المغربية ومن يؤيد البوليساريو ويحرضها على المغرب, ومن يمد تأثيره واثره على تشاد واثيوبيا و.. و.. مناطق اخرى من افريقيا والشرق الاوسط..
   وتوقف النقاش الهاتفي قبل ان يتحول الى مشاجرة جزائرية – ليبية, وحفاظاً على علاقات ثنائية جيدة, لا يريد اي طرف ان تتحول الى مهاترات في هذه الآونة على الاقل.
   والسؤال الذي طرحه المراقبون والمحللون العرب هو: لماذا الان؟ لماذا حدث الهجوم على قفصة في هذا الوقت بالذات؟ لماذا تعطي ليبيا, وتونس الى حد ما, القوتين المتنافستين, اميركا وروسيا, مضافاً اليهما فرنسا, مبرراً للتقاتل المباشر في شمالي افريقيا العربية؟ الا تكفي الحرائق التي تشعلها واشنطن وموسكو في المشرق العربي؟
   اذا لم تكن ليبيا تقصد إدخال النزاع الليبي التونسي في اطار الخلاف واشعال الحرائق بين اميركا وروسيا الا ان كل ما هو موجود على ساحة الشرق الاوسط يشير الى ان النزاع الليبي التونسي قد اصبح فعلاً احدى النقاط الملتهبة في سياسة اشعال الحرائق. فليس سراً ان في ليبيا الاف الخبراء والمدربين العسكريين الاجانب والعرب. حتى الفلسطينيين والسوريين اصبح لهم دور مؤثر في الاسلحة المتطورة الموجودة في ليبيا. وهذا ما ساعد على ادخال عملية قفصة في اطار الحرب الباردة بين اميركا وروسيا, وقرب فرنسا الى جانب اميركا اكثر, وخطفت بعض الاضواء عن الغزو السوفياتي لافغانستان.
   واذا اردنا ان لا نبالغ في هذا الموضوع, وان لا نعطي حجماً كبيراً للدور الذي لعبه الخبراء والمستشارون الشيوعيون في تخطيط العملية او دفع العقيد القذافي اليها.
 ان كل سياسة ليبيا تشبه الى حد بعيد شخصية القذافي . فهو مع تونس وضدها. مع روسيا وضدها مع اميركا وضدها . مع الوحدة وضدها . مع فلسطين وضد الثورة ومنظمة التحرير . وهو مع أبو عمار وضد ياسر عرفات, كما قال مندوب ليبيا في مؤتمر اسلام اباد. 
فقد قال يجب ان تعطى كل المساعدات لـ" أبو عمار" ولم يعرف ان ابو عمار هو ياسر عرفات .
كل هذا المع والضد يعبر عن شخصية فريدة من نوعها في العالم. شخصية راحت تتحدث عن نبوة جديدة في عصر انتهى فيه عهد الأنبياء فالقذافي كما قال للصحافية الايطالية فلاتشي يعتبر نفسه نبي الصحراء ! اتى بنظرية فذة احتوتها النظرية الثالثة وفسرها في كتابه الأخضر قائلا : كلمة من هذا الكتاب تدمر العالم وكلمة أخرى تعمره! 
  أثبت الرجل انه لغز تنطبق عليه التشنيعة التي قيلت عن الرئيس السادات في اول عهده بالرئاسة , وهي اعطاء اشارة الى اليسار والسير باتجاه اليمين ! والقذافي هكذا . فأكثر من مرة تدخلت اميركا وتدخل كارتر شخصيا ليمنع مصر من تصفية حساباتها مع القذافي . وقصة انور السادات مع كارتر في كامب ديفيد معروفة . فقد هاجم السادات القذافي ووصفه بأنه قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط, وأن مصر مصممة على تعطيل هذه القنبلة . فاذا بكارتر يقول للسادات: اعتقد انه عنصر استقرار وليس عنصر تفجير لقد سمعت انه يبني في كل قرية مسجدا. ثم من يستطيع ان يستوعب التيار الناصري أكثر من القذافي ؟
   ومن هذه الناحية فالقذافي عبقري . فمصالح اميركا مؤمنة مائة بالمائة في ليبيا القذافي أكثر مما كانت مؤمنة أيام الملك السنوسي. وحصة السوفيات مضمونة. اميركا تدفع ثمن النفط والسوفيات يقبضون ثمن الاسلحة. وتبقى شخصية القذافي المحيرة والتي هي مع وضد في وقت واحد , وتشكل هذه الشخصية مادة غنية للبحث. فالعقيد انسان واضح وضوح الشمس بدون شك. لا مواربة في عواطفه وممارساته وحتى في تناقضاته. انه يصل الى حد الفظاظة في التعبير عما يؤمن به حتى ولو تسبب كلامه بخسارة صديق او عداوة بلد . فالعقيد يعتبر نفسه صاحب رسالة . وأصحاب الرسالات يعتبرون أن الزمن وحده كفيل باثبات صحة ما يأتون به.
   يقول المحللون: لو وجد القذافي في بلد غير ليبيا لاستطاع ان يفعل الكثير. والحقيقة هي أن جملة عبد الناصر , التي قالها عندما التقى القذافي اول مرة "رأيت فيك شبابي" هي التي جعلته يشعر انه مسؤول عن  " رسالة" عبد الناصر . وعن توحيد الأمة العربية ومجابهة الاستعمار. ولكن ثمة فرق كبير . فالقذافي ليس عبد الناصر. وليبيا ليست مصر . والذي يقرأ المجموعات التاريخية التي صدرت في جنيف وباريس وبيروت ولندن, بأمر وتوجيه من العقيد القذافي شخصيا, يدرك الى أي حد يحاول هذا الشاب المتحمس ان يعطي بلاده ليبيا دورا " دون كيشوتيا" من خلال تشويه العديد من الوقائع التاريخية التي لم تحدث . ومثل هذه الشوفينية قد توقع صاحبها في المغالطات وبالتزامات لم تعد صالحة لهذا الزمان... فعبد الناصر عندما انزل قواته في اليمن لم يكن ذلك بقرار داخلي . كان قرارا دوليا, ان لم نقل وافقت عليه اميركا وروسيا الا انهما غطتاه ولم تهاجماه. اما العقيد القذافي فقد وجد نفسه انه لا يستطيع احتلال حتى قفصة , لان قرارا احتلالها كان اكبر من ليبيا ,تدخل فيه اميركا وروسيا وفرنسا ايضا.
لقد وجد العقيد القذافي نفسه مرات عديدة يقع اسير هذا التناقض . فعندما اسقط الاسرائيليون الطائرة الليبية , وقف العرب ينتظرون ماذا سيفعل العقيد . هل سيرسل طائرة كاميكاز (انتحارية ) تضرب اسرائيل؟ حتى ينتقم للأبرياء العرب , وكيف؟
    وبعد ذلك الوقت طلبه العميد ريمون أده بهذا التحدي الكبير فقد مرت زوارق شير بورغ, التي سرقتها اسرائيل من فرنسا امام الشاطئ الليبي . وقال له العميد في تصريح منشور في ذلك الوقت: الآن جاء وقت رد الفعل , الدول العربية معك . والمجتمع الدولي يؤيدك , وفرنسا راضية لان الزوارق مسروقة . ومرت الزوراق المسروقة على بعد اميال قليلة من الشاطئ الليبي , وقال البعض انها مرت داخل المياه الاقليمية لليبيا, بسبب رداءة الطقس.. ولكن العقيد لم يفعل شيئاً .
   وبعد مدة قصيرة من ذلك الحادث كتب محمد حسنين هيكل ان العقيد طلب شراء قنبلة ذرية من روسيا ليضرب أسرائيل. فهل كان من الضروري ان تحصل ليبيا على قنبلة ذرية لتضرب اسرائيل؟ هناك وسائل عديدة لذلك. وبدل ان ينفذ العقيد تهديداته ضد اسرائيل. راح يهاجم الحكومة اللبنانية ووصفها بالعمالة وبممارسات خيانية ضد الموقف العربي , لانها طلبت من المقاومة ان تنسق معها من أجل احتواء رد الفعل على الصواريخ التي تطلق من الجنوب. وردت الحكومة اللبنانية تقول: لماذا يحرم علينا حتى معرفة رد الفعل ؟
   والقذافي مر بتناقضات كثيرة يحار المحللون في تفسيرها , لقد اصبح العقيد لغزا . فهو الكتاب الوحيد في العالم الذي تصعب قراءته.
والأمثلة كثيرة:
1- القرآن والحديث : في الخامس من آذار ( مارس) 1973 قال العقيد : " القرآن وضع حلا لكل المشاكل والتصورات. القرآن متجاوز للمكان والزمان. من أجل هذا نقول انه مهما تطور العالم, لا يمكنه أن يمس القرآن أو يناله بالقصور".
   وفجأة اصبح القرآن قاصرا بنظر العقيد! ففي الخامس من حزيران (يونيو) 1978 قال القذافي: " القرآن لا يتحدث عن المشاكل التي نحن نحكم بها المجتمع.. القرآن نسخة واحدة وكتاب واحد, والتي لا توجد في القرآن ليس لنا علاقة بها (يقصد المشاكل).. نسخها ربي اسقطها... ان القرآن جزء من قليل تستطيع أن تحكم به في مجتمعنا الآن أما الباقي فأغلبه...يتعلق بيوم القيامة. بل ألغى في نفس الخطاب كما ظهر في جريدة " الفجر الجديد" الليبية , الاحاديث النبوية الشريفة كلها, قائلا ان بعضها غير صحيح!
   كما الغى التقويم الهجري . وفرض تقويما جديداً على ليبيا هو سنة 1388 من وفاة  الرسول . أي ان التاريخ يؤرخ من بداية وفاة الرسول. وبمعنى آخر : يؤرخ ببداية ثورة الفاتح الليبية !
   والله الذي انزل القرآن المتجاوز للمكان والزمان كما  كان يقول العقيد , اصبح ينسى ! والرسول (أن هو الا وحي يوحي) اصبح بنظر القذافي مجرد مراسل. وعمر بن الخطاب( المشهور بعدله) اصبح دكتاتورا متسلطا! والقرآن الكريم ( الذي نزل للعالمين كافة) أصبح للعرب وحدهم ! قال القذافي:" أن تبني زعيم ايران قضية الثورة الاسلامية هذا شيء عظيم . ولكن لا بد ان نفهم ان الاسلام هو دين العرب. الأمة العربية هي الموجه اليها الاسلام . هناك حركات تبنت الجانب الاسلامي وتجاوزت حدود الأمة العربية تحت شعار الاسلام . هذه الحركات اصبحت حركات رجعية مضحكة وضعت في قمامة التاريخ..."
2-الثقافة والتعليم ومفاهيم العصر : جاء في الصفحة 75 من كتاب خطب وبيانات.. العقيد القذافي إن ليبيا تدخل في معركة ثقافية لتحطيم القراءات المستوردة ولتحطيم الأفكار الرجعية شرقية كانت أم غربية متعفنة دخيلة وليه سنحرق الكتب والأفكار المتعفنة ! وقال القذافي " "ممكن واحد يكون معاه الجكتوراه... ولكن هو جاهل اجهل من دابة..."
والغى العقيد القذافي المحاماة " لانها ظاهرة استغلالية " والغى القوانين القائمة , واستبدلها بالعقوبات الفورية التي تحكم بها اللجان الثورية وطرد القضاة من مناصبهم والغى منصبي النائب العام والمدعي العام... فالندوة العلمية حول الكتاب الأخضر والنظرية الثالثة تعوض كل شيء حتى ولو بلغت تكاليفها 25 مليون دولار!
وفي الكتاب الأخضر حل لمشكلة الديمقراطية لقد اعلن القذافي فيه قيام سلطة الشعب أي عصر الجماهير.
هل الخوف هو الذي يدفع القذافي الى الغاء كل مؤسسات الدولة القائمة؟
المعسكرات هي مقار اللجان الثورية الدائمة. وهي العنوان الدائم الذي يتم به الاتصال بالقوى الثورية...
لماذا نهتم باللجان الثورية؟ لانه لم يعد هناك سواها..
هذه اللجان هي التي تقوم بالنيابة عني انا شخصيا ( مع انه رفض مبدأ النيابة)... الان لا يستطيع أي فاشي أن يأتي لوحدة عسكرية يصدر لها أمرا باحتلال الاذاعة.
لماذا؟ لانه الان توجد لجنة ثورية من مهامها الحق الفوري لاي  محاولة مضادة للثورة بدون اوامر ...
3-الأوضاع الداخلية ورفاق الطريق : لقد اعدم القذافي عدداً من طلاب الجامعة الليبية في نيسان (إبريل ) 1977 واعدم في ننفس الفترة تقريباً واحداً وعشرين ضابطا دون محاكمة علنية لانهم تآمروا على نظام الحكم .
وخطب القذافي في 8 آذار (مارس) 1979 في بنغازي قائلا: " من يريد ان يتحدى الثورة اذا كان في الداخل هذا أمر مفروغ منه سنداهم هذا الموقع وندمره حتى ولو كان مسجداً . واذا كان في الخارج علينا ان ننتقل اليه في الخارج ونهاجمه وننفذ فيه حكم الاعدام... عليكم انتم اللجان الثورية ، تنفذوا هذا الحكم فيه... حتى ولو ذهب الى القطب الشمالي أو الجنوبي".(انتهى)

________________________________


"مافيا" لتصفية خصوم القذافي في الخارج!
(الحوادث يوم الجمعة 22 شباط 1980 العدد 1216)
في (الأسبوع الماضي) اقدم مجهول وصف بانه ليبي الشكل على حرق مكتبة في منطقة بارك لين في لندن لانها كانت توزع نشرة تصدرها المعارضة الليبية باسم "الجهاد" كذلك تعرض عدة موزعين لهذه النشرة لتهديدات من مجهولين . ويقال ان مبلغا من المال قيل انه سبعة آلاف جنية استرليني دفع لاحد موزعي الصحف لتغطيس الصحف والمجلات العربية التي تتعرض بالنقد لنظام العقيد القذافي .
وقد وصلت الى المعارضة الليبية معلومات تقول ان مخابرات القذافي قد اتفقت مع عدة مجموعات من الارهابيين الدوليين (المافيا) ليقوموا بعمليات تصفية زعماء المعارضة الليبية .على أن تقوم اللجان الثورية بتزويد هذه العصابات بالمعلومات اللازمة لتنفيذ مخططاتها. هذا يتم وفق التوصية التي نشرتها احدى صحف النظام اسمها (الجديد) والتي اتخذتها اللجان الثورية والقاضية بالتصفية الجسدية لمعارضي النظام الموجودين في أوروبا وهذا أول قرار من نوعه تأخذه سلطة رسمية علنا وتنشره في صحفها وتقول فيه انها ستقوم بتصفية خصومها في الخارج !

والدولة في ليبيا , رغم ثرائها الكبير أممت كل شيء : من الدكاكين والمقاهي الصغيرة الى المزارع والشركات المتوسطة . واقفلت محلات البقالة واستبدلتها بالمجمعات الغذائية.
اما علاقات ليبيا الخارجية, الدولية والعربية فهي مشكلة المشاكل فعلا . ويبدو أن العقيد القذافي قد تبنى, نهائيا, شعار تشيرشل : لا صداقة دائمة بل مصلحة دائمة ! واذا كان هذا الشعار ينطبق على الدول الكبرى العظمى, لانتشار مصالحها الاحتكارية في جميع انحاء العالم فما هو مبرر ليبيا في ذلك!
ولا عجب ان انعكست ممارسات ليبيا على علاقاتها الدولية والعربية معاً . فعلى أثر محاولة اختطاف الهوني ثارت ازمة بين ايطاليا وليبيا . قبض على المتهمين وحوكموا في روما , وسجنوا بعد أن اعترفوا (سويت القضية بعد أن اشترت ليبيا عشرة بالمائة من مصانع فيات الايطالية وبعد أن دفعت 600 مليون دينار ثمنا لمصنع تجميع طائرات إيطالية في ليبيا ومحاولة إغتيال عمر المحيشي اثارت أزمة بين ليبيا وتونس . والطباخ السوداني الذي رفض دس السم في طعام أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة وجد مشنوقا!
وحين يواجه العقيد بكل تلك التناقضات يرفض النقاش ويفسر أي تصلب ليبي- دولي أو عربي-  منطلقا من قناعة انه حان الوقت للثورة العالمية وما يصفه منتقدو القذافي بالفوضى, يقول هو إنه حق "الجماهيرية" على العالم . وطبق هذا الحق على الثورة الفلسطينية . وأراد أن يفرض عليها وصاية الكتاب الأخضر هذا الكتاب الذي لا يتم تحرير فلسطين فقط بمضمونه وانما يتم تحرير العالم أيضاً.
وثمة عقدة أخرى لم يستطع حق الجوار والاخوة ان يحلها. وتونس هي البلد الاخير الذي يجب أن تمتد اليه تطلعات القذافي. ولكن الرجل يحب الأضواء و وكلما نسيه العالم خلق ازمة عربية او دولية. لقد جرب مع السودان وتشاد والمغرب ومصر, ومع الثورة الفلسطينية ايضا وحاول احتواء الثورة الاريترية .. امدها بالسلاح والمال, ثم انقلب عليها مؤيدا النظام الماركسي في اثيوبيا . وحاول ان يقيم حكومة مؤيدة له في تشاد. وايد الجبهة الاسلامية بقيادة حسين هبر وغوكوني عويداي .. ثم انقلب ضدهما وايد المسيحيين وادال كاموج الجنوبي وطالب بتسليمه قيادة المسلمين ( وقد يطلب منه تبني الاسلام كما فعل مع بوكاسا وعيدي امين ... وفي يوم من الايام طلب من راديو موسكو أن يذيع برقيه له جاء فيها ان الله موجود) . وايد العقيد منظمة بادرا ما ينهوف... ثم انقلب عليها بمساعدة السلطات الالمانية الغربية وبتعريفها على اماكن تواجد افراد المنظمة .
وقصة العقيد مع السودان معروفة . دفعته صداقته للرئيس النميري الى تسليمه الشيوعيين.ثم  انقلب على النميري ودعم المعارضة السودانية. ولا يخفى على احد أن العقيد يقوم بالمستحيل لكي تبقى الجزائر متورطة في قضية البوليساريو. فهذا التورط يبعد عن طرابلس الغرب الدولة العربية المغربية الوحيدة التي تخشى ليبيا قوتها. قال احد المراقبين ان الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تستطيع تحجيم دور ليبيا عربيا وافريقيا.
وقصة لبنان مع العقيد معروفة. وهي قصة الامام موسى الصدر والأموال المتدفقة وثمة من يقول ان ليبيا تمد يدها الى أكراد العراق كي لا تصبح بغداد قطبا جاذبا لعرب لا يريد القذافي ان يصلوا الى العراق . وطالما أن العقيد يعتبر نفسه وريث عبد الناصر فهو بالتبعية, وريث مصر . وجاء في الموسوعة الليبية , التي اعيدت كتابتها ان الفرعون الليبي" شيشنق" غزا مصر في القرن العاشر قبل الميلاد وحرر فلسطين وتوحدت تحت امرته سوريا والسودان. وقد يعيد التاريخ نفسه بعد ثلاثة آلاف سنة . وطالما أن العقيد هو " رسول الصحراء" فمجاله الحيوي هو الصحراء الممتدة بين تشاد والنيجر ومالي وموريتانيا. ورومل. حسب تعبير القذافي لم يكن قائدا عسكريا كبيرا أنه " غبي" والسياسة الفرنسية في افريقيا استعمارية "سياسة استعمار وتدخل وسنعارضها بكل الوسائل بما في ذلك الحرب... اذا وقعت مواجهة فلن تكون محدودة ونحن ننوي توسيع المعركة الى كل الاماكن الممكنة ".
وقصة العقيد مع ياسر عرفات معروفة فقد أراد توريط الثورة الفلسطينية في مواقف وممارسات ضد مصر والسادات . وبلغ به الامر ان طلب من ياسر عرفات اغتيال السادات وعمل على شق منظمة التحرير . فضل منظمة على أخرى .وقدم مساعدات مالية وعسكرية لواحدة ومنعها عن ثانية..
وفي (الاسبوع الماضي) اتهم القذافي فرنسا بحماية النظام التونسي من السقوط امام ثلاثين مسلحا ساندتهم فيما بعد  قوة مؤلفة من عشرين مسلحا , داخل مدينة قفصة التونسية .
كانت العلاقات الليبية- التونسية شبه مقطوعة . فقبل حادثة قفصة نشب بين الدولتين خلاف بسبب الجرف القاري. (اختلفت الدولتين على مياه البحر)! وازمة الثقة بين ليبيا وتونس قديمة . بدأت عام 1974 حين بحث العقيد مع الرئيس بورقيبة قضية الوحدة بين القطرين. ورغم ذلك استمرت ليبيا بتقديم قروض ومساعدات قالت عنها تونس فيما بعد انها اصبحت وسيلة  ليبية للتدخل في شؤون تونس الداخلية. ولما قالت تونس ذلك بدأت ليبيا تنفيذ عملية طرد منظمة للعمال والموظفين التونسيين ,  الى ان بلغ الرقم(12) ألفا. وهذا عكس نفسه على العلاقات بين الدولتين في مستواها الشعبي. واصبح كل ليبي يدخل الى تونس يتهم بالعمالة لنظام القذافي, وكل تونسي يدخل الى ليبيا يتهم بالعمالة لنظام القذافي, وكل تونسي يدخل الى ليبيا يتهم بالعمالة لنظام بورقيبة!
وتخطى الامر ذلك كما يقول التونسيون فقد اخذت ليبيا تستدعى عناصر تونسية معارضة لنظام بورقيبة, وتدريبها على السلاح الروسي , وحشدتها في قواعد عسكرية قريبة من الحدود مع تونس (قالت ليبيا انها ليست قواعد ولكنها معسكرات كشفية , وهي مفتوحة لمن يريد مراقبتها والحكم عليها). وقبل قفصة قال أحد المراقبين ان ما بين ليبيا وتومس هدنة هشة , قد  تنهيها اية مظاهرة داخل تونس . وحدثت المظاهرة . ولم تكن سلمية كما تعود التونسيين . كانت عسكرية  في قفصة.
ولم تفهم تونس ان اي تصرف ليبي انما يأتي في اطار حرية التصرف على الصعيدين الداخلي والخارجي.. هذه الحرية التي اباحها الكتاب الاخضر وبررتها وزارة الخارجية  الليبية ,حين نشرت عام 1976 خريطة جديدة لليبيا تضمنت أراض من نيجيريا وتشاد وتونس والجزائر. وعلى هذا الاساس كان الجيش الليبي قد احتل عام 1973 منطقة اوزو في تشاد . وهي هضبة مساحتها 114 كيلو متر مربعا تحتوي على كميات كبيرة من اليورانيوم. وقد اعتبر المراقبون انذاك, ان أحتلال  هضبة اوزو كان سببا لصراع اميركي فرنسي مكشوف على يورانيوم تشاد عين اميركا على مناجم اليورانيوم فيها. وفرنسا ترفض التخلي عن مراكزها الادبية والسياسية والاقتصادية في مستعمرتها السابقة . وقفصة ادخلت دولتين عربيتين في هذه اللعبة الجهنمية , وعجلت بوصول القوات الفرنسية الى عمق تونس وليبيا على حد سواء!
والعقدة هنا هي ان العقيد لا يرى المشكلة من زاويتها الاستراتيجية الكلية . بل ينظر اليها مفصولة عن طموحات القوى الدولية الكبرى . وهي نفس المشكلة التي وقع فيها الكتاب الاخضر فقد نظر الى العالم من خلال  الثورة الليبية , واعتقد بضرورة تعميم التجربة.
ويبقى السؤال الاساسي في الموضوع كله : ماذا يمكن لجامعة الدول العربية ان تفعل لتونس؟
اعلاميا القذافي اقدر على الصرف وبالتالي لن تستفيد تونس اذا كانت النتيجة معركة كلامية .
وفرض عقوبات على ليبيا غير ممكن لان الدول العربية منقسمة بهذا الشأن .
واسقاط القذافي عسكرياً غير ممكن . وطالما ان اميركا تعتقد ان القذافي قاعدة استقرار, وبالتالي لا تعطي الضوء الاخضر لمصر وللمعارضة الليبية للاجهاز على نظام القذافي فسيبقى العرب والشعب الليبي يتحملون العقيد برواية جديدة وقصة مثيرة وموقف ملتهم.
والدول العربية على هذا الصعيد مثل المعرضة الليبية كلاهما عاجز عن فك عقدة العقيد.(انتهى
)
__________________________


معمر القذافي يتوعد خصومه داخل ليبيا وخارجها:
سننفذ حكم الاعدام بكل من يهاجم نظامنا حتى لو هرب الى القطب الجنوبي!

 *قال عن كتابه الاخضر ان كلمة من تسدم العالم وكلمة اخرى تعمره
 *رجل يحب الاصواء وشخصيته مليئة بالتناقضات: اليوم معك وغداً ضدك
 *خريطة ليبيا الجديدة تضم اراض في تونس والجزائر ونيجيريا والتشاد!

   منذ ايام قليلة وقبل اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في تونس, للنظر في الشكوى التونسية ضد ليبيا, اتصل العقيد معمر القذافي بالرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد, وطلب منه تأييد دعوة ليبيا لانسحاب الفرنسيين من قفصة.
فأجابه الرئيس الجزائري: "معك حق. نحن سنطالب بسحب المجموعة الفرنسية اللوجستية التي نزلت في قفصة للاشتراك في القتال ضد عناصر العصيان ..ولكننا في نفس الوقت نريد تأييد تونس في شكواها ضد ليبيا, لأنكم سمحتم لقوى مناهضة للنظام التونسي ان تتدرب وتتسلح وتغزو قفصة من اراضيكم. فكما يجب ادانة التدخل الفرنسي يجب ادانة التدخل الليبي ايضاً...".
   ولم يقتصر حديث الزعيمين على تلك النقطة, بل تطور الى عتاب واتهام حول الصحراء المغربية ومن يؤيد البوليساريو ويحرضها على المغرب, ومن يمد تأثيره واثره على تشاد واثيوبيا و.. و.. مناطق اخرى من افريقيا والشرق الاوسط..
   وتوقف النقاش الهاتفي قبل ان يتحول الى مشاجرة جزائرية – ليبية, وحفاظاً على علاقات ثنائية جيدة, لا يريد اي طرف ان تتحول الى مهاترات في هذه الآونة على الاقل.
   والسؤال الذي طرحه المراقبون والمحللون العرب هو: لماذا الان؟ لماذا حدث الهجوم على قفصة في هذا الوقت بالذات؟ لماذا تعطي ليبيا, وتونس الى حد ما, القوتين المتنافستين, اميركا وروسيا, مضافاً اليهما فرنسا, مبرراً للتقاتل المباشر في شمالي افريقيا العربية؟ الا تكفي الحرائق التي تشعلها واشنطن وموسكو في المشرق العربي؟
   اذا لم تكن ليبيا تقصد إدخال النزاع الليبي التونسي في اطار الخلاف واشعال الحرائق بين اميركا وروسيا الا ان كل ما هو موجود على ساحة الشرق الاوسط يشير الى ان النزاع الليبي التونسي قد اصبح فعلاً احدى النقاط الملتهبة في سياسة اشعال الحرائق. فليس سراً ان في ليبيا الاف الخبراء والمدربين العسكريين الاجانب والعرب. حتى الفلسطينيين والسوريين اصبح لهم دور مؤثر في الاسلحة المتطورة الموجودة في ليبيا. وهذا ما ساعد على ادخال عملية قفصة في اطار الحرب الباردة بين اميركا وروسيا, وقرب فرنسا الى جانب اميركا اكثر, وخطفت بعض الاضواء عن الغزو السوفياتي لافغانستان.
   واذا اردنا ان لا نبالغ في هذا الموضوع, وان لا نعطي حجماً كبيراً للدور الذي لعبه الخبراء والمستشارون الشيوعيون في تخطيط العملية او دفع العقيد القذافي اليها.(انتهى)

_______________________________________


 

المصدر:الصياد 21-3-1980 العدد 1846
القصة الكاملة لاحداث قفصة
 نويره: رفضت تونس الوحدة مع ليبيا فأرسل القذافي مرتزقته
تونس – من سلامة عبد الرحمن:

   اجمع السيد الهادي نويرة, رئيس الوزراء التونسي, والسيد عثمان كشريد وزير الداخلية, والسيد فؤاد المبزع وزير الاعلام "الصياد" على رواية واحدة حول احداث قفصة الدامية التي حصلت في 27 كانون الثاني – يناير الماضي.
يتلخص مفاد الرواية المستقاة من التحقيقات الاولية, في ثلاث نقاط:
 1- تورط النظام الليبي في ارسال عناصر مسلحة تسللت عبر الحدود التونسية الجزائرية المشتركة للايحاء بأن الجزائر مشتركة في العملية وبالتالي تعكير العلاقات بين البلدين.
 2- محاولة استيلاء هذه العناصر على المؤسسات الرسمية في المدينة وافتعال اقتتال اهلي, واعلان حكومة مؤقتة تعلن سقوط النظام البورقيبي وقيام حكومة جديدة تدعي العمل لانقاذ الشعب التونسي. وعندئذ يتدخل سلاح الجو الليبي بالقاء الاسلحة وانزال الجنود بناء على طلب تتقدم به هذه الحكومة المزعومة.
 3- أما سبب كل ذلك فهو الانتقام من الرئيس الحبيب بورقيبة الذي رفض الوحدة مع ليبيا على اساس الصيغة التي طرحها العقيد معمر القذافي. وقد هدد الرئيس الليبي – كما قال الهادي نويرة – بتشكيل لجان ثورية تتكفل بشن حرب شعبية تسقط النظام البورقيبي.
   أما التحقيقات, كما قال المسؤولون في تونس, فقد كشفت عن ان العناصر التي قامت بالتسلل هي ذاتها التي ارسلها العقيد القذافي الى لبنان وأوغندا, وبعضها فار من وجه العدالة التونسية.
   وقد كشف وزير الاعلام التونسي السيد فؤاد المبزع ان بلاده طلبت مساعدات عاجلة من فرنسا والمغرب وحصلت عليها.
   كما ان الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد اتصل بالرئيس بورقيبة واطلعه على حقيقة ملابسات الحادث.

تفاصيل الحادث
   في الساعة الثانية والنصف من صباح الاحد 27 كانون الثاني 1980 رن جرس الهاتف في منزل السيد الهادي نويرة رئيس الوزراء, وكان المتكلم وزير الداخلية التونسي السيد عثمان كشريد ليبلغه ان عصابة مسلحة مزودة بأنواع مختلفة من الاسلحة المتعددة المصادر بدأت في الساعة الثانية من صباح اليوم هجوماً غادرا على مدينة قفصة واحتجزت العديد من السكان, والمعارك لا تزال مستمرة. وكان وقع المفاجأة كبيراً على الرئيس نويرة الذي سرعان ما ادار السماعة واستنفر اعضاء الحكومة وصدرت الاوامر لقوات الجيش بالتوجه الى قفصة والتدخل السريع لوضع حد لهذا الاعتداء الآثم. واحتار السيد نويرة هل يبلغ الرئيس بورقيبة المقيم خارج العاصمة في استراحة طبية ام لا, ولكن معرفته الجيدة به دفعته لاطلاعه على تفاصيل المحاولة اولا بأول.
   وفي الساعة الخامسة والربع صباحاً اتصل وزير الداخلية السيد عثمان كشريد هاتفياً برئيس الوزراء السيد الهادي نويرة وابلغه سيطرة قوات الامن على الموقف, والقاء القبض على المعتدين, وان تقريراً بهذا الصدد سيقدم بعد ساعة لدولة الرئيس.

الرواية في وكالة الانباء الرسمية
   وكالة الانباء التونسية وزعت النبأ في الصباح في بيان مقتضب قالت فيه: "قامت مجموعة مسلحة صباح اليوم الاحد عند الساعة الثانية بشن هجوم مسلح على مدينة قفصة مستخدمة انواعاً من الاسلحة المختلفة, وقد انقسمت الى ثلاثة اقسام حيث توجهت مجموعة منها الى ثكنة الجيش, واخرى الى مركز الشرطة, واخرى الى ثكنة الحرس الوطني وقد جاء المسلحون من الحدود الجنوبية الغربية".
   النبأ أثار الدهشة والاستغراب الشديدين في الجزائر حيث استدعى وزير خارجية الجزائر السيد محمد الصديق بن يحيى القائم بأعمال تونس في الجزائر وطلب منه توضيحات في الموضوع, بينما اتصل الرئيس الشاذلي بن جديد بقائد الناحية العسكرية في منطقة الحدود التونسية الجزائرية وطلب منه تقريراً مفصلاً حول الموضوع.
  وقد اكد التقرير العسكري على انه لم يتسلل اي شخص اطلاقاً من الحدود الجزائرية نحو تونس ولم يشاهد اي تحرك مشبوه على الحدود المشتركة.

اتصال الشاذلي ببورقيبة
   في ضوء هذا التقرير اتصل الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد هاتفياً بالرئيس بورقيبة ودار بينهما حديث لمدة نصف ساعة, تأثر خلاله الرئيس بورقيبة شديد التأثر وعبر عن تقريره لهذه البادرة حيث زوده بتفصيلات عن الهجوم ومصدر الاسلحة والمهاجرين, وابعاد هذه العملية. كما شكر الرئيس الجزائري على روح التضامن الاخوي مع تونس في هذه اللحظة الحرجة وقال: ان هذا لدليل على عمق الروابط الاخوية بين شعبينا.
   وكانت الساعة الثامنة والنصف عندما اعلن وزير الداخلية السيد عثمان كشريد انتهاء الهجوم  واستسلام المعتدين وسيطرة القوات المسلحة التونسية على الموقف سيطرة تامة وتشكيل هيئة تحقيق في القضية ستنشر بياناً مفصلاً بالموضوع منعاً لكل التباس.
   وعلى الفور قامت تظاهرات تلقائية تعبر عن استنكارها لهذا الاعتداء الاجرامي وتطالب بمعاقبة المجرمين. وبدأت برقيات الاستنكار والتأييد ترد على مقر رئاسة الجمهورية.

نويرة يتحدث للصياد
  وفي حوار "للصياد" مع رئيس الوزراء التونسي الهادي نويرة حول ملابسات احداث قفصة
قال:"ان ما حدث هو عدوان مدبر قامت به مجموعة من المرتزقة القادمين من ليبيا بهدف ضرب استقلال وامن البلاد, واثارة حرب اهلية هدفها تقويض تونس وهدم كيانها انتقاماً للعقيد القذافي الذي طلب الوحدة مع تونس على اساس صيغة طرحها لا تخلو من الطرافة والضحك, وقد سبق للقذافي انذاك ان هدد بضرب تونس وتشكيل لجان ثورية تتكفل بشن حرب شعبية للاطاحة بالنظام من اجل تحقيق الوحدة معه, وها هو القذافي يفي بوعده, ويهدي تونس الخراب والقتل والدمار, فكل الادلة الدامغة, والنتائج الاولى للتحقيقات كشفت التورط المباشر للعقيد القذافي في هذا العدوان الاجرامي الاثم, فهؤلاء المرتزقة هم من الفارين من وجه العدالة التونسية, وقد تم تدريبهم في معسكرات ليبيا, وقاموا بمهمات تخريبية في لبنان واوغندا, وهذ ما يجعلنا نتخذ, مرغمين, قرارات لتجميد علاقاتنا مع النظام الليبي الارهابي بسحب السفراء, وانهاء مهام المراكز الثقافية, ونحن على يقين بأن العلاقات الاخوية بين الشعبين الليبي والتونسي لن تتأثر, فالشعب التونسي يكن كل محبة وتقدير لشعب ليبيا الشقيق الكريم, ولا شك في ان الشعب الليبي الشقيق يدرك خطورة اللعبة التي يمارسها النظام الليبي الحاكم".

 

رواية وزير الداخلية
   أما وزير الداخلية السيد عثمان كشريد فقد سرد القصة للصياد على الوجه التالي:
  في الساعة الثانية من صباح الاحد 27 كانون ثاني (يناير) 1980 استيقظ سكان مدينة قفصة التونسية على دوي الرصاص وانفجارات القنابل, وفهم انه وصلت المدينة مجموعة من المسلحين انقسمت الى ثلاث مجموعات الاولى توجهت الى ثكنة احمد سليمي, والثانية الى مركز الشرطة والثالثة الى مركز الحرس الوطني, وكان هدفها احتلال المؤسسات التابعة للسلطة وفرض حصار عليها واعلان حكومة موقتة تعمل على طلب مساعدات عاجلة من ليبيا التي كانت قد اعدت لارسال مجموعات اخرى واسلحة بواسطة الطائرات.
   وقال كشريد: كانت الخطة في مرحلتها الاولى تقضي دخول مجموعة من ليبيا الى تونس على ان تتسرب من الحدود الجزائرية, للتأكيد على الانطباع بأن الجزائر تؤيد هذه المجموعة, وكانت تضم 49 شخصاً. وكان في اعتقادهم ان هناك مجموعة اخرى تنتظرهم في قفصة ويقدرعدد افرادها بـ400 شخص, لكن عندما وصلوا خاب ظنهم حيث وجدوا بانتظارهم 20 شخصاً فقط.
   وهنا وقع ارتباك بين افراد المجموعة, وبعد اخذ ورد فيما بينهم قرروا الهجوم من ثلاثة محاور, وعمدوا الى الاستيلاء على عدد من السيارات الخاصة وعلى حافلة سياحية جزائرية بداخلها 44 شخصاً, وجعلوا منها حاجزاً لهم عند اشتباكهم مع قوات الامن. كما انهم قتلوا عدداً من المدنيين الذين رفضوا الانصياع لاوامرهم.

 

عدد الضحايا
   وعدد كشريد الخسائر البشرية فقال: كانت حصيلة المعارك حوالي 18 قتيلاً وجريح من المدنيين, ومقتل 38 من الحرس الوطني, و 3 من الشرطة, وجرح قرابة 90 من افراد الحرس الوطني, واعتقال 42 من المعتدين.
   واكدت التحقيقات ان ليبيا والعقيد القذافي شخصياً وراء هذا العدوان المدبر الذي يستهدف النظام والاستقلال في البلاد. كما ان الخطة التمويهية التي لجأ اليها المعتدون كانت ترمي الى الايقاع بين البلدين الشقيقين الجزائر وتونس وضرب العلاقات الحسنة وحسن الجوار, ولكن يقظة قوات الامن وسكان مدينة قفصة المجاهدة احبطت المؤامرة واكدت ارادة تونس شعباً وحكومة وحزباً بالتصدي لكل المتآمرين, وبالدفاع عن استقلال ووحدة البلاد والضرب بيد من حديد على أيدي المرتزقة والعابثين.
 

الاسلحة المصادرة
   وعن الاسلحة قال نويرة :استطعنا مصادرة كمية متنوعة منها, كان استخدمها المعتدون والمرتزقة, منها: 40 رشاشاً, و43 بندقية رشاشة, و44 بندقية عادية, و60 مسدساً, ورشاشات كلاشنكوف, و24 جهازاً لاسلكياً, وكميات هامة من العتاد. كل هذه الاسلحة وغيرها من المعدات التي اكتشفناها في مخزن بالمدينة كانت محضرة منذ عدة اشهر لتنفيذ هذه المؤامرة.


محاولة اعلان حكومة انقلابية
   وعن اهداف هذه العملية بتحديد ادق قال وزير الداخلية السيد كشريد: لقد كان الهدف من هذه العملية احداث اضطرابات في البلاد وتضمنت الخطة ان يقوم المرتزقة, بعد احكام سيطرتهم على قفصة واحتلال مراكز السلطة بالمدينة, اعلان حكومة وطلب تدخل ليبيا, التي كما ذكرت, اعدت طائرات ومعدات خصيصاً لهذا الغرض, وكانت تنتظر اشارة بنجاح المرحلة الاولى للتدخل, وقد اعترف المرتزقة خلال استجوابهم بهذه المعلومات وباشياء اخرى سنعلن عنها في الوقت المناسب".
  وعن سر اختيارهم بالضبط للحدود الجزائرية التونسية: "لم يأت الاختيار عفوياً بل هو مخطط ومدبر, فالشعب التونسي يدرك ابعاد وخطورة النظام القذافي واعماله العدائية ضد تونس, وما كان له ان يتقبل عملاً مثل هذا يأتي من هناك لقد اعتقد ان مجيء المرتزقة من ناحية الحدود التونسية الجزائرية يمكن ان ينطلي على شعب تونس وسكان قفصة ويخفي هذه اللعبة, وكانت النتيجة ان تلاحم اهالي قفصة مع جيشهم ومع عناصر الامن الوطني ووضعوا حداً لهذا المخطط الرهيب.

 

مساعدات فرنسية ومغربية
   وقال السيد فؤاد المبزع وزير الاعلام التونسي في تصريح خاص بالصياد: "ان التحقيقات اكدت تورط النظام الليبي, وكشفت عن مؤامرة خطيرة تستهدف اقامة حكومة موقتة كان من المقرر ان تعلن مباشرة بعد نجاح الخطة صباح يوم 28 كانون الثاني يناير الماضي, وتعمل على طلب مساعدات عاجلة من ليبيا. بعد ان اعدت عدداً من الطائرات الخاصة لنقل الاسلحة والافراد من اجل استكمال الشق الثاني من المؤامرة.
   واضاف وزير الاعلام: امام هذا الموقف الخطر والذي يهدد استقلال بلادنا فقد طلبنا من فرنسا مساعدات عاجلة وحصلنا على هذه المساعدات العسكرية في حينها, كما ان المغرب الشقيق ارسل لنا مساعدات تضامنية تمثلت في طائرتين عموديتين وطائرة نقل".
   ومن جهة اخرى اكدت كل من حركة الوحدة الشعبية لتحرير تونس المعارضة وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي يرئسها احمد المستيري وحسيب بن عمار, المعارضة استنكارهما لهذا العدوان وطالبتا باحداث تغييرات جذرية في الوضع السياسي و الاقتصادي والاجتماعي الراهن في البلاد حتى لا تتكرر هذه المأساة.
   وعلمت الصياد ان سلطات الامن التونسية القت القبض على 60 شخصاً متورطين في المؤامرة الا انهم لم يشاركوا في هذا العدوان, كما ان البحث يجري للقبض عن 7 اشخاص اخرين من قبل سلطات الامن التونسية.
   واكد السيد محمد الصياح بدوره للصياد: ان الحزب الاشتراكي الدستوري التونسي قرر القيام بحملة تضامن مع سكان قفصة وبتوعية الجماهير التونسية على خطر المؤامرة الموجهة ضد حرية واستقلال تونس. في حين لا تزال تونس حتى هذه اللحظة تعيش في حالة طوارىء قصوى ويسود التوتر الشديد على الحدود التونسية الليبية.
التحضير منذ 3 اشهر وروى مدير الامن العام, "للصياد" ملابسات الاعتداء فقال: الاعتداء تم وفق خطة جرى الاعداد لها والتدرب على تنفيذها منذ ثلاثة اشهر في ليبيا, واوكلت المهمة الى عناصر هاربة من وجه العدالة التونسية والمرتزقة الذين عملوا لحساب القذافي في أوغندا وفي جنوب لبنان.(انتهى)
_____________________________________


حديث العقيد ... عقّدها
القذافي لفلاتشي ما دامت الحكومة غير موجودة فلماذا تسألين عن...المعارضة!

( الحوادث يوم الجمعة 22 شباط 1980 العدد 1216)

  قبل ثلاثة اشهر من تاريخ هذا العدد اجرت الصحفية الايطالية اوريانا فالاتشي مقابلة مع العقيد معمر القذافي انعكست فيها شخصية القذافي كما برزت فيها نوعية المفهوم الصحفي لاوريانا فالاتشي .و قد نشرت هذه القابلة في مجلة "در شبيغل"الالمانية و "نيو يورك تايمز" الاميركية و "كورييرا دي لاسيرا "الايطالية.و بالرغم من ان الاعلام العربي لم يبرز هذه المقابلة ,فهي نشرت في مجلة الحوادث و في اهم ما جاء في هذا الحديث لان المحللين السياسيين في اوروبا و اميركا اعتبروه وثيقة لشخصية القذافي و تفكيره.
و جاءت كالاتي:
القذافي لفالاتشي:مادامت الحكومة غير موجودة فلماذا تسألين عن ... المعارضة!
قبل ثلاثة أشهر أجرت الصحفية الأيطالية أوريانا فالاتشي مقابلة مع العقيد معمر القذافي, انعكست فيها شخصية القذافي كما برزت فيها توعية المفهوم الصحفي لأوريانا فالاتشي .
وقد نشرت هذه المقابلة في مجلة درشبيغل الألمانية ونيويورك تايمز الاميركية وكورييرادي لاسيرا الايطالية .
وبالرغم من ان الاعلام العربي لم يبرز هذه المقابلة فنحن ننشر هنا أهم ما جاء في هذا الحديث, لان المحللين السياسيين في أوروبا واميركا اعتبروه وثيقة لشخصية القذافي وتفكيره .
فالاتشي: من المعروف تماما ان أموالا ليبية طائلة تفوق الأموال الإيرانية مودعة في البنوك الأميركية فماذا يحدث لو ان البنوك الأميركية جمدت هذه الارصدة الليبية كما فعلت بالأرصدة الايراني؟
القذافي : ليس من حقهم فعل ذلك , لا يستطيعون فعل ذلك.
فالاتشي: نعم يستطيعون. واذا حاولت سحب هذه الأرصدة فسيجمدونها لقد صرحوا بذلك.
القذافي: سيكون ذلك عملا عدوانيا عدوانا لا مبرر له وسيقلل من سمعة اميركا وسيزيد الحقد ضد اميركا.وفي هذه الحالة سنرد بكل شدة لاننا نحن أيضا قادرون على ان نخلق لاميركا متاعب خطيرة.
فالاتشي : كيف؟ هل بمنع نفطكم عن اميركا حيث تزودونها بحوالي 10% من استهلاكها النفطي؟
القذافي: نعم بكل تأكيد يمكن أن يحدث هذا وفي النهاية سيحدث.
فالاتشي: دعك من هذا أيها العقيد. الجميع يعمل أن اميركا هي واحدة من أحسن زبائنكم وربما أحسنهم . خاصة وان جميع الانتاج والمعدات النفطية تقريبا تحت ادارة وبيد الأميركيين الموجودين في ليبيا.. متى سيحدث قطع النفط عن اميركا خلال أيام , اسابيع شهور.
القذافي : ليس لدينا موعد محدد . هذا يتوقف على الفنيين النفطيين, والخبراء الاقتصاديين, وعلى الشعب الليبي الذي عليه ان يبحث هذا الامر في مؤتمراته الشعبية. ولكننا الان في هذه اللحظة سائرون في ذلك الاتجاه.
فالاتشي : أريد ان أخرج بتصور كامل عنك أيها العقيد وأود القيام بذلك بأجراء نوع من المحاكمة , لائحة اتهامات لتساعدني على فهم لماذا انت غير محبون مطلقا في العالم وبالمناسبة هل تعمل كم أنت غير محبوب؟
القذافي : انا لست محبوبا من أولئك الذين يعارضون الجماهير ومن الذين هم ضد الحرية. وانا محبون من قبل الذين يناضلون من اجل الجماهير ومن اجل الحرية دائما وفي كل مكان.
فالاتشي: إن التهم ضدك كثيرة . من أين سنبدا؟ ربما من صداقتك لذلك المجرم الدموي عيدي أمين.
القذافي: إن جميع الاتهامات ضد أمين ملفقة ومصطنعة. انها دعاية صهيونية .
فالاتشي : لعلي لم  أوضح سؤالي تماما أيها العقيد لماذا وأنت الذي تصف نفسك مدافعا عن العدالة والحرية والثورة من اجل المظلومين .. تقدم الضيافة والحماية لعيدي أمين؟
القذافي: انا لا اتدخل في الشؤون الداخلية للأنظمة الأخرى .
فالاتشي: بل تدخلت مراراً وتدخلا كبيرا كما حدث في تشاد مثلا.
القذافي: إن شعب تشاد ضد القوات الفرنسية ولنا الحق في التدخل في تشاد لمساعدة الشعب في حربه ضد القوات الفرنسية .
فالاتشي : ولقد كنتم متواجدين في اوغندا أيام حكم أمين؟
القذافي: لان أمين كان ومازال ضد اسرائيل
فالاتشي : إذا كان طاغية كأمين يذبح شعبه يستحق صداقة العقيد القذافي فقط انه يكره اليهود... وماذا عن بوكاسا, هل توافق ايضا على تصرفاته؟
القذافي : بوكاسا موضوعه نفس موضوع عيدي امين . اي ان شخصية بوكاسا وأمين قد لا تعجبني. ولكن أكره تدخل فرنسا وتنزانيا في افريقيا الوسطى وفي اوغندا وأكره اكثر الدعم الذي تقدمونه انتم الغربيين لاسرائيل...
فالاتشي: .. ولكنك لم تجب على اتهامي لك بمساعدة (الألوية الحمراء) .
القذافي: لقد قلت ان ذلك دعاية صهيونية تعود الى الزمن الذي كنا فيه جمهورية والعالم لم يكن يفهمنا . اما الآن فنحن (جماهيرية) أي مؤتمر الشعب و...
فالاتشي : (مقاطعة ) ما هي علاقة سؤالي(بالجماهيرية)؟ انا اتهمك بمساعدة الارهابيين في بلدي وانت تتكلم عن الجماهيرية.. أيها العقيد انك لم تجب على سؤالي. انا سألتك..
القذافي: ( مقاطعاً) انا لا أهتم مطلقا بهذا. لقد اعتقدت انك أتيت الى هنا لنتحدث عن كتابي الأخضر. وبدلا من ذلك ومنذ بداية حضورك سألت عن ايران والسفارت والدبلوماسيين الرهائن وأمين و.. وقد أجبت على أسئلتك من قبيل للياقة. ولكن بصراحة إن هذه الامور تسبب لى مللا وضيقا كثيرين.
فالاتشي : أيها العقيد . هل تعتقد ان هذه الوضوعات هي أقل أهمية لك من كتابك الأخضر .
القذافي : بكل تأكيد . إذا أردت أن تخرجي بتصور كامل لابد من السؤال عن كتابي الأخضر .
فالاتشي: سأفعل ذلك فيما بعد وسترى , ولكن أولا اخبرني ما الذي تفعله بكل تلك الأموال التي تحصل عليها من النفط عدا عن تمويل الإرهاب الدولي..
القذافي : لقد سبق أن اخبرتك بذلك .. أن اسئلتك تبدو غريبة .
فالاتشي : لا أيها العقيد انها اسئلة مشروعة . لقد بدأت بالحديث عن الحرب العلمية الثالثة . هل تذكر؟
القذافي: إني أفضل التحدث عن كتابي الأخضر , عن الثورة.
فالاتشي : ولكن ما حدث في ليبيا في أول سبتمبر 69 لم يكن ثورة بل كان انقلابا.
القذافي: نعم ولكنها كانت ثورة. لقد سددت الضربة الأولى والعمال قاموا بالثورة باحتلالهم للمصانع وبأن اصبحو شركاء بدلا من أجراء وبالقضاء على الادارة الملكية وتشكيل لجان شعبية. وبايجاز بتحرير انفسهم. ونفس الشيء قام به الطلاب. وفي الواقع فان الشعب وحده هو المهم في ليبيا اليوم.
فالاتشي : ايها العقيد حيث انك لا تعتبر نفسك ديكتاتورا وليس حتى رئيسا او وزيرا, اخبرني ماذا انت؟
القذافي : انا قائد الثورة . كم هو واضح انك لم تقرأي الكتاب الأخضر .
فالاتشي: بالعكس... قرأته . ان قراءته لا تستغرق وقتا كما تعلم ... 15 دقيقة على الأكثر انه صغير جداً علبة البودرة الخاصة بي أكبر من كتابك الأخضر الصغير . الا تعتقد أن كتابك الأخضر ضئيل الحجم.. أخبرني هل كتبته كله بمفردك؟
القذافي : نعم نعم.
فالاتشي: وكم استمر من الوقت ؟
القذافي: سنوات عديدة. قبل ان أجد الحل الجذري كان علي ان أمعن النظر وأفكر كثيرا في تاريخ الانسانية والصراعات في الماضي والحاضر..
فالاتشي : وكيف وصلت الى نتيجة ان الديموقراطية هي دكتاتورية وأن المجلس النيابي هو غش وتدجيل وأن الانتخابات مهزلة ؟ هناك أشياء كثيرة في ذلك الكتاب الصغير لا أفهمها.
القذافي: ذلك لانك لم تدرسي الكتاب الأخضر جيدا وانك لم تحاولي فهم ما هي (الجماهيرية) . يجب أن تبقي في ليبيا لتدرسي كيف تسير البلاد بدون حكومة ولا مجلس نواب ولا تمثيل ولا اضرابات وكل شيء هو (جماهيرية).
فالاتشي: ولكن ما معنى هذه الكلمة؟
القذافي: حكم الشعب , مؤتمر الشعب . إنك جاهلة حقا. جاهلة جدا.
فالاتشي: انا هنا لاتعلم ايها العقيد لاتعلم بتواضع.
القذافي: ان الحكومة لا وجود لها . مؤتمرات الشعب تقرر كل شيء . مؤتمر الشعب العام يجتمع مرة واحدة في السنة ليناقش قرارات المؤتمرات الشعبية. ليناقشها فقط ولا شيء اكثر . لا يستطيع تقرير أي شيء. انه يستطيع الاحالة الى مؤتمرات الشعب واللجان الشعبية هل تفهمين الآن؟
فالاتشي : لا. من ينتخب ممثلي الشعب هؤلاء؟
القذافي: لا أحد, في (الجماهيرية) لا أحد منتخب. ليس هناك انتخابات . ليس هناك تمثيل. كم أنتم تقليديون أيها الغربيون. انتم تفهمون فقط الديموقراطية, الجمهورية وما يشبه ذلك من المفاهيم القديمة . انتم لستم مهيئين بعد لفهم العصر الجديد. عصر الجماهير. اولا كانت هناك الملكية اليس كذلك ؟ ثم أدى نضال الانسان الى الجمهورية بحكوماتها ورؤسائها اليس كذلك؟ الان الانسانية قد انتقلت الى مرحلة أخرى وخلقت (الجماهيرية) التي هي الحل النهائي.
فالاتشي: وأين المعارضة؟
القذافي: أية معارضة؟ ما دخل المعارضة في هذا كله؟ عندما يشارك كل انسان في مؤتمر الشعب. فما هي الحاجة الى معارضة. معارضة ماذا . ان المعارضة هي ضد الحكومة. فاذا كانت الحكومة غير موجودة والشعب يحم نفسه بنفسه فماذا يعارض المرء ؟ هل يعارض شيئا غير موجود؟
فالاتشي: أني اعارض على اية حال.
القذافي: من تعارضين؟
فالاتشي: أعارضك انت لان ما قلته لا يقنعني ولهذا أعارض. وحيث انني من المعارضة فماذا ستفعله بي. تقبض على. تطلق النار علي؟
القذافي : انظري خلال تاريخ الانسان كله كان هناك  تحرك من اجل الوصول الى السلطة النهائية , صحيح ام لا؟ وبقدوم (الجماهيرية) فان سلطة الشعب قد تحققت. لقد تحقق الحلم وانتهى النضال والصراع.
فالاتشي: ربما انتهى بالنسبة لك ولكن ليس بالنسبة لي. اريد ان اعرف ما الذي يحدث لي اذا رفضت(الجماهيرية)؟
القذافي: ولكنك لا تستطيعين رفض (الجماهيرية). الجماهيرية هي قدر العالم . ان سلطة الشعب هي المرحلة النهائية . لقد حان يوم الثورة بدون شك بفضل الكتاب الأخضر في العالم بأجمعه. والجماهير ستستولي على السلطة وسيكون دليلها الكتاب الأخضر. وسيصبح العمال شركاء وسيكون دليلهم الكتاب الأخضر وسيشترك كل فرد في الانتاج . وسيكون دليلهم الكتاب الأخضر.
فالاتشي : أيها العقيد, اخبرني هل هناك أي مكان للحرية في كل هذا؟
القذافي: حرية ؟ أية حرية؟ هذه هي الحرية. الحرية الوحيدة الحقيقية لماذا تسألين هذا السؤال؟
فالاتشي: لاني قرأت انك في العام الماضي اعدمت رميا بالرصاص 40 ضابطا ممن لم تعجبهم جماهيريتك. كما قرأت انه في 1977 , اعدمت رميا بالرصاص 55 ضابطاً آخر لم تعجبهم جماهيريتك. كما قرأت انك منذ شهور شنقت في الساحة العامة ببنغازي عدداً من الطلاب لانهم ضد الكتاب الأخضر.
القذافي: هذه هي الأمور التي تجعلني افقد الثقة في الغرب. ولكن لماذا يكتبون هذه الامور غير الصحيحة. ماذا وراء هذا كله؟
فالاتشي: من يدري . اناس يغارون ربما. أخبرني أيها العقيد هل تعتقد حقا ان فلسفتك هذه , هذا الكتاب الأخضر الضئيل سوف يغير العالم ؟ 
الفذافي: يدون أي شك . نعم بدون أي شك ان الكتاب الأخضر هو نتاج نضال الجنس البشري . ان الكتاب الأخضر هو الدليل والمرشد لتحرر الانسان. ان الكتاب الأخضر هو الكتاب المقدس . الكتاب المقدس الجديد . الكتاب المقدس للعصر الجديد(عصر الجماهير).
فالاتشي: انت لست متواضعا؟ هل انت متواضع؟
القذافي: لا . انا لست متواضعا. لاني استطيع مقاومة هجوم العالم كله, ولان الكتاب الأخضر قد حل مشاكل البشرية والمجتمع.
فالاتشي: اذن انت مسيح . المسيح الجديد.
القذافي: انا لا أرى نفسي ضمن هذه الاصطلاحات والمفاهيم. ولكن الكتاب الأخضر هو الكتاب المقدس الجديد. أكرر في كتبكم المقدسة مكتوب(في البدء كان الكلمة) ان الكتاب الأخضر هو الكلمة. كلمة واحدة من كلمات الكتاب الأخضر  يمكن أن تدمر العالم . او تنقذه. كارتر يستطيع اعلان الحرب ضدنا ولكي ندافع عن انفسنا فان العالم الثالث لا يحتاج الا للكتاب الأخضر الذي هو كلمتي. كلمة واحدة ويمكن ان ينفجر العالم. ان قيم الاشياء قد تتغير وكذلك ثوراتها وأحجامها في كل مكان والى الأبد.
فالاتشي: أيها العقيد هل لي ان اسأل سؤالا أخيرا.
القذافي: بكل تأكيد ولكن اوجزي فان الوفد الايراني ينتظرني. ويجب ان اعمل لتنظيم موضوع اطلاق سراح الرهائن الاميركيين المحتجزين في طهران.
فالاتشي: هل تؤمن بالله؟
القذافي: طبعا. ولكن لماذا تسألين سؤالا كهذا ؟
فالاتشي : لانني ظننت انك انت الله!. (انتهى)
_____________________________


أسباب انهيار العلاقات بين السعودية وليبيا
الرياض توظف جميع علاقاتها الدولية
في خدمة القضية الفلسطينية!

(الحوادث الجمعة 7 ت2 -1980 )

قالت صحيفة "التايمز" في وصفها للبرقية التي وجهها العاهل السعودي للرئيس القذافي "بأنها خطوة نادرة من جانب المملكة". جاء في البرقية: "إننا نأسف لانضمامك إلى إسرائيل عدوة الإسلام والمسلمين في معارضة طلبنا هذه الطائرات".
ويبدو من النبرة التي صيغت بها برقية الملك خالد، ومن هجوم الإذاعة السعودية المستمر على الرئيس القذافي، أن المسؤولين في الرياض قد غضبوا من إقحام المقدسات الإسلامية في مشاكل الخلافات السياسية. وأعلن بعضهم أن الزعماء العرب الذين اختلفوا معنا في الماضي والحاضر، قد راعوا هذا الموضوع الحساس ولم يقحموا المقدسات في السياسة. خاصة وأن المملكة تعتبر نفسها القيمة على هذا التراث، والمكلفة بحمايته، الراعية لشؤونه والحريصة عليه بأن يبقى في منأى عن الخلافات السياسية. من هنا اتخذ وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز. قراره بمنع بعض الحجاج الذين كانوا يهمون بتهريب المنشورات السياسية على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم، وأعلن أن الحجاج القادمين لعبادة الله يلاقون كل الترحيب، أما الذين يهدفون إلى تنفيذ خطط سياسية على حساب الدين ووحدة الإسلام فغير مقبولين.
ومع أنه لم يعلن إلا القليل عن زيارة السيد الحبيب الشطي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، للملك خالد والمسؤولين السعوديين... إلا أن المعلومات أفادت عن وساطة مستعجلة لمنع تدهور العلاقات بين الدول الإسلامية والعربية، وخاصة بين السعودية وليبيا وبين العراق وإيران.
ولقد فوجىء الشطي بأن الرياض قد قطعت علاقاتها مع ليبيا. وقال له المسؤولون بأن المملكة قد صبرت كثيراً على الإساءة والتطاول. ومع هذا فقد تحملت التهجمات من الجميع وارتضت أن تبقى حلقة الوصل بين مختلف الدول العربية المتخاصمة والساعية إلى وصل ما انقطع وجمع ما تفرق. تشهد على هذا الزيارات التي قام بها الأمير فهد خلال العشر سنوات الماضية. ومع أنها ستظل تحتفظ بهذا الدور، ولكنها ترفض أن يفسر من قبل بعض الأنظمة بأنه قصور أو عجز تخاذل. لذلك قررت أن تعدل في استراتيجيتها السياسية، عربياً ودولياً، وتتحول في موقفها من الدفاع إلى الهجوم، خاصة في الشؤون القومية الأساسية التي لا تساوم عليها ولا تهاون.
ولقد أعارت الصحف الأجنبية الموقف الجديد اهتماماً كبيراً، فكتبت "الهيرالد تريبيون" تقول بأن إدارة كارتر قد أخطأت في تقديرها لاحتمالات ردود الفعل التي ستقوم بها السعودية إذا ما كرر الرئيس كارتر انتقاده ولو لأسباب انتخابية. وذكرت الصحيفة بما حصل لبريطانيا عندما أخطأت هي الأخرى في تقدير ردود الفعل بسبب فيلم "موت أميرة" وكان ذلك من حط فرنسا. وبالرغم من المحاولات اليائسة التي قام بها وزير الخارجية اللورد كارينغتون لإصلاح ما أفسدته الدعاوى الصهيونية، إلا أن ذلك لم يصلح الأمور كما تتمنى مسز تاتشر.
وكانت الصحيفة تعلق على الحديث الذي أدلى به كارتر إذاعة "ركو" الأميركية الأسبوع الأسبق، عندما قال بأن الولايات المتحدة لن تزود السعودية بأجهزة هجومية للطائرات التي تمتلكها والتي قد تستخدم ضد إسرائيل. ومما يذكر أن السعودية كانت قد طلبت من الإدارة الأميركية تزويدها بخزانات وقود إضافية وأنظمة لقذف القنابل لطائراتها ؟إف – 15". وقام اللوبي اليهودي بحملة في الكونغرس لأن إسرائيل ستكون هي المستهدفة من هذا التطوير.
وقد ردت الحكومة السعودية على كلام الرئيس كارتر، بأنه للاستهلاك الانتخابي. وإذا كان هو حقاً يعني ما يقول فإن المملكة لا تعدم البدائل، وهي تعرف كيف تحمي أمنها وتدافع عن القضية القومية مستخدمة لذلك كل إمكاناتها.
وتشير معلومات من واشنطن إلى أن كارتر قد اعتذر عما سماه "حمى الانتخابات" وقال إنه موافق على التعديلات التي طلبتها وزارة الدفاع السعودية.
وكان وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز قد صرح: "بأن علاقات بلاده مع أي بلد آخر تقوم على الاحترام المتبادل. وهي لا تتطلب أية معاهدات أو أحلاف. إن بقاء الطائرات التي طلبناها مرهون برغبتنا وإرادتنا لأننا نملك حرية القرار والموقف".
وقد نقل على لسان مسؤول في الرياض قوله أن طهران هي التي هددت بأنها ستضرب آبار النفط في السعودية وأنها كانت جادة في تصريحها. لذلك كان من الطبيعي أن تتم وسائل الحماية والردع والوقاية على أقوى المستويات، لأن هناك مسؤولية تجاه الشعب إذا ما نفذت هذه التهديدات.
وقال المسؤول أنه يستغرب جداً هجوم المنتقدين لأن المملكة قررت الدفاع عن نفسها... دون أن تذكر كلمة ضد الذين كانوا السبب في عملية الدفاع عن النفس.
وحتى بعدما هاجمت طهران المملكة وأعلنت بأنها ستقصف مصافيها، اجتمع وزير الخارجية بالوكالة الأمير سلطان (كان الأمير سعود غائباً في الأمم المتحدة) بسفير إيران في السعودية، وأبلغه حرص المملكة على إزالة الوضع المتأزم بين بلدين إسلاميين مثل إيران والعراق، وقال له إن الملك على أتم الاستعداد للتدخل عندما يطلب منه، وذكر يومها على لسان السفير الإيراني بأنه لقي كل تجاوب واهتمام لدى المسؤولين في الرياض.
والمعروف أن السعودية قد حاولت في كل المناسبات فتح الحوار والتعاون مع الثورة في إيران. وكانت في كل مرة تقابل بالسلبية. ففي المؤتمرات الدولية أعطيت التعليمات للديبلوماسية السعودية بأن تؤيد مواقف طهران بدون تحفظ. وأثناء الفيضانات كانت المعونات التي قدمتها المملكة هي الأسرع والأضخم. وعندما زار قطب زاده الخليج قيل له بأن يتفضل على الرحب والسعة. وأكثر من هذا – كما يقول أحد الديبلوماسيين العرب – أن الأمير سعود الفيصل كان يتحدث مرة على الهاتف مع وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد. أثناء زيارة قطب زاده للكويت وأعطاه السماعة وتحدث معه ودعاه لزيارة السعودية. ورد قطب زاده "إن شاء الله"...
ولكن الزيارة لم تتم.
ويضيف أحد الوزراء السعوديين فيذكر بأن المملكة تتعاون مع جميع الأنظمة من موقع الاحترام المتبادل. ويروي أن شاه إيران كان سيقوم بزيارة رسمية للرياض. وقبل وصوله بيوم واحد قام الشيخ عيسى بن خليفة بزيارة مفاجئة للملك فيصل وطلب منه أن يطرح موضوع استقلال البحرين، وقال إنه قد تلقى تهديدات بأن الشاه سيضم هذا البلد العربي. وغضب الشاه من زيارة الشيخ عيسى واعتبرها تحدياً له وألغى الزيارة دون أن يعلم الملك. ولم يصدر أي رد فعل من المملكة سوى أنها احتفظت بوعدها نحو عروبة البحرين. وهو الوعد الذي سلم به الشاه بعدما اعتذر من الملك فيصل في أواخر 1969، واقتنع بوجهة نظره. ودور الملك فيصل في استقلال البحرين معروف لدى الأمم المتحدة.
ويضيف المسؤول: نحن لم نشتم إيران، ولكننا حاولنا دائماً البحث عن علاقات جيدة معها. ولكنها علاقات تعزز الشعور المتبادل بالاحترام... وتلغي العداء والمهاترات. وهذا ما فعلناه دائماً في علاقاتنا مع الرئيس القذافي. فقد قام بزيارة المملكة وزرناه، وكان التعاون بين بلدينا قائماً على أفضل المستويات. خاصة بالنسبة للقضية الفلسطينية التي يعرف جيداً أن السعودية تعتبرها قضيتها المركزية، وأن دورها في جمع كلمة العرب – إن كان في الحرب أو في السلم – هو الدور الذي كان ينقذ القسمة والتفرقة والتشرذم. بدءاً بحرب 1973 وانتهاء بمؤتمري بغداد وتونس.
وتشير معلومات بيروت إلى أن السيد الحبيب الشطي لم ييأس... وإن هناك محاولات أخرى ربما تقوم بها إحدى دول عدم الانحياز بالتعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية وذلك بهدف إنقاذ الوضع من التردي. خاصة بعدما انضمت تونس وسلطنة عمان والأردن والعراق إلى الموقف المؤيد للمملكة. ويتوقع المراقبون انهيارات جديدة في الصف العربي ربما يصل إلى الصف الإسلامي. وهذا ما يؤثر على القضية المركزية، أي القضية الفلسطينية.
وفي هذا أعلن السيد ياسر عرفات عن دور منظمة التحرير بقوله: إننا سنواصل جهودنا الخيرة كما تعودنا. وسنبقى جسور ثقة في أمتنا العربية وفي منطقتنا لكي تتوجه كل البنادق وكل الأنظار نحو القدس الشريفة".
وتحت هذا الشعار يمكن لمنظمة التحرير أن تلعب هذا الدور
.(انتهى)
_______________________________


قراءة في سيرة القذافي والمحطات السوداء في تاريخه
فيصل الرفاعي الاثنين 14 تموز2004 جريدة المدينة السعودية
 
معمر القذافي
 
ولد عام 1942م وينحدر من أسرة بدوية عاشت في صحراء سرت. تخرج من جامعة ليبيا عام 1963م واصبح عسكرياً في الجيش الليبي عام 1965 بعد ما تخرج من الاكاديمية العسكرية التي دخلها عام 1963 في بنغازي. تم ارساله عام 1965م لبريطانيا للتدريب العسكري وعاد عام 1966 كضابط في سلاح الاشارة الليبي. في عام 1969م كون مع مجموعة من الضباط جماعة ثورية ونجح عام 1969 بالانقلاب على الملك ادريس السنوسي الحاكم لليبيا. طرح نفسه كقائد للأمة الليبية وزعيمها العسكري والسياسي وبدأ مشوار اطروحاته الغريبة والعجيبة والمتباينة في كل فترة من الزمن.

ازدواجية القذافي
    اما في السنوات الاخيرة نذكر كيف ان قرصان العصر العقيد معمر القذافي ارسل بحجاجه الليبيين الى القدس المحتلة ليجتمعوا بالمسؤولين الاسرائيليين في وقت ترافق فيه الحديث عن التطبيع بين العرب و الكيان الصهيوني.و الحق هذا التصرف بتنكره لعروبته و عروبة ليبيا  و اعلانه هويته الافريقية الامر الذي يترافق مع تهجمه المستمر للبلاد العربية و حرصه على هذا العداء في كل اجتماع للدول العربية بهدف افشال هذا الاجتماع غير انه تلقى في آخر مرة تذكيرا من الملك عبد الله بعد تعالي القذافي و تهجمه على الملك عبد الله و المملكة العربية السعودية بالعمالة و التواطؤ غير ان الرد كان حاضرا عند الملك عبد الله مذكرا اياه كيف تسلم الحكم من الاميركان على طبق من فضة مشيرا عبر ذلك بانه عميل (هذا صحيح و لكن لمن؟) قبل غيره بل ما هو الموقف الذي يمكن أن تتخذه السعودية وهي الدولة العربية التي اضطرت ان تبلع على مضض كل اعتراضاتها على سياسة القذافي وتصرفاته في سبيل تحقيق الحد الأدنى من التضامن العربي وتوظيفه للضغط على اميركا و اسرائيل للحصول على حق تقرير المصير للفلسطينيين في ظل الظروف و الواقع الحالي يقابل هذا الموقف تبني الجمهورية العربية السورية بالتعاون مع الجمهورية الاسلامية في ايران لحل جذري يقوم على اعادة الاراضي الفلسطينية كما كانت عليه الحال ما قبل الاحتلال الصهيوني.
      لا بل ما سمعناه يدعو الى دولة اسراطين اما اتهامه بالعمالة هو ما ذكرته و اكدته مجلة الوسط بقلم المرحوم محمد الماغوط (بتاريخ :24-4-2000 في العدد 430 )

و في تعليق لمجلة الحوادث حول الثورة الايرانية و التعاطي و التعامل و التدخل الاميركي في الثورة الاسلامية في ايران جاء ما يلي:
( الحوادث يوم الجمعة 22 شباط 1980 العدد 1216)
والرئيس شارل الحلو , يروي أنه سأل أحد كبار المسؤولين الاميركيين , بعدما ترددت اشاعات ونظريات حول دور الولايات المتحدة في تنفيذ ثورة الفاتح من سبتمبر في ليبيا: " ما هي حقيقة الدور الاميركي؟"
فأجابه :" دورنا كان محصورا في الاستفادة من الانقلاب. لقد وجدنا  أن قيام حكم عسكري ديناميكي شاب ينتمي لثورة 23 يوليو, مجاور لمصر من شأنه أن يريح أعصاب الرئيس جمال عبد الناصر لأنه بعد هزيمة 1967, أصبح التصلب العربي يشكل حجر عثرة في طريق السلام , وهو وضع طبيعي, لانه في اعقاب الهزائم تتحول الصلابة الى تصلب, وعبد الناصر أصبح يشعر أنه محاصر بنظم معادية تتشفى في هزيمته , فجاءت الثورة الليبية عام 1969 لتلين الرئيس المصري , وجعلته يقبل بمشروع روجرز الذي طرحناه بعد قيام الثورة الليبية بشهرين!...
 (و للتفاصيل اكثر مراجعة النشرة عن اميركا)

و في هذا السياق لماذا لم يتحالف مع مصر و سوريا في حربهما ضد اسرائيل ان كان عربيا و ناصريا كما يدعي(باتريسيا دوس-patricia douce في كتابهاla patience des poissons).الامر الذي يترافق مع التنازلات التي قدمها الى اميركا لا سيما بعد ان كان يقول "طز في اميركا" و بشكل فاجا به الجميع مبررا ذلك بانه قام بنقد ذاتي توصل فيه الى تسليم مقدرات بلاده الى الاميركيين دون ان ينسى مغازلة واشنطن معتبرا اياها القوة و لا بد من الانصياع لارادتها.لا بل طالب العرب و ايران مؤخرا الى التمثل بما فعله اي تقديم تنازلات مجانية لصالح الاستعمار الاميركي في المنطقة .و لعرض تناقضه سننشر ما كتبه ايضا عن روسيا و الاتحاد السوفييتي للتاكيد على قدرته في التغيير من اليمين الى اليسار و العكس باسرع من راقصي الموسيقى الحديثة:

طز في أميركا .. وبالثورة ؟!
(الشرق :الفرد نوار في 20-4-2004)

فيما يصر الزعيم الليبي معمر القذافي على عدم مفارقة خيمته العصرية المزودة بآخر مبتكرات العلم والمعرفة والتكنولوجيا لم يجد حرجاً في الغاء كل القوانين الإستئثنائية التي طبقتها الجماهيرية مطلع الثورة التي قادها في العام 1969 وأطاحت النظام الملكي . كما ألغى محكمة الشعب الإستثنائية أيضاً التي وضع بموجبها حداً لحياة الآلاف ممن لم يروا رأيه في الإنقلاب على أسرة السنوسي, بما في ذلك الذين أخذ عليهم عدم تأييدهم الأعمى لـ"الكتاب الأخضر" .
    أما وقد ظهر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في حال يرثى لها: لا حصان أبيض ولا أعراس ثورة ومن دون أي "نصب بطولي" ولا مؤثرات جماهرية , فلم يعد بوسع "الثئر الليبي" و"بطل الدعوات الى الوحدة", غير تغيير كل ما يتعارض مع "الإنحناء لأميركا" , وهو الذي كان لا يجد حرجاً في الرد على الذين يحذرونه من "بطش العم سام وغدره" بالقول "طز في أميركا.. طز طز طز".
يقول متتبعو " الثورة المضادة في جماهيرية القذافي أن تسليم أسلحة الدمار الشامل التي كانت في حيازة سيادة العقيد , جاء "دليل قناعة بأن تصدير الخيم لم يكتب له النجاح" لذا فضل العودة الى " قانون ما قبل الثورة الذي حاكم بموجبه أسره أدريس السنوسي, ومنع بالتالي أي إجراء قانوني أو أمني من دون إذن النيابة العامة(...) وشدد ضمنا على العمل بكل ما أوحت به الإدارة الأميركية , شرط تجنيبه النهاية التي بلغها صدام حسين!
و قد تكون هناك امورا كثيرة لا تزال عالقة بين القذافي و املاءات واشنطن(...)  (انتهى)

_______________________________

القذافي ينتقد "مكابرة "ايران :سيكون مصيرها مماثلا للعراق
بتاريخ :الاربعاء 6 آب 2008 ا.ف.ب

   انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي في تونس موقف ايران "المكابر" حول ملفها النووي ،متوقعا ان يكون مصيرها مماثلا لمصير العراق ابان حكم صدام حسين .و قال القذافي الذي يواصل زيارته لتونس "ما تقوم به ايران ليس الا مجرد مكابرة ".في اشارة الى رفض طهران التعاون مع الغرب لوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
  و و تتهم الدول الغربية ايران بالسعي الى امتلاك قنبلة نووية تحت ستار برنامج نووي مدني ،الامر الذي ينفيه النظام الايراني.
   ووضعت القوى الكبرى ايران امام خيارين :اما ان تقبل التعاون و تعلق انشطة تخصيب اليورانيوم المثيرة للجدل و التي يشك الغربيون في انها تهدف الى امتلاك السلاح النووي ،و اما ان تواجه عقوبات متزايدة من جانب المجتمع الدولي .و اضاف القذافي "لو ان هناك قرار بالهجوم ضد ايران سيكون مصيرها نفس مصير العراق .ايران لوحدها ليست اقوى من العراق و لا يمكنها ان تصمد".
   و اكد الزعيم الليبيخلال تسلمه دكتوراه فخرية من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية و التكنولوجيا ان"التحديات اكبر من قدرة ايران على مواجهتها".
   و على غرار العراق ابان حكم صدام حسين ،اتهمت ليبيا باخفاء برنامج لاسلحة الدمار الشامل قبل ان تتخلى عنه علنا العام 2003 تحت وطأة الضغوط الغربية.

اما الرد الايراني القومي فيمكننا الاطلاع عليه من خلال مقالة لخبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء حسن هاني زادة بتاريخ الثلاثاء, 19 آب, 2008تحت عنوان:   

القذافي : الارهابي السابق والحكيم الحالي 
 
قد ينطبق على الشعب الليبي القول المأثور والذي يقول اذا اراد الله السوء بقوم فسلط عليهم اشرارهم.
فحال الشعب الليبي المغلوب على امره هكذا حيث ابتلاه الله بشرذمة شريرة على رأسها القذافي الذي اتى على رأس زمرة طاغية في غفلة من الزمن لكي يستلم الحكم حيث بدد كل طاقات وثروات هذا الشعب الابي تحت مسميات مختلفة وشعارات ثورية مزيفة ومشبوهة.
فمعمر القذافي الذي استلم مؤخرا من الجامعة التونسية شهادة دكتوراه فخرية خلال حفل اقيم له لم يجد في خضم حديثه الثوري الا ان يوجه نصائح الى القيادة الايرانية مطالبا لها بان تستسلم امام اميركا والغرب كما هو استسلم الى اميركا وباع شرف الشعب الليبي المناضل ازاء بقائه في سدة الحكم.
وقال القذافي "ان ما تقوم به ايران ليس مجرد مكابرة والتحديات اكبر من قدرة ايران على مواجهتها وفي حال اتخذ الغرب قرارا بالهجوم على ايران فان مصيرها سيكون المصير ذاته للعراق".
ورغم ان تصريحات القذافي بين حين وآخر باتت موضع سخرية الاعلام العربي والغربي وهذه التصريحات لا تصلح الا ان تطبع في زاوية من الصحف الفكاهية مثل اطروحته المتمثلة في تشكيل دولة اسراطين الا ان هذه التصريحات المسيئة الى دولة امام العصر والزمان الجمهورية الاسلامية العظمى اثارت ردود فعل الشارع الايراني الذي كان اصلا يشكك في سلامة عقل هذا الرجل الامي.
وهنالك مقولة يرددها الشارع الايراني منذ عقود وهي ان الشاه الايراني المقبورلم يكن على حق في اي وقت من الاوقات الا حينما قام بتسمية القذافي بـ "العقيد المخبول".
فتحليل القذافي وانطباعه عن ايران كان انطباعا خاطئا حينما قارن ايران بالعراق او بجمهورية يوغسلافيا السابقة لان الجمهورية الاسلامية لها قاعدة شعبية واسعة ومكانة محترمة لدى الشعوب المسلمة.
قد تكون هذه المقارنة واردة وفي محلها اذا ما قارن العقيد معمر القذافي نفسه بالدكتاتور العراقي المعدوم لانهما من نفس الفصيلة اذ دفعا شعبيهما الى الهاوية ، اما الاستهانة بقدرات ايران وبحجمها السياسي والعقائدي الممتد من مشارق الارض الى مغاربها ليس الا دليل على شيخوخة عقل القذافي.
العقيد معمر القذافي ظهر في فترة من الزمن كان العالم العربي يعاني من انتكاسة حرب حزيران عام 1967 حيث ان تصريحاته الثورية والخاوية كانت كالبلسم على جراح الامة العربية المقهورة.
ولكن بعد فترة انكشف امره والجميع بات يدرك ان القذافي لم يأت لاستلام سدة الحكم الا لتشتيت وحدة الصف العربي وجلب المزيد من الويلات على الامة العربية واضعاف دور العرب وجر الجيوش الغربية الى المنطقة وهذا ما ترمي اليه اميركا والكيان الصهيوني.
فالقذافي طيلة فترة حكمه التي قاربت الى اربعة عقود لم يقدم اي مشروع سياسي واقتصادي وتنموي وثقافي في ليبيا بل كرس كل ثروات هذا الشعب المقهور لقتل معارضيه ودفن الشباب الليبي في رمال الصحراء ونشر الارهاب في العالم.
وكانت احدى العمليات الارهابية الدنيئة والخسيسة التي قام بها القذافي نيابة عن الموساد وال سي اي ايه اختطاف رجل الدين البارز وزعيم الشيعة في لبنان آنذاك الامام موسى الصدر حيث مازال مصير هذا الرجل العبقري الذي اسس اول مقاومة اسلامية لمواجهة اسرائيل ونصرة الشعب الفلسطيني ، مجهولا حتى الآن.
كما ان العقيد معمر القذافي الذي يعتبر نفسه منظرا ويقوم بتوجيه نصائح الى الآخرين اهدر عشرات المليارات من ثروات الشعب الليبي من خلال شراء اسلحة وذخائر تالفة من الاتحاد السوفيتي السابق وتكديسها في المستودعات ومن ثمة تقديمها الي اميركا بين عشية وضحاها ولا احد يستطيع ان يحاسبه على هذه السياسة الخاطئة.
وكانت آخر محاولة القذافي للرضوخ امام الادارة الاميركية والتقرب الى البيت الابيض , هي الاتفاقية الموقعة بين مساعد وزارة الخارجية الامريكية ديفيد ولش ومساعد وزير الخارجية الليبي احمد الفيتوري على دفع تعويضات لمتضرري العمليات الارهابية التي قامت بها استخبارات القذافي.
فبعد سقوط الديكتاتور العراقي بات القذافي يشعر بان نهايته اصبحت قريبة ومن هذا المنطق قام بمغازلة اميركا والغرب ودفع مليارات الدولار كتعويض لضحايا حادث الطائرة الاميركية في لوكربي وقدم مليارات الدولارات ايضا كتعويضات لضحايا عشرات العمليات الارهابية التي قامت بها اجهزته الاستخباراتية المخيفة على حساب الشعب الليبي.
فلا يوجد في ليبيا تحت حكم القذافي اي بارلمان او اي سلطة قضائية او صحف مستقلة او مؤسسات مدنية تستطيع ان تحاسب القذافي على تصرفاته الصبيانية والطائشة والمضحكة في نفس الوقت.
فاذن على العقيد القذافي ان يدرك بان ايران ليست ليبيا وليست العراق تحت حكم صدام وليست يوغسلافيا بل دوله كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء وكالطود الشامخ لا يهزه الريح , وهذه الدولة لا تخشى من التهديدات الخارجية ولا تستسلم امام هذه التهديدات مثلما استسلم القذافي امام اميركا لانقاذ حكمه الهش.
ومن المؤسف ان العقيد القذافي الذي اوصل بلاده الى حافة الافلاس السياسي والاقتصادي وفرض عزلة دولية على الشعب الليبي جراء عنجهيته البدوية بات يمهد الطريق لنجله سيف الاسلام الذي يقطن في ارقى فيلا تطل على بحيرة جنيف لتوريث الحكم كي تصبح ظاهرة الجمهورية الملكية ظاهرة تدخل قاموس الانظمة العربية.(انتهى)
_______________________


سلوكه
 
    لطالما تميز القذافي بمفاجاة الناس باللا متوقع فهو قد غير هذه المرة نهجا اعتمده كاشفا القناع الذي كان يختبئ وراءه و يذكرنا كم ان شخصيته متقلبة الاطوار و تعتمد المزاجية و الانفعالية العنيفة و التي لا مجال لذكرها في هذه الاسطر ,لتصل حد ظهور ازمة نفسية نسبة الى طبيب نمساوي الدكتور  Dr Franz Gerstenbrand-جريدة لوريون لو جور بتاريخ:11-1-1986)و اخلاقية مستمرة و متواصلة :فان هذا الطبيب النفسي  النمساوي الجنسية شخص انه يعاني و منذ زمن يفوق العشرة سنوات من تاريخ هذا الخبر من حالة السكيزوفينيا –schizophrenie و ذلك نقلا عن وسائل اعلام عالمية ايضا نقلت الخبر عن مصادر طبية موثوقة في فيينا اما الطبيب نفسه فلمم يستطع اعلان هذا الخبر اولا لسرية المهنة و ثانيا لتعرضه لجهات ليبية معنية.
و بهذا فبالتالي فهو يتمتع بالصفات اللازمة للجمع بين نقيضين هما المعسكر الشرقي و المعسكر الغربي و لعب دور المافيوزا مثالا للدور الذي يلعبه احيانا تجار المخدرات في العالم في الجمع بين نقيضين كون المخدرات لغة عالمية...

   علما انه ولد من اب ليبي و ام يهودية بما يعني انه يهودي لان الابن يتبع دين الام عند اليهود حسب الرابنيين الامر الذي يفسر شخصه و تصرفاته.و هذا بعرف الجميع و ليس جديدا على احد من الحكام العرب او القادة او غيرهم و على ما يبدو فان الفضائح الاخلاقية تطارد ابناءه في البلاد الاوروبية.لقد قدم تنازلات مجانية دون مقابل و انما  لان تحقق له الابقاء على سدة الرئاسة لتغذية نرجسيته و ارضائها ليحكم بالتالي شعبا لا يفكر يتمتع بالغباء كونه يعتمد على الاعشاب المحرمة لاطالة غبائه(كون القرآن الكريم لم يذكرها من المحرمات باسمها فهي غير محرمة) لا قدرة له على الرؤيا او حكم نفسه بنظام حر ديمقراطي يقوم على دستور حضاري لعدم قدرته على استعاب معنى الحرية و التطور و الحداثة لا سمعناه يدعو قبائل شعبه الى الاستراحة و عدم العمل لان ليبيا تملك ما يكفي من مقدرات تجعلها ترتاح من اعباء العمل و تجعل الاخرين يعملون لديها  تماما كالمنطق السائد في التفكير الاستعماري و بالتالي فان مصير الشعوب التي لا تواكب عصرها و زمنها و تغيب نفسها عن ساحة الوجود فهي معرضة للزوال و الفناء و هذا ليس بجديد .

محللون : القذافي يعاني من مشاكل سلوكية
يقول بعض المحللين ان اكبر مشكلة في التعامل مع العقيد الليبي معمر القذافي هي في عدم التوقع بخطواته أو تصرفاته. فهو شخص يوصف من قبل البعض بأنه مجنون أو غير طبيعي، وعند البعض الآخر انه يتعاطى ما يؤثر على تصرفاته فتتسم تلك التصرفات بعدم الاتزان. بل ان البعض وصفوه بجملة اكثر وضوحاً فقالوا عنه انه (مجنون كالثعلب) فهو ماكر وجريء ويمكن ان يقوم بتصرفات مجنونة وغير محسوبة ولا تنم عن فكر دبلوماسي.

  لقد هدر اموال شعبه  في سبيل ارضاء انانيته و غروره بشكل يمكن وصفه بالهوس فهو يصرف اموالا طائلة و هائلة على حملات دعائية لشخصه من جهة كما فعل مع الاعلام الاسباني و غيره فهو لطالما كان معجبا بنفسه و امنيته الوحيدة هي توجيه الاضواء اليه لارضاء نرجسيته.كما خصص مبالغ طائلة لاقامة نظام راداري يكشف الطيران الاميركي الذي يخرق الاجواء الليبية و يا ليته نفع .كما قدم الاسلحة لمنظمات اجنبية مثل الجيش الجمهوري الايرلندي و هو اليوم مطالب من ضحايا اعتداءات هذا الجيش بتعويضات على ما فعل بعد ان رفعت دعوى قضائية مدنية ضد القذافي الزعيم الليبي و اتهامه بتزويد هذه المنظمة الايرلندية شبه العسكرية بالاسلحة في الثمانينات و ما تسبب به من قتل(الاحد 19-3-2006 جريدة السياسة الكويتية) و بحسب صحيفة "نيوزلتر"الايرلندية الشمالية فان المحامي البريطاني جيسون ماكيو المتخصص في الوساطات المدنية و قضايا التشهير يستعد بالاشتراك مع مكتب محامين اميركيين مهم لمطالبة الدولة الليبية بدفع بلايين الدولارات على سبيل العطل و الضرر. ناهيك عن تمويله للقوى اللبنانية المتقاتلة و تغذيته للحرب اللبنانية حيث كانت البواخر التي يرسلها القذافي مملوءة بالاسلحة للحرب الداخلية في لبنان تمر على مراى الاسرائيليين-الصهاينة دون ان يقربوها لا بل كانوا يغضون النظر عنها.نضيف الى ذلك تقديمه التعويضات المادية لليهود الليبيين الذين غادروا الى اسرائيل و بكل طيبة خاطر.كل هذا و لم يذرف درهما واحدا على القضايا العربية المحقة كالانتفاضة الفلسطينية.و انما يصرفها لنشر الفوضى و عدم الاستقرار للبلاد التي لا تروقه و هذا ما فعله مؤخرا فقد صرف الاموال لاغتيال الملك عبد الله و بث الفوضى و عدم الاستقرار في المملكة العربية السعودية لينتقم من الملك عبد الله الذي فضح امره علنا في اجتماع الدول العربية و ساله كيف تسلم الحكم و ممن ! اشارة الى الاميركيين الذين اهدوه السلطة على طبق من فضة له و لنظامه القاهر و المستبد.و نسبة الى احد المصادر المسؤولة اشارت الى ان القذافي ليس الا عميلا اسرائيليا؟! و ان رؤيته المستقبلية ليست مبنية على ذكائه الحاد و انما  بناءا على ما يتلقاه من اسياده و لو احتاجه الامر للتعامل مع الشيطان فهو يقوم بذلك لارواء عطشه للسلطة و الشهرة كيفما دارت الايام.

اما سجله فيمكننا اخنصاره بالاتي:

    النظام عسكري في ليبيا رغم ادعاء العقيد بأنه جماهيري وان الشعب هو الذي يحكم وليس غيره.
 نادى بالقومية العربية ثم انقلب عليها واصبحت اتجاهاته افريقية ولا احد يستطيع التنبؤ بالقادم من الصرعات.
 نادى بالاشتراكية الاجتماعية واقفل ابواب التطور والانفتاح على الليبيين بالرغم من ثروات ليبيا الضخمة.
له تفسيرات خاطئة واجتهادات لاسند علمي لها في الجوانب الدينية وهو الجاهل بالعلوم الشرعية وغير الشرعية.
 ظل لفترة طويلة يوحي للكثيرين بأنه ضد الغربيين واصبح دكتاتور ليبيا معروف بهذه الصفة الا انه أصبح اخيراً يقول بأن لا خصومات لديهم مع الغرب فارتمى باحضانهم بعدما شاهد مصير صدام حسين واصبح اضحوكة العالم والشعوب.
 له علاقات كثيرة مشبوهة مع جماعات ارهابية وثورية حول العالم مثل الجيش الجمهوري الايرلندي والارهابي الشهير كارلوس والجماعات في امريكا الجنوبية والقوى المتصارعة مع حكوماتها داخل افريقيا.
 عرف عنه التدخل السافر في شؤون الدول الاخرى وتحريض المجموعات عليها وخاصة جيرانه في السودان وتشاد والدول الاخرى القريبة والبعيدة.
دعم ثوار الساندينيستا في نيكاراجوا وامدهم بملايين الدولارات وقد تم اكتشاف طائرة محملة بالاسلحة في ابريل 1983 متوجهة لينكاراجوا عبر البرازيل.
دعم الجماعة الكولومبية المعروفة 19ٍ بالسلاح والمال. دعم الالوية الحمراء في ايطاليا والجيش الجمهوري في ايرلندا وجماعات الثوار في تركيا وتايلندوا اليابان وغيرهم.
في مارس عام 1990 ذكر الرئيس التشيكي ان النظام الشيوعي السابق في بلده زود القذافي بحوالي الف طن من المتفجرات البلاستيكية لاغراض دعم الارهاب والجماعات الثورية.
دعم ليبيا للارهاب يتم عبر العملاء والمأجورين والجنود والدبلوماسيين الاداريين في سفاراتها وخاصة ضد معارضي النظام.
 قام الرئيس الامريكي الراحل رونالد ريجان بضرب اهداف ليبية بزعم ممارستها ودعمها للارهاب وكان ذلك عام 1986م خاصة بعد عملية برلين.
تم توجيه الاتهامات المباشرة اليه في قضايا ارهابية اهمها تفجير الطائرة الفرنسية دي سي 10 فوق اراضي النيجر عام 1989م وتفجير ملهى ليلي في برلين الالمانية عام 1986 وتفجير طائرة البان آم الامريكية وفوق الاراضي الاسكتلندية.
مول عملية الهجوم على الملهى الليلي في برلين عام 1986م التي قتلت ثلاثة افراد وجرحت 200 وكان منهم كثيرون من الجيش الامريكية.
 دفع الملايين للارهابي العالمي كارلوس لخطف بعض وزراء نفط اوبك ومنهم السعودي أحمد زكي يماني.
 صاحب فكرة النهر العظيم والذي اتفق فيه مقدرات الشعب الليبي وملياراته ليأتي بالماء من الصحراء ويستنزف المخزون ليصبح لديه نهر وبصورة انجازاً حضارياً وهو بعكس ذلك.
 دعم اختيار ملكة جمال الانترنت (نوفمبر 4) واستضاف الفائزة البريطانية لوسي لايتون (22 سنة) في احدى صرعات العقيد غير المتناهية.
اطلق مسلح من داخل السفارة الليبية النار على الشرطة البريطانية ايفون فليتشر عندما كانت تنظم الأمن خارج السفارة الليبية في لندن في 17 ابريل 1984 في ظل الاحتجاجات المتزايدة على سياسات العقيد.
حاول اغتيال رئيس الوزراء الاسبق عبدالحميد البكوش عدة مرات في السبعينيات.
 له علاقة وثيقة باختفاء سماحة الامام الشيعي موسى الصدر ورفيقه الشيخ محمد يعقوب والصحفي الاستاذ عباس بدر الدين في 31 آب عام 1978.
ويؤكد اللبنانيون (حوراء بنت الامام ونبيه بري والشيخ حسن نصر الله ان على ليبيا ايضاح الحقيقة والاعتراف لتنجلي الصورة).
دائما ما تتبدل مواقفه ويثور على القادة والشعوب فيطرد العمال والمتعاقدين دون مراعاة لاحوالهم والشواهد مع السودانيين والمصريين والفلسطينيين والتوانسة كثيرة (عام 1995 امر بترحيل اكثر من 2500 عامل مصري و 600 فلسطيني من ليبيا)
 يطرح نفسه كمفكر وسياسي وزعيم وصاحب رؤية فلديه الحلول الغريبة لكل المشاكل في كشمير وافريقيا ومشكلة الاكراد وكوريا واوروبا وتركيا.
كما ان له رؤية حول الاسلحة الجرثومية والكيميائية بعدما اجبر على التخلص منها وله رؤية تحليلية عن الارهاب العالمي وكأنه بعيد عنه او ليس احد عناصره الفاسدة الغريب انه لا يؤمن الا بأطروحاته واخيرا عرفنا ان القوة والخوف لهما تأثيران.
 اطلق القذافي مصطلح الجماهيرية عام 1977 وبدأت اعماله المقلوبة في التصريح بحكم الجماهير ويعلم عدم تصديق الآخرين له.
في عام 1979 استقال القذافي من كافة مناصبه الرسمية وهو يحكم ليبيا بيد من حديد ويدعى عكس ذلك وهو ما يشكل قمة التناقضات.
 في عام 1990 حاول البقاء على الحياد في اجتياح العراق للكويت وهو موقف غريب لكنه ليس غريبا على القذافي العجيب.
 دعم الانفصاليين (الباسك) في اسبانيا منذ منتصف السبعينيات .
 دعم الثوار الكورسيكيين ضد فرنسا. لا تخلو القمم العربية من توجهاته واسقاطاته الغربية.
 اصدر كتابه الاخضر (مجلدان 1976 -1980) ليعكس افكاره التي تقول بالاشتراكية الاسلامية رغم جهله بالشرع وقواعده.
صاحب فكرة دمج الفلسطينيين مع الاسرائيليين في دولة سماها اسراطين.
 صاحب الدعوة الموجهة للفلسطينيين بالانتحار في بيروت عام 1982.
من صرعاته التي حاول ايقاع الآخرين بها هي مطالباته بالوحدة مع مصر والسودان وتونس وسوريا ومالطا و النيجر وتشاد وغيرها، ولكنهم دائماً ما يتنبهون لجنون الرجل وصرعاته فلا تنجح مثل هذه المشاريع الظاهر صفاتها.
تعرض لمحاولات اغتيال عديدة من افراد الشعب الليبي لعل ابرزها تلك التي تمت عام 1993 في شهر اكتوبر ولم تنجح وقام بها اكثر من الفين من افراد الجيش الليبي.
 سحب قواته من تشاد في مايو 1994 بعد النزاع الطويل معها منذ عام 1973.
 تم الوصول لتسوية فسلم العقيد عام 1999 اثنين من المشتبه بهم في حادثة لوكربي وتمت محاكمتهم وتجريم احدهم عام 2003 وبعد اعتراف ليبيا بالمسؤولية ودفع التعويضات لعائلات الضحايا رفع مجلس الأمن العقوبات الاقتصادية ولا تزال عقوبات الولايات المتحدة الامريكية مفروضة على الرغم من التنازلات الخيالية والطاعة العمياء التي يقوم بها العقيد اخيراً.
الرئيس القذافي يدعي انه لا يحمل أي منصب رسمي ولكنه المسيطر على كل مقدرات الشعب وقراراته.
نادى عبر لجانه الشعبية بعمليات الاغتيال لتصفية معارضيه الذين يعيشون في الخارج منذ عام 1980م ونفذ الكثير منها.
اخيراً اعترف بدور ليبيا في جريمة اسقاط الطائرة الامريكية (بان آم) الوينج 747 عام 1988م فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية ووافق على دفع تعويضات تقدر بـ(7ر2) مليار دولار لعائلات الضحايا (270 ضحية).
 كما فاوض اهالي الضحايا (170) للطائرة الفرنسية الدي سي 10 التي تم تفجيرها فوق اراضي النيجر عام 1989م وبدأ بدفع التعويضات.
بدأت عليه الضغوط والعقوبات لهذه الاعمال عام 1992م وبمساعدة المخلصين وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وجنوب افريقيا ثم حل اشكال لوكربي.
 صاحت فيه الجماهير فانتقم منها اثناء مباراة لكرة القدم في يوليه من عام 1996 وكانت بمثابة الاستفتاء الحقيقي ضده من ابناء الشعب الذي كان التنكيل والتغريب مصيرهم ليخرج علينا بعدها العقيد باكذوبة ان الشعب هو الذي يحكم نفسه بنفسه.
وصفه البعض بأنه »انبطاح استباقي« القذافي يعترف لبيرلسكوني .. سقطت تماثيل صدام فتخليت عن أسلحتي
كثير هي التحليلات التي تقول بأن هناك عوامل اجبرت القذافي على تغيير آرائه والارتماء باحضان الغرب والتنازل لهم في حين يواصل العناد والمواجهة مع اخوانه العرب وخاصة بحركاته ومقولاته وتصرفاته الغريبة اثناء المؤتمرات واخرها مؤتمر تونس الذي قاطعه بشكل سافر وغير دبلوماسي. والكثيرون يقولون ان اهم اسباب تغير سياسات العقيد الليبي هي ان:
- ليبيا اصبحت دولة اضعف في ظل عدم استثمار قدراتها النفطية بشكل صحيح وضعف في بنيتها الداخلية مما اثر على قدراتها المالية التي اعتمدت عليها كثيراً لشراء الاصوات والمجموعات والتخصص والتملص مما تشاء.
- قوة الغرب وزيادة ضغطه على ليبيا بعدما طفح الكيل بجنونه وحاجة القذافي لهذه الدول اكثر من قبل.
- حبس شعبه في حصار طويل نتيجة مغامراته.
- شاهد نموذج صدام حسين والمصير الذي آل اليه فخاف من نفس النتيجة فتخلى حتى عن حقوقه لينفذ بجلده. وهذه حقيقة ذكرها واعترف بها القذافي صراحة لرئيس الوزراء الايطالي بيرلسكوني كما يقول بيرلسكوني انه تلقاها صراحة من القذافي عبر مكالمة هاتفية. ولتحسين صورته وزيادة ارتباطه بالغرب. اتجه للرياضة وشراء صفقات في الاندية الايطالية ودعوة ملكة جمال الانترنت لبلده، كما تبرع بجوائز مسابقة الشطرنج العالمية التي ستعقد في طرابلس الغرب من يونيه وحتى يوليه من العام 2004م.

بعض محاولات الليبيين للتخلص من العقيد


- في اكتوبر 1993م وقعت محاولة انقلاب واغتيال ضد القذافي من قبل اكثر من 2000 من افراد الجيش الليبي.
 - في اغسطس 1995م حصلت محاولة جديدة لاغتيال القذافي ولم يتم تأكيدها من قبل السلطات الليبية.
- حصل شغب دموي جماهيري اثناء مباراة لكرة القدم في يوليو 1996م وكانت هتافات عشرات الالوف من الليبيين موجهة ضد القذافي جراء معانات الشعب الليبي من الحصار الطويل وانخفاض عائدات النفط وتسلط العقيد.

تعرضنا للضرب في المطارات الليبية وسلبوا أموالنا


قال قادمون من طرابلس لـ(المدينة) انهم تعرضوا للمضايقات وسلب اموالهم في المطارات الليبية وعندما طالبوا باستردادها ضربوا مشيرين الى ان مثل هذه التصرفات عادية وتجرى بشكل يومي واضافوا ان مثل هذه السلوكيات تلقى تأييداً من سدنة النظام الليبي حيث تغيب قيم العدل والتقاضي لذا لا يتوجه المتضررون لتقديم شكاوى للمحاكم واجمعوا على ان هذا ناتج من الفوضى التي تضرب باطنابها في ليبيا من جراء تصرفات النظام الحاكم هناك وبين القادمون ان الشارع هناك يغلي من تصرفات العقيد الليبي التي تعزل بلادهم عن محيطها العربي والاسلامي اضافة الى ما ينفقه القذافي من اموال الشعب على مؤامراته الخاسرة. وبين القادمون من طرابلس ان الجماهير هناك ملت من ما يطلق عليه النظرية الثالثة وترهات الكتاب الاخضر التي قادت الليبيين الى الفقر والعوز فيما امتلأت جيوب المنافقين وانصار النظام الفاسد بالاموال.


  كما نشير هنا إلى مسؤولية ليبيا عن اختفاء المعارض ووزير الخارجية الأسبق منصور الكيخيا عام 1993 في القاهرة،خلال حضوره اجتماعاً للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، ناهيك عن أحداث التمرّد الداخلية التي وقعت في سجن أبي سليم في العاصمة طرابلس في التسعينيات، والتي راح ضحيتها عشرات السجناء نتيجة الاستخدام المفرط للقوة، والاعتداءات المستمرة على حرية التعبير والرأي، ومنع المناوئين للسلطة من تنظيم مسيرات سلمية في بعض المدن الليبية.(جريدة الاخبار 26-11-2007 ).


  و للمزيد من التاكيد على ازدواجية القذافي و سياسته(الشرق الاوسط 28 ك1 2007) وقعت ليبيا وإيران تسع اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات , فيما التقى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس في العاصمة الليبية طرابلس النائب الأول لرئيس الإيراني برويز داودي , في وقت تقول فيه مصادر ليبية دبلوماسية أن ليبيا اتفقت مع إيران على تحييد ملف الإمام موسى الصدر , مؤسس وزعيم حركة أمل الشيعية , الذي اختفى عن الانظار منذ آخر زيارة له الى ليبيا عام 1978, بعيداً عن العلاقات الثنائية بين طرابلس وطهران .
  ولفتت المصادر , التي طلبت عدم كشف هويتها الى أن الانفتاح الليبي على طهران يتزامن مع تبادل القذافي مشاورات حول الشأن اللبناني مع فؤاد السنيورة رئيس الحكومة اللبنانية . واعتبرت أن هذه الاتصالات نجحت في عزل الملف المثير للجدل والخاص بالصدر بعيداً عن هذه العلاقات وتفاديا لأي محاولة للتشويش عليها.

و في هذا السياق نستشهد بهذا الخبر الذي نشر في لندن و الصحف المحلية كذلك:
 27-1-83 (المصدر الوكالات في لندن) :
   اعلن دبلوماسي ايراني و اسمه فاروق فرزان شريف و عمره 43 عاما حينها  فر مؤخرا من سفارة بلاده في ليبيا و توجه الى بريطانيا ان الامام موسى الصدر حي يرزق و كان قد اختطف بتغطية ايرانية ( من الجناح الموالي لليبيا) و قال شريف الذي طلب حق اللجوء السياسي الى بريطانيا بعدما انتقد نظام الامام الخميني وبعدما تم استدعاؤه الى ايران حيث كان يعمل سكرتيرا ثانيا للسفارة الايرانية في طرابلس و كان مسؤولا عن العلاقات و الاتصالات و الشيفرة و بالتالي كان على اطلاع بكل الاحداث وا فاد في حديث الى الاذاعة البريطانية انه لديه معلومات بان الامام الصدر محتجز في سجن سبها الليبي.
   كما اكد ان اهتمامات الاولى للسفارة كان متابعة قضية الصدر و ذلك بعد فتحها في شهر تشرين الاول عام 1980فالصدر كان ايرانيا لكن الامور تحولت فيما بعد و تم اقفال هذا الملف و تبديل القائم بالاعمال في السفارة كما اضاف ان شهر شباط الفائت في ذلك العام جاء الى السفارة مخبر لم يعره احد الاهتمام اللازم و قال انه لديه معلومات عن الامام الصدر و طلب المساعدة الكافية لتأمين هروب الامام من السجن .و كان هذا المخبر غيني الجنسية و اعلم شريف ان الامام الصدر محتجز او معتقل  في سجون سبها و بحراسة تونسية و هؤلاء العناصر كانوا قد هاجروا بلادهم و تلقوا التدريبات العسكرية في ليبيا.و لطالما كان لنا اعمال مع هؤلاء التونسيين باهداف تخص السفارة مباشرة و لهذا السبب اعتمد على صدقية هذه المعلومات.

(الاخبار السبت 29 ك1 2007)
   حديثا على سبيل المثال رصدت مراجع دبلوماسية عربية تحركات نجل الرئيس الليبي سيف الاسلام القذافي لإعادة خطوط التوصل بين لبنان عبر مؤسساته الواسعة الاهتمامات الثقافية والاجتماعية ومراكز الدراسات التي يديرها وشبيهات لها في لبنان ونقل عن القذافي قوله: إن المجال مفتوح لاستعادة العلاقات على مستوى المؤسسات الخاصة والمجتمع المدني مع بلد مميز هو لبنان , ما دامت العلاقات الطبيعية بين الدولتين صعبة , ويمكن أن تكون مستحيلة ،في مثل الظروف الراهنة في لبنان .

السنيورة التقى وزير خارجية ليبيا 
 السبت, 15 آذار, 2008 المصدر: صحيفة الأنوار

 التقى الرئيس فؤاد السنيورة على هامش قمة منظمة المؤتمر الاسلامي التي اختتمت اعمالها أمس في داكار، أمين عام اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم بحضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري وعدد من المستشارين، وجرى البحث في الوضع اللبناني والتطورات الإقليمية.

هذا اذا ما القينا نظرة بالمقابل فوجدنا ان الخيم الموجودة في الوسط التجاري منها كان تقدمة من ليبيا...(انتهى)
_______________________


القذافي واليأس والمراجعة 
(الوسط في 23-11-1998 العدد 356)

  منذ أسابيع والعقيد معمر القذافي يجاهر بيأسه . رحلته مع حلم الوحدة العربية إنتهت بخيبة كبيرة ومرارات. " جرينا حوالي 40 سنة وراء سراب القومية العربية ليست موجودة ". لو قال حاكم عربي آخر هذا الكلام في فترة سابقة لأنبدى القذافي له وإتهمه بنعوت اقلها الإنهزامية . لكن الكلام الآن هو للقذافي في نفسه. وهو كعادته يذهب بعيداً كيفما ذهب : الإنتماء الى الوطن العربي لم ينفع ليبيا بل أضرها" والروابط بين ليبيا والعالم العربي " عاطفية لا تساوي شيئاً" يكاد القارئ أو المشاهد لا يصدق أن هذا الكلام يصدر عن الرجل الذي رفع راية الوحدة العربية منذ توليه السلطة قبل نحو ثلاثة عقود. وهو حاكم لم يبخل على أحلامه بإمكانات بلاده . وهو لم يبخل بها أيضاً في معارك أبعد من العالم العربي ويصعب فهمها أو تبريرها. وبعد هذه الرحلة الطويلة يقول: " نحن عرب لكننا تركنا الخيبة . مصير ليبيا مع أفريقيا".
  لا بد من وضع غضبة العقيد في إطارها . فهو عاتب لأن الدول العربية إفتقرت , في نظره الى " الشجاعة التي أظهرتها دول أفريقية إختارت إنتهاك الحظر المفروض على ليبيا بسبب قضية لوكربي. وهو آسف لكون الدول العربية تعتبر " الإستسلام شجاعة والهزيمة نصراً والعدو صديقاً". ولهذا السبب أطلق الزعيم الليبي سلسلة تدابير ترمي الى تأكيد الإنتماء الأفريقي لبلاده.
  يستحق هذا اليأس من الوحدة العربية وقفة ,  خصوصاً أنه يصدر عن القذافي . ولعل أهمية الكلام تكمن في الإعتراف بالفشل. وهو إعتراف يجب أن يفتح الباب لمراجعة هادئة يفترض أن تؤدي لا الى الإستقالة من إنتماء ليبيا العربي بل الى الإستقالة من أحلام باهظة التكاليف بدت صعبة التحقيق ولا سيما أن الأحلام اختلطت بالأوهام. فالطلاق مع الإنتماء الى العالم العربي ليس حلاً لليبيا أو غيرها وربما يكمن الحل في الطلاق مع الأوهام وإستخلاص العبر لرسم أهداف واقعية قابلة للتحقيق .
   وترتدي هذه المسألة أهمية مضاعفة عشية قرن جديد ووسط إتجاه دول العالم الى الإنضواء في تكتلات إقليمية سياسية وإقتصادية. فسياسة إما الوحدة العربية الكاملة وإما لا شيء, سياسة أقرب الى تسجيل المواقف منها الى البحث عن نتائج ملموسة . والقول أن ما يجمع بين العرب يفوق ما يجمع بين دول المجموعة الأوروبية كلام يتجاهل الإختلافات السياسية والإقتصادية والثقافية التي يعيش العرب في ظلها . وربما يحتاج العرب اليوم الى قدر مقبول من التنسيق أكثر بكثير من حاجتهم الى إنعاش الشعارات الرنانة التي أدى التمسك بها وسوء محاولات تطبيقها الى تجذير المشاعر المناقضة للوحدة.
   وسط التحديات التي تطرحها نهايات القرن وتعدد الأخطار المحدقة بالشرق الأوسط وموقع العرب فيه, يحتاج العالم العربي الى دفتر سلوك جديد تقتنع به القيادات وتحوله منهجاً ثابتاً . أول بنود هذا الدفتر هو إحترام الحدود الدولية والإقلاع نهائياً عن أحلام الضم والشطب والإلحاق . وهذا يعني تحويل الحدود العربية – العربية من بؤر للتوتر الكامن والمخاوف الدائمة الى بوابات للحوار والتعاون . والبند الثاني التوقف عن محاولة إمساك أوراق داخل الدولة العربية المجاورة للتأثير على قرارها. ودائماً لا بد من الإنطلاق من قاعدة لا غنى عنها وهي عدم جواز الإحتكام الى القوة في تسوية النزاعات العربية – العربية . والبند الثالث تأكيد مصلحة الدول العربية والشعوب العربية في تعاون إقتصادي حقيقي.
  والبند الرابع مناقشة الأخطار المحدقة بالأمن القومي العربي من خارج حسابات الزعامة ومصادرة القرار. والبند الخامس القبول بحق الإختلاف والتمايز مع توفي أرضية متزايدة للقاء حول أهداف واقعية يمكن تحقيقها على مراحل.
  يأس العقيد القذافي من سراب الوحدة العربية ليس غريباً وكثيرون ممن أفنوا أعمارهم في مطاردة هذا السراب يتحدثون اليوم عن أعمار ضاعت وإمكانات هدرت. لكن الأهم من اليأس هو أن تفضي هذه المشاعر الى مراجعة ترتفع الى مستوى التحديات التي تحدف بالعرب . ولعل الإلتزام بدفتر السلوك وبديهياته هو الطريق الوحيد امام العرب إذا كنا نبحث فعلاً عن موقع لنا في العقود الأولى من القرن المقبل. طبعاً مع الإلتفات الى أن هذا الموقع لا يمكن الوصول اليه بمجرد الإعلان عن قبول مبادئ موجودة أصلاً في ميثاق الجامعة العربية السعيدة الذكر . فهذه البديهيات يجب أن تكون فرصة لمراجعة عميقة تنطلق من إدراك أن مشكلة العرب لا تكمن في ضآلة ترساناتهم , بل قبل ذلك في مدارسهم وجامعاتهم وطبيعة ما يدرس فيها وعدم قدرته على اللحاق بالوتائر المتسارعة للتطور العلمي والتقني وثورة المعلومات.
  جميل اليأس والإعتراف بفشل الشعارات لكن الأجمل بالتأكيد هو أن يكون اليأس مقدمة لنقاش واسع يرسم أهدافاً واقعية ويطلق آمالاً جدية في تحقيق هذه الأهداف. (انتهى)
_____________________________


ليبيا واسرائيل‏:‏

الاهرام المصرية :2 فبراير 2004 العدد 127
كتب: عادل عبدالصادق

هل تشهد العلاقات العربيه الاسرائيليه الموجه الثانيه؟‏!‏
 

‏**‏ عملت اسرائيل علي استغلال الظروق الاقليميه الجديده في ظل نظريه الدومينو بمحاوله دءوبه لاقامه علاقات موسعه مع اكبر عدد من الدول العربيه‏,‏ خاصه النفطيه واحداث موجه ثانيه من العلاقات معها مثل تلك التي تمت بعد اتفاق اوسلو بين الفلسطينيين واسرائيل‏,‏ حيث حصلت اسرائيل علي اكبر حركه اعتراف وتطبيع مع العرب في تاريخها الي ان شهدت الجهود الاسرائيليه صعوبات في استمرار اتصالاتها بعد انتفاضه الاقصي والممارسات في الارض المحتله‏.‏

ولكن بعد التطورات الاخيره في المنطقه تواتر في الاونه الاخيره عدد من الانباء تحدثت عن اتصالات سريه تجري بين ليبيا واسرائيل توكدها الاخيره عبر صحفها وتنفيها ليبيا علي الاقل علي المستوي الرسمي‏,‏ وتشير تلك الاتصالات الي ورود اشارات ايجابيه من كلا الطرفين نحو تحسين العلاقات فيما بينهما في ظل التحولات الاخيره في السياسه الخارجيه الليبيه لتضاف الي جمله التغييرات في المنطقه التي جعلت اسرائيل تداعبها من جديد فكره شرق اوسط جديد تنهي فيه عزلتها ويكون الولاء فيها للمصلحه التي ستصبح فوق اي خلافات اخري علي انقاض المصلحه القوميه العربيه‏,‏ وجاء موقف ليبيا ليضيف شرطا جديدا من شروط تحقيق التجانس الموسسي والايديولوجي للمنطقه ليشكل الدعامه الاساسيه لقيام شرق اوسط جديد وما يتطلبه من قيم الليبراليه السياسيه والاقتصاديه‏.‏

وما عزز الرويه الاسرائيليه ما اطلقته الاداره الامريكيه بدمقرطه المنطقه العربيه‏,‏ التي تعتمد علي احداث تغييرات جوهريه في النظم القائمه‏,‏ وكذلك في السياسات الداخليه والخارجيه لها‏,‏ وجاءت ايضا تلك الرويه متزامنه مع احتلال العراق ومبادره المشاركه بين الولايات المتحده والشرق الاوسط‏,‏ التي تشترط علي الدول العربيه انهاء المقاطعه العربيه مع اسرائيل تمهيدا للتطبيع الكامل‏.‏

وبحسب جريده ها ارتس شرعت اسرائيل بالتحاور مع ليبيا عقب الاعلان الليبي عن التخلي عن برامج اسلحتها‏,‏ خاصه بعد اسقاط القذافي اسرائيل من دعوته لدول المنطقه لتحذو حذو بلاده في التخلص من اسلحه الدمار الشامل‏,‏ وحدثت عده لقاءات بقيت سريه الي ان تسربت عن مكتب شارون واعلن الجانب الليبي بشان ذلك ان اسرائيل لاتدرك ابسط قواعد العمل الدبلوماسي والعلاقات بين الدول‏,‏ ويبدو ان ليبيا رات الحاجه الي ان تبقي تلك الاتصالات سريه حتي يتم التقدم بشان العلاقه مع الولايات المتحده‏,‏ ورات اسرائيل في المسعي الليبي محاوله للتقرب للغرب عبر اسرائيل وان عليها اختبار جديه ليبيا في ذلك الشان‏,‏ واعترف وزير الخارجيه الاسرائيليه سلفان شالوم بان بلاده لا تجري فقط اتصالات مع ليبيا‏,‏ بل ايضا مع عدد كبير من الدول العربيه بشان عوده العلاقات وان اي معلومات عن عمليه تجري في السر سواء كانت صحيحه او خاطئه يمكن ان تضر بالجهود الاسرائيليه‏,‏ وهدفت تلك اللقاءات لمناقشه التمهيد لزياره يقوم بها يهود ليبيون الي اسرائيل والعكس‏,‏ وامكان قيام علاقات دبلوماسيه بينهما‏,‏ بعدما ان كانت ليبيا حتي وقت قريب خطرا استراتيجيا وراء الافق حسب التعبير الامني الاسرائيلي‏.‏

وتاتي هذه الخطوه عقب سلسله من المفاوضات السريه جرت في احدي العواصم الاوروبيه برعايه امريكيه ووساطه قطريه‏,‏ التي اسفرت عن قيام وفد اسرائيلي من وزاره الدفاع والخارجيه والموساد بزياره الي ليبيا‏,‏ وكشفت صحيفه يديعوت احرونوت عما اسمته باتصالات جس النبض الليبيه حيال اسرائيل بشان انهاء حاله العداء واجراء مفاوضات سلام بين الطرفين‏,‏ وان الليبيين اوضحوا ان اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين سيسهل علي ليبيا اقامه هذه العلاقه‏,‏ وجري الايضاح لليبيين بان ليس لاسرائيل اي مشكله مع ليبيا وانها معنيه بهذا الامر‏.‏

واعلن المتحدث باسم وزاره الخارجيه الاسرائيليه جوناثان بيليد في مساله احتمال اقامه علاقات دبلوماسيه بين تل ابيب وطرابلس انه ليس ثمه نزاع او عداء مع الشعب الليبي‏,‏ اننا لاشك نرغب باقامه علاقات مع اي دوله في العالم ترغب في الاعتراف باسرائيل كبلد ذي سياده وحر‏.‏

وليبيا لا تمانع في اقامه هذه العلاقه‏,‏ خاصه اذا ما تمت بترحيب امريكي مع رغبه ليبيا الشديده في الانفتاح علي الغرب واستجلاب المزيد من الاستثمارات الاجنبيه في قطاع النفط المنهار‏,‏ ونقلت صحيفه يديعوت احرونوت الاسرائيليه تصريحا ادلي به العقيد القذافي الي مراسلها في تونس‏,‏ خلال لقاء غير متوقع علي هامش قمه خمسه‏+‏ خمسه‏,‏ قال فيه ليس لي اي موقف ضد اليهود او ضد الولايات المتحده‏,‏ مضيفا ان ليبيا تريد رويه سكان العالم يعيشون بسلام‏,‏ معيدا الي الاذهان الاقتراح الليبي باقامه دوله مشتركه بين اسرائيل وفلسطين تحمل اسم اسراطين‏,‏ واعلان القذافي عن وجوب تعويض اليهود الليبيين‏.‏

وكشفت مصادر رفيعه المستوي في القدس المحتله لصحفيه اسرائيليه عن ان هناك رسائل واشارات ايجابيه من جانب ليبيا تجاه اسرائيل‏,‏ وان الجانب الاسرائيلي تلقي رساله بان هناك مجالا للتعاون الاقتصادي التجاري بين البلدين بواسطه شبكه العلاقات لكل من ليبيا واسرائيل‏,‏ وعلاقات ليبيا الافريقيه المتشعبه واقتصادها النفطي‏,‏ ولا يخفي علي احد دور اسرائيل في القاره الافريقيه التي تتخذ من النفوذ الامريكي مدخلا لها‏,‏ وسيكون بوسع ليبيا ان تقود حث العلاقات بين العالم العربي واسرائيل‏.‏

وتملك ليبيا معلومات مهمه لاسرائيل تتعلق بحزب الله‏,‏ خاصه بعد ما ساءت العلاقه بينه وبين ليبيا علي خلفيه قضيه الامام موسي الصدر‏,‏ وكذلك عن النشطاء الفلسطينيين‏,‏ وايضا عن معلومات تخص التعاون العسكري مع ايران وباكستان‏.‏
فالتقدم بشان العلاقه ما بين اسرائيل وليبيا سيحكمه من ناحيه طبيعه عمليه صناعه القرار في كلتيهما‏,‏ ففي ليبيا يستطيع الزعيم الليبي معمر القذافي ان يقرر ما اذا كان يجب السعي نحو علاقات افضل مع اسرائيل من عدمه‏,‏ اما في اسرائيل فلا توجد شخصيه سياسيه واحده تستطيع فرض مساله التقدم بشان تلك العلاقه علي الرغم من لهث اسرائيل لاقامتها‏,‏ ومن ناحيه اخري درجه التقدم الذي تبديه ليبيا مع الولايات المتحده وبريطانيا‏,‏ بعد اعلان مصدر سياسي اسرائيلي ان كل خطوه مع ليبيا ستتم بمصادقه الولايات المتحده‏,‏ وانه ليس لدي اسرائيل نيه لتنظيف الليبيين‏,‏ وتقتنع اسرائيل بجديه وتصميم القذافي في مواقفه‏,‏ وان مندوبي القذافي يتحدثون بنهج ايجابي واسلوب غربي‏.‏

وتاتي تلك التطورات في اطار التغيير الذي طرا علي السياسه الليبيه اخيرا‏,‏ ورغبتها في الانفتاح علي العالم‏,‏ خاصه الولايات المتحده وحليفتها اسرائيل‏,‏ وهذا التحرك ما هو الا تجسيد لواقع السياسه الليبيه الجديده الذي تحكمه المصلحه الليبيه في المقام الاول ومقدمه للمشروعات الشرق اوسطيه التي تعتبر ليبيا همزه وصل جغرافيه تربط بين اطرافه المشاركه‏.‏

ولعل نجاح الدبلوماسيه السريه التي قادتها ليبيا في غلق عدد من الملفات يجعل ليبيا تفضلها علي الاقل في المرحله الراهنه‏,‏ خاصه مع التعامل مع الملف الاسرائيلي مع استعجال ليبيا رفع العقوبات وتروي الولايات المتحده في ذلك‏.‏

ومن هنا تصبح عمليه التطبيع الليبي مع اسرائيل مساله وقت‏,‏ بعدما كانت مساله مبدا‏,‏ والتي اتت في اطار ما يعرف ب سياسه الانفتاح الليبي علي العالم الغربي علي حساب الدائرتين العربيه والافريقيه‏.‏

وهذا الموقف الليبي هل يعتبر حاله ليبيه ام مقدمه لحاله عربيه اوسع للتطلبيع مع اسرائيل لتمثل موجه ثانيه من الانفتاح الاسرائيلي علي الدول العربيه‏,‏ خاصه بعد ان فرضت الاوضاع الاقليميه والدوليه سباقا بين دول المنطقه لتبدي حسن نياتها لتحسين علاقاتها بالولايات المتحده وازاله اي عوائق في سبيل ذلك‏.(انتهى)‏
_________________________


مالا نعلمه عن القذافي؟؟؟

تاريخ:18-10-2005 جريدة الايام البحرينية
بقلم: الشيخ طارق محمد الطواري - امام وخطيب ومدرس بقسم التفسير والحديث كلية
الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت

موضوعي اليوم الذي اريد طرحه هو مالا نعلمه عن الزعيم الليبي القذافي

1- هل تعلم أن القذافي هو الذي هدم ضريح المجاهد عمر المختار بعد منتصف ليلة 15 يوليو 2000 في الساعة الثانية صباحاً في مدينة بنغازي ونقل الضريح إلى مدينة نائية يقال لها سلوق لأنه يثير في الليبين الشرفاء حينما يمرون بقربه كل معاني الايمان والفخار والعزة والجهاد والذكر والذكريات الخالدة
2- وهل تعلم أن القذافي متهم بتفجير طائرة ليبية فوق بن غازي عام 1992 في 22 ديسمبر ووجه التهمة للغرب لمقايضة ضحايا طائرة لوكيربي ومات فيها 157 ليبيا
3- وأنه متهم بالتآمر لحقن 400 طفل في مدينة بنغازي بفايرس الأيدز القاتل عام 1997
4- وأنه قام بهدم نادي الأهلي الذي هو امتداد لجمعية عمر المختار. وهل تعلم أن القذافي استبدل بالكتاب الأخضر عن الشريعه الغراء. وطعن في الدين وشكك في الثوابت واستهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام حتى قال عن كتابه الأخضر هو إنجيل العصر الحديث
5- وهل تعلم أن القذافي يقول عن الشريعة الاسلامية أنها قانون وضعي كقانون نابليون وكالقانون اليوناني
6- وهل تعلم أن القذافي هو الذي حذف كل ( قل) من سور القرآن لأنه لا حاجة لها فهي موجهة لمحمد صلى الله عليه وسلم
7- وهل تعلم أن القذافي سب الانبياء عليهم السلام وقال عن نبي الله يعقوب عليه السلام إنه وعائلته من احط العائلات وأشدها كفرا ونفاقا
8- وهل تعلم أنه قال أن محمد صلى الله عليه وسلم إنما هو ساعي بريد وهل تعلم أنه أنكر عموم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للجن والإنس وقال هي محصورة في العرب فقط. وهل تعلم
أن القذافي أنكر السنة النبوية وجعل التمسك بها طريقاً وباباً للشرك وعبادة الأوثان والأصنام
9- وهل تعلم أن القذافي يقول أن الكعبة هي أخر صنم لازال باقيا من الأصنام. وهل تعلم أن القذافي يرى أن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له أي قدسية وأنه كالفاتيكان
10- وهل تعلم أنه يقول لجاننا الثورية المخابراتية هي نبي هذا العصر. وهل تعلم أن القذافي هو الذي استحل دماء الناس من أبناء شعبه وأبناء غير المسلمين بتفجير طائراتهم فوق لوكيربي الطائرة الأمريكية وفوق النيجر الطائرة الفرنسية. ثم يعترف ويعتذر ويقبل بدفع أموال الشعب الليبي البطل كتعويض عن غلطته إرضاء للغرب. أما أبناء بلده الذين صلاهم بالحديد والنار وشرَد منهم زهاء 70.000 ألف بين قتيل وسجين وطريد عام 1985 وحدها فليس لهم إلا الشكوى إلى الله
11- وهل تعلم أن مجمل مابدده القذافي وأنفقه على شهواته وملذاته منذ اعتلاله السلطة عام 1969م إلى تاريخه بلغ 20 مليار دولار. وهل تعلم أن القذافي قد زج بالشباب الليبي غب الحروب الخاسرة دونما فائدة في تشاد و أوغندا ولبنان وغيرها. ومن أقوال المشهورة ماذكره في السجل القومي الليبي 665/11 قوله أنا لا أتكلم كليبي طز في ليبيا وفي كل البلاد العربية في النهاية تمنيت لو أني لم أكن عربياً ياليت أصلي غير عربي كردي أو أسباني ومن أقواله أنا لست ضد اليهود ولا ضد بني اسرائيل بل على العكس فإن بني اسرائيل وبني يعقوب هم ساميون وأبناء عمومة العرب اليجل القومي 9/828
12- وهل تعلم أنه قتل 600 سجين أضربوا في سجن أبوسالم في طرابلس فأمر باعدامهم رمياً
بالرصاص
13- وهل تعلم أن منظمة العفو الدولية في وثيقتها رقم
Mde19/004/2002
تقول أنعشرات المهنيين والطلاب مهددون لمحاكمة جائزة واحتمال صدور أحكام بالإعدام عليهم كما حكم على الاستاذ الجامعي سالم أبوحنك بالإعدام لانتماءاته الاسلامية وهو أب لخمسة أطفال ورئيس قسم الكمياء في كلية العلوم بجامعة قار يونس في بنغازي وحكم بالإعدام أيضا على الاستاذ الجامعي عبدالله أحمد عز الدين وهو أب لأربعة أطفال ويعمل أستاذ في كلية الهندسة بجامعة الفاتح في طرابلس لنفس التهمة وقد حكم على 73 متهما بالسجن مدى الحياة بينما حكم على 11 متهما بالسجن 10 سنوات وهم محجوزون في سجن أبوسالم في طرابلس لنفس التهمة وهي انتمائهم للإخوان المسلمين
14- وفي بيان آخر لمنظمة العفو الدولية تقول فيه إن في ليبيا كثيرا من حالات السجناء السياسين الذين لايزالون محتجزين منذ فترات طويلة ومن بينهم أشخاص يتعرضون للاعتقال التعسفي بما في ذلك من حرموا من حريتهم بدون تهمة ولا محاكمة وأشخاص أمضوا أحكاماً بالسجن لفترات طويلة صدرت بعد محاكمات فادحة الجور وأشخاص لايزالون رهن الاعتقال رغم صدور أوامر بالإفراج عنهم ولك أن تقارن بين مايفعله بشعبه ومايتلمس به عفو الغرب عنه وشراء ودَهم ورضاهم بمئات الملايين من الدولارات واستسلامه وتسليم جميع اسلحته للغرب. وقد قامت مظاهرات من قبل منظمات حقوق الإنسان في أوروبا في 11-3-2002 تطالب بالافراج عن المعتقلين في السجون الليبية كمؤسسة الرقيب لحقوق الانسان ومؤسسة التضامن لحقوق الإنسان واللجنة العربية لحقوق الإنسان
15- وهل تعلم أن جاك تايلور مؤلف كتاب أوراق الموساد المفقود قد أتهم القذافي صراحة بأن جذوره يهودية من حيث الأم اليهودية ودلل على ذلك بأدلة منها حرص القذافي على لقاء تاجر السلام اليهودي يعقوب نمرودي وقد دلل مؤلف الكتاب على ذلك بأدلة ومنها تحقيقا
نشر عام 1970 في صحيفة أوجي Oggi الايطالية حول نسب القذافي وأن أمه يهودية كانت تعيش في منطقة سرت الليبية. ودلل على ذلك بالرسالة التي وردت للخارجية الليبية عام 1972 للرئيس القذافي باللغة الايطالية وترجمها للعربية السفير خليفة عبدالمجيد المنتصر وقد أرسلت من قبل كاردينال مدينة ميلانو يذكره فيها بالدماء اليهودية والمسيحية التي تجري في عروقه ويناشده بموجب ذلك أن يلعب
دوراً في التقريب بين أبناء الديانات الثلاث. ومعلومات أخرى مفصلة تدور حول نفس القضية
16- وهل تعلم أن القذافي يختار كل عام 7 من ابريل موعداً سنويا لاعدام الأحرار من أبناء ليبيا لأنه يوافق عيد الفطر التلمودي. وهل تعلم أن القذافي أمر بهدم ضريح سيدي حمودة وهو أحد المجاهدين الذين حرضوا أهالي طرابلس على اليهود فقتله اليهود ثم هدم ضريحه عام 1980 وجعله موقفا للسيارات بميدان الشهداء بطرابلس
17- وهل تعلم أن القذافي يتبنى دعم حركة أبناء الرب التي يتزعمها اليهودي موشي ديفيد والاغراق عليها بالأموال وهل تعلم أن القذافي هو من غيب الإمام موسى الصدر ورفيقيه بعدما خطفهم ثم قتلهم وهم من كبار علماء المذهب الشيعي, وأيضا قام بقتل الكثير من علماء أهل السنة
18- وهل تعلم أنه تم رصد حالات التخريب والتدمير والتحرش واثارة النزاعات بين الدولة التي تدخل فيها القذافي فبلغت 130 حالة. وأنه دعم ودرب وساند أكثر من 14 منظمة إرهابية
19 -وهل تعلم أن القذافي تبرع بمليون ونصف المليون مارك لنادي ايذارلون مقابل وضع صورته على ملابسهم كما في جريدة الاهرام 6-12-87
20- وأخيرا هناك فتوى لفضيلة الشيخ ابن باز يرحمه الله يحكم بالردة على القذافي للأقوال سابقة الذكر
ومع كل مامضى فإننا نكن لإخواننا الشعب الليبي المجاهد البطل ذو الاصول العريقة والعادات الرفيعة العليا والاصالة كل الحب والتقدير والأخوة فهم كما عرفنا صالحيهم في الخارج أبطال شجعان لهم قصب السبق واليد الطولى في حب الاسلام ونشر الخير ويكفيهم شرفاً أن فيهم رجل كعمر المختار وبقي من أمثاله كثير, ولكن للأسف نجد في المقابل الكثير الكثير من محبين هذا
المعتوه وهم طبعا من المرتزقة ونسأل الله تعالى ان يجعل مصيره كاصدام حسين
اسود علينا انعام على الكافرين(أنتهى)
___________________________


ديموقراطية حقيقية... ولكن في جنوب أفريقيا، وليس في شمالها
د. مصطفى عـبدالله الأثنين 27 أبريل 2009

   ( عندما تشرق الشمس يحس الناس بوجودها، ويبصروا نورها؛ لكن بعض التعساء يتعامون عن رؤية الحقيقة، فيضيعوا الوقت والمال في البحث عن بدائل لسنن كونيه وتراث إنساني ظل يتجدد عبر العصور )
   إحتل الإنجليز جنوب أفريقيا عام 1795 ثم ضمّوها الى إمبراطوريتهم التي كانت لا تغرب عنها الشمس عام 1806، وظلّت تحت السيادة البريطانية حتى عام 1910 حيث تم إنشاء دولة بإسم "إتحاد جنوب أفريقيا" كانت تتبع للتاج البريطاني ؛ وفي عام 1913 تم إصدار قانون الملكية لأهل الأرض الأصليين بحيث نص ذلك القانون على عدم تمكين أهل البلاد الأصليين من إمتلاك أكثر من 7% من مساحة مملكة إتحاد جنوب أفريقيا التي تم فيها إكتشاف كميات هائلة من الألماس والذهب في الفترة من عام 1867 الى عام 1984.
   بدأت أول جذور الديموقراطية في عام 1939 عندما تم تفكيك الحزب الوحيد حينها والمسمى بحزب الإتحاد الى حزبين هما "الحزب الوطني"، و "حزب جنوب أفريقيا". بالطبع هذه الأحزاب أنشأها البيض، وظلّت حكرا عليهم خاصة بعد أن فاز الحزب الوطني في إنتخابات عام 1948 حيث جسّد حكم البيض في جنوب أفريقيا؛ ولكن الأسس الديموقراطية بين البيض ظلّت مقدّسة وكما أتى بها الإنجليز عندما إستعمروا هذه البلاد الغنية بمعادنها الثمينة.
   قام الحزب الوطني بترسيخ التمييز العنصري في جنوب أفريقيا وذلك بسلب حق الأغلبية السوداء من بين أيديها وإعطاءه للمستوطنين البيض وهم أقلية.
   في عام 1961 أجري في البلاد إستفتاء شعبي ( للبيض فقط) من أجل إنهاء النظام الملكي وإعلان جمهورية جنوب أفريقيا التي ظلّت تابعه للتاج البريطاني من خلال رابطة ما سمي ب"الكومنويلث" أو "الرخاء العمومي" . ظلّ الحكم العنصري في جنوب أفريقيا حتى عام 1990 عندما أعلن الحاكم الأبيض "إف دبليو دي كليرك" إنهاء الحكم العنصري في جنوب أفريقيا نتيجة للضغوط الدولية المستمرّة والتي إشتملت على الحصار الإقتصادي، والثقافي، والسياسي وكان المحرّك وراء تلك الوقفة الدولية الصلبة حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" بقيادة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلاّ.
   جرت أول إنتخابات عامة في جنوب أفريقيا شملت كل سكان الجمهورية من جميع الألوان والمزيج العرقي عام 1994 وفاز في هذه الإنتخابات بأغلبية ساحقه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بقيادة المناضل نيلسون مانديلاّ الذي أصبح على إثر ذلك أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا.
   لم يستأثر نيلسون مانديلا بالسلطه، ولم يستغل مكانته العالمية الحقيقية ليعلن نفسه رئيسا مدى الحياة، أو الزعيم الوحيد، أو القائد العالمي، أو عميد المناضلين، أو ملك ملوك أفريقيا؛ وإنما إعتنق الديموقراطية الحقيقية وحافظ على مبادئها بكل أمانة؛ وكان من أهم نتائج تلك العقلية المتفتحة لنلسون مانديلاّ أن فاز ثابو إمبيكي ـ في إنتخابات حرة ونزيهة ـ برئاسة الجمهورية عام 1999 منتزعا بذلك السلطة من "الزعيم العالمي الحقيقي" نيلسون مانديلا الذي أثبت بذلك على أنه قائد وليس حاكم؛ وبذلك إحتفظ لنفسه بركن لامع في التاريخ العالمي لن تغيره أو تشكك في مصداقيته الأجيال القادمة.
   قام العقيد معمر القذافي بالمواصلة مع نيلسون مانديلا لكن الأخير لم يتمكن من هضم معمر القذافي، ولم يتمكن من إستيعاب طريقة تفكيره. طالب العقيد معمر القذافي من نيلسون مانديلا أن يعلن نفسه زعيما أبديا لجنوب أفريقيا لكن نيلسون مانديلا لم يكن يبحث عن زعامة، ولم يكن يحلم في أن يحمل من الألقاب أكثر من لقب واحد وهو "مناضل من أجل بلده". أعرض نيلسون مانديلا عن العقيد معمر القذافي، ورفض نظريته، وكتابه الأخضر... رفض نيلسون مانديلا "الجماهيرية" على نسج معمر القذافي، وفضّل بدلا عنها الديموقراطية الغربية التى كان يرى فيها العقل، والحكمة، وفوق كل شئ الصدق والشفافية. إعتنق نيلسون مانديلا الديموقراطية الغربية التي أساسها التداول السلمي على السلطة من خلال التنافس الحزبي النزيه الذي يرتضي بإختيار الشعب من خلال صناديق الإقتراع النظيفة. إعتنق مانديلا الديموقراطية الغربية، ولم يتوان لحظة أو يتردد في تطبيقها في بلاده؛ وكان له ما أراد.
   ترك مانديلا السلطة، وخلف وراءه من إختاره الشعب ففاز ثابو إمبيكي في إنتخابات حرة ونزيهة برئاسة جمهورية جنوب أفريقيا بسودها وبيضها، وبأقلياتها العرقية الأخرى ولم يميز بين هذا أو ذاك إلا بمقدار مساهمة كل منهم في مشروع النهوض بالبلد. إنتخب شعب جنوب أفريقيا ثابو إمبيكي للمرة الثانية على رأس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وحين وجد ثابو إمبيكي نفسه غير مؤهل للإستمرار في حكم بلده ـ نتيجة للشبهات التي أحيطت به فأثرت على أدائه السياسي ـ قرر ترك كرسي الحكم بمحض إرادته لمن هو أقدر منه عليه.
قرار ثابو إمبيكي بالإعتزال قبل إنتهاء مدته البرلمانية حسب قانون الإنتخابات ترك فراغا في السلطة في جنوب أفريقيا تم ملأه وفق مقتضيات الدستور بحيث تولى "كجاليما موتلانثي" رئاسة الجمهورية الى حين حلول فترة الإنتخابات الموالية؛ وكان ذلك عام 2008.

جرت في جنوب أفريقيا إنتخابات برلمانية حرة يوم 22 أبريل 2009 أتت ب "جاكوب زومه" للحكم، وفاز حزب المؤتمر الأفريقي ب 65.9% من أصوات الناخبين من الشعب الجنوب أفريقي البالغ عددهم 17,680,729 ناخبا؛ بمعنى أن عدد أولئك الراضون عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي كان قد بلغ 11,650,748 مواطنا حرا من أبناء جمهورية جنوب أفريقيا ( كم يبلغ عدد الراضين من الشعب الليبي عن حكم القذافي ؟)؛ في حين فاز تحالف الديموقراطيين ب 16.66%، بينما تحصل حزب مؤتمر الشعب على 7.42%. كان العدد الإجمالي للأحزاب التي شاركت في هذه الإنتخابات البرلمانية 26 حزبا تمثّل جميع فئات شعب جمهورية جنوب أفريقيا.
  
ذلك كان ما حدث في جنوب أفريقيا؛ ولكن ما الذي حدث قبل ذلك في شمال أفريقيا؟.

يتكوّن الشمال الأفريقي من 5 دول تطل على البحر الأبيض المتوسّط، وهي دول عربية تتاخم أوروبا من على الضفة الأخرى للمتوسط. جميع دول شمال أفريقيا تفتقر الى أدنى مستوى من مستويات الديموقراطية الحقيقية منذ أيام الإستقلال وظل كذلك الى يومنا هذا:
في ليبيا: لم تجر في ليبيا إنتخابات رئاسية مطلقا لإختيار الحاكم منذ عهد الإستقلال، وحتى يومنا هذا. كان في البداية وبعيد الإستقلال الملك إدريس السنوسي يتربّع على سدة الحكم بتفويض أسري وإسناد بريطاني وأمريكي لم يكن للشعب فيه رايا بأي شكل من الأشكال. بعد عام 1969 إعتلى سدة الحكم العقيد معمر القذافي إثر إنقلاب عسكري، وظل في الحكم الى يومنا هذا.
يفتخر العقيد معمر القذافي بأنه عميد الحكام العرب( أي أطولهم مدة في الحكم) ويعتبر ذلك مفخرة وميزة كبرى. كما أنه ينتظر بفارغ الصبر وفاة الحاج "عمر بونجو أونديمبا" رئيس جمهورية الغابون الأفريقية منذ عام 1967 أي بمدة سنتين قبل إستيلاء العقيد القذافي على السلطة في ليبيا ليصبح بعدها العقيد معمر القذافي عميدا لحكام أفريقيا ؛ كما أنه بموت الحاج عمر بونجو سوف يكون عميدا لجميع حكام العالم. يعتبر العقيد معمر القذافي تلك ميزة كبرى، ومفخرة غير مسبوقة.(انتهى)
__________________________


القذافي يفجر طائرة ليبية و يرتب نشر ال"سيدا" في الاطفال

   اما في المرحلة التي حوصرت فيها ليبيا embargo ،بعد ان كان التبادل التجاري ساريا فيما بين اميركا و ليبيا و بعدما كانت العلاقات الليبية – الاميركية في اوجها في وقت من الاوقات ،انطفأ حينها بصيص امل و شمعة حلم اسمها الوجدة العربية التي كانت مطروحة ايام الدعوة للوحدة فلقد كان القذافي يتذكر بهذا الحلم "السراب" الرئيس العربي الكبير جمال عبد الناصر الذي قال له يوما "ارى فيك شبابي" و نوضح هنا انه  لم يدرك اي من القادة العرب انه سيكون بامكانهم ان يملاوا الفراغ الذي تركه عبد الناصر او حتى ان يحلوا مكانه...استاء القذافي من غياب الدور العربي المؤيدة له كما نعلم كلنا لانهم لم يساندوه ضد اميركا و حصارها الذي لم يستطع تقبله تماما كما حصل مع الرئيس المصري انور السادات... فتوجه الى الوحدة الافريقية ويمكننا القول انه عانى الامرين من هذا الحصار مما جعله يقوم بما لا يخطر على بال احد و هو ان يعتمد سياسة التعاطف اي تحويل و اجتذاب انظار الاستعطاف الى ليبيا التي تعاني من الحصار و الضرر الناتج عنه  من جراء معاداة الغرب لها او العكس.
  السؤال هو كيف يمكن للعقيد القافي ان يحول انظار العالم و استدراجهم الى التعاطف و مساندة ليبيا في سبيل ازالة الحصارالقاهر؟!  
     بالحديث عن تلك الحقبة من تاريخ ليبيا لقد قام القذافي الارعن و صاحب اللعنة على شعبه و العالم العربي و العالم بتفجير طائرة ليبية يتألف ركابها من ركاب ليبييين من بنغازي هذا بالاضافة الى ترتيب فضيحة الاولاد المصابين بفيروس نقص المناعة "سيدا".أفلا يعجبن احد لان هذا هو عالم السياسة و المصالح و التبادل لكن هل لهذه الدرجة من الاجرام؟...و هذا ما جاء في كتابة الكاتب الليبي الرقعي:

القول الفصل في جريمة العـصر!؟ (1)
جريمة الأيدز ـ ذلك اللغـز المحير.. والمريب !!؟؟
الخميس 9 آذار 2006 الكاتب الليبي سليم نصر الرقعـي

من المحتمل جداً أن يقوم العقيد القذافي بإطلاق سراح الممرضات البلغاريات من خلال مسرحية الصلح والتعويضات الجاريه حالياً بحيث سيقال لنا وللرأي العام أن عائلات الممرضات والجمعيات البلغاريه المتكفله بقضيتهن والصندوق الأوروبي قد قدموا تعويضات مجزيه (ديات!) لعائلات الضحايا وتعهدوا بالعناية الطبيه والإجتماعيه اللازمه بهم وتم الوصول إلى تسوية بالتراضي و( الصلح ) بين الطرفين وبمساعدة أوربيه وإنتهى الأمر وكان الله غفوراً رحيماً(!!؟؟).. و من المحتمل أيضاً أن يثبت القذافي حكم الإعدام إذا صدر من جديد ويبقي الممرضات في السجن المعد لهن – وهو سجن خمس نجوم ! - بلا إعدام ويظل يماطل ويطيل حبال القضيه ويمططها وما ينفك في كل مره يعطي أملاً لبلغاريا بأنه سيتم إطلاقهن قريباً وتمر السنوات والسنوات والقذافي يمني البلغار بأمل العفو والإفراج لكسب أكبر قدر من الوقت لعل وعسى تحدث تغيرات دوليه كبيره وخطيره مفاجئه هنا وهناك ينشغل بها العالم والدول الكبرى عنه وعن (قضية البلغاريات) مما يتيح له هامش أوسع للمناوره والمداوره واللإلتفاف على هذه القضيه/الجريمه!.. وما إعادة القضيه مؤخراً إلى نقطة الصفر من جديد وإلى المحكمه الإبتدائيه إلا خطوة (تكتيكيه) في هذا الإتجاه لكسب المزيد من الوقت.. فلعل وعسى!!... و لكن هناك إحتمال آخر بعيد وهو أن يقوم العقيد القذافي فجأة – إذا صدر حكم الإعدام من جديد - و في لحظة ضيق أو حماس أوثورة طارئه – وهو أمر مستبعد في الظروف الحاليه - بتنفيذ حكم الإعدام في المتهمين أملاً في أن تلبسهم لوحدهم هذه الجريمه وأن يحفظ بهذا الموقف المتشدد والسريع ماء وجهه أمام الرأي العام الشعبي الليبي والعربي وأن تنتهي هذه القصه الطويله عند هذا الحد!.. وينتهي هذا الصداع المزعج الطويل!.

كل هذا ممكن ووارد ولكن من المؤكد أيضاًأن هذا اللغز المحير سيبقى فاغراً فاه إلى زمن طويل!.. ويبقى السؤال التالي الملح والذي يطرح نفسه بإلحاح وإصرار على أصحاب العقول ليل نهار حاضراً في وجدان وضمير الأحرار من أبناء شعبنا وهو :

من ذا الذي أقدم على جريمة كهذه الجريمه وغدر كهذا الغـدر ولماذا؟؟!!

هل هو القذافي!؟.
هل يمكن أن يرتكب شخص كالعقيد القذافي هكذا جريمه بهذا القدر ويغدر بالليبيين بمثل هذا الغدر؟؟.
هل له سوابق إرهابيه وإجراميه ضد الشعب الليبي وضد الإنسانيه من هذا القبيل!؟ .
ثم لماذا يقدم العقيد القذافي على إرتكاب مثل هذه الجريمه وما مصلحته في هذا؟.. أم من الممكن أن يكون الهدف من إرتكاب هكذا جريمه نفسي (سيكوباتي) محض كالرغبه في التشفي والإنتقام وإرواء الغليل!!؟؟ كالرغبه في الإنتقام من أهالي بنغازي مثلاً والتشفي فيهم لما بدر منهم من تمرد ومعارضة له أكثر من غيرهم خصوصاًعقب حدوث إنتفاضة الشباب الإسلامي المسلحه التي أودت بحيوات ثلة من زبانيته وأركان حكمه هناك عام 1996؟؟.. هذا تفسير الكثير من أهالي بنغازي وهو تفسير وراد جداً على العقل بالنظر إلى شخصية العقيد القذافي وطبيعة أخلاقه العدوانيه والإنتقاميه التي عرفوها وخبروها فيه بشكل يقيني وتجريبي خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمان ومن التجارب الكثيره والمريره ! .. وهل ننسى مثلاً (قانون العقوبات الجماعيه/ قانون الشرف!) الذي دعا اليه القذافي وأصدره وطبقه تمام التطبيق على الكثير من العوائل الليبيه ؟! .. هل ننسى حبس الناس – وأحياناً الأطفال والنساء! - لا لشئ ولا لذنب إقترفوه شخصياً إلا لأنهم فقط أقرباء أو أصدقاء لبعض المتهمين بمعارضة القذافي وأفكاره ونظامه؟؟.. هل ننسى أعواد المشانق التي نصبها القذافي لليبيين وسط الساحات ووسط المدارس و الجامعات!!؟.. هل ننسى سلسلة الإغتيالات التي طالت الكثير من الليبيين المقيمين في الخارج!؟.. وهل ننسى أن عصابته المجرمه التي إذ لم تتمكن من النيل من أحد المعارضين الليبيين في الخارج شخصيا لقتله حاولت عندئذ أن تنتقم منه عن طريق دس السم لأطفاله في قطع الحلوى والشكولاته؟.. هل ننسى ماحل بضيف البلاد منذ عقود (السيد موسى الصدر)؟.. وما حل بالمناضل الحقوقي والمعارض الليبي الأستاذ (منصور الكيخيا)؟.. هل ننسى ما حل بعضو مجلس الإنقلاب الأسبق (موسى أحمد)؟ وماحل بالكاتب الليبي الشهيد (ضيف الغزال)؟.. وبأية طريقة تم قتل الإثنين !؟ .. هل بعد كل هذا الماضي الإجرامي البعيد والقريب الحافل بالعدوان والطغيان والإرهاب والإنتقام الذي عرفناه وخبرناه وإكتوينا بناره يأتي من يقول اليوم أن القذافي لايمكن أن يقدم على مثل هذه (العمليات) الإرهابيه والإجراميه وهذه التصرفات الإنتقاميه وأننا فقط - ولأننا معارضون له وناقمون عليه - نحاول إلصاق التهمة به وباية طريقه!؟؟؟.. لا والله إنه ليس الشنآن الشخصي ولا هو الكيد السياسي بل هي الأدله الظرفيه والمؤشرات والقرائن والسوابق ونظرية الدوافع والمنطق السليم التي تتسلط جميعها على العقل الباحث عن الحق والحقيقه وتلوي عنقه لياً وتدفعه إلى النظر في هذا الإتجاه!.. أم أنهم يريدون إقناعنا أن القذافي اليوم قد تغير وأن القذافي اليوم ليس هو القذافي بالأمس؟؟.. وهل إذا غيرت الأفعى جلدها ولونها تصبح عندئذ ليست بأفعى!؟ وهل إذا غير المرء من مظهره الخارجي فهذا يعني أن هناك تغييراً حقيقياً قد حدث بالفعل في جوهره الداخلي وطباعه المتأصله فيه منذ أمد بعيد؟؟.. مالكم كيف تحكمون؟؟.. وهاهي دماء الكاتب الليبي الشهيد البطل (ضيف الغزال) لم تجف بعد وهاهي قضية إختطافه وتعذيبه وقطع أنامله وإطلاق الرصاص على رأسه قد قُيدت ضد مجهول بعد أن تم النيل من سمعته وشرفه وأصله وفصله من خلال تصريحات خبيثه أدلى بها أذناب القذافي (شلقم) و(بودبوس) في قناة الجزيره وقناة المستقله؟؟!!.
بالله عليكم – أيها السادة العقلاء - هل تصدقون بأن قاتله الحقيقي بالفعل هو ليس سوى كائن مجهول وأن الذين قتلوا (موسى أحمد) هم عصابه مجهوله من الأفارقه!!؟.. وأن الذين قاموا بإختطاف (الصدر) و(الكيخيا) من قبل هم أيضاً ليسوا سوى كائنات مجهوله جاءت من كوكب آخر بعيد ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالأخ العقيد؟؟!.

فأين عقولنا إذن؟؟.. عقولنا التي في رؤوسنا!.. عقولنا التي عرفنا بها (الله) جل جلاله وصفاته العقليه الجوهريه دون أن نراه أو تقع عليه حواسنا الخمسه؟؟.. عقولنا التي عرفنا بها وجود (الذره) وصفاتها الجوهريه وما بعد (الذره) دون أن نراها أو تقع عليها عيوننا؟؟!!. 

إن الذين يعرفون شخصية العقيد القذافي ونفسيته الإرهابيه وطباعه الإجراميه وماضيه العدواني والإرهابي الأسود حق المعرفه ولا يخدعهم قناع الحكمه وملائكة الرحمه ومسوح الرهبان الذي يرتديه حالياً يعرفون أن إرتكاب مثل هذه الجرائم أمر لايمكن إستبعاده عن شخص كالقذافي على الإطلاق!.. بل هذا هو بالفعل مايردده السواد الأعظم من الليبيين في الداخل والخارج على السواء .

وإلى اللقاء في الحلقه التاليه من القول الفصل.. وحكم المنطق والعقل!

القول الفصل في جريمة العـصر!؟ (2)
  سليم نصر الرقعـي
الاثنين 13 آذار 2006

إن الذين يعرفون شخصية العقيد القذافي ونفسيته الإرهابيه وطباعه الإجراميه وماضيه العدواني والإرهابي الأسود حق المعرفه ولا يخدعهم قناع الحكمه وملائكة الرحمه ومسوح الرهبان الذي يرتديه حالياً يعرفون أن إرتكاب مثل هذه الجرائم أمر لايمكن إستبعاده عن شخص كالقذافي على الإطلاق ! .. بل هذا هو بالفعل مايردده السواد الأعظم من الليبيين في الداخل والخارج على السواء ! .

إن هناك مؤشرات كثيره وقرائن متعاضده تشير في مجموعها إلى أن القذافي هو أكثر وأكبر من تتوجه إليه أصابع الإتهام في هذه الجريمه وهو إعتقاد الكثير من الليبيين وبالذات من أهالي بنغازي وأهالي الضحايا الأبرياء .. تماماً كما هو الحال في جريمة إسقاط الطائره الليبيه في رحلتها الداخليه عام 1992 حيث توجهت أصبع الإتهام يومها إلى العقيد القذافي بالذات ؟! .. وأما عن حقيقة ( الدوافع ) ولماذا يقدم القذافي على مثل إرتكاب مثل هذه الفعلة الفظيعه والجريمه الشنيعه ؟ .. فهناك عدة محاولات عقليه للوصول إلى الإجابه الصحيحه .. فيتحدث البعض عن طبيعة القذافي الساديه والشاذه التي تميل للتشفي والإنتقام لا ممن يعارضه فقط بل ومن ذوي وأقرباء وأصدقاء بل ومن أفراد عائلة وعشيرة ومنطقة هذا المعارض ! .. ووفق هذه النظريه فإن القذافي أراد أن ينتقم من أهالي بنغازي في أعز ما يملكون .. أطفالهم فلذات أكبادهم ! .. إنتقاماً منهم لكثرة ماصدر عنهم من معارضة وتمرد ضده ولأحداث الإنتفاضة الإسلاميه المسلحه التي إنطلقت شرراتها عام 1995 في بنغازي والتي شارك فيها الكثير من الشباب صغار السن أي من جيل الفاتح ! .. وتحت هذا الدافع نفسه يـُدخل البعض كارثة الطائره الليبيه في رحلتها الداخليه عام 1992 ! .. أي الإنتقام الشخصي من بنغازي وأهالي بنغازي ! .. وهم يذكرون هنا أيضاً جريمة نفي جثمان شيخ الشهداء الطاهر عمر المختار إلى قرية نائيه وهدم ضريحه ومشهده بغرض حرمانهم من التشرف بإحتضان هذا الرمز الوطني والديني العظيم ! .. وكذلك جريمة هدم نادي الأهلي ! .. والإهمال المتعمد والإفقار المتعمد والتخريب المتعمد لهذه المدينه العريقه ! .. وهناك نظرية أخرى حول حقيقة ( الدوافع ) التي وراء هذه الجريمه هو أن القذافي مل من الحصار المادي والمعنوي الدولي فأراد بهذه الجريمه إصطناع كارثة إنسانيه في ليبيا كبيره للفت أنظار وتعاطف العالم لعل ذلك يساهم في تصدع الحصار وتحت هذا الدافع نفسه يـُدخل البعض كارثة سقوط الطائره الليبيه في رحلتها الداخليه عام 1992 !!؟؟ .. فالقذافي كما عرفناه وخبرناه لا ينظر إلى الليبيين كآدميين أو مواطنين بل ينظر إليهم بإعتبارهم مجرد ( موارد ساسيه ) ! .. ومجرد أرقام وأعداد ! .. لا بشر وأفراد ! .

إذن فإن المتهم الأول هو القذافي .. هو أكثر وأول من تشير إليه أصابع الإتهام ! .. وهذا هو أول وأكثر الإحتمالات .. فهل من إحتمالات أخرى ؟

يقول البعض أن الفاعل الحقيقي إنما هي مجموعة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني بالفعل ؟؟ ... فإذا كانوا هم الفاعلون فالسؤال الذي سيطرح نفسه بإلحاح هنا هو لماذا ؟؟ ..... لماذا فعلوا ذلك ؟؟ .. ولحساب من فعلوا ذلك ؟؟ .. ولماذا ؟ .. هل لمجرد التسليه ؟ يالها من تسلية إذن ؟ وإلا فماذا ؟؟

هناك ـ في هذه الحاله ـ عدة إحتمالات وتفسيرات تتردد :

1) أن جهاز مخابرات النظام ـ وبتوجيهات من العقيد القذافي ـ ومن وراء ألف ستار ـ هو من قام بالإتصال ـ بشكل غير مباشر ـ وعن طريق وسيط ـ بهذه المجموعه (( الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني )) وقاموا بتوريطهم في هذا العمل الإجرامي مقابل مبالغ ماليه مغريه وذلك بهدف الإنتقام من أهالي بنغازي والتشفي فيهم أو من أجل إصطناع ( كارثة إنسانيه ) يحاول من خلالها القذافي كسب عطف العالم لفك الحصار ( المعنوي والمادي ) الذي كان مضروباً على نظامه !! .. وكما في ملف التحقيق الذي إطلعت عليه فإن هذا الوسيط هو ذلك ( الأجنبي المجهول ؟) الذي إتفق معهم على العمليه ثم إختفى فجأه !! .

2) أن جهاز مخابرات العدو الصهيوني ( الموساد ) هو من قام بتنفيذ هذه الجريمه .. وهو من أرسل ذاك الوسيط الأجنبي لعقد الصفقه مع مجموعة الممرضات البلغاريات وقد ذكر النظام هذا الأمر في بداية ظهور الجريمه ثم أعرض عن هذا الإتهام ولم يعد يتطرق إليه (!!؟؟) إلا أن القذافي عاد في لقاء الجزيره محاولاً تشتيت التحقيق وجهات الإتهام ـ تماماً كما فعل في كارثة الطائره المنكوبه ! ـ وذكر أن هذه الجريمه قد تكون ورائها مخابرات أجنبيه دون أن يسمي ( الموساد ) بالإسم !! .. والسؤال هنا : لماذا تختار الموساد أطفال الليبيين بالذات ولماذا بنغازي على وجه التحديد !!؟ .. وهل عدد سكان ليبيا مما يثير قلق الكيان الصهيوني إلى هذه الدرجه كي يقدموا على هكذا جريمه ! .

3) أن شركة دوليه غربيه (؟) تريد إجراء بعض التجارب على مرض الأيدز فإختارت ليبيا بسبب الفوضى الإدرايه وهي بالتالي من أرسل ذاك الوسيط الأجنبي لعقد الصفقه مع مجموعة الممرضات البلغاريات (!!) لتنفذ تجاربها في أطفال الليبيين !! .. والسؤال هنا والذي يطرح نفسه بقوة من هي هذه الشركة ؟؟ .. ولماذا إختارات ليبيا بالذات وهاهي إفريقيا تعج بالفوضى وبأعلى درجة من الفساد وأعلى نسبة أصابة بمرض الأيدز في العالم !!

4) أن الجريمه إنما وقعت بسبب الإهمال وعدم توفر نظام صحي وإداري سليم وقوي في المستشفيات الليبيه عموماً وفي المستشفى الذي وقعت فيه الحادثه بوجه خاص !.. وهذا ما نفاه التحقيق أصلاً وهو ما لا يمكن قبوله عقلاً فكل الأدله والحثيات تشير بشكل حازم أن الحادثه ـ وبهذا العدد الهائل الرهيب ـ إنما هي عمل إجرامي مدبر ولا يمكن أن تكون بحال من الأحوال قد وقعت خطاً أو سهواً أو بسبب الإهمال ! .

هذه هي الإحتمالات الأساسيه القائمه فماهو الإحتمال الأرجح والأكثر منطقية برأيكم ؟

صدقوني أنه الإحتمال الأول ! .. إنه هو الأكثر ترجيحاً خصوصاً إذا كنا على معرفة دقيقه وعميقه بطبيعة شخصية القذافي المريضه والمنحرفه والمتعطشه للتشفي والإنتقام ومدى كرهه لليبيا والليبيين عموماً ولمدينة بنغازي بوجه خاص !! .

وأخيراً .. إن هذه الجريمة ، جريمة تسميم دماء أكثر من 420 طفل برئ وأكثر من 25 أم من بنغازي بسم فيروس الإيدز القاتل ، إنما يتحمل وزرها في الدنيا والآخرة والمسؤولية عنها ، قانونياً ووطنياً وتاريخياً ، العقيد ( معمر القذافي ) شخصياً سواء أكان هو من إرتكبها وحرض عليها أو أن الجريمة قد وقعت بسبب الإهمال والتسيب الإداري والأمني وبسبب الفساد الذي بات يضرب كل أركان البلاد ! .. ففي الحالتين هو من يتحمل وزرها في الدنيا والآخرة وهو المسؤول الأول عنها .. أولاً بإعتباره رأس الدوله و ( الآمر الناهي الحقيقي والأعلى ) فيها وبإعتباره القائد الأعلى للأجهزة الأمنيه المتعدده في الدوله .. فإما أن تكون إحدى أجهزته الأمنيه المتشعبه وفرقه الثوريه المختلفه ، الظاهره أو الخفيه ! ، والتي تتحرك جميعها وفق مشيئته وتوجيهاته هي من تورط في إرتكاب هذه الجريمة النكراء لإسباب ربما نعلمها أو نجهلها (؟) وهو الأمر الراجح والآحتمال الأكبر والأقوى في ميزان العقل .. فالمسؤولية هنا بالتالي مباشره وشخصيه وجنائيه ! .. وإما أن تكون هناك جهة خارجيه بالفعل كما يزعم القذافي وأنصاره !
   هي من إستغلت حالة الفوضى الإداريه والأمنيه الكارثيه السائده في مؤسسات الدوله لإرتكاب جريمة بشعه بهذا الحجم وبكل سهوله ويسر وهو أمر مرجوح نستبعده كثيراً !! .. والقذافي هنا مسؤول أيضاً بإعتباره قائد الدوله وأعلى مسؤول سياسي فيها أولاً والقائد الأعلى للجهاز الأمني والإستخبارتي ثانياً .. هذا الجهاز الذي يفترض أن يوفر الحماية للشعب والمواطنين من هكذا أعمال إجراميه مخابراتيه خارجيه !! .. هذا مع أفتراض صحة رواية القذافي وتحليله وتعليله لمن هم وراء الجريمه وهو أمر بعيد جداً جداً جداً لأن روايات القذافي غير مقبوله وتحليللاته غير معقوله ! .
   فهذه الجريمة الخطيره وهذه الكارثة الوطنيه الكبيره أي كان مرتكبها و مدبرها فإن الذي يتحمل وزرها في الدنيا والآخرة والمسؤولية عنها قانونياً ووطنياً وتاريخياً أولاً وآخراً هو العقيد القذافي شخصياً ..
   هذا ( الأخ العقيد ! ) الذي كان من المفترض أدبياً حال إكتشاف هذه الكارثه الوطنيه أن يخرج للإعلام فوراً مواسياً للشعب الليبي ولعوائل الضحايا واعداً بكشف حقيقتها بشكل كامل للراي العام وللشعب الليبي وتقديم المسؤولين عنها للعدالة ..
    أو كان من المفترض أدبياً أن يقدم إستقالته ويتنحى عن كافة صلاحياته الأمنيه والعسكريه والسياسيه والثوريه بإعتباره المسؤول الأول والأعلى في الدوله ! ..
   ولكن القذافي عوضاً عن هذا الموقف الوطني المشرف والمسؤول ظل يومها متوارياً عن الأنظار محاولاً التعتيم عن هذه الجريمه الخطيره !! .. بل وحتى حينما حاولت مجلة (( لا )) الليبيه فتح ملف هذه القضيه والتحقيق فيها وكشف ملابساتها وحقيقتها رأينا القذافي يبادر إلى إسكات صوتها ومنعها منذ ذلك التاريخ  عن الصدور ! ..(كما فعل يقضية اخفاء الامام الصدر.)وهذا شئ غريب ومريب آخر !!؟؟ ..
     ثم حينما إضطر القذافي موخراً للحديث عن هذه الجريمه في قناة الجزيره ـ بمناسبة إنتهاء عام 2005 وجدناه يتحدث بالطريقة نفسها الغريبه والمريبه ! التي تناول بها من قبل كارثة سقوط الطائره الليبيه عام 1992 في رحلتها الداخليه من بنغازي والتي راح ضحيتها الكثير من الليبيين والأجانب ! ..
   فهو حاول بطريقة خبيثة ومقصوده ـ تضليل التحقيق العقلي والجنائي بتشتيت جهات الإتهام وإضفاء نوع من الغموض على القضيه !؟ .. ربما جهات حاقده على الليبيين !؟ .. ربما مخابرات أجنبيه معاديه ! .. ربما ربما وربما.... !!؟؟ .. وتدور القضيه في حلقه مفرغه ! ..
   ويوم بعد يوم نسمع أن هؤلاء الأطفال المغدورين الأبرياء يتساقطون كأوراق الشجر في فصل الربيع (!) ويلاقون حتفهم واحداً واحداً بسبب ( السم المميت ) الذي غرسه الطغاة المجرمون في عروقهم البريئه ليلاقوا وجه رب رحيم وعادل .. ومنتقم ! .. وليساءلهم أهل السماء بإستنكار شديد : بأي ذنب قـُتلوا !؟ . (انتهى)
_________________________


ملوك القرطاسية
بقلم محمد الماغوط/ رحمه الله تاريخ:24/4/2000 المصدر: مجلة الوسط العدد 430  

   استيقظ احد عملاء هذه الايام من قيلولته النهارية وهو في غاية السعادة والتفاؤل, فغسل وجهه بصابون اخضر. وسرح شعره بمشط اخضر. وارتدى ثيابا خضراء, مع ربطة عنق خضراء, وجوارب خضراء, وانتعل حذاء اخضر. وتصفح اخر طبعة من الكتاب الاخضر, واستقل سيارة اجرة خضراء ومن محاسن الصدف, ان مقاعدها كانت خضراء, والسائق اسمه خضر. وانطلق لمقابلة سفير احدى الدولة الاجنبية الفاعلة في المنطقة. بناء على موعد مسبق جرى التحضير له بعناية تامة.
  وما ان دخل عليه حتى بادره مبشرا مطمئنا وهو يأخذ مكانه المعتاد في مكتب السفير, ويفرش امامه كومة من التقارير والاحصائيات والايضاحات والاستطلاعات والتحضيرات, والمسوغات والملاحظات والتعهدات.
وقال "لا فض فوه" وهو يرشف كوبا من الشاي الاخضر:
اطمئن يا سعادة السفير كل شيء على ما يرام واكثر مما توقعنا!
 فكل الصعوبات والعقبات التي تحدثنا عنها سابقا صارت هامشية.
 وكل القضايا التي كنا نعتقد انها هامشية, صارت مركزية, بل ومحورية.
 والاحباطات النظرية صارت حوافز عملية.
 والاحلام والقضايا الشاردة في الزمن والمكان, صارت كلها مؤطرة وتطلعات ملموسة وجوهرية.
ومظاهر التشتت الفكري والاقتصادي والابداعي واللاارادي صارت خطوات تعبوية وتكافلية.
 والثوابت السياسية, والمسلمات الفكرية, المتحجرة صارت مفاصل ونوابض تاريخية. والطروحات العشائرية والقبلية والعصبية العائلية والطائفية والامراض الاجتماعية صارت مادة هلامية للاستهلاك المحلي والمسلسلات التلفزيونية.
والتناقض التاريخي بين الشكل والمضمون والظاهر والباطن تجاوزناه كالمادية الجدلية او الجدلية المادية وغيرها من طروحات المنظومة الاشتراكية.
اما الشطط المحتمل والانفعالات الاتية والاحتمالات غير المتوقعة في مشروعنا النهضوي فقد تمت عولمتها وصارت كلها تحت السيطرة ورهن الاشارة والاستخدام.
  اما الاساطير والتمائم والخزعبلات والموروثات والاهازيج الشعبية والاغاني الريفية فقد تمت ادلجتها وصارت اغنيات ديالكتيكية  ثم عندك اهم شيء الارهاصات....
  فكل الارهاصات والمخاضات الجماهيرية والاحلام الطوباوية والذكريات والاماني الطفولية والمدرسية صارت كتبا وافلاما والحانا موسيقية وقصائد جدارية ولوحات زيتية ومائية ومناقشات ومساجلات يومية تصل الى حد الضرب والتشابك بالايدي في المقاهي والاماكن العامة.
باختصار:
  معنا التجار والمقاولون، والمتعهدون، وكبار المدراء، واصحاب الشركات ورجال الاعمال.
ومعنا الطلاب والعمال، والرياضيون، والفلاحون، والموظفون والمتقاعدون.
والاطباء والمرضى، والمعيدون والمخبريون، والنقابات المهنية والطبية، والصيدلانية.
والقضاة والمتهمون والمحامون والمحضرون وسجناء الحق العام والخاص.
والحدادون، والنجارون والسباكون والخياطون، والحلاقون، والمطهرون، والصحافيون والخطاطون، والدباغون، والبدو الرحل، والحضر والغجر والمنجمون.
وعمال البحر والمرشدون والحمالون. وباعة المحروقات واوراق اليانصيب، والباعة المتجولون، والمتبطلون والمتسكعون.
 وكبار علماء النفس واللغة والاجتماع, والفلك، والذرة، والطبيعية وما وراء الطبيعة.
ومعنا رجال الدين والواعظون، والناصحون والمقرئون، والمرتلون والمنشدون والمبتهلون.
وعلماء الاثار والمستحاثات.
  والمقيمون والمغتربون والبعثات التجارية والاقتصادية والطبية والرياضية والاعلامية وكل مندوبي شركات الاستيراد والتصدير والاعلان.
ولجان حقوق الانسان والجمعيات الخيرية والمبرات الانسانية واليونسيف والاونروا، واللاجئون والنازحون والوافدون والمهجرون واليتامى والارامل وابناء السبيل.
والاهم من هذا كله.
معنا المطربون والملحنون، والمستمعون، والموزعون، والمذيعون.
والكتاب والمسرحيون الواقعيون  والاشتراكيون والغنائيون والمحافظون والعلمانيون, والطوباويون، والوجوديون،والعدميون، والنرجسيون، والسرياليون، والغرائبيون، والانفلاشيون، والانطوائيون، والبرغماتيون، وفلاسفة الصوامع والكهوف والغابات وكتاب اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية.
  ثم معنا المقاومة الفلسطينية والافغانية والشيشانية ووعود من الالوية الحمراء وثوار الباسك ونمور التاميل. ثم كل هذه الطوابير المتلاطمة في الاسواق التجارية والشوارع والحدائق والمؤسسات والدوائر الخاصة والعامة.
كل تلك القوى الرابضة امام شاشة التلفزيون من الصباح الى المساء.
باختصار معنا كل فئات الشعب وطبقاته شيبا، وشبانا ونساء واطفالا، وغيرها من القوى المنظورة وغير المنظورة في كل ماكن.
ومعنا حالة الطقس ايضا!!
السفير والمخابرات مع من؟
(انتهى)
_________________________________


بوش يكافىء القذافي... بـ"سيف الإسلام"

النهار – الثلاثاء 20 ك1 – 2003
بقلم: عبد الهادي محفوظ

تسعة أشهر من "الديبلوماسية الهادئة" بين واشنطن ولندن من جهة، وطرابلس الغرب من جهة أخرى، انتهت بإعلان الرئيس الليبي معمر القذافي عزمه على تدمير مواد أسلحة الدمار الشامل وتجهيزاتها والتخلي عن البرامج المتعلقة بالأسلحة الخطرة الممنوعة.
ومهما قيل في أن خطوة القذافي أتت في "سياق طبيعي" يندرج في "تعويض ضحايا لوكربي"، وفي المساعدة على الإفراج عن الرعايا الغربيين في الفيليبين، وفي "الابتعاد المدروس" عن الجامعة العربية في اتجاه افريقيا، وفي تطبيع العلاقات مع بعض أطراف المعارضة الليبية... مهما قيل فإن هذه الخطوة تقع أساساً في "لعبة المفاجآت" التي يتقنها جيداً الرئيس الليبي والتي شكلت سمة من سمات "عهده" التي جعلته اللاعب الوحيد حيث غاب عن المسرح السياسي أكثر شركائه في "الثورة الليبية" ليأخذ دورهم نجله سيف الإسلام الذي درس العلوم السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة الأميركية وتأثر بمفاهيم الليبيرالية الأميركية، ونجح في تقريب أستاذه الجامعي الدكتور شكري غانم من والده الرئيس فسماه رئيساً للحكومة قبل سنتين وهو صاحب الأطروحة الجامعية "ليبيا على أبواب القرن الحادي والعشرين" حيث لا تخفى حماسته للخصخصة والانفتاح والقطيعة مع إرث اللجان الثورية.
ست سنوات ونجل القذافي يروج لأفكار الانفتاح، ويتجول بين العواصم الغربية، لندن وباريس وروما وواشنطن وبون مبشراً بالتغيير المقبل على ليبيا. ونجح الابن أولاً في انتزاع ثقة والده وأصبح ممثله الديبلوماسي الأساسي لدى الغرب الأميركي والأوروبي. وهكذا قبل تسعة أشهر مهّد سيف الإسلام لحوار بين واشنطن ولندن وطرابلس الغرب، ونقل نية والده الخلاص من أسلحة الدمار الشامل، ورحب البيت الأبيض بالأمر إذ رأى في ذلك ما يخدم استراتيجيته الأمنية حول أسلحة الدمار الشامل. وإذا كانت المفاوضات قد بدأت في آذار الماضي وتوجت بزيارتين لخبراء أميركيين وبريطانيين إلى ليبيا: الأولى في تشرين الأول،  والثانية في كانون اول، فإنها أفسحت المجال أمام خطوة القذافي التي جاءت في توقيت يعطي دفعاً غير عادي لسياسة الرئيس الأميركي جورج بوش في الشرق الأوسط. فهذه الخطوة لا يفهمها المراقب السياسي إلا كنتيجة لتداعيات الحرب الأميركية على العراق. ومن هنا الترحيب الشخصي المباشر للرئيس  جورج بوش بخطوة القذافي. فسيد البيت الأبيض بعد سقوط النظام العراقي اتجه إلى تكييف أهدافه في المنطقة مع المتغيرات الناجمة عن بروز عنصرين متلازمين: المقاومة العراقية  وعدم اكتشاف أسلحة دمار شامل عراقية. وهذا التكييف أخذ منحى الربط بين الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل. وقد جاء اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين وخطوة القذافي المفاجئة كنتيجة منطقية لهذا "التكييف" الذي يهمه أولاً استمرار تأييد الرأي العام الأميركي للسياسة الخارجية لما لذلك من انعكاسات إيجابية على الحملة الانتخابية للرئيس بوش، وثانياً نقل الإرباك لموقف فرنسا وألمانيا وروسيا. وتحويله في اتجاه دعم نسبي للولايات المتحدة في العراق وتحديداً في مجال خفض ديون بغداد قبل الوصول إلى صيغة "المشاركة النسبية" المشروطة في منافع الاستثمارات الاقتصادية والنفطية.
وفي معلومات ديبلوماسية أوروبية أن تعجيل خطوة القذافي ناجم عن خشية الرئيس الليبي من أن يفشي الرئيس العراقي السابق صدام حسين للمحققين الأميركيين "الاتفاق السري" الذي حصل بين الاثنين عام 1999 حين حمل علماء عراقيون في مجال الذرة "برامجهم" إلى طرابلس الغرب ووضعوا علمهم وخبرتهم في تصرف العقيد وقطعوا شوطاً بعيداً في هذا المجال مقتربين من إمكان صنع قنبلة نووية. لكن واشنطن لا تؤكد هذه المعلومات وإن يكن خبراؤها فوجئوا بقدرات ليبيا النووية. فواشنطن تعترف في الكواليس بالدور القاطع لسيف الإسلام الذي استطاع أن يضمن "سلامة" النظام الليبي ويوحي صدقية الالتزام أميركياً، وكانت النتيجة مكافأة أميركية من الرئيس بوش أعلن فيها "استعادة الرئيس القذافي ليبيا إلى الأسرة الدولية" ووعده بمساعدته اقتصادياً.
لا شك في أن الموقف الجديد للرئيس بوش من الرئيس القذافي ومن النظام الليبي يحمل في مضمونه "قطيعة" مع "الماضي الأميركي" الذي كان يرى في الرئيس القذافي "أميراً للظلام" و"ديكتاتوراً" لا علاج له كما روجت أدبيات الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان الذي اعتبر الرئيس الليبي "ظاهرة" معادية للسياسة الأميركية ولحقوق الإنسان والديموقراطية. وواقع الأمر في الموقف الأميركي الجديد أن ثمة براغماتية واضحة تغلب المصالح الأميركية وتحديداً النفطية منها على مضامين "الخطاب الأميركي" الذي يغلف هذه المصالح بعناوين التغيير والانفتاح والديموقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان. فأحد أسباب الانفراج الأساسية في العلاقات الأميركية – الليبية يبرز من الجانب الأميركي ضغوط شركات النفط التي تضررت في السنوات الماضية. وهكذا فإن المثال الليبي يمكن أن تفيد منه أنظمة توتاليتارية كثيرة.
وفي المقابل فإن "المعارضات السياسية" في هذه الأنظمة ستدرك أن واشنطن مستعدة لعقد مصالحة "مع الحكام في أية لحظة يقبل هؤلاء على "تنازلات" جوهرية.
ومع ذلك فإن من دلالات "الخطوة الليبية" غياب سياسة عربية واحدة تقرأ متغيرات السياسة الدولية ما بعد أحداث 11 أيلول. ولعل هذه الحقيقة هي التي تفسر عدم ربط الرئيس القذافي خطوته هذه بضغوط تمارسها واشنطن على إسرائيل في ما يخص ترسانتها النووية. وكل ذلك يدل على ضعف الوضع العربي بنيوياً، وقد تجلى ذلك في الآونة الأخيرة في القمتين المغاربية والخليجية. ومثل هذا الوضع ستكون له نتائج مباشرة تظهر في سعي كل نظام عربي إلى تحسين مواقعه الأميركية بمعزل عن الالتفات إلى أي قواسم وجوامع ومصالح عربية مشتركة.
أياً يكن الأمر فإن سيف الإسلام يفسر "الخطوات الليبية المتتابعة" بأنها استجابة لمنطق المتغيرات الدولية وبروز الولايات المتحدة الأميركية كدولة تتطلع لتكون "الإمبراطورية الرومانية الجديدة"، تضاف إليها حاجة ليبيا إلى تعددية سياسية وفكرية والإفادة من المنافع الاقتصادية والتكنولوجيا الأميركية، ومثل هذا التفسير يجعل منه "الوريث الشرعي" أميركياً لوالده الرئيس. وهذا ما لم يستطع إلى الآن توفيره الرئيس المصري حسني مبارك لنجله جمال.
إنما نجاح سيف الإسلام في "مبادراته الصامتة" المتعددة تبقيه متعثراً في "مبادراته الصامتة" المتعددة تبقيه متعثراً في ملف تغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر وصحبه الصحافي الأستاذ السيد عباس بدر الدين وفضيلة الشيخ محمد يعقوب. فإلى الآن لم ينجح في إقناع والده بكشف مسؤولية ليبيا، كما جرى في ملف لوكربي. فكل ما تطالب به عائلة الإمام هو كشف الحقيقة وإعلان الجهة الخاطفة ومعرفة مصير المخطوفين.(انتهى)
ــــــــــــــــــــــ


اما تعليق أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا  أسعد أبو خليل في عدد السبت ١٣ أيلول ٢٠٠٨   ل"لاخبار"
و موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com الذي كشف عن تاريخ تبادل العلاقات او الاتصالات فيما بين ليبيا و اميركا بدأ منذ اوائل التسعينات و انتقد العالم العربي بحكامه الفرعونيين و جاءت كالاتي:

العقيد القذّافي

   القذّافي يستقبل رايس في طرابلس الأسبوع الماضي (ناصر ناصر أ ب)حاولت أميركا أن تراوغَ وأن تناورَ وأن تزعمَ أن الاستدارة الليبيّة كانت من ثمار غزو العراق. كَذَّبهم المرشّح الأميركي الرئاسي السابق غاري هارت، وصرّح بأن الاستدارة الليبيّة بدأت منذ التسعينيات، عندما كان العقيد يخطب ويهذي ضدّ أميركا وإسرائيل، فيما كان يرسل ضباط استخباراته لاستجداء غفران أميركي وإسرائيلي
...ثم هناك العقيد، وأي عقيد. هذا الذي أتى إلى الحكم في زمن الانقلابات (كم كانت مسليّة تلك الحقبة، تنامُ على ظالم، لتصحو على خليفتِه ظالمٌ آخر) وأصبحَ من أقدم الحكّام في العالم قاطبةً. كان في البداية يريدُ أن يتمثّلَ بعبد الناصر، وكان يتمتّع برواية (قد تكون مُختلقة) عن وصفِ عبد الناصر له، بأنه يذكّره بشبابه. لكن العقيدَ أصيبَ بالصدمة عند وفاة عبد الناصر.
يروي عضو في الوفد اللبناني الرسمي للتعزية بعبد الناصر في ذلك الصيف المدلهم، أنّهم رأوا العقيد الشاب يهيمُ على وجهِهِ في شوارع القاهرة مصدوماً مفجوعاً. سرعان ما تخلّص العقيد من عقدةِ عبد الناصر، ليعاني عقداً أكبر وأصعب. مُتسلّط يريد أن يكون مفكراً ومُتسلّط آخر يريد أن يكون روائياً، ومتسلّط يريد أن يُحنَّطَ ليحكم مثل الفراعنة خالداً.
أراد العقيد أن يصبحَ مفكراً ومنظِّراً. كان يحيطُ نفسه بعدد من المثقفين العرب المطبِّلين له. كانوا يتوافدون زارافاتٍ زرافات إلى ليبيا في احتفالات الفاتح كما يتوافدون اليوم هم أنفسهم غالباً إلى مهرجان الجنادرية في مملكة القهر. كان الصحافيون يتقاطرون إلى ليبيا، والمقربون (الأولى بالمعروف) كانوا يحظون بلقاءات «فكرية» طويلة ومطوّلة. طبعاً، كانت مناقشة «الكتاب الأخضر» عنواناً للقاءات وحوارات وندوات ومؤتمرات لا يجمع بينها إلا الملل.
ترهاتٌ متلاحقة في ذلك الكتاب (الذي أراده نظريّة كونيّة ثالثة لم يسمع حضرتُه إلا بنظريّتين فقط) التي تدفع القارئ إلى التساؤل الملحّ: تحت أي تأثير كتبَ العقيدُ كتابَه هذا؟ كم من الورق بُدّدَ وأُتلفَ في الكتابة عن ذلك الكتاب الضحل؟ مؤلفٌ لواحدٍ من تلك الكتب في الإنكليزية قال لي: لا تتعجب لأنني كتبتُ هذا الكتاب، الذي بالكاد قرأتُه. لكن أتدري مقدار المبلغ الذي تلقيته مقابله؟
مراكز أبحاث موَّلها العقيد. كان المشرف على المركز يصرّ على أخذ نظرية العقيد على محمل الجد. هناك من كان يضغط ويشد بأسنانه لعدم الضحك عند حضور الندوات. ولكنك تلوم الذين كانوا يتوافدون (مثل جورج حاوي وإنعام رعد ومحسن إبراهيم وغيرهم) إلى ليبيا ليقنعوا العقيد (أو ليزيدوا من اقتناعه) بأنّه في مصاف ماركس ولينين.
لم يجرؤ أحد من هؤلاء على مصارحته بالحقيقة: إنّ خطاباته وحواراته تدخل في صنف هذيان المشعوذين. لم يهتم أحد من زوار احتفالات الفاتح بمفاتحة العقيد بأمر الشعب الليبي الواقع تحت ظلمه.
يتحدث في كتابه المضحك عن لجان ثوريّة وعن جماهيريّة وعن وعن...
جماهيريّة؟ لم يعلمْ أن كلمة جمهوريّة هي من الجذر اللغوي نفسه. أراد ويريد الفرادة، ولا يصيبه منها إلا قشورها. كان يستسيغُ صفة القائد العسكري، فنزع نحو البزة العسكرية المزركشة بالأوسمة والنياشين.
كانت البزة العسكرية تتناسب مع صفته كعقيد وكقائد ثورة. ليس هناك من يسأل أصحاب النياشين العسكرية في العالم العربي عن «أسباب التعليق».
هل هي إشاراتٌ للانتصارات أم لهزائم شنيعة ومتلاحقة؟ هل النياشين تعلّمُ في ما تعلّمُ هزائمَهم وهزائمَنا الشنيعة؟ هل هي للتذكير بهزائم 1948 و1967 والعراق و1982 وهلم جرّاً؟ أم إنّ النياشينَ والأناقة العسكرية هي للتعويض عن نجاحاتٍ في الميدان؟ لم يكن هناك من يقول للعقيد أو لأنور السادات أنهما بنياشينهما وياقاتهما المنشّاة بالغرور والصلف، يظهران مظهر كاريكاتورات الطغاة العسكريّين في الأفلام الأجنبيّة.
تاريخ من الهذيان وشراء الذمم
....الشهيد جورج حاوي (أرشيف)لم يكن هناك من يقول للعقيد إنّ لعبة لقب «قائد الثورة» باخت وشاخت. هؤلاء يبتذلون حتى الكلمات الجميلة السامية مثل الثورة والتحرير. لكن العقيد عاد وهجر الزي العسكري واختار الملابس الأفريقيّة المزركشة. لم يثبتْ في موقف إيديولوجي واحد، ولم يكن قادراً (ربما ذهنياً) على تبنّي عقيدة. وخطاباتُه وحواراتُه تدور في حلقاتٍ مفرغة، وتنمّ عن عقلٍ يعاني التشوّش والاضطراب المُقلق.
شخصيّة العقيد ليست جذّابة، وهي تذكِّر هنا بشخصيّة صدام. لماذا يظن حكامُنا أنهم بترويجهم لعبادة الشخصيّة يستطيعون خلقَ محبة الجماهير لهم؟ والعقيد مثله مثل صدام مُصابٌ بغرورٍ قاتل. لا يستطيع حتى في حواراتِه أن يلتزمَ آداب الحوار. عليك أن تعاني مونولوغاً طويلاً ومملّاً وقاتلاً، وفيه من الادعاء أكثر ما فيه من المعرفة أو الحكمة (التي تُؤخذ عنوةً أحياناً من أفواه... الطغاة). يروي واحد من اللبنانييّن الذين عرفوه في حقبة السبعينيات أنه يحتفظ بصور له في أماكن مختلفة في منزله الشخصي، أي إنه كان خاضعاً شخصياً ورسمياً لعبادة الشخصيّة التي يفرضها نظامه على شعبه.
لعب العقيد دوراً مهماً في الحرب الأهلية اللبنانية. هو مثل صدام حسين، يحاول أن يعوّضَ بالمال ما يفتقده من سحر جماهيري أو كاريزمي. هؤلاء مثلهم مثل رفيق الحريري أو من خَلَفَه في زعامة العائلة: لن يناصرَهم صبيّ في المحلّة لو نضبت ثرواتُهم. هجرت الصحافة العربية صدام حسين بمجرد أن توقّفَ عن الدفع بعد 1990. على عكس جمال عبد الناصر: كان يحظى بتأييد شعبي وإعلامي اتفقتَ معه أو اختلفت من دون دفوعات نقديّة.
ماذا سيحصل لأبواق الإعلام السعودي، لهؤلاء الدعائيّين اللبنانيّين الذين يملأون صحافة آل سعود بالتحيّة لملكِهم المعظّم، لو نضب النفط السعودي؟
ماذا سيحدث لمدائحهم لملك يستعصي الحرف العربي عليه؟
حاول العقيد أن يخلف عبد الناصر في قيادة ما كان يُعرف بالجماهير العربية: تلك الجماهير التي تتحرّك اليوم فقط اعتراضاً على رسوم كرتونية من الدنمرك من دون أن تحرّك ساكناً لحصار غزة الذي تفرضه كل الأنظمة العربية وإسرائيل.
أغدقَ العقيدُ الأموالَ على تنظيمات لبنانية مختلفة: بعضها شيوعي وبعضها قومي عربي، وبعضها الآخر عصابات للسرقة ولترويع الآمنين والآمنات. وأقام علاقة وثيقة مع أمين الجميل منذ السبعينيات، ولم تخفّ على مرّ السنين، لكن العلاقات مع أمين الجميل، كما هو معروف، مُنَزّهة عن الغرض لما يتمتّع به الرجل خصوصاً في سنواتِ حكمه - من نزاهة ونظافة كفّ يعرفها القاصي والداني وسامي مارون.
وكانت الحركة الوطنية اللبنانية معتمدة على دفوعات (بالملايين) شهريّة من العقيد. كان يرصدُ مبلغاً شهرياً للأمناء العامين لتنظيمات «الحركة الوطنية اللبنانية» (وبعض تنظيمات المقاومة الفلسطينيّة). لم يسألْ أحد عن تلك المبالغ، لكن تأثيرَها كان بالغاً. كان وديع حداد واعياً لخطورة المال السعودي في إفساد حركة «فتح»، وقد خطّط لعمليّة فيينا لاستهداف ذلك الوزير الذي عَرّف ياسر عرفات على الملك فيصل (يُراجع كتاب غسان شربل الجديد، «أسرار الصندوق الأسود»). وقياساً، يمكن النظر إلى خطورة تأثير المال الليبي على ثوريّة «الحركة الوطنية». لم تكن «الحركة الوطنية» تعرف كيف تنفقُ المالَ المُتدفّق. تحوّلت، مثلها مثل «فتح» ومنظمة التحرير، إلى بيروقراطيّة هائلة تتنافى مع ضرورات الثورة والتغيير الجذري. انتقلت الحركة الوطنية من حركة شارعية شعبيّة إلى حركة تُقلّد إدارات الدولة اللبنانية. انتقلت إلى مبنى هائل في منطقة الكولا. كنتَ تدخل إلى المبنى لترى رجالاً (النساء كنّ مغيّبات إلى درجة كبيرة في تلك التجربة) في مكاتب فضفاضة، منشغلين باجتماعاتٍ لا تنتهي.
كان المطلوب عدم تغيير الواقع الراهن في أرض التماس، وكانت ليبيا تحرص على ألا تشطَّ الحركة نحو الثوريّة. وكان المطلوب أيضاً أخذ خواطر العقيد على محمل الجد. تقرأ الصحافة العربية هذه الأيام لتتبيّن الأقلام عينها. الذين تخصصوا في مديح صدام والقذافي، أصبحوا متخصِّصين في مديح خادم... المصالح الأميركية الأمين. ماذا تقول عن الذين يهجون بأمر ويمدحون بأمر أميري؟ صحافة التكسّب استفاد منها العقيد. كما أفسد المال السعودي المقاومة الفلسطينية، فإن المال العراقي والليبي أفسد «الحركة الوطنية اللبنانية» وجبهة الرفض الفلسطينيّة التي كانت واعدة عند انطلاقتها. ويمكن الفصل في تاريخ الكرم القذافي عام 1982. علم العقيد أن نقمة عارمة واجهت كلامه الأحمق عندما دعا المُحاصرين في بيروت إلى الانتحار. وهناك من يقول إن العقيدَ نقمَ كثيراً على متلقّي أمواله من اللبنانيين لأنه اكتشف أنه ليس محبوباً في لبنان، وأن صورَه لا تملأ الجدران. عقدة عبد الناصر مرة أخرى.
والعقيد لم يكن ملتزماً أيديولوجياً أو منسجماً عقائدياً في عطاياه. كان يغدق الأموال على تنظيمات يساريّة ويمينيّة على حدّ سواء حول العالم. المهم هو الترويج لنفسه ولـ«نظريّته» الثالثة من جانب من يبدي استعداداً لذلك. وكان يجزل العطاء على معارضي خصومه الإقليمييّن والدوليّين، وهو في هذا مثل آل سعود وصدام حسين.
المواجهة مع ريغان غيّرت العقيد. عبّر عن خيبة أمل لغياب الاهتمام العربي به وبقضاياه. قلّ زوارُه، وإن واظب أمين الجميل وجورج حاوي على زيارته في الملمّات. أما الاتحادات الاشتراكية والتنظيمات الناصريّة التي كانت ترفع صورَه وأخضرَه فتفرقت أيدي سبأ، بعضها انضوى في إطار تيار «المستقبل السلفي». والعقيد لم يتمتع بعلاقات ودّ مع الاتحاد السوفياتي لأنه رأى في ذاته مفكراً أهم بكثير من ماركس ولينين. كما أن تقلباتِه باعدت بينه وبين الاتحاد السوفياتي حتى في سنوات العزّ. وتجاربه الوحدويّة باءت بالفشل. وما من وحدة دخلها إلا تحوّلت نكتة شعبيّة. وحدات، الواحدة تلو الأخرى، بعضها اندماجي وبعضها الآخر كونفدرالي، وبعضها الأخير غير واضح المعالم. يتنقّل بخفة وهزل بين الوحدوية والجهويّة كما يسمونها في المغرب العربي وبين الدعوة الأفريقيّة، مع أن الكتاب الأخضر يتضمن كلاماً عنصريّاً بحق السود استقاه العقيد من خطاب الرجل الأبيض الاستعماري. قد تكون خيبة العقيد سياسية، ولكنها شخصية أيضاً. طموحاتُه لم تتسعْ لحدود ليبيا: أراد العالميّة، على طريقة عمر الشريف. ظنّ أنّ تنظيمات صغيرة تملك عدداً من القنابل والرشّاشات قادرة على مطّ نفوذه وتأثيره. ارتكب بعضها من المرتزقة، على طريقة «فتح المجلس الثوري»، جرائم لحسابِه، على ما يُقال. لا اليسار قبضه، ولا القوميّون العرب حتى ممن تلقّى ملايينه قبضه. يمكنك أن تأخذَه على محمل الجدّ إلى أن تستمع لخطبِه وحواراتِه المونولوغيّة.
لا يكفي أننا ابتلينا بطغاة في طول العالم العربي وعرضه، بل نعاني نسقاً ثقيل الوطأة من الطغاة. يتسم طغاتُنا بثقل الدم، فضلاً عن مواهب خلّاقة في الطغيان وتعذيب المعارضين. كان طغاة أميركا اللاتينيّة أقل نزقاً وأحياناً أظرف من طغاتِنا. فيلم «الموز» لوودي آلن الذي يسخر من أنظمة الطغيان الثوري الذي يلي الطغيان اليميني يُصوّر حب النياشين والألقاب. القذافي كان نسينا أنه لا يزال يحكم من طراز مختلف. يصرّ على أنه لا يحكم في ليبيا، وأنه مجرّد «قائد» للثورة. كم أستسهلها كلمة ثورة في العالم العربي. حتى صائب سلام وهو من عتاة الرجعيّة وسبق آل الحريري في خدمة آل سعود أطلقَ شعار «الثورة من فوق» ودشّنها بإطلاق النار على عمال معمل غندور المُضربين.
لكن العقيد في ورطة هذه الأيام. فإعلام صدام الذي كان يكنّ له بعض الودّ، أو الحياد، مع أن الطاغيتيْن لم يتحابّا، توقّف عن الصدور، أو «تحوّل»، مثل مجلة «الوطن العربي» الباريسيّة، التي أيّدت الغزو العراقي للكويت في آب 1990 وعادت وعارضته بشدّة بعد نحو شهر عندما جال خالد بن سلطان على دور الصحف العربيّة مشترياً ومستأجراً.
أما الإعلام العربي اليوم، فهو خاضع بمجمله لآل سعود وآل الحريري وتوابعهم وشركائهم. وعندما وقعت الواقعة بين القذافي والملك عبد الله، صدرت الأوامر؛ بدأ الإعلام السعودي، وخصوصاً ذلك الذي يدّعي الليبرالية، بهجاء القذافي. كيف يجرؤ زعيم عربي على مهاجمة خادم الحرميْن (والملك السعودي لا يتوقف عن خدمة الحرميْن، حتى عندما يستدعي قوات خاصة فرنسية لقمع حركة تمرّد، كما حدث عند «التعامل» مع حركة جهيمان العتيبي أي إن القوات الخاصة الفرنسية ساعدت الملك السعودي آنذاك في خدمة الحرميْن)؟ وحازم صاغيّة، عميد اليساريّين العرب السابقين، يتنقّل بين نقد النظام السوري ونقد النظام الليبي. والأمير خالد بن سلطان يسمح يا للحرية الإعلامية بانتقاد بشار الأسد والقذافي. وعبّر صاغية أخيراً عن أسفه لأن النظام الليبي لم يُقلب بعد.
ضرب أخماساً بأسداس حسرةً وحزناً. ويمكن أن تكتملَ فرحة صاغية إذا تغيّرَ النظام في سوريا (عبر انتقال الحكم فيه إلى رفعت الأسد مثلاً) وفي ليبيا (عبر جبهة من الإسلاميّين المدعومين من أسرة السلفيّة الوسطية التي ينادي بها خوفاً من سلفيّة أشد خطراً). عندها فقط تسود الحرية والديموقراطية والمساواة في العالم العربي كلّه. من حقه، ومن حق الليبراليّين العرب، أن يحلموا بعالم عربي يسيطر عليه بالكامل آل سعود. عندها فقط يكتمل عقد التحرير، وتكسرُ المرأة العربيّة قيدَها.
لكن العقيد سبقهم أو لحقهم. عرفَ أصول اللعبة أكثر من غيره. هو، خلافاً لذلك المثقف العربي الذي دعا أمام جمهور في مؤسسة واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أي الذراع الفكرية للوبي الصهيوني، كلّ الشعب العربي إلى «تشرّب» عقيدة بوش، توصّل إلى اكتناه المعادلة التي تجعل من دولة ما حليفاً مُكرّماً لدى الإمبريالية الأميركيّة.
الزعيم المُنصّب الذي كان يطلق الشتائم في حق أميركا ويقود الجماهير المغلوبة على أمرها في هتافات حماسيّة ضدها، تيقّنَ أن التحالفَ مع أميركا لا يتناقض مع المحافظة على ذلك النموذج الفريد في شعاراتِه وألفاظِه من التسلّطيّة.
حافظ على جماهيريّته، مقابل الانصياع الكامل لأميركا. تقول مقالاتٌ صحافية أميركية إنّ العقيد سمحَ لوفود عسكريّة واستخباراتيّة أميركية بالتجول في أكثر المواقع سريةً في البلاد. وتطوّعَ لأن يصبحَ مُخبراً عن التنظيمات التي كان يدعمُها بالمال والسلاح.
لم يشك العقيد لحظة برياء الخطاب الأميركي عن الحريّات والديموقراطية. رأى ذلك المشهد للرئيس الأميركي يمشي يداً بيد مع الملك السعودي. تشجّع على المضي في الانضمام إلى الحلف المتسع لوكلاء الدولة العظمى. لا حلفاء حقييقيّن لأميركا، إذ إنها تسمح فقط بوجود وكلاء، باستثناء نادر الحريري وأمين الجميل اللذيْن تكنّ لهما الإمبراطورية الأميركية كثير الاحترام والتقدير.
يجب أن لا نبالغ في فرادة العقيد. فكل طاغية عربي حالة فريدة في ذاتها. هناك رئيس أبدي ينفي أنه يعدُّ ابنَه للرئاسة في الوقت الذي يعدّ ابنَه لخلافتِه. الكل يريد إنشاء سلالة حاكمة، على غرار آل سعود وآل الحريري. والطريف في الحالة الليبيّة أن أبناء العقيد يتناتشون الخلافة قبل أن يبدأ الصراع عليها رسميّاً، وهم في ذلك يقتفون أثر ابنيْ هارون الرشيد؛ فسيف الإسلام القذافي يتصادم، على ما روت مجلة «الإيكونوميست» الرصينة، مع أخيه المعتصم القذافي الذي يسيطر على أجهزة الأمن.
يريد سيف الإسلام أن نراه ديموقراطياً، كما أصبح سمير جعجع ديموقراطياً. لمَ لا؟ لكن العقيدَ منصرفٌ إلى ما هو أهم. فقد حاز لدى قبائل أفريقيّة مأجورة لقب «ملك الملوك». أي إن الضابط الذي قاد انقلاباً ضد الملكية تحوّلَ إلى ملك الملوك (وهي ترجمة لكلمة شاهنشاه الفارسيّة). وقد ينتشر اللقب في أرجاء العالم العربي فتنعم المنطقة ببحر من ملوك الملوك. إنه عصرٌ جديد، فلننعم به ونفتخر.(انتهى)
____________________________


القذافي يحذر الغرب من استفزاز روسيا
استفزاز روسيا

بقلم الزعيم الليبي معمر القذافي في: 24-4 -2009 وكالة نوفوستي

   و لنعرض هنا المزيد من تناقد العقيد القذافي سننشر فيما يلي ما كتبه عن روسيا و الاتحاد السوفييتي و اعجابه بالفكر و الثقافة الروسية التي بالفعل تستحق التقدير لكن نتساءل هنا هل يعلم و يدرك فعلا المفكرين الروس و رواد الادب الروسي؟هذا لنبرهن و نؤكد لقدرة القذافي على سرعة تنقله بسرعة من اليمين الى اليسار و العكس صحيح و كأنه بهلوان او راقص بارع يرقص على جميع الانغام لا سيما الموسيقى الحديثة و السريعة الايقاع او البث على كل الموجات .ترى هل هو فعلا نبي هذا العصر لقدرته على الجمع و التعامل مع الاضداد و توجيه سفينته كيفما هبت الريح.... ربما لانها قابعة في مرفئها و لكنه لا يعلم ذلك.

لقد كانت روسيا هدفا لكل توسُّع غربي في اتجاه الشرق ، ووجهت كل قوى الغرب دائماً جيوشها نحوها.
 ففي بداية القرن التاسع عشر اجتاح نابليون العديد من البلدان الأوربية وصولا إلى روسيا الغنية بثرواتها من الفحم والحديد والنفط والغاز والذهب...الخ.
 وكذلك فعل هتلر في الحرب العالمية الثانية موجها جيوشه الضخمة صوب روسيا أيضا لنفس الغرض.
 ويسير حلف الناتو اليوم على خطى نابليون وهتلر للوصول إلى روسيا، فسعى إلى استغلال الفراغ الذي تركه تفكّك الاتحاد السوفيتي ، واستثمار ما أعلنه الغرب انتصارا في الحرب الباردة على المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي، وما اعتبره إنجازا تاريخيا في هزيمته واندحاره ، ويحاول بجدٍّ لو استطاع ضم كل البلدان المكونة للاتحاد السوفيتي سابقا والمطوقة لروسيا من وسط آسيا إلى البحر الأسود إلى البلطيق، بعد أن ضمّ أغلب بلدان المنظومة الاشتراكية سابقا المحاذية لها، وهو ما اعتبرته روسيا استفزازا خطرا وتطويقا لها من جميع الجهات، وهو في الواقع كذلك بوضوح تام، فبعد تدمير وتفكيك يوغسلافيا واستكمال ربط الحلقة المفقودة في سلسلة الناتو بدأ تطويق روسيا.

إن روسيا ليست قوة يمكن حصارها وتطويعها وقهرها وهزيمتها بسهولة، وفي التاريخ القريب والبعيد ما يشهد على ذلك، فهي تمتلك أكبر مخزون من الأسلحة النووية في العالم يُقدّر بحوالي 16000 رأس نووي، تطلق من صوامع أرضيّة و من غواصات ومن قاذفات إستراتيجية تنفرد روسيا بملكيتها من بين كل دول العالم. و تعوّض بترسانتها النووية الرهيبة أو ما تسميه بِـ الثالوث النووي ، وهو الصواريخ الإستراتيجية والقاذفات الإستراتيجية والغواصات القادرة على حمل أسلحة نووية  عن أي نقص في قوتها العسكرية التقليديّة من حيث التدريب والتعبئة والتحضيرات السوقية. إننا ندعو من موقع حرصنا على السلم العالمي ألاّ يتم الزّجّ بالبشرية في مغامرات جديدة تعرضها للإبادة والدمار هذه المرة، و ليس كما حدث في الحرب العالمية الأولى و الثانية.

 إن استفزاز روسيا ومحاصرتها يهددان السلام العالمي وينذران بحرب نووية جديدة وشاملة ليست ضرورية، خاصة وأن أمريكا اعتمدت في أحيان كثيرة على معلومات ملفَّقة وتحليلات غبية وساذجة وآراء قاصرة وجزئية ومغرضة.

فهل كان الغرب يتوقع عندما تحمس لاستقلال كوسوفو أن تصل حمى المطالبة بالاستقلال إلى أبخازيا و أوسيتيا الجنوبية ؟!! وأن التحليلات التي أدت إلى وَرطة الأمريكيين في العراق بُنيت على معلومات ملفَّقة وغير موثوقة قدّمها عملاء هاربون من وطنهم طمعاً في كسب عطف المخابرات الأمريكية.
 إن استمرار حلف الأطلسي وتوسيعه لم يعد له من سبب بعد تفكّك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة ، اللهم إلا احتلال روسيا ثم بقية العالم . إن لأمريكا - كأي بلد في العالم - الحق في الدفاع عن نفسها ، ولها حق المطالبة في التمتّع بالسلام الدائم ، ويتيح لها موقعها الجغرافي البعيد بين المحيط الأطلسي شرقا والمحيط الهادئ غربا وبين المحيط المتجمد شمالاً ودويلات صغيرة في أمريكا الوسطى والجنوبية لا تشكل خطرا على أمنها وسلامتها جنوبا، أن تكون بلدا آمنا للمهاجرين واللاجئين بعيدا عن صراعات وطموحات قارات العالم القديم، وتستحق آنئذ أن تستضيف مقر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، باعتبارها دولة كونية ساهمت في تكوينها وازدهارها كل شعوب الأرض، وأنها دولة محايدة .
 أما أن تصبح أمريكا كما هي اليوم، طرفا في كل عدوان في العالم فذلك ما يهدد الاستقرار والأمن والسلام العالمي ، و يُشكّل خطراً على أمريكا ذاتها. إن أمريكا يجب أن تعود إلى "مبدأ مونرو" الرئيس الأمريكي الخامس (1817 - 1825) : "عدم التدخل في المشكلات أو العلاقات مع أوروبا وعدم مد الدول الأوربية لنفوذها الاستعماري تجاه أمريكا". و تعميم هذا المبدأ ليشمل عدم التدخل في كل دول العالم .
 كما أن أوروبا يحق لها أن تكون قوة سياسية واقتصادية وعسكرية ، لتشكل كيانا سياسيا واقتصاديا وعسكريا مستقلا خاصا بها ، وتكون قطبا جديدا في توازن السياسة الدولية .
 ويترك لروسيا كقوة أخرى تاريخية و صاعدة حرية تشكيل قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية للدفاع عن نفسها.

 ويمكن لأوروبا الموحدة ألاّ تربط نفسها بأمريكا البعيدة. وأن تكون عازلا استراتيجيا بين أمريكا وروسيا. وأن يكون المحيط الأطلسي كذلك عازلاً بين أوروبا و أمريكا، و تستفيد من ثروات روسيا من الغاز والنفط وغيرها. فروسيا هي الشريك الديموغرافي لأوروبا وليس القارة الأمريكية. لو قدّرت أوروبا مصالحها لربطت نفسها وديّاً مع روسيا، و ليس مع أمريكا. إلاّ إذا كانت الدوافع عرقية أو خضوعاً للاحتلال الأمريكي لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية كأمر واقع!
إن الغباء والطمع والطيش وسوء تقدير الموقف ستورّط البشرية في حرب وكارثة أخرى لن يكون فيها من يجني الأرباح هذه المرة؛ لأنها ستكون حربا نووية شاملة بين أطراف تمتلك أسلحة لا تبقي ولا تذر.

ليعلم العالم أن روسيا ليست الاتحاد السوفيتي. وهو فارق مهم للغاية ألفت انتباه العالم إليه، الاتحاد السوفيتي إمبراطورية واسعة تحوي قوميات، بل أمماً تاريخية فُرض عليها الاتحاد السوفيتي فرضاً، و كان يُدافع عن أيديولوجية عقائدية ظهر الآن أن شعوب الاتحاد السوفيتي لم تكن مؤمنة بها، بل حتّى قادة الكرملين أنفسهم لم يكونوا كذلك. أمّا روسيا الآن فسوف لن تُدافع عن أيديولوجية سياسية أو اقتصادية أو فلسفية، بل ستُدافع عن القومية الروسية و الأمة الروسية ... و وجود روسيا ذاتها ؛ لأنه عندما سقطت أيديولوجية الاتحاد السوفيتي الماركسية لم تسقط الأمم، بل سقطت الأيديولوجيا. أمّا أمم الاتحاد السوفيتي فموجودة، بل رحّبت حتّى بسقوط الاتحاد السوفيتي و أيديولوجيته!! ماذا تبقّى الآن؟ تبقّى وجود الأمة الروسية، الذي لا يُسمح بسقوطه، والذي إذا سقط انتهت الأمة... حريتها وحياتها ووجودها، وهذا دونه الموت بدون مناقشة.
إن عدم تقدير الموقف ... وعدم أخذ الدروس المستفادة من مواجهة الاتحاد السوفيتي و نهايته هما انتحار... المناورة التي اتُّبعت في الماضي قاتلة لأصحابها إذا كرّروها مع روسيا اليوم. إن ما كان مجدياً من سياسات إمبريالية ضد الاتحاد السوفيتي يكون قاتلاً إذا مورس ضد روسيا الآن.(انتهى)
(هذا النص لم يخضع لاي تعديلات)

_______________________________


 11-6-2009 القدس العربي

وصول القذافي إلى ايطاليا في زيارة تاريخية
واتهامات حقوقية لروما وطرابلس بخرق حقوق اللاجئين والمهاجرين

   (أ.ل)- وصل الزعيم الليبي معمر القذافي الأربعاء إلى روما في زيارة تاريخية هي الأولى له إلى سلطة الاستعمار السابقة وتجري وسط حراسة أمنية مشددة.
   واستقبل رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الزعيم الليبي في مطار تشامبينو في روما، حيث يأمل في تحويل هذه الزيارة إلى نجاح دبلوماسي بعد هزيمته في الانتخابات الأوروبية اثر سلسلة من الفضائح التي طالته.
   وسينصب القذافي خيمته في أضخم الحدائق العامة في روما، وهي حديقة فيلا دوريا بامفيلي.
    وتأتي هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام بعد توقيع اتفاق بين البلدين في آب/اغسطس 2008 لتصفية حسابات ثلاثين عاما من الاستعمار الايطالي لليبيا (1911-1942).
   وفي سياق آخر، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق لإنسان ليبيا وإيطاليا بتنسيق الجهود فيما بينهما لمنع المهاجرين في القوارب من المغادرة أو التماس اللجوء، معتبرة أن معاهدة الصداقة الإيطاليةـ الليبية التي يحتفل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالتصديق عليها مع المسؤولين الايطاليين في روما الأربعاء، أسفرت عن تسيير دوريات بحرية مشتركة تخرق حقوق اللاجئين والمهاجرين.
   وقالت المنظمة إن إيطاليا قدمت إلى ليبيا في مايو/أيار الماضي ثلاثة قوارب دورية ووعدت بمنحها ثلاثة قوارب أخرى ومساعدتها على إعداد نظام رادار لمراقبة الحدود الصحراوية الليبية، مشيرة إلى أن ليبيا ليست دولة طرف في اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين ولا يوجد فيها نظام للجوء ولديها سجل بائس بمجال انتهاك حقوق المهاجرين وإساءة معاملتهم لدى القبض عليهم أثناء محاولتهم الفرار من أراضيها باستخدام القوارب، ولا يمكن اعتبارها على نحو جدي شريكاً في أي مخطط يزعم أنه يستهدف حماية اللاجئين.
   وأضافت المنظمة أن روايات المهاجرين الذين تم اعتقالهم جراء محاولة مغادرة ليبيا تثير تساؤلات عديدة عما إذا كانت الأنشطة الليبية لمنع خروج المهاجرين بتشجيع وتمويل من إيطاليا تنتهك حق الفرد في مغادرة أية دولة يشاء (العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، مادة 12) والحق في التماس اللجوء (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مادة 14).
   ورأت أن إعادة إيطاليا الأشخاص إلى ليبيا من دون إجراءات قانونية، ترجح احتمال نكثها أيضاً بالتزاماتها بموجب القانون الدولي بعدم إعادة أي شخص إلى مكان تتهدد فيه حياته أو حريته (اتفاقية اللاجئين، مادة 33) أو حيث قد يواجه خطر المعاملة اللاإنسانية أو المهينة (مادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان).
   وأشارت إلى أن السلطات الإيطالية أعادت نحو 500 مهاجر وملتمس لجوء وسحبت قواربهم إلى ليبيا منذ فرضها لسياسة التوقيف والإعادة من دون إجراءات قانونية سليمة بحق المهاجرين.
   وقال مدير برنامج سياسات اللاجئين في هيومن رايتس ووتش بيل فريليك إن رئيس الوزراء الايطالي سلفيو بيرلسكوني والزعيم الليبي معمر القذافي سيبنيان اتفاق الصداقة بينهما على حساب أفراد من بلدان يعتقدان أنه يمكن الاستغناء عنهم، في إطار صفقة قذرة أكثر منه اتفاق صداقة، تمكن إيطاليا من إلقاء المهاجرين وملتمسي اللجوء على ليبيا ومن الالتفاف حول التزاماتها.


 القذافي يتهم امريكا بالارهاب ويشكو عدم مكافأته بعد نبذ أسلحة الدمار الشامل

12/06/2009 رويترز القدس العربي

اتهم الزعيم الليبي معمر القذافي امس الخميس امريكا بالارهاب، وقال خلال اول زيارة له لايطاليا ان العالم لم يكافىء ليبيا على تخليها عن طموحاتها لامتلاك اسلحة الدمار الشامل.
وقال القذافي لأعضاء مجلس الشيوخ الايطالي ان بلاده لا تقبل العيش في ظل الصواريخ العابرة للقارات والاسلحة النووية وهذا هو السبب الذي دفعها الى تغيير مسارها.
وأضاف أنه كان يأمل أن تكون ليبيا نموذجا تحتذي به الدول الاخرى لكن بلاده لم تحصل على اية مكافأة من العالم.
وتحسنت علاقات ليبيا التي كانت منبوذة ومتهمة برعاية الارهاب في السابق مع الغرب منذ تعهد القذافي بالتخلي عن السعي لامتلاك اسلحة دمار شامل. ورفعت عنها العقوبات الدولية في عام 2003.
وتعتبر ايطاليا التي اعتذرت العام الماضي عن الفظائع التي ارتكبتها اثناء احتلالها لليبيا في الفترة بين عامي 1911 و1943 في طليعة دفء العلاقات الدبلوماسية وتحصل حاليا على ربع حاجتها من النفط من ليبيا اضافة الى ضخ اموال ليبية مؤخرا في شركات ايطالية.
لكن القذافي احتفظ بلهجته المتحدية ووصل الى ايطاليا الاربعاء وهو يعلق على صدر زيه الرسمي صورة لعمر المختار بطل المقاومة الذي شنقه المحتلون الايطاليون في عام 1931.
وعرض التلفزيون الايطالي امس الخميس فيلم 'اسد الصحراء' الذي صور في عام 1981 عن عمر المختار وكان ممنوعا في ايطاليا حتى الآن.
وسيحضر القذافي الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي قمة مجموعة الثماني في ايطاليا الشهر القادم مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما. وانتقد الزعيم الليبي أيضا الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.
وقال القذافي في خطاب امام مجلس الشيوخ الايطالي ان العراق كان حصنا ضد الارهاب في وجود صدام حسين حيث كان تنظيم القاعدة لا يستطيع التسلل اليه لكنه الآن بسبب الولايات المتحدة اصبح حلبة مفتوحة وهو ما يفيد القاعدة.
وقارن بين الضربة الجوية الامريكية على طرابلس في عام 1986 التي قتلت فيها احدى بناته وبين هجمات القاعدة. وتساءل عن الفرق بين الهجوم الامريكي على المنازل الليبية في عام 1986 وبين الاعمال الارهابية لبن لادن. وقال إنه اذا كان بن لادن لا يملك دولة وهو خارج عن القانون فان امريكا دولة تحكمها قواعد دولية.
وقال انه ينبغي للعالم ان يتسع لمختلف الانظمة بما في ذلك ليبيا 'الثورية'، وتساءل عن الخطأ في كون كوريا الشمالية تريد ان تكون شيوعية او ان تصبح افغانستان في قبضة رجال الدين مشيرا إلى أن الفاتيكان دولة دينية محترمة لديها سفارات في كل انحاء العالم.


من خزعبلات القذافي: (أنيس منصور: الهرولة التي أغضبت السادات والملك حسين!)

الشرق الاوسط اللندنية: من مواضيع بن غازي
2 مايو 2005

مصحح-
  في القاموس: ان الهرولة وسط بين المشي والجري.. والحديث القدسي يقول في ما معناه: اذا اقترب مني عبدي مشيا جئت اليه هرولة ـ أي أن الإنسان إذا تقرب إلى الله خطوة اقترب الله منه خطوتين وأسرع..
    وقد غضب الرئيس السادات من كلمة (الهرولة) مرة، ومن الهرولة نفسها مرة أخرى. والملك حسين غضب منها أيضا.
   فعندما انشأ الرئيس السادات الحزب الوطني الديمقراطي انضم اليه كثيرون وبسرعة. فكتب الاستاذ الكبير مصطفى أمين يقول: لقد هرولوا.. أي اسرعوا.. أي اسرعوا بلا تفكير، وإنما هي المصلحة ومنافقة الرئيس. وغضب الرئيس السادات فلم يكن يتوقع ان يقولها مصطفى امين الذي اخرجه السادات من السجن تحت ضغط والحاح منا. فقد كان مصطفى أمين مظلوما تسع سنوات. ومصطفى أمين كان يتوقع أن يفرج عنه السادات ويعفو ايضا، ولكن السادات جعل الافراج صحيا! فلم يسعد بذلك مصطفى أمين!
   أما الهرولة الثانية، فقد كنا نصلي في داخل الكعبة برفقة الرئيس السادات والرئيس القذافي. وفي داخل الكعبة سمعت زعيقا، كأنه عيار ناري وبعده صمت تام. ولم افهم. عندما خرج السادات من الكعبة سألته: ايه يا ريس اللي حصل؟ فقال: الجدع القذافي أمسك يدي وقال نعاهد الله أن نناصر القضية الفلسطينية. شيء غريب! انه لم يدفع مليما واحدا لمساعدة الفلسطينيين رغم الحاحنا عليه ورغم ملياراته!
   ونزلنا نتوضأ بماء زمزم ثم رحنا نسعى بين الصفا والمروة.. ونحن في منطقة الهرولة كان القذافي ومن معه لا يهرولون وانما يتسابقون المرة بعد المرة.. وسبقونا بعدة اشواط.. وفي النهاية وقف القذافي ينادي بأعلى صوته «وين المرة» (المرأة).. ولم نكن نعلم ان السيدة حرمه معه.
  وفي السيارة إلى جدة لم يتبادل الاثنان كلمة واحدة. وفجأة توقفت عشرات السيارات في ظلام الليل، وانزعجنا تماما. وفي الصباح سألت الأمير فواز وكان أمير مكة عن الذي حدث، قال: انه حاول، ولم ينجح في إصلاح ما بين الرئيسين.. وفوجئ بان الرئيس القذافي يريد زجاجة كوكا. وهنا انفجر الرئيس بالضحك وقال: يا معمر نحن على مدى خمس دقائق من الفندق.. ولكن معمر أصر. وانطلقت السيارات تأتي بالكوكا التي بقيت في يد القذافي وهو يدخل الفندق!


  أما المرة الثالثة فهي في مؤتمر عمان، وقف السيد عمرو موسى وزير خارجية مصر يعيب على الاردن وغيره أنه (هرول) نحو التطبيع مع اسرائيل.. وغضب الملك حسين وقال: والله نحن لم نفعل الا هرولة وراء مصر.. ولا أكثر ولا أقل!
   وفي الصباح اشتركت في برنامج تلفزيوني مع د. عاطف عبيد، عندما فوجئنا بأن الملك حسين جاء وحده إلى التلفزيون الأردني ليؤكد ما قاله بالأمس وما قاله كان قويا!
   وكان موقف عمرو موسى كأنه اطلق قنبلة ولكن استطاع الملك حسين أن يجعلها قنبلة مرتدة. وكان الهمس واللمز ولم نعرف في ذلك الوقت ما الذي يمكن عمله.. فكان الوفد الإسرائيلي من رجال الصناعات، وكان هذا الوفد في مصر قبل ذلك بأيام وكانوا سعداء بالموقف الأردني.
   وفي مقال للاستاذ مأمون فندي ان حاسته الصحافية تشير إلى أن هناك هرولة عربية نحو التطبيع مع اسرائيل.. والذي يرجحه الاستاذ فندي اؤكد له انه حقيقة استنادا إلى معلومات دقيقة، فكأنهم يهرولون منذ مؤتمر عمان مرورا بكل مؤتمرات القمم العربية الاسرائيلية.     لماذا؟
   لان هناك كلمة قديمة وحديثة وهي: أنه لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، وانما مصالح دائمة!(انتهى)

________________________________________


أربعينية النظام الليبي: في الهدر والهذر  
 
فواز طرابلسي الأربعاء, 09 أيلول, 2009
 
ما سر استمرارية الأنظمة العربية؟ بل ما أسرارها؟


يستحق الموضوع وقفة تأمل. خصوصاً أن منطقتنا مشهورة، ولا فخر، بديمومة حكّامها، أفراداً وسلالات، عقوداً وراء عقود من الزمن، وممارستهم توريث السلطة، في الجمهوريات قبل الممالك، ناهيكم عن تسمية البلدان على أسماء الأسر الحاكمة.
وعلى الرغم من ذلك، لا يبدو أن الموضوع يثير كبير اهتمام. فمنذ أن أغدقت علينا نعمة تعليمنا الديموقراطية، يكاد ينحصر الهمّ في تفسير أسباب «غياب» الديموقراطية في العالم العربي. وبالقدر ذاته تتقلص الجهود المبذولة للبحث في وصف وتشخيص الـ«موجود»: أي الأنظمة الاستبدادية، بمنوعاتها كافة، وآليات تشغيلها وعوامل استمراريتها.
ولما كان الجواب الجاهز على «الغياب» هو طبعاً ضرورة «الحضور» فليس صدفة أن يتحوّل الجهد الأكبر في عملية «نشر الديموقراطية» إلى جهد تبشيري وتعليمي. فمن ذا يخطر في باله البحث في «طبائع الاستبداد» وتناقضات أنظمتها وسبل تجاوزها وتعيين قوى عملية التغيير الديموقراطي ومسارات الانتقال التي تستوجبها؟ بل أي منظمة من «المنظمات غير الحكومية»، وأي هيئة من هيئات المجتمع الأهلي، الدولية منها والمحلية، وكلها ديموقراطية طبعاً، مستعدة لتمويل دراسات في هذه المواضيع؟
بل نستطيع القول إن عملية الاستبدال للحضور بالغياب، صارت بذاتها سبباً من أسباب التواطؤ على استمرارية الأنظمة لعدم بذل الجهد المطلوب لمعرفتها من أجل تغييرها. إليها يضاف استسهال التعميم على الأنظمة العربية قاطبة بعبارة «النظام العربي الواحد». وهو تعميم قد تحوّل إلى تعمية تسمح لمطلقيها أن يتفلّتوا من تحمّل أي مسؤولية عن تخصيص هذا النظام أو ذاك بالنقد والمساءلة والمحاسبة.
تشكّل أربعينية الجماهيرية الليبية مناسبة لتناول عيّنة واحدة على استمرارية نظام عربي وقائده خلال أربعة عقود من الزمن. بعيداً عن الادعاء بإمكانية استيفاء الموضوع حقه، يكفي إجراء تمرين في تلمّس بعض «طبائع الاستبداد» وعوامل ديمومتها وتعيين ضخامة جهلنا لتلك الأنظمة.
ينفرد حكم «الأخ العقيد» الفردي بخاصة تكاد تنحصر فيه، هي شعور سائد بأن «العقيد» لا يؤخذ على محمل الجد. فهو، في أفعاله الكثيرة وأقواله ناهيك عن ألقابه وأزيائه وخِيَمه (المكيّفة) ونوقه وجماله وجياده المطهمة (يتبختر فيها في يوغوسلافيا مثلاً)، يوحي بأنه رجل فكاهي واستعراضي. حقيقة الأمر أن زعيم ليبيا الأوحد يستغل هذا الشعور ويبني عليه، ويحوّله لصالحه. بل أن الجرأة التي بها يمارس مزاجيته وتعاليه واستهتاره بأي عُرف وبالرأي العام والقانون والحقوق تسمح له بالتفلت من أية محاسبة وبممارسة التدجين المستدام ضد النقد والمعارضة.
لكن الهزل ينتهي هنا ليبدأ الجد.
يسيطر «الأخ العقيد» على واحدة من أكبر الثروات النفطية العربية (والأفريقية). فالدخل الأهلي للفرد في بلاده يوازي نظيره في العربية السعودية. ويتميّز النفط الليبي إلى ذلك بميزات إضافية من حيث الخفة والقرب من مصادر الاستهلاك. كذلك يسيطر العقيد، مثله مثل زملائه الرؤساء والملوك والأمراء والشيوخ والسلاطين العرب، على أرصدة مالية مليارية موظفة في معظمها في الحواضر الأوروبية.
ومع أن هذه السيطرة أداة فتاكة للسيطرة السياسية والاجتماعية من خلال التوزيع الاجتماعي، فإن المنظومة الاقتصادية الاجتماعية التي بناها العقيد آخذة بالانهيار. فمن جهة، لا يزال يعيش مليون من الخمسة ملايين ليبي تحت خط الفقر.
ومن جهة ثانية، ها هو «الأخ القائد» يعلن بنفسه فشل كافة مشاريعه التنموية إذ قرّر أن يوزع حصصاً من العائدات النفطية مباشرة على الليبيين بمعدل 23 ألف دولار للفرد سنوياً، على أمل أن يجري توظيف المبالغ في القطاع الخاص.
لا يوجد في تصرفنا احتساب لمبالغ الهدر التي تكبدتها الثروة الوطنية الليبية جراء مغامرات العقيد القذافي العربية والأفريقية والدولية. ولكن الإنصاف يقتضي أن نقول إن البعض من إنفاقه لعب دوراً في دعم حركات التحرر الوطنية، إلا أن هذا لا يقاس إطلاقاً بحجم الإنفاق الذي يقع في خانة الهدر والضرر.
وإذا كان لنا أن نستقرب، فهذه عيّنة عن الهدر خلال احتفالات الفاتح الأخيرة. حيث نُصبت أكبر خيمة في العالم جرى تحتها استعراض راقص شارك فيه 800 راقص وراقصة من سائر أنحاء العالم، كلّف 30 مليون جنيه استرليني لليلة واحدة.
وللمناسبة ذاتها، أعلن العقيد القذافي عن اختراع... سيارة، مثلما فعل هتلر في آخر أيامه. مع فارق أن سيارة فولكسفاغن (سيارة الشعب) التي صمّمها الزعيم النازي كانت مائة في المائة من صنع ألماني من حيث المواد الأولية والتقنية والعمالة. أما «الصاروخ»، وهو اسم سيارة العقيد، فلا شيء ليبياً فيها إلا المال. أما عن المركوب الشعبي، فاعلم أن ثمن كل نموذج من النموذجين اللذين صنعتهما شركة سيارات إيطالية هو مليونا يورو! وهذا يقول الكثير عن التنمية في ظل «الجماهيرية الاشتراكية»!
المؤكد أن استخدام الثروة النفطية سمح للعقيد ليس فقط بالتأثير على جمهوره من خلال أدواره الخارجية، ولكنه خوّله حماية نظامه من السقوط والإسقاط. فالإنفاق النفطي سمح بدفع مليار دولار وأزود على سبيل التعويضات لـ270 أسرة من ضحايا تفجير الطائرة فوق لوكربي باسكوتلاندا ومكّن من التغطية على مطاردة المعارضين عبر أوروبا مروراً بالتعمية على اختفاء الإمام موسى الصدر. هذا دون أن نتحدث عن التغطية على الانقلاب السياسي البهلواني الأخير الذي أعلن بواسطته القذافي المصالحة مع الولايات المتحدة وإلغاء برنامجه النووي والكيماوي (مَن يتذكّر شعار «طظ طظ في أمريكا»؟).
والإنفاق النفطي قد مكّن «القائد» من ممارسة أشكال من الابتزاز الخارجي لا نظير لها. فبالمال النفطي، انتزع مؤخراً الإفراج عن محمد المقرحي المحكوم في قضية لوكربي. وقد اعترف ابنه، سيف الإسلام القذافي، بأن وراء عملية إطلاق سراح السجين قبل الأوان، عقدا قيمته 900 مليون دولار يمنح شركة «بي. بي» البريطانية، التي أمّمها العقيد ذاته لثلاث وثلاثين سنة خلت، امتياز التنقيب على النفط والغاز في حقول شاسعة.
وبالمال النفطي، عاقب «ملك ملوك أفريقيا» سويسرا التي اعتقلت شرطتها ابنه هانيبعل وزوجته بتهمة التعرض بالضرب لعامل عربي مغربي وزوجته. فسحب أرصدة ليبيا البالغة قيمتها 4 مليارات دولار من المصارف السويسرية. وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وطرد الدبلوماسيين السويسريين واحتجز اثنين منهم وأوقف تصدير النفط، ما استدعى أن يزور الرئيس السويسري طرابلس ويعلن الاعتذار العلني على «الحادثة» دون أن تنتهي الأزمة فصولاً.
في السياسة، لا بد من الاعتراف للعقيد بأنه ابتكر صيغة أكثر حذاقة للحكم من أنظم حكم الحزب الواحد الطليعية. فتحت شعار «مَن تحزّب خان»، وتسليم الحكم للجماهير، فتّت كل مراكز القوة والقرار إلى عشرات بل مئات من «المؤتمرات الشعبية» و«اللجان الثورية». هكذا يتوارى «الأخ القائد» وراء حجاب سلطة «جماهيرية» ليمارس حكماً فردياً مطلق السلطات والصلاحيات يعتمد بالدرجة الأولى على أجهزة الأمن والمخابرات. وهكذا يبقى الرجل الذي ينفرد في العالم بأنه الحاكم الذي لا منصب رسمياً له، خارج نطاق المسؤولية والمساءلة أو المحاسبة ناهيك عن تداول السلطة.
آخر ابتكارات صاحب «الكتاب الأخضر» طلب رسمي تقدمت به ليبيا إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتقسيم سويسرا وإعادة أجزائها إلى البلدان المجاورة.
لعل أفضل رد وحدوي عربي على فكرة القذافي التقسيمية هو اقتراح توحيد ليبيا مع مصر لعلها تساعد بعض الشيء في التخفيف من الأعباء التي يتكبدها أكثر من 80 مليون مصري من جوع وفقر ومرض وبطالة وأميّة ومن انهيار مقوّمات الدولة وبؤس الحياة اليومية ناهيك عن معاناة الشعب المصري من حكم فردي مماثل، يثير الأسئلة حول عوامل استمراريته، وهو يستعد للتوريث هو أيضاً.
ولا يردع المرء عن تقديم مثل هذا الاقتراح سوى ما يكنّه من احترام للشعب الليبي وحقه في تقرير مصيره بنفسه.
 
 
المصدر: صحيفة السفير

______________________________________


ويحاضر وكأنه في مقام «هيجل أو كارل ماركس»
  
   ورد في مذكرات "«مرآة حياتي»، لوزير الدفاع السوري السابق العماد أول مصطفى طلاس، فقرة عن اجتماع ثلاثي بين الرؤساء حافظ الاسد و انور السادات والعقيد معمر القذافي، قبيل حرب اكتوبر 1973تطرق فيها الى مادار في الاجتماع. هذا نص هذه الفقرة، نقلا عن صحيفة الراي العام الكويتية، التي تنشر مذكرات طلاس على حلقات:

في أوائل حزيران (يونيو) من العام 1973 توجهت بصحبة الرئىس الأسد إلى القاهرة لحضور اجتماع قمة قادة الاتحاد الثلاثي سورية ومصر وليبيا، وطُلِبَ إليّ أن أصطحب مجموعة متنوعة من الضباط لتدقيق الأفكار الرئىسية في موضوع التعاون العسكري بين الجبهتين الشرقية والغربية، واخترت اللواء عوّاد باغ المسؤول عن العمليات والعميد عدنان الجابي من سلاح الطيران والعقيد فضل حسين من سلاح البحرية والعقيد صلاح الدين الأشرم مدير إدارة الحرب الإلكترونية.
بعد أن وصلنا القاهرة توجه الضباط إلى وزارة الدفاع المصرية للاجتماع مع زملائهم، وتوجهنا بمعية الرئىس الأسد إلى قصر «القبة» حيث مكان انعقاد القمة, وقد شارك في هذا المؤتمر الرفيق أحمد الخطيب رئيس مجلس الوزراء الاتحادي، والرفيق عبدالحليم خدام وزير الخارجية، ومن الجانب المصري المشير أحمد إسماعيل وزير الدفاع، والأستاذ محمود رياض وزير الخارجية، ومن ليبيا الرئيس معمر القذافي، وعبدالسلام جلود رئىس الوزراء، واللواء أبوبكر يونس قائد القوات المسلحة الليبية, طلب الرئىس أنور السادات من المشير إسماعيل في بداية الجلسة أن يشرح الموقف العسكري على الجبهة الغربية، كما استأذن الرئىس الأسد أن أقوم بشرح الموقف العسكري على الجبهة الشرقية، وبعد أن قُمنا بما طُلب منا بدأ الرئىس السادات كلمته وشرح الموقف السياسي العربي والدولي، وركز على ضرورة دعم الجبهتين المصرية والسورية بمنظومة دفاع جوي متطورة حتى تستطيع أن تحد من تفوق الطيران الإسرائيلي، بعد ذلك طلب الرئىس القذافي الكلام، وبدأ يحاضر علينا كأننا في مرحلة الدراسة الثانوية وهو في مقام «هيجل أو كارل ماركس»، كان يتكلم من أرنبة أنفه وهو يتصنع الحكمة والمعرفة والوقار، زبدة خطابه كانت «أننا إذا كنا غير قادرين على محاربة إسرائىل الآن فلنؤجل المعركة عشر سنوات نقوم خلالها ببناء اقتصادنا الوطني وتنمية مواردنا الصناعية والزراعية والتجارية، وبهذا العمل تتوافر لدينا العملة الصعبة ونستطيع أن نشتري ما نحتاجه من سلاح وعتاد سواء من روسيا أو من غيرها», كان الرئىس الأسد يستمع إلى كلمة القذافي وقلبه يتمزق من الأسى- ونحن معه بطبيعة الحال- فطلب الكلام من رئىس الجلسة أنور السادات, فقال السادات: إذا كان من الممكن تأجيلها إلى جلسة المساء، لأن الساعة قد قاربت الثانية ظهراً فأصر الرئيس الأسد على الكلام في الجلسة الصباحية، فقال له السادات تفضل,,, كان الرئىس الأسد يتمتع بهدوء أعصاب قل نظيره كما نعلم نحن عنه في الداخل وما عُرِفَ عنه في الخارج, ولكن كلام القذافي أخرجه من جلده وطباعه، ورأى المستمعون في الجلسة كيف تكون الغضبة المضرية التي قال عنها بشار بن برد:
إذا ما غضبنا غضبة مضرية
هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما
ورأينا الرئىس الأسد يقول للقذافي ما خلاصته: «نحن لن نسمح لأحد على وجه الأرض أن يُنظر علينا وأن يعطينا دروساً في التاريخ, والقومية العربية, والوطنية, ولا نسمح لأحد أن يزاود علينا في أمر يخصنا».
ورفعت الجلسة إلى الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي,,, واعتذر القذافي إذا كنا قد فسرنا كلامه أنه تخل عن المعركة، وقال انه جاهز لدعم أي موضوع تتفق عليه سورية ومصر، وانتهى الاجتماع في الساعة الثانية عشرة دون الوصول إلى أي نتيجة ملموسة، وزاد هذا الاجتماع من قناعتنا أن سورية ومصر يجب أن تخوضا معركة التحرير بالاعتماد على الذات وأي مساعدة تأتينا من إخواننا العرب تكون إضافة إلى مجهودنا الحربي.(انتهى
)


ياسر الزعاترة: المعارضة الليبية تتحرك من أجل التغيير!!

نقلا عن صحيفة الدستور الاردنية

   بعد سبات طويل بدأ منذ نهاية الثمانينات يبدو أن المعارضة الليبية قد قررت العودة إلى ساحة الفعل من خلال مؤتمر ستعقده الشهر القادم في العاصمة البريطانية لندن، وذلك كمقدمة لإعادة »الحياة الدستورية« إلى البلاد، مع حرص على »حماية القرار الوطني من التدخل الخارجي وحماية المصالح الوطنية لليبيا في أي تحرك يهدف إلى تغيير سياسي حقيقي«.

خلال السبعينات والثمانينات خاضت قوى المعارضة الليبية بزعامة جبهة الإنقاذ جملة من المغامرات الرامية إلى وضع حد لعبث العقيد القذافي بمصير ليبيا، لكن العقيد الذي حول البلاد إلى ثكنة عسكرية، كان لها بالمرصاد، فقتل واغتال في الداخل والخارج وملأ السجون بالمعتقلين ومارس مختلف أشكال الاختراقات في صفوف المعارضين الذين كانوا يستخدمون في كثير من الأحيان من قبل الآخرين للضغط على النظام وابتزازه، وليس لإحلال المعارضين مكانه، لاسيما بعد أن تبينت الخلفية الإسلامية للكثيرين منهم.
   هكذا تمكن القذافي من تفكيك المعارضة وضربها، وجاءت الهجمة على الحالة الإسلامية في تونس ثم في الجزائر لتطال المعارضة الليبية التي انقرضت فيما بقي رموزها في لندن وما حولها بلا تأثير حقيقي، بما في ذلك الإخوان المسلمون الذين كانوا ولا يزالون القوة الأساسية في الشارع الليبي، فيما تعرضوا لضربات كثيرة كان آخرها ضربة عام 1998 التي طالت أكثر من مئة وخمسين قياديا حكم على بعضهم بالإعدام وعلى من تبقى بأحكام عالية.
    خلال السنوات الأخيرة كان النظام الليبي يعيد تأهيل نفسه بتنازلات لا تحصى من جيب الشعب الليبي، فيما المعارضة تتفرج من دون قدرة على الفعل، وهكذا نجح القذافي في الخروج من دوائر الإرهاب، مستثمراً حالة التنافس بين أوروبا والولايات المتحدة على ثروات بلاده.
   الحالة الليبية كانت واحدة من تجليات فضيحة الإصلاح الأمريكي والأوروبي، فما أن دفع القذافي المطلوب أو الجزء الأولي منه حتى جرى تجاهل مسألة الإصلاح والحرية والديمقراطية، ولعل ذلك هو ما أصاب المعارضة بالإحباط، فضغوط الخارج لم تعد قابلة للاستثمار بعد أن حيّدها العقيد، وفي حين يأتي مسعى المؤتمر الجديد لتجاوز تلك الحالة، فقد غابت عنه جماعة الإخوان التي وجدت فيه تصعيداً بلا جدوى تبعاً لكون المشاركين فيه من القوى القديمة غير ذات الحضور في الداخل الليبي، الأمر الذي لا ينطبق عليها، هي التي تملك مئات المعتقلين في السجون وتسعى إلى إخراجهم، ومن ثم التحرك بنفس مختلف ضمن المعطيات الجديدة.
من الواضح أن النظام الليبي قد التقط الموقف الإخواني فقرر الإفراج عن معتقلي الجماعة في السجون، الأمر الذي لم يحدث إلى الآن، لكن المعلومات تشير إلى أنهم سيخرجون خلال الأيام أو الأسابيع القادمة، وفي حين يتحدث نجل القذافي عن تعهدات من قبل المعتقلين بالعمل ضمن النظم القائمة، فإن أحداً لا يعرف ما هي تلك النظم، إذ أن النظرية الثالثة ومقولة »من تحزب خان« ومهزلة اللجان الشعبية لا زالت على حالها في ليبيا، فيما لا يمكن للإخوان ولا غيرهم أن يقبلوا بمسار سياسي من هذا اللون إذا أرادوا أن يحترموا أنفسهم ووطنهم وجماهيرهم.
   من هنا يغدو مؤتمر المعارضة الجديد على درجة من الأهمية بصرف النظر عن المجموعات المشاركة فيه، وهي مهمة في أي حال، ذلك أنه يلقي الضوء على تناقضات المواقف الأمريكية الأوروبية حيال ملف الإصلاح والديمقراطية والحرية، فيما يضغط على النظام في ليبيا كي يتحرك في اتجاه إعادة تأهيل نفسه داخليا بعدما نجح في تأهيل نفسه خارجياً، مع أن العدل والمنطق لا زالا يطالبانه بالرحيل كما يذهب بيان مؤتمر المعارضة، إذ يكفي الليبيين ما أصابهم جراء عبثه ومغامراته طوال أربعة عقود عجاف.(انتهى)

______________________________________


الولايات المتحدة ترفع علمها فوق مقر سفارتها في العاصمة الليبية لأول مرة منذ ثلاثة عقود

14/05/2009


 
طرابلس ـ يو بي أي: رفعت الولايات المتحدة امس الأربعاء، ولأول مرة منذ ثلاثة عقود، علمها فوق مقر سفارتها في احد الأحياء الراقية بالعاصمة الليبية طرابلس، وسط حضور عدد من كبار المسؤولين الليبيين وسفراء الدول الأجنبية المعتمدين لدى ليبيا.
وجدّد السفير الأمريكي في طرابلس جين كريتز خلال حفل أقيم وسط إجراءات أمنية مشدّدة، التزامه بالعمل لتطبيع علاقات بلاده مع ليبيا وبناء علاقات جديدة مع الشعب الليبي.
ولفت السفير الأمريكي، الذي باشر عمله كأول سفير لبلاده منذ 36 عاما ووصل إلى ليبيا منذ أربعة أشهر تقريبا، إلى أن من أهداف بلاده الأساسية إعادة بناء الروابط بين الشعبين الأمريكي والليبي.
وقال 'لن يكون للولايات المتحدة وليبيا علاقة قوية بحق إلا إذا تمكن الأمريكيون والليبيون من إقامة علاقات حميمة ومفيدة'.
وعلى الرغم من أنه لم يحدد طبيعة هذه العلاقات وكيفيتها، الإ انه أشار إلى أنه متحمس 'لرؤية الأمريكيين والليبيين يتعرفون على بعضهم البعض بشكل أفضل ويبنون روابط الصداقة والثقة'.
وأضاف كريتز أن 'رؤية العلم الأمريكي هنا في طرابلس يجلب الفخر لقلوبنا (...) ونود أن يشاركنا زملاؤنا الليبيون فخرنا واعتزازنا بالعلم لأنهم من سيحمل عباءة ذلك الفخر لعقود طويلة مقبلة'.
وقال ان وجود هذا العلم 'سيكون بمثابة التذكير بمن نحن وما نمثله في ليبيا'.
وجدد كريتز دعوته الليبيين لزيارة الولايات المتحدة، معربا عن أمله في الوقت نفسه في أن يتمكن الأمريكيون من زيارة ليبيا 'ليروا علم بلادهم وهو يرفرف فوق سفارتهم في العاصمة طرابلس'.
وتابع ان 'العلاقات بيننا ستصبح أكثر عمقا وأطول أمدا'.
يشار إلى أنه سبق للسفارة الأمريكية أن افتتحت قسم خدمات تأشيراتها لليبيين في نيسان/ابريل الماضي، ووصفها كريتز آنذاك بأنها تعد التزاما من بلاده 'ببناء علاقة صداقة طبيعية مع ليبيا وشعبها'.
يذكر أن السفارة الأمريكية استأنفت وجودها الدبلوماسي المباشر بعد أن سحبت أمريكا آخر سفير لها عام 1972 بقسم للمصالح الأمريكية في شهر شباط/فبراير من العام 2004، والذي رفع بعد ذلك إلى مكتب اتصال في شهر حزيران/يونيو من العام نفسه، إلى أن أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس في شهر أيار/مايو من عام 2006، عن اعتزام بلادها رفع درجة بعثتها إلى سفارة يترأسها سفير أمريكي، والذي باشر عمله بالفعل منذ أربعة أشهر تقريبا
.(انتهى)

_____________________________________


 المقراحي ضحية القذافي

الشرق – 21/8/2009
عوني الكعكي

... ليس من أحد في العالم العربي إلا ورحب بقرار حكومة اسكتلندا بالإفراج عن المواطن الليبي عبد الباسط المقراحي المدان بضلوعه بحادث تفجير طائرة ركاب فوق لوكربي، ولكن ذلك لا يلغي بتاتاً مسألة بالغة الأهمية تتعلق بالعقيد معمر القذافي، والمقراحي هو أحد ضحايا مغامراته، والتي أعطت الذريعة للولايات المتحدة الأميركية لتفرض حصاراً شديداً على ليبيا وشعبها.
... المقراحي موظف نفذ تعليمات القذافي، ومحاكمته التي أدين فيها وسجن كانت نتيجة لما فعله زعيمه، وللمسلكيات التي بددت ثروات ليبيا، ودفعت شعبها إلى المأزق الذي عانى منه طوال ما يزيد على العشر سنوات طوال من الحصار القاسي.
...والأنكى من كل ذلك أن معمر القذافي الذي يتهيأ اليوم لزيارة الولايات المتحدة، يحمل إليها ما تبقى من سيادة ليبيا على قرارها، ما يدفعنا إلى سؤاله: لماذا، وعلى مدى ما يقارب النصف قرن، كنت تقوم بمهاجمة أميركا والتحريض ضدها، وتدعو إلى تظاهرات لتطلق شعارك الشهير "طز.. طز.. أميركا"، واليوم تلهث خلفها؟
.. لماذا مارست الخديعة طوال كل هذا الوقت، وأوهمت الشعب الليبي والشعوب العربية بأنك لن تهادن أميركا، وستبقى تدين سياساتها، وسلمتها المقراحي، واليوم تعمل ما بوسعك لنيل رضاها؟
.. كثيرة هي الأسئلة التي يمكن طرحها اليوم، ولكن المسلم به أن كل الويلات التي أصابت الشعب الليبي كانت نتيجة سياسات القذافي ومغامراته، ما يثير الشكوك في أنه على الرغم من مظاهر العداء لسياسات أميركا إلا أنه مباشرة أو غير مباشرة كان ينفذ إرادة البيت الأبيض، والغاية هي تبديد ثروة الشعب الليبي، وتبذيرها هنا وهناك؟
أليس غريباً، على سبيل المثال لا الحصر، أن يدفع القذافي المليارات إلى الجيش الجمهوري الإيرلندي، وإلى حركات مسلحة في أميركا الجنوبية، وإلى منظمات تمارس العنف كمنظمة بادر ماينهون؟
لقد أتحفنا القذافي، وعلى مدى نصف قرن، بالدعوات لدعم القضايا العربية وحقوق العرب المسلوبة، وفجأة، ومن دون سابق إنذار، أنكر العروبة، واعتبرها شيئاً من الماضي، ليعلن أن ليبيا أفريقية وليست عربية؟!
..ألم تصم آذاننا من ارتفاع الصراخ الليبي بأن محاربة أميركا واجب وطني وقومي وإسلامي، ثم فجأة يري القذافي زيارة واشنطن؟
...إن تاريخ هذا الرجل حافل بالتداعيات، فهو عندما كان يعتبر نفسه أمين القومية العربية، أرسل بعثة الحج إلى القدس المحتلة لتلتقي الإسرائيليين، وعندما كان يؤكد أن ليبيا ستبقى رأس الحربة ضد الامبريالية والاستعمار، كان من جهة أخرى يدفع الأموال لمحاربة كل من يقف في مواجهة إسرائيل وأميركا، بل وصل به الأمر يوماً إلى إرسال مجندين لزرع القلاقل في مصر، وقد وصفه الرئيس المصري الراحل أنور السادات في ذلك الوقت بمجنون ليبيا!
..نعم إن المقراحي مثله مثل الشعب الليبي، ضحايا مغامرات معمر القذافي.(انتهى)
 
سويسرا تعتذر
عن اعتقال هنيبعل القذافي

قدم الرئيس السويسري هانس رودولف ميرز أمس في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس اعتذاره إلى ليبيا عن اعتقال هنيبعل القذافي ابن الزعيم الليبي العام 2008 في سويسرا، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس السويسري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الليبية علي المحمودي "أقدم اعتذاري إلى الشعب الليبي على قيام شرطة جنيف باعتقال ديبلوماسيين ليبيين ظلماً".
وأضاف الرئيس السويسري أن السلطات الليبية وعدته بالسماح لرجلي أعمال سويسريين بمغادرة ليبيا بعدما كانا منعا  من السفر منذ اندلاع هذه الأزمة.
ورداً على سؤال لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية حول رجلي الأعمال السويسريين قال الرئيس السويسري "لقد وعدني الليبيون بالسماح لهما بمغادرة البلاد قبل الأول من أيلول".
وقال الرئيس السويسري أنه حقق الهدفين اللذين أراد تحقيقهما من هذه الزيارة وهما تسوية "مسألة هنيبعل" وإعادة الشركات السويسرية إلى السوق الليبية.
وأضاف "اليوم نفذت مهمتي وحققت أهدافي وهي طي صفحة العام الماضي وفتح الطريق أمام الشركات السويسرية للعودة إلى السوق الليبية".(انتهى)
ـــــــــــــــــ


الجزائر تايمز: موسى الصدر حيّ يرزق في ليبيا.

بتاريخ 19-8-2009 العدد 1414
(ا.ل) - كشف مصدر ديبلوماسي ليبي إنشقّ عن نظام العقيد معمر القذافي لـ "الجزائر تايمز"، أن زعيم حركة المحرومين في لبنان السيد موسى الصدر ما زال على قيد الحياة في عهدة الأجهزة الليبية وفي مكان خاص جدا , و كان السيد موسى الصدر قد أقلق العديد من الجهات في لبنان التي أبطل مشاريعها التدميرية , و قد حاولت جهة فلسطينية إغتياله في لبنان , فقال عمامتي ستحمي المقاومة الفلسطينية , وتحل هذه الإيام ذكرى تغييب وإختطاف موسى الصدر في ليبيا , وللإشارة فإنّ السيد موسى الصدر وصل الى ليبيا بتاريخ 25/8/1978 يرافقه الشيخ محمد يعقوب والد النائب اللبناني حسن يعقوب والصحافي عباس بدر الدين ، في زيارة رسمية، وحلوا ضيوفاً على السلطة الليبية في "فندق الشاطئ" بطرابلس الغرب.
وكان الامام الصدر قد أعلن قبل مغادرته لبنان، أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد اجتماع مع العقيد معمر القذافي , الذي طلبه شخصيا , و كان للعقيد القذافي مصالح كبيرة في ليبيا .
وقد أغفلت وسائل الاعلام الليبية أخبار وصول الامام الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين العقيد القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين و شوهد في ليبيا مع رفيقيه، لآخر مرة، ظهر يوم 31/8/1978.
و بعد أن انقطعت أخباره مع رفيقيه، وأثيرت ضجة عالمية حول اختفاءه معهما، أعلنت السلطة الليبية بتاريخ 18/9/1978 أنهم سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم 31/8/1978 إلى ايطاليا على متن طائرة "أليطاليا".
وجدت حقائبه مع حقائب فضيلة الشيخ محمد يعقوب في فندق "هوليداي ان" في روما.
أجرى القضاء الايطالي تحقيقاً واسعاً في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما بتاريخ 12/6/79 بحفظ القضية بعد أن ثبت أن الامام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الايطالية.
وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الايطالي المؤرخة في 19/5/79 الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا.
وحسب الديبلوماسي المنشّق فإن ملف السيد موسى الصدر ورفيقيه بيد العقيد القذافي شخصيا وثلاثة أشخاص من دائرة نظامه الضيقة , وحسب هذا المصدر فإن التسريبات في البداية كانت مدروسة أوحت أن الصدر قتل فورا , و أن العقيد القذافي سلمه لجهة فلسطينية نفذت إعدامها في حق السيد موسى , غير أن الواقع أن السيد موسى ما زال على قيد الحياة و أنه بات طاعنا في السن , و أنتج عشرات المؤلفات ...
و عن إغلاق هذا الملف من قبل العقيد معمر القذافي قال هذا الديبلوماسي أنّ الضغط العربي والإسلامي يجب أن يصل إلى حده الأكبر ليغلق هذا الملف كما أغلق ملف لوكربي وغيره من الملفات
...(انتهى)
ـــــــــــــــــــــ