
5 آب 2009
عادل مالك
مهما طال الزمن سيبقى في الذكر وفي الذاكرة وفي الذكرى الحديث عن الزميل عباس بدر الدين، ردَّ الله غربته، هو الحديث عن نموذج مميز في الإعلام اللبناني، وهو الذي جمع بين مناقبية المهنة والخلف الرفيع المترفع عن صفات الأمور.كان مع كل ما يقرب بين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، رافضاً الخوض في كل ما يباعد بينهم من سياسات ومواقف، لطيف المعشر، عفيف الكف واللسان جعل من "وكالة أخبار لبنان"، وكالة أخبار كل لبنان بمهنية عالية نفتقدها كثيراً في هذه الأيام، والوطن يمر في أدق وأخطر المراحل ويلعب الإعلام على اختلافه المرئي والمكتوب والمسموع دوراً أساسياً سواء في رفع درجات التأجيج والتشنج أم في التهدئة والتوافق بين كافة العائلات الروحية.لقد جمع عباس بدر الدين كل الصفات ومن أبرزها المهنة والأخلاق بتناغم قل نظيره.في نهايات الستينات، وبداية حقبة السبعينات وعندما بدأ الوطن يهتز على وقع أحداث كانت تحمل نُذر الشؤم أدرك بحسه المهني المرهف ما هو قادم على لبنان، فسخر كل صفحات وكالته لكل ما يقرب بين اللبنانيين لا ما يباعد بينهم وكانت لي معه أحاديث كثيرة عن سماحة السيد الإمام موسى الصدر رد الله غربته، هذه المدرسة في الأخلاق والدين والتربية والوطنية والتي لم تلتق في رجالات أُخر. وكأن القدر هو الذي جمع الزميل عباس برفقة سماحة الإمام المغيب والشيخ محمد يعقوب في تلك الرحلة المشؤومة إلى ليبيا.وما ضاع حق ووراءه مطالب... وبالتالي، ما ضاع الإمام ورفيقيه إذا ما واظب المطالبون بالسعي عن مصيره.وقد يأتي يوم يعود فيه الزميل عباس بدر الدين ليكتب القصة بكاملها، لأن القصة حتى الآن لا تزال مبتورة.أخي عباس، ستبقى في الذكر وفي الذكرى وفي الذاكرة فلبنان بحاجة إلى سماحة الإمام موسى الصدر بإلحاح شديد ليعرف ماذا حل بالمقاومة التي أسس دعائمها الأولى، وبحاجة إلى الشيخ محمد يعقوب رسول المودة والمحبة والتواصل مع الجميع، وطبعاً بحاجة إلى عباس بدر الدين ليكتب لنا كل الرواية.