إلى عباس بدر الدين ورفيقيه... ألف تحية!

 

حسين قطيش
تاريخ: الإثنين 3 آب 2009
 عباس بدر الدين وأنا، دخلنا عالم الصحافة معاً في الستينات، واستمرينا، وغالباً ما كنا نلتقي في المؤتمرات الصحافية وفي الاجتماعات التي كانت تعقد برئاسة الإمام موسى الصدر. وفي أول انتخابات جرت للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في الأونيسكو عام 1972 ترشح عباس وترشحت أنا وفاز عباس وخسرت أنا، ولكني بقيت قريباً منه ومتعاوناً معه بسبب استمرار تعاوني مع الإمام موسى الصدر الذي حمّلني عدة مسؤوليات في المجلس ومن ثم في حركة المحرومين التي كان لي شرف المساهمة في تأسيسها، وهي التي أصبحت فيما بعد حركة أمل اختصاراً لاسم أفواج المقاومة اللبنانية، وكان عباس بدر الدين شريكاً في هذا التأسيس أيضاً.

كان وكنت من أقرب الناس إلى الإمام موسى الصدر، وسافر وسافرت برفقة الإمام إلى عدة دول، ومن حظي وسوء حظ عباس أن اختاره ولم يختارني للسفر معه إلى ليبيا في تلك الرحلة المشؤومة التي لم يعودوا منها.
وإذا كنت أقف مندهشاً أمام استمرار هذا الغياب لمدة تزيد عن ثلاثين سنة، أسأل من يعنيهم الأمر، وأنا منهم، لماذا لم نقم بالجهد المطلوب ما يجلي حقيقة هذا الغياب؟.ولماذا لا ننتقم له ونحن قادرون على ذلك؟. فمن يهزم إسرائيل لا يجوز له أن يقول بأن إمامه وإمام مقاومته وصحبه الأستاذ عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب محتجزون في مكان ما معروف، ومن شخص ما معروف.

إنها مأساة ليست أقل بشاعة من المآسي التي ارتكبت بحق علماء شيعة من وزن الإمام موسى الصدر عبر التاريخ... ولو كان وراء هذا الحق مطالب، وعن حق، لما بقي موسى الصدر وعباس بدر الدين ومحمد يعقوب في غياهب المجهول طيلة ثلاثين سنة وما يلي...

إلى عباس بدر الدين وصحبه ألف تحية... أينما كانوا!