الرئيسية / News / الشرارة / الشرارة:العمليات الحربية:الحرب على الجبهة المصرية

الشرارة:العمليات الحربية:الحرب على الجبهة المصرية

الشرارة

العمليات الحربية

الحرب على الجبهة المصرية

مرت المعارك على الجبهة المصرية بخمس مراحل متميزة:
1- مرحلة عبور القناة وتحطيم خط بارليف.
2- مرحلة الحفاظ على الجسور العائمة عبر القناة.
3- مرحلة توسيع رؤوس الجسور وصد الهجمات المعاكسة.
4- مرحلة التقدم باتجاه الشرق.
5- مرحلة الهجوم الإسرائيلي المعاكس الاستراتيجي.

 

• المرحلة الأولى:
بدأت هذه المرحلة في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 6 تشرين الأول في الوقت الذي كانت تحاول بعض الزوارق الإسرائيلية شن عدوان بحري على المواقع المصرية الواقعة على الضفة الغربية لخليج العقبة. فقامت القيادة المصرية بتنفيذ خطة عسكرية معدة سابقاً ومنسقة مع سوريا للتصدي للعدوان بضربة كبيرة واسعة تهدف إلى أكثر من مجرد ردع المعتدي. ففي ساعة الصفر هذه قامت القوات المصرية بعبور القناة واقتحام خط بارليف عن طريق استخدام قوات المغاوير المنقولة بقوارب مطاطية ووحدات من الدبابات البرمائية والعربات المدرعة البرمائية والمهندسين. عبرت هذه القوات القناة تحت حماية قصف مدفعي كثيف. وما أن عبرت هذه القوات الحاجز المائي حتى اجتاحت سلسلة التحصينات المعروفة بخط بارليف في الوقت الذي كانت فيه قوات مصرية محمولة بالهليكوبتر تهبط وراء خط بارليف لمهاجمة تحصيناته من الخلف وقطع طرق انسحابه وخطوط إمداده وتموينه، وعرقلة الهجمات المعاكسة التي تشنها القوات الاحتياطية المتمركزة وراءه.
ولقد امتازت عملية العبور واقتحام خط بارليف ببراعة التخطيط والإعداد والتنفيذ، إذ استغرق ست ساعات رغم أنه كان مقدراً لها ضعف ذلك، كما وأن الخسائر كانت متوقعة بحدود عشرة آلاف فإذا بها لا تتعدى مائة وستون جندياً و22 ضابطاً.
وتحققت المفاجأة الكاملة بالنسبة للعدو بفضل الأساليب الاستراتيجية والنفسية الجديدة وبفضل حسن اختيار بدء ساعة الهجوم. فمن المعروف أن الهجوم يبدأ عادة مع أول ضوء عند الفجر، ولكن القوات المصرية بدأت هجومها ظهراً في لحظة لا يتوقعها العدو مطلقاً. ومن الدوافع التي شجعتهم على اختيار هذا التوقيت رغبتهم في القتال أقصر مدة ممكنة في ضوء النهار والإفادة من الظلام الذي يهبط في حوالي الخامسة للتخلص من رد فعل الطيران ومتابعة التقدم وتعزيز المواقع المستولى عليها دون التعرض لقصف جوي كبير.
(للإطلاع على تفاصيل هذه المعركة انظر فصل “عملية الشرارة” أو عبور القناة وتدمير خط بارليف)

• المرحلة الثانية:
بدأت هذه المرحلة يوم 7 تشرين الأول مباشرة عندما حاولت القوات الإسرائيلية تدمير الجسور المنصوبة على القناة لعزل القوات المصرية التي عبرت إلى الضفة الشرقية تمهيداً لعزلها وضربها. واستخدمت في هذه العملية الطيران والمدفعية على نطاق واسع، وهي تعتقد أن نجاحها في تدمير الجسور سيوقف عملية العبور ويضع القوات المصرية في مأزق لا يمكنها الخروج منه وكانت المرحلة في جوهرها مبارزة نارية بين بطاريات المدفعية المتقابلة، وصراعاً بين الطيران الإسرائيلي وأجهزة الدفاع المصرية، وسابقاً بين وحدات المهندسين المصرية وعقارب  الزمن.
وحققت المدفعية المصرية التفوق على المدفعية الإسرائيلية منذ بداية هذه المرحلة. ويرجع الفضل في ذلك لسببين:
الأول ضعف المدفعية الإسرائيلية من ناحية العدد والمدى بالنسبة للمدفعية المصرية. فإن التكتيك العسكري الإسرائيلي يعتمد على الدعم الناري الذي يقدمه الطيران أكثر من اعتماده على دعم نيران مدفعية الميدان. ولذا لم يطور الإسرائيليون سلاح مدفعيتهم ولم يزودوه بأعداد كبيرة من المدافع بعيدة المدى القادرة على تنفيذ رمايات معاكسة للبطاريات بعد تحديد مواقع البطاريات بواسطة أجهزة الاستمكان، على اعتبار أن طيران الهجوم الأرضي (ميراج وسكايهوك) قادر على تنفيذ هذه المهمة بكفاءة جيدة.
والثاني أن المدفعية الإسرائيلية التي تعتمد على طائرات الهليكوبتر وطائرات الرصد الخفيفة لرصد الرمايات وأحكامها فقدت قدرتها على أحكام النيران نظراً لقيام الصواريخ أرض – جو المصرية بإسقاط طائرات الرصد أو منعها من التحليق فوق سماء المعركة الأمر الذي جعل قذائف المدفعية الإسرائيلية تسقط بعيدة عن مواقع الجسور ونقاط العبور بما لا يقل عن 200 متر.
وهكذا انتصرت وسائط الدفاع الأرضية والجوية المصرية على الطائرات الإسرائيلية التي حاولت الإغارة على الجسور. وكان العدو ينتظر الاصطدام بشبكة من صواريخ سام 2 و3 وبعض صواريخ سام 6 ولم يكن قد تعرض لرمايات الصواريخ سام 6 ولا يعرف مدى دقة إصاباتها. وكانت أساليبه القتالية تعتمد على خبرات حرب الاستنزاف وعلى الأجهزة الإلكترونية القادرة على تشويش الصاروخين سام 2 وسام 3. لذا كان اندفاعه في البداية كبيراً، وأدى هذا الاندفاع وظهور الصواريخ الجديدة التي لا تؤثر فيها أجهزة التشويش الإسرائيلية إلى سقوط عدد كبير من الطائرات فوق القناة. ويذكر مراسل “نيوزويك” الذي شهد معركة الحفاظ على الجسور في الأيام الأولى للحرب أن 3 طائرات من كل خمس طائرات إسرائيلية حلقت فوق منطقة القناة سقطت بفضل وسائط الدفاع الأرضية. وأن الطائرات التي لم تسقط اضطرت إلى إلقاء قنابلها من ارتفاعات عالية الأمر الذي خفض نسبة إصابتها إلى حد بعيد.
أما بالنسبة لوحدات المهندسين فكانت تعمل بشكل مستمر لإصلاح الجسور واستبدال القطع التي تتعرض للدمار وتؤمن تدفق الأرتال المصرية نحو الشرق، وأمامها هدف واحد هو تأمين استمرار العبور بوتيرة عالية حتى تتدعم رؤوس الجسور بأكبر عدد ممكن من القوات.

alt

مسار صاروخ سام 6 لحظة ارتطامه بطائرة اسرائيلية

alt

القوات المدرعة المصرية تتقدم نحو سيناء مجبرة القوات الاسرائيلية على التراجع

 

• المرحلة الثالثة:
اختلطت المرحلة الثانية زمنياً مع المرحلة الثالثة. ففي الوقت الذي حاول المصريون فيه تدعيم رؤوس الجسور (المرحلة الثالثة) كان العدو يحاول يائساً تدمير الجسور وقطع نقاط العبور (المرحلة الثانية). ولم تنته المرحلة الثانية بابتداء المرحلة الثالثة، بل انتهت عندما تأكدت القيادة الإسرائيلية أن من الخطأ الاستمرار في قصف الجسور، وأن الثمن الذي يدفعه الطيران الإسرائيلي خلال هذا القصف غال جداً وأن الخسائر فادحة لدرجة تجعل من المتعذر الاستمرار في تحملها.
وتمثلت المرحلة الثالثة بتدعيم رؤوس الجسور وتوسيعها ووصلها ببعضها لتشكيل جيوب كبيرة. ولقد بدأت هذه المرحلة بتطهير كافة مواقع العدو على خط بارليف، والتشبث بقوة في الأرض، وصد الهجمات المعاكسة التي شنتها قوات الاحتياط التكتيكي وقوات الاحتياط التي جمعها العدو بعد التعبئة وأخذ يدفعها إلى مسارح العمليات بالتقسيط دون أن يشكل منها قوات كبيرة قادرة على تسديد ضربات ساحقة. ونجم عن ذلك امتصاص رؤوس الجسور لهذه الضربات وحدها ومتابعة التقدم وتعزيز المواقع المستولى عليها. ولقد اشترك في معارك هذه المرحلة الدبابات والمدفعية والمشاة. ولعب جنود المشاة دوراً رائعاً في مجابهة الدبابات إذ استطاعت وحدات المشاة المسلحة بأسلحة خفيفة ضد الدبابات تدمير أحدث دبابات العدو وأقواها. ولم يستطع طيران العدو تحقيق السيطرة الجوية على أرض المعرة لأن الجيوب المصرية كانت محمية بأسلحتها التي نقلتها إلى الضفة الشرقية للقناة، ومحمية أيضاً بشبكة الصواريخ المتمركزة على الضفة الغربية. وأثر هذا الأمر على سير العمليات البرية لأن قوات العدو البرية وجدت نفسها تقاتل في ظروف غير مألوفة بالنسبة لها. فقد اعتادت القتال في ظل حماية جوية كاملة، كما اعتادت الحصول على دعم ناري جوي يعوض نقص قوة نيران مدفعيتها. ولما وجدت نفسها تقاتل في ظروف عادية وتحت سماء “غير نظيفة” تعثرت هجماتها ولم تعد قادرة على تنفيذ تكتيكاتها بشكل ملائم.
ونجمل المرحلة الثالثة بأنها مرحلة تقدم القوات المصرية مسافة تتراوح بين 8 – 10 كيلومترات على رؤوس الجسور مع تدعيم المواقع على المحاور الثلاثة.
(رأس الجسر هو الأرض المحتلة والمحصنة بعد العبور مباشرة).

alt

صورة لمشارف القنطرة – شرق عندما جرى تحريرها من قبل القوات المصرية في اليوم الثالث للحرب

alt

مشهد من جحيم النيران في سيناء والدخان المتصاعد هو لحطام طائرة اسرائيلية اسقطت

• المرحلة الرابعة:
بدأت هذه المرحلة في 13 تشرين الأول عندما تحولت الجيوب المصرية على الضفة الشرقية إلى قواعد انطلاق قوية تضم قطعات مدرعة مشاة ميكانيكية ومدفعية بحجم هجومي قادر على التغلغل في سيناء باتجاه المرتفعات. وكان الجيب الأول عند القنطرة قاعدة للانطلاق على المحور الشمالي: قنطرة شرق – العريش وكان الجيب الثاني قاعدة للانطلاق على المحور الأوسط: الإسماعيلية – جفاجة – أبو عجيلة. في حين كان الجيب الثالث قاعدة للانطلاق على المحور الجنوبي: الشط – ممر متلا – صدر الحيطان. وكان تقدم القوات المصرية خلال هذه المرحلة متسماً بالحذر وعدم التورط بالابتعاد عن مدى حماية الصواريخ المضادة، وعدم إطالة خطوط المواصلات بشكل يخلق معضلات إدارية. واستخدمت هذه القوات خلال تقدمها أسلوب “الهجوم الدفاعي” المتمثل بالتقدم بحجم هجومي، وتحصين الأرض المستولى عليها بشكل يجتذب هجمات العدو المعاكسة ويدمرها دون أن يسعى إلى مطاردتها أو يخضع لإغراءات التقدم السريع العميق الذي يعرضه لأخطار الطيران في أرض مكشوفة جرداء. وما أن يتم تحصين المناطق المحتلة حتى تتقدم القوات وثبة أخرى تحتل بها مناطق جديدة وتدمر قوات جديدة. ومن مميزات هذه الطريقة أنها تحقق سلامة القوات أما سلبيتها الأساسية فتكمن في بطء وتيرة التقدم وإضاعة بعض الفرص التي تسنح خلال المعركة ثم تختفي فجأة ولا يعود بالإمكان استثمارها.
مقابل هذا التكتيك استعملت القوات الإسرائيلية أسلوب “الدفاع الهجومي” المبني على الهجمات المعاكسة المستمرة النشطة، مع محاولة لإخراج الخصم عن خطته واستدراجه إلى مجابهة من نوع آخر. ولقد جرت معارك هذه المرحلة في المنطقة المحصورة بين المرتفعات شرقاً والجيوب المصرية غرباً. وهي منطقة صالحة لقتال القطعات المدرعة الكبيرة. وكانت خطة القوات المصرية استنزاف القوات الاحتياطية الإسرائيلية قبل اقتحام المرتفعات والممرات على حين كانت خطة القوات الإسرائيلية منع تقدم المصريين وتقليص حجم الجيوب التي خلقوها، أو إجبارهم على الوقوف في هذه الجيوب ريثما تصل الإمدادات الأميركية. وبالرغم من كل ميزات خطة المصريين التي تؤمن الحشد والحفاظ على القوى وإجبار العدو على القتال في الظروف التي يختارونها، فقد كان لهذه الخطة سلبية كبيرة هي البطء في التقدم نحو الشرق، وعدم الوصول إلى منطقة المرتفعات واقتحامها قبل أن يجمع العدو قواته الاحتياطية الاستراتيجية وينقلها إلى منطقة القتال عبر سيناء.
اتسمت معارك المرحلة الرابعة بالعنف وضخامة القوات المشتركة فيها حوالي 700 – 800 دبابة لكل طرف وضخامة القوة النارية لدى الطرفين، وكبر الخسائر في المدرعات. ومن المؤكد أن القوات المصرية أشركت الجزء الأكبر من دباباتها ومشاتها الميكانيكية في القتال، كما نقلت إسرائيل إلى مسرح العمليات المصري معظم قواتها البرية ودفعت القسم الأكبر من قواتها الجوية لدعم المدرعات وقصف الأهداف الاقتصادية والمطارات والتجمعات السكانية داخل الأراضي المصرية.
ومن أبرز الأساليب القتالية التي استخدمت في هذه المرحلة: استخدام المصريين للمشاة بكثافة ضد الدبابات، واستخدام الإسرائيليين لطائرات الهليكوبتر المسلحة بالصواريخ الموجهة ضد الدبابات، واستخدام المصريين لقوات المغاوير المحمولة جواً وإنزالها على نطاق واسع وراء خطوط العدو لإزعاجها وقطع مواصلاتها.
نجمل المرحلة الرابعة بأنها مرحلة وصول القوات المصرية على المحاور الثلاثة إلى عمق يتراوح بين 18 – 20 كيلومتراً مع ترك فرجات خالية ما بين المحاور، خاصة ما بين المحور الأوسط والمحور الجنوبي، الأمر الذي ظهرت مضاعفاته في المرحلة الخامسة. ولا يعتبر الإبقاء على فرجات خطأ عسكرياً نظراً إلى أن القتال في الصحراء يتم على محاور. ولكن الخطأ هو في عدم رصد الفرجات جيداً ودعمها بقوة قادرة على سدها عند الحاجة.

alt

طائرة فانتوم اسرائيلية في مهمة قد لا تكون عادت منها

alt

طائرة اسرائيلية تسقط بعد اصابتها بصاروخ من طراز سام 

• المرحلة الخامسة:
في هذه المرحلة تحول هام على الجبهة المصرية. ففي الوقت الذي كان العالم فيه ينتظر انطلاق القوات المصرية بهجوم كبير نحو الشرق لاحتلال المرتفعات والسيطرة على الممرات التي تنفتح بعدها أرض سيناء انطلق الإسرائيليون بالهجوم. وكان أمامهم احتمالان هما:
1- جذب المصريين إلى المرتفعات وإبعادهم عن قواعد صواريخهم واستنزافهم عند الممرات وشن الهجوم الكبير شرقي الممرات.
2- القيام بالعملية الهجومية على المسرح الواقع غربي الممرات والمحصور بين المرتفعات والبحر.
وكان الاحتمال الأول يؤمن للعدو ضرب المصريين بعد أن تطول مواصلاتهم، وتبتعد قواتهم عن قواعد حمايتها الجوية، وتستنزف قواهم في معارك الممرات. وكانت سلبيات هذه الخطة تتمثل بالخسارة المعنوية التي ستنجم عن هذا الانسحاب الإرادي، وخطورة تمركز المصريين عند المرتفعات وعدم تقدمهم بعد ذلك، وتحصين مواقعهم لشن حرب استنزاف دفاعية طويلة الأمد، الأمر الذي لا يلائم القيادة العسكرية الإسرائيلية.
أما الاحتمال الثاني فيؤمن للعدو الدخول في المعركة مباشرة، والاتجاه نحو القناة لعبورها، والقيام بعد ذلك بحركة مروحة تنفتح باتجاه الشمال والجنوب لتطويق القوات المصرية التي عبرت إلى الضفة الشرقية وقطع مواصلاتها. ولكن سلبياته كثيرة وتتمثل بمجابهة خصم لم يستنزف بعد، ويعمل قريباً من قواعد إمداده وتحت حماية دفاعاته المضادة للطائرات.
ولقد اختار  الإسرائيليون الحل الثاني بعد تعديله، فجمعوا قوة مدرعة كبيرة زودوها بأحدث الأسلحة والمعدات التي وصلت من الولايات المتحدة الأميركية ودفعوها على شكل اسفين بين الجيبين المصريين الأوسط والجنوبي. وكان هذا الإسفين عبارة عن قوات مكلفة بمهمات متباينة. وكانت مهمة رأس الإسفين الاندفاع نحو القناة وعبورها، والعمل وراء القوات المصرية، وضرب طرق مواصلاتها وبطاريات مدفعيتها، وتدمير قواعد الصواريخ أرض – جو (سام -2 وسام -3) الموجودة على الضفة الغربية، وخلق أفضل الظروف لعمل القوات البرية التي ستتقدم من سيناء إلى الضفة الغربية عبر الممر الواقع بين الجيشين، وأفضل الظروف لعمل الطيران اللازم لدعم هذه القوات.
كما جرى كليف قوات مدرعة وميكانيكية لمهاجمة الجيب المصري على المحور الأوسط ومشاغلته ومنع القوات المدرعة المحتشدة فيه من التوجه نحو الجنوب وقطع الممر الذي يصل القوة الموجودة على الضفة الغربية بقواعدها في سيناء. وبالإضافة إلى ذلك فقد انتشرت على طول الممر قوات مدرعة وصواريخ مضادة للدبابات مهمتها حماية جانبي الممر من الهجمات المعاكسة الآتية من الشمال أو الجنوب.
يوم 15 تشرين الأول بدأ العبور من شمال البحيرات المرة وقد اختيرت البحيرات المرة للعبور لأنها تتلائم وطبيعة الاختراق. فمكان الاختراق يجب:
1- أن يتم في أضعف نقطة.
2- أن يوفر عنصر المفاجأة لأنه غير متوقع.
3- أن يؤمن أرضاً مفتوحة بعد تحقيقه.
4- أن يهدد بعد تحقيقه أكثر من هدف حيوي لتضليل القيادة المعادية.
وقد استطاعت إسرائيل بواسطة أجهزة الاستطلاع العثور على نقطة الضعف والتي تتوفر فيها العناصر الأخرى، خاصة وأن العبور من تلك النقطة يهدد بعد تحقيقه هدفين هامين، هما الإسماعيلية شمالاً والسويس جنوباً.
اشتركت في الموجة الأولى دبابات برمائية اجتازت البحيرات بالمفاجأة وبدأت عملها فوراً في تدمير قواعد الصواريخ المضادة للطائرات وخلق رأس جسر صغير عند الدفرسوار. وفي ليلة 16 – 17/10 عبرت وحدات مدرعة أخرى على عبارات (معديات) وعززت رأس الجسر، وبنى العدو خلال الليل 3 جسور على القناة. واندفعت قوات برية من سيناء إلى الضفة الغربية معززة رأس الجسر.
ولم تكن عملية العبور هذه بنت ساعتها. بل كانت عملية معدة منذ أمد بعيد. واستناداً إلى حديث الجنرال آريل شارون قائد قوات العبور الإسرائيلية لصحيفة “نيويورك تايمز” (12/11/1973) فإنه كان قد أعد هذا المخطط عندما كان قائداً للجبهة الجنوبية. قال أنه أبقى تحصينات الرمال سهلة العبور في هذه النقطة، وذكر أن هذه المنطقة قد تم تحديدها بحجارة من الصحراء، وقال: “كنت أعلم أننا سنضطر يوماً ما للعبور إلى الضفة الثانية”.
وفي يوم 17 تشرين الأول كانت القوة الإسرائيلية العاملة على الضفة الغربية تحاول تدمير أكبر عدد ممكن من قواعد الصواريخ، ولكنها فوجئت بأن معظم القواعد كان هيكلياً للخداع. واعتباراً من يوم 18 تشرين الأول كان بوسع طيران العدو العمل في منطقة العبور بأمان نسبي. وازداد معدل تدفق القوات من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية.
ولقد قامت القوات المصرية بشن هجمات معاكسة تكتيكية لتقليص حجم رأس الجسر، واشتركت المدفعية والطائرات في دعم هذه الهجمات المعاكسة وقصف نقاط العبور. ولكن من الواضح أن الهجمات المعاكسة المصرية بدأت متأخرة بعد أن تدعم رأس الجسر وأخذ شكل جيب اتسع بالعرض والعمق، ودعمته قوات جديدة برية ومحمولة جواً.
في هذه الفترة دارت معارك دبابات عنيفة على الضفة الشرقية للقناة. إذ حاول المصريون تدمير المدرعات الإسرائيلية والوصول إلى الممر لقطعه ولكن الهجمات المصرية لم تحسم المعركة رغم ما ألحقته بالعدو من خسائر. وبقي الممر مفتوحاً. كما دارت معارك بالدبابات والصواريخ المضادة للدبابات على الضفة الغربية لتقليص حجم الجيب وحرمانه من حرية الحركة والتوسع. بيد أن استمرار نشاط القوات الإسرائيلية على الضفة الغربية واستمرار وصول التعزيزات إليها واتساع المنطقة التي سيطرت عليها ودمرت فيها قواعد الصواريخ المضادة للطائرات زاد حرية عمل الطيران المعادي فوق مسرح العمليات الأمر الذي قلل حرية عمل القوات الاحتياطية المصرية وأضعف حدة هجماتها المعاكسة.
وفي يوم 20 تشرين أول بلغ حجم القوات الإسرائيلية العاملة على الضفة الغربية (حسب التقديرات الأميركية) حوالي 12 ألف رجل و200 – 300 دبابة. وسيطرت هذه القوات على شريط يوازي القناة ويقع بين شمالي البحيرات المرة وجنوبي الإسماعيلية. وكان أمامها 3 احتمالات للعمل:
1- التقدم في اتجاه الشمال الغربي لقطع طريق الإسماعيلية – القاهرة وتطويق القوات المصرية العاملة على القطاع الأوسط (الجيش الثاني).
2- التقدم باتجاه الجنوب الغربي لقطع طريق السويس – القاهرة وتطويق القوات المصرية العاملة على القطاع الجنوبي (الجيش الثالث).
3- التقدم في الاتجاهين على شكل “مروحة”.
ولقد جرب العدو العمل وفق الاحتمال الأول نظراً لقرب الطريق من مكان الجيب ولكنه اضطر إلى التراجع تحت ضغط الضربات المعاكسة وسدود نيران المدفعية وبقي الجيب محصوراً ومحدود المساحة والفاعلية حتى وقف إطلاق النار في يوم 22 تشرين الأول.

alt

القوات المصرية تحمل العلم المصري لرفعه على الموقع الذي تم الاستيلاء عليه في الضفة الشرقية للقناة

alt

القوات المصرية تقدم الاسعافات للاسرى الاسرائيليين

alt

alt

مشهد(عدد 2) للاسرى الاسرائيليين الذين وقعوا بيد القوات المصرية

ومن المؤكد أن الجيب حقق في الأيام الأولى بعض النجاحات واستفاد من المطارات الأمامية الثلاثة الموجودة فيه لزيادة وتيرة الإمداد والإخلاء، كما استفاد من المحروقات التي عثر عليها لتموين دباباته، ولكن من المؤكد أيضاً أن حجم قواته لم يكن كافياً للقيام بمعركة حاسمة تبدل مجرى الحرب. وإن القيادة الإسرائيلية كانت غير قادرة على زيادة هذا الحجم بقوات أخرى تسحبها من سيناء حتى لا تضعف حماية الممر ويسهل على المدرعات المصرية قطعه. علماً بأن عدد الدبابات الإسرائيلية المحتشدة على الضفة الشرقية لحماية الممر هو 600 دبابة مقابل 800 دبابة مصرية (حسب التقديرات الأميركية).
ولقد انتقد الجنرال آريل شارون قائد عملية العبور قيادة الجيش الإسرائيلي خلال مقابلته الصحفية مع “نيويورك تايمز” واتهمها بأنها لم تدعم قواته بسرعة في اللحظة الحاسمة. ثم انتقدها في مقابلة مع صحيفة “الواشنطن بوست” لأنها لم تسمح له بالتقدم نحو الشمال والجنوب بآن واحد، ولأنها أوقفت دباباته بعد ليلة العبور ولم تسمح له بالاندفاع قبل بناء الجسور.
في ليلة 22/23 تشرين الأول استغل الإسرائيليون قرار وقف القتال ودفعوا بقواتهم نحو الجنوب والجنوب الغربي حتى وصلت طلائعهم إلى طريق السويس – القاهرة وهنا أعلنوا أنهم يطوقون الجيش المصري الثالث الموجود على المحور الجنوبي عند مدينة السويس. ومع ظهور هذا الوضع الجديد لم يعد قادة العدو يكتفون من قواتهم على الضفة الغربية بإزعاج مؤخرات المصريين وتحقيق كسب سياسي يستخدمونه كورقة في المساومة السياسية، بل قرروا تحقيق كسب عسكري مادي أيضاً يتمثل بإلحاق الهزيمة بالجيش المصري الثالث ليمسحوا بذلك الآثار السلبية التي خلقتها هزائمهم في المراحل الأولى من الحرب.
وبالرغم من قراري وقف إطلاق النار في 22 و23 تشرين الأول تابع العدو إرسال القوات إلى الجيب، وركز جهده الجوي والبري على مؤخرة الجيش المصري الثالث وكرر هجماته المادية وحربه النفسية على القوات المصرية العاملة في مدينة السويس طوال يومي 24 و25، ولكن القوات المصرية صدته في كل مرة وألحقت به خسائر فادحة. ولقد دلت حدة هجمات العدو وتكرارها على رغبة القادة الإسرائيليين في تحقيق أي نصر عسكري ممكن في هذا القطاع، والاستفادة من هذا النصر سياسياً وإعلامياً في الداخل والخارج، خاصة وأنهم يعرفون أن واشنطن موافقة ضمنياً على خرق وقف إطلاق النار واستغلال الظروف المواتية الحالية لإعطاء إسرائيل بعض المكاسب. بيد أن موقف الجيش المصري الثالث بقي سليماً. وبقيت وحداته متماسكة. ثم تحركت قوات الجيش الأول لنجدته وتطويق التطويق الإسرائيلي.
ويمكن تقييم المرحلة الخامسة بأنها كانت تنفيذاً ناجحاً لعملية الخرق الذي يليه انتشار على شكل مروحة وتستهدف هذه العملية عادة إجراء التطويق رغم عدم وجود مجنبات صالحة للالتفاف. وهي في جوهرها استراتيجية غير مباشرة تحاول ضرب المؤخرة وإجبار الخصم على القتال على جبهة معكوسة بدلاً من مجابهته من الأمام.. وذلك عن طريق المفاجأة والضرب على المحور غير المتوقع وأخذ مكان يحمل في طياته احتمالات التقدم في عدة اتجاهات، ثم الاندفاع في اتجاه خط المقاومة الأضعف. ولقد حقق العدو النجاح في هذه العملية للأسباب التالية:
1- وجود ثغرة غير مراقبة جيداً بين المحورين الأوسط والجنوبي.
2- اختيار العدو لمكان غير متوقع ( تكون الدفاعات وراء البحيرات أو المستنقعات عادة أضعف من الدفاعات وراء الأنهار أو القنوات).
3- استغلال معدات مصرية لتنفيذ الخدعة.
4- الإعداد المسبق لهذه العملية طوال السنوات الماضية التي كان العدو مسيطراً فيها على الضفة الشرقية.
5- الاستفادة من صور طائرات التجسس والأقمار الصناعية الأميركية التي رصدت المؤخرات الدفاعية الضعيفة للقوات المصرية.
6- سرعة حركة العدو، ومبادهته، واستعداد قيادته للمغامرة لاستعادة سمعتها التي فقدتها في سيناء والجولان.
7- بطء الهجمات المعاكسة المصرية في يومي 16 و17 واعتمادها على النار بدلاً من تركيزها على النار والصدمة العنيفة.
8- عودة سلاح الطيران الإسرائيلي إلى أجواء المعركة بعد تدمير قواعد الصواريخ أرض – جو في مكان الخرق.
9- استغلال إسرائيل لوقف إطلاق النار بغية نشر المروحة نحو الجنوب وتوسيع الجيب وتحويله إلى بداية تطويق.
10- وصول الإمدادات الأميركية وخاصة الطائرات والصواريخ والقنابل المتطورة الأمر الذي سمح للعدو بإعادة تنظيم وتسليح قواته وتزويدها بالأسلحة الحديثة على نطاق واسع.
11- تأخر الهجوم المصري الكبير نحو الشرق الذي كان من المفروض أن يبدأ يوم 12 أو 13 على أبعد تقدير الأمر الذي أعطى الإسرائيليين فرصة المبادرة بهجوم إجهاضي لم يخرق الجبهة فحسب بل أوقف الهجوم المصري الكبير المنتظر في اتجاه الممرات.
لقد غرست المرحلة الخامسة في الجبهة المصرية إسفيناً لا يستهان به وكان هذا العمل أول تحول أساسي في اتجاه العمليات العسكرية على الجبهة المصرية. ثم استغل العدو وقف القتال واتجه نحو طريق السويس – القاهرة وكان هذا هو التحول الثاني وبالرغم من الدعاية التي يحيط بها العدو هذين التحولين وبالرغم من محاولة الابتزاز السياسي التي يمارسها عند الحديث عن تموين الجيش الثالث، فإن من المؤكد أن موقفه المتعنت لا يشكل انعكاساً للوضع العسكري الذي لا تزال القوات المسلحة المصرية تملك فيه زمام المبادرة والقدرة على التحويل.
بنهاية الحرب كانت مصر قد حررت من الضفة الشرقية للقناة منطقة تمتد على طول خط المواجهة من رأس مسلة على الشاطىء الشرقي لخليج السويس حتى بور فؤاد بطول 200 كيلومتر وبعمق يتراوح بين 12 – 17 كيلومتر شرقاً بما فيها مدينة القنطرة شرق، عدا ثغرة من الدفرسوار شمالاً بطول 7 كيلومترات ملاصقة للبحيرات المرة. وتبلغ مساحة الأرض المحررة حسب التقديرات المصرية ثلاثة آلاف كيلومتر مربع.
أما القوات الإسرائيلية، فكانت عند وقف إطلاق النار تحتل جيباً خلفياً وراء البحيرات المرة يتجه شمالاً نحو المحور الشمالي. وعند توقف القتال وجهت قواتها جنوباً باتجاه مدينة السويس ووصلت إلى نقطتين هما الكيلومتر 101 و119 حيث توقفت نهائياً. وتقدير المصادر الإسرائيلية مساحة هذا الجيب بشكله النهائي بحوالي 700 كيلومتر.

alt

مشهد داخلي لاستحكامات خط برليف

alt

دبابات عربية مدمرة

alt

مركز اسرائيلي يتعرض للنيران السورية

alt

الدبابات الاسرائيلية المأسورة تعرض في القاهرة

 

تعتبر معارك الدبابات التي شهدتها سيناء من أكبر معارك الدبابات في التاريخ.

ففي أقل من عشرين يوما من القتال جرى تدمير 2500 دبابة لكل الاطراف،أي

أكبر من كل ما جرى تدميره في الحرب العالمية الثانية.وفي يوم واحد اشتركت

حوالي 1000 دبابة من الطرفين في معارك ضارية.وبلغ عدد الدبابات الاسرائيلية

عند بدء القتال 1700 وهو رقم يزيد على ما تملكه دول كبرى مثل بريطانيا من

الدبابات.

 

الخسائر الاسرائيلية

   * تقول تقديرات وزارة الدفاع الاميركية ان اسرائيل خسرت خلال الحرب 5000 قتيل

وجريح و 120 طائرة و 800 دبابة ومدرعة.

“الهرالد تربيون”.25\10\73

   * تقول “نيوزويك” ان اسرائيل خسرت خلال الاسبوع الاول 600 قتيل و 1500 جريح

و 600 دبابة و 100 طائرة أي ما يوازي ضعف مجموع القتلى الاميركيين طوال حرب

فييتنام.

“نيوزويك”22\10\73

   * فقدت اسرائيل خلال الحرب 900 دبابة،أي نصف قوتها المدرعة و160 طائرة أي ثلث

قوتها الجوية.كما خسرت ما بين 5000 – 6000 قتيل.

هيكل في “الانوار” 26\10\73

   * أما اسرائيل فتدعي أنها فقدت 1854 قتيلا و 1800 جريح لا يزالون في المستشفيات.

الصحف. 6\11\73

   * تقول مجلة “جون افريك” ان المراقبين الغربيين في تل أبيب يقولون أن الارقام

الصحيحة للقتلى الاسرائيليين لا تقل عن أربعة أضعاف الارقام التي ذكرتها اسرائيل

رسميا.

الصحف 14\11\73 

   * قال الجنرال هيرتزل شافير مدير “فرع القوة البشرية”في رئاسة الاركان الاسرائيلية

بأن 2412 جنديا اسرائيليا قتلوا خلال حرب تشرين الاول وفترة اطلاق النار التي تبعتها.

كما ان مجموع الجنود الاسرائيليين المفقودين يبلغ 508 جنود بينهم 102 يفترض أن يكونوا

أسرى حرب في سوريا.

واذا قارنا عدد سكان اسرائيل بعدد سكان الولايات المتحدة، فان عدد القتلى يوازي ثلاثة

اضعاف مجموع الخسائر الاميركية في فييتنام.

“الانوار” 9\12\73
_________________________
هامش:

يوميات الدول العربية
مصر: النشاط الدبلوماسي
7/10
– الرئيس السادات يتلقى رسالة من الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي، ليونيد برجنيف، ويستقبل سفيري فرنسا وبريطانيا.
– وزير خارجية مصر يبلغ أن مصر لن توقف القتال حتى تستعيد أراضيها المحتلة.

8/10
– الرئيس السادات يتسلم رسالة “هامة” من الملك فيصل.
– الحكومة المصرية تطلب من الأمين العام للأمم المتحدة سحب المراقبين الدوليين من على ضفتي قناة السويس.

10/10
– الرئيس السادات يتلقى رسالة من الملك حسين ومكالمة هاتفية من الرئيس الجزائري بومدين ويوجه رسالة إلى الرئيس العراقي البكر، ويبعث برسالة إلى الملك فيصل.

12/10
– الحكومة المصرية توجه تحذيراً إلى الولايات المتحدة من نتائج الاستمرار في الدعم المطلق للعدوان الإسرائيلي.
– الرئيس السادات يستقبل وزير الدفاع الكويتي ويبعث برسائل إلى رؤساء كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب ويوغسلافيا. ويتلقى رسالة من الرئيس الليبي القذافي.

15/10
– الحكومة المصرية تندد بتزويد الحكومة الأميركية لإسرائيل بالأسلحة والمعدات لتعويض خسائر إسرائيل.

16/10
– الرئيس السادات يلقي خطاباً أمام مجلس الشعب أعلن فيه مشروعاً للسلام من خمس نقاط أبرزها وقف إطلاق النار على أساس انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي المحتلة إلى خطوط ما قبل 5 حزيران 1967، وفتح قناة السويس للملاحة الدولية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. كما أعرب عن استعداده للاشتراك في مؤتمر سلام دولي يعقد لهذا الخصوص.

18/10
– الرئيس السادات يعقد ثلاثة اجتماعات مطولة مع رئيس الحكومة السوفياتية، كوسيجين، في القاهرة.

21/10
– وزير خارجية مصر يقول أن تعهداً إسرائيلياً بالانسحاب من الأراضي المحتلة يصدر بعد وقف إطلاق النار كاف لإتاحة المجال المجال أمام عقد مؤتمر السلام الدولي بحضور إسرائيل ويعلن أن مصر تقبل بوجود قوات دولية ومن بينها قوات أميركية لضمان القناة وخليج العقبة، وأنها مستعدة لفتح قناة السويس للملاحة الدولية ومنها الإسرائيلية.

22/10
– الحكومة المصرية توافق على قرار مجلس الأمن.

23/10
– الحكومة المصرية تطلب انعقاد مجلس الأمن بسبب خرق إسرائيل لقرار وقف إطلاق النار.
– مبعوث الرئيس السادات يسلم الرئيس السوري الأسد رسالة من الرئيس المصري.

24/10
– الرئيس السادات يطلب من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة إرسال قوات مشتركة إلى المنطقة لتأمين وقف إطلاق النار.
– مبعوث الرئيس السادات يجتمع مع الرئيس اللبناني فرنجية ورئيس الحكومة اللبنانية.

25/10
– الرئيس السادات يجتمع مع الرئيس القذافي في القاهرة.
– وزير خارجية مصر يبلغ الأمم المتحدة أن حرباً جديدة قد اندلعت في سيناء وفي غرب قناة السويس ويتهم إسرائيل بخرق ميثاق جنيف.

28/10
– الرئيس السادات يوفد وزير الخارجية إلى واشنطن في مهمة خاصة تتعلق بقرارات مجلس الأمن.
– مندوب مصر في الأمم المتحدة يقول أن وجود قوات الطوارىء الدولية المسلحة في أراضي مصر يحمل طابعاً مؤقتاً.

29/10
– الرئيس السادات يبعث برسالة إلى الرئيس نيكسون، ويستقبل أبو أياد، أحد قادة فتح، ويجري اتصالاً هاتفياً مع كل من الرئيسين الأسد والقذافي.
– مساعد الرئيس المصري وسكرتيره للمعلومات يتوجهان إلى جدة.

30/10
– الرئيس المصري يستقبل كوزنتسوف النائب الأول لوزير الخارجية السوفياتي.
– الوفد المصري برئاسة إسماعيل فهمي يجري مباحثات في واشنطن مع وزير خارجية الولايات المتحدة.
– مبعوث الرئيس المصري يسلم كل من العاهل السعودي وأمير الكويت رسالة من الرئيس المصري.

31/10
– الرئيس المصري يعقد مؤتمراً صحفياً يعلن فيه أن الموقف الأميركي الراهن هو “موقف بناء” وأنه أبلغ كل من الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي والرئيس الأميركي أنه يتعرض لضغط قوي من قادته العسكريين ليستأنف القتال كما أكد ضرورة تمثيل الشعب الفلسطيني في مؤتمر السلام.
– وزير خارجية مصر (الجديد) يجتمع إلى الرئيس الأميركي نيكسون، ويعلن في مأدبة غداء أقامها له وزير خارجية الولايات المتحدة أن العلاقات المصرية – الأميركية تتطور “بسرعة قد تزعج الآخرين”.

1/11
– مسؤول مصري يعلن أن تبادل أسرى الحرب مع إسرائيل لن يتم إلا بعد مؤتمر سلام ناجح، وأن بعضهم قد يتم مبادلته إذا انسحب الإسرائيليون إلى خطوط وقف القتال في 22 تشرين الأول.

2/11
– الرئيس السادات يتوجه إلى السعودية مروراً بالكويت للاجتماع بالملك فيصل ويجري محادثات في مطار الكويت، ويستقبل عند عودته إلى القاهرة الرئيس الجزائري فنائب وزير الخارجية السوفياتي.

3/11
– الرئيس المصري يتلقى برقية تهنئة بعيد الفطر من الرئيس الأميركي.

4/11
– المتحدث الرسمي المصري يعلن أن السادات سيمثل الأمة العربية كلها خلال مباحثاته مع وزير خارجية الولايات المتحدة، وأن هناك تنسيقاً  كاملاً بين الرئيس السادات والأسد.
– مستشار الرئيس السادات يصل إلى باريس حاملاً رسالة إلى الرئيس الفرنسي.

5/11
– المتحدث الرسمي المصري يعلن أن مصر لا تمانع في وجود مراقبين أميركيين. وأضاف أن خمسين مراقباً سوفياتياً وصلوا حتى الآن إلى مصر.

6/11
– وزير خارجية الولايات المتحدة يصل إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع الرئيس المصري.

7/11
– الرئيس المصري ووزير خارجية الولايات المتحدة يعقدان اجتماعاً تم خلاله الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين.
– مستشار الرئيس السادات يسلم رئيس الحكومة البريطانية رسالة من السادات.
– المتحدث الرسمي يعلن أن حكومته استقبلت بارتياح موقف دول السوق المشتركة التسع حول الشرق الأوسط.

8/11
– مصر تصل إلى اتفاق مع وزير خارجية الولايات المتحدة حول التسوية مع إسرائيل.

9/11
– وزارة الخارجية المصرية تذيع نص الاتفاق حول التسوية مع وزير خارجية الولايات المتحدة.

10/11
– مستشار الرئيس المصري يسلم الرئيس اليوغسلافي رسالة من الرئيس المصري.

11/11
– مصر وإسرائيل توقعان على الاتفاق الذي يضع حداً للحرب ويوطد وقف إطلاق النار ويمهد الطريق أمام مؤتمر السلام.
– الرئيس المصري يستقبل سفير الاتحاد السوفياتي.
– الرئيس المصري يستقبل رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
_______________________________

alt

اسرى من القوات الاسرائيلية

 

قتلى اسرائيل في حربها مع العرب

الاعوام: 1947 – 1948              4,487 قتيل

          1949 – 1956              1,170 قتيل

         1956 (حرب العريش)        161 قتيل

         1956 – 1967                  893 قتيل

         1967 (حرب حزيران)          759 قتيل

تموز 1967 – تموز 1972               637 قتيل

المجموع                                8,107 قتيل

 

alt

اسرائيليات تنتحبن

alt

….وجرحى

alt

قذائف تصيب قافلة مدرعة

alt

بقايا دبابات و آليات اسرائيلية

alt

قذائف غنمتها القوات العربية

 

“من العوامل الرئيسية التي أدت الى وقف اطلاق النار ان اسرائيل اصبحت

مترنحة من الخسائر المذهلة”

“نيوزويك”

 

نفقات الحرب

   * أنفقت اسرائيل خلال الايام الخمسة الاولى 1,92 بليون دولار نفقات قتال، اي

بمعدل 10 ملايين دولار  في كل ساعة قتال فعلي الذي كان يحصل بمعدل 5 – 6

ساعات يوميا.

وزير مالية اسرائيل”بنحاس سابير”12\10\73

  

* بلغت تكاليف الحرب بالنسبة لاسرائيل حتى 13\10\73  8ملايين ليرة اسرائيلية

  “بنحاس سابير”

  

* ان الخسائر في الانتاج ستصل في اسرائيل الى 500 مليون دولار في كانون

الاول

“افرايم دوفرات” مستشار سابير 19\11\73

  

* تبلغ نفقات الحرب بالنسبة لاسرائيل اكثر بكثير من 4 بلايين دولار.

“دانييل ركانتي” مدير مصرف الحسومات الاسرائيلي 19\11\73

  

* تبلغ تكاليف التحصينات التي دمرت والنقص في الربح نتيجة انخفاض الانتاج

في اسرائيل بليون دولار.واما خسائر المعدات فبلغت بليون دولار كذلك.

“معاريف”28\10\73 

 

alt

الرئيس السادات

alt

الرئيس الاسد

alt

الشاذلي

alt

العلم المصري يرتفع فوق خط بارليف

alt 

 

alt

موقع اسرائيلي في الجولان

alt

عملية الشرارة:اجتياز القناة وتدمير خط بارليف

alt

المرحلة الثالثة

alt

المرحلة الرابعة

alt

المرحلة الخامسة 15\10

alt

الاختراق الاسرائيلي عند البحيرات المرة 

 alt

الاختراق الاسرائيلي في 17\10 ، 16 ، 15

alt

 الاختراق الاسرائيلي كما هو يوم 22\10

alt

الاختراق الاسرائيلي 22\10 – 24\10

alt

الخطة السورية

alt

المرحلة الاولى للهجوم السوري

alt

المرحلة النهائية:توازن الجبهة

 

   اعطى قرار التقسيم الدولة اليهودية ما مساحته14,000 كلم2 ،

ثم احتلت اسرائيل بعد حرب 48 حوالي 6000 كلم2 أخرى من اصل

المساحة المختصة للدولة العربية،ثم امتدت حدود اسرائيل بعد حرب

حزيران أربعة أضعاف،اذ احتلت 61,198 كلم2 في سيناء(التي تبلغ

وحدها ضعف مساحة اسرائيل) و 5،878 كلم2 في الضفة الغربية

و1،150 كلم2 في الجولان و632 كلم2 في غزة،اي انها احتلت 20%

من الاراضي المصرية و 70% من الاراضي الاردنية و 15% من

الاراضي السورية وكل غزة.

   وكان يتطلب الطائرات المصرية قبل حرب حزيران 5 دقائق لتصل الى

قلب تل أبيب في حين كان يتطلب الطائرات الاسرائيلية حتى تصل الى

القاهرة 30 دقيقة.وقد عكست حرب حزيران الآية لصالح اسرائيل.لكن من

الوجهة الاستراتيجية ضاعفت اسرائيل من محيطها الدفاعي وزادت أراضيها

ومحيطها الساحلي أكثر من أربعة أضعاف.لكن ذلك يتطلب منها أن تؤمن

حضورا قويا في كل مكان لانها لا تعلم من أين سيأتي الهجوم عليها.وقد

أفاد القادة العرب من ذلك وجعلوه لمصلحتهم اذ شنوا حربا على جبهتين

في وقت واحد مستغلين بعثرة القوة الاسرائيلية.

 

 

alt

alt

 

 alt

مصفاة النفط في حمص بعد تعرضها للقصف الجوي الاسرائيلي في 11 تشرين الاول.

alt

الجسر الاسرائيلي الى الضفة الغربية

alt

مستعمرة اسرائيلية تتعرض للقصف المدفعي السوري

alt

مدافع اسرائيلية ووحدة مدرعة اسرائيلية خلال الهجوم الاسرائيلي الفاشل على سعسع.

alt

 

 alt

alt

حطام لدبابة اسرائيلية في جوف حصين كانت تطلق النيران منه

 

فيما يلي:

صورة للغارة التي تعرض لها موشى ديان على جبهة السويس (الصور الخمس التالية)نرى

فيها ديان وصحبه يتفقدون الجبهة،الهليكوبتر تصل وتلقي بقنابلها،ديان وفريقه يختبئون تحت

الاشجار عند سماع صوت الطائرة التي انسحبت بعد القاء قنابلها

alt

alt

alt

alt

alt

alt

وحدة مدرعة مصرية في سيناء.

alt

صورة العلم الاسرائيلي مع بقايا حطام طائرة فوق رمال الصحراء

 

“ثمة امثولة على العالم ان يستخلصها من الاحداث:

حتى لو انتهت هذه الحرب بهزيمة جديدة للعرب ،فان الاعمال الحربية

ستستأنف بعد أربع او خمس أو ست سنوات وستكون،بفضل

التكنولوجيا ،أصعب وأفتك.وعلى هذا،ليست الاراضي وحدها هي

التي يمكن ان تتعرض للخطر يوما ما بل بقاء اسرائيل نفسه”.

“الموند”

 

“ان سلما يفرضه العرب ،حتى ولو لم يؤد الى القضاء على اسرائيل

– وهذا ما ستعارضه الدول الكبرى في أي حال – ستكون نتيجة

“حق” فلسطيني في الدولة اليهودية من  شأنه ان يتسبب في

تدمير بطيء لهيكلياتها”.

“الموند”

 

الدعم العربي

كان الدعم المالي الذي قدمته الدول العربية لمصر وسوريا بمستوى المعركة.فقد بلغت المساعدات المالية التي تلقتها مصر حتى 30 تشرين الاول 3 بلايين دولار من المملكة العربية السعودية والثلثين الاخرين من ليبيا والكويت ودولة الامارات.كما وتلقت سوريا من المملكة العربية السعودية بليون دولار التي قدمت للمجهود الحربي السوري 200 دبابة حديثة للتعويض عن الخسائر في الدبابات.كما وتوزعت سوريا مع مصرمعونة كويتية بمقدار 100 مليون دينار، كما وتوزعت سوريا مع مصر مبلغ 200 مليون دولار من دولة اتحاد الامارات.

alt

البحرية المصرية خلال عمليات الحرب

Print Friendly

عن admin

شاهد أيضاً

الشرارة : العمليات الحربية: الحرب على الجبهة السورية

  الشرارة  العمليات الحربية الحرب على الجبهة السورية

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *