الرئيسية / News / الشرارة / عملية الشرارة

عملية الشرارة

 

 

alt

الدبابات المصرية البرمائية تعبر قناة السويس في طريقها الى الضفة الشرقية

 

alt

الدبابات المصرية تعبر القناة فوق الجسور التي اقامتها القوات المصرية

 

alt

رأس الجسر الذي أقامته القوات المصرية على الضفة الشرقية للقناة

وقد بدت فيه الفجوة عبر الساتر الرملي

 

alt

بعد احتلاله من قبل القوات المصرية صورتان لخط بارليف تظهران التحصينات

والممرات عبر سقوف الرمل والاسمنت والحجارة وقد أخلته القوات الاسرائيلية عند انسحابها السريع

 

 alt

alt

 أسرى من القوات الاسرائيلية ممن أسرتهم القوات المصرية

اثر اجتياحها لخط بارليف وتشاهد آثار التدمير

alt 

نقطة حصنية من النقاط التي تشكل خط بارليف مصنوعة من سقوف حجرية سماكتها 10 أمتار

 alt

القوات المصرية في تقدمها عبر الضفة الشرقية مخلفة وراءها حطام الدبابات والمجنزرات الاسرائيلية

alt

أسفرت عملية “الشرارة” عن تقدم القوات المصرية نحو سيناء مخلفة وراءها حطاما وأشلاء اسرائيلية

alt

alt

ركام حطام الدبابات الاسرائيلية،التي دمرتها القوات المصرية المتقدمة على رؤوس الجسور،

وبقربها آثار خوذ وجزمات وألبسة الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا خلال الاجتياح.

alt

alt

دبابة اسرائيلية دمرت خلال الساعات الاولى للاجتياح المصري

alt

جثة أحد الجنود الاسرائيليين مدفونة في الرمال امام دبابة اسرائيلية مدمرة

alt

 من مخلفات القوات الاسرائيلية على خط بارليف

 

 

 

عملية الشرارة
“في يوم 6 تشرين الاول طبقت قوات الرئيس السادات في دقة الخطة الموضوعة مزيلة شبكة الاسلاك الشائكة بواسطة البنغلوات فاتحة ممر عبر حقول الالغام ومدمرة التحصينات بالقنابل اليدوية وبقاذفات اللهب”.
عبور القناة وتدمير خط بارليف

بقلم محمود عزمي
في يوم 31 أيار 1973 قال الجنرال “موشي ديان” ضمن تصريح له نشرته صحيفة “جيروسالم بوست” الإسرائيلية يوم أول حزيران أنه طالما أن “قناة السويس هي حدودنا العسكرية، والعرب هم أعداؤنا، فإننا سنكون على خير ما يرام”.
وفي يوم 2 تشرين الثاني 1973 قال الجنرال “حاييم بارليف” ضمن حديث أذاعته إذاعة إسرائيل “أن جيش الدفاع الإسرائيلي لم يستعمل اصطلاح “خط بارليف” إطلاقاً وأن الصحافة هي فقط التي تداولت هذا الاصطلاح. وأن هذه التحصينات أقيمت أثناء حرب الاستنزاف كقواعد متماسك بعضها ببعض لكل عملياتنا على طول امتداد القناة، وإن أي إنسان عادي يعرف أن عشرين تحصيناً لم تكن لتوقف وحدها هجوماً شاملاً تشنه خمس، أو ما يزيد عن ذلك، من الفرق المصرية.. إن الزعم أن التحصينات لم تتمكن من صد المصريين هو قول أحمق، لأنها لم تكن معدة لهذه الغاية أصلاً. وقد سقطت التحصينات لأنها كانت عبارة عن مواقع أمامية فقط”.
ولعل التناقض بين هذين التصريحين يكشف قصة العبور المصري لقناة السويس واجتياح خط بارليف.
كانت قناة السويس تشكل قبل 6 تشرين الأول حدوداً عسكرية منيعة ولكنها أصبحت، بعد ذلك التاريخ رمزاً لانهيار فلسفة الأمن الإسرائيلي بكاملها القائمة على الحدود الآمنة، كما وستصبح عملية “الشرارة” تعبيراً عن مفاهيم عسكرية جديدة، ذلك أن اجتياز حاجز مائي لقناة السويس مع التحصينات الضخمة التي تقف وراءه بواسطة جيش بري وبوجه قوى جوية متفوقة قلباً، على حسب رأي الخبراء العسكريين، كثيراً من مفاهيم الحرب السائدة.
•  القناة كمانع مائي:
تمتد قناة السويس من بورسعيد شمالاً حتى السويس جنوباً نحو 160 كلم ويتراوح عرضها بين 180 متراً و100 متر وعمقها نحو 14-17 متراً وهي لا تصلح للعبور في كافة المناطق بقوات كبيرة. ففي المنطقة الشمالية منها من “بورسعيد” حتى الجنوب قريباً من “رأس العش” توجد على الضفة الشرقية أرض فسيحة بها مستنقعات مالحة لا تصلح لسير الآليات، كما أن منطقة البحيرات المرة في نقاطها المتسعة لا تصلح لعبور قوات كبيرة، ولذلك فإن أكثر الأماكن صلاحية لعبور قوات كبيرة وتأمين طرق إمدادها بواسطة إقامة جسور عائمة ومعديات تقع في المناطق الواقعة من مدينة القنطرة إلى الإسماعيلية ثم من جنوب بحيرة التمساح حتى شمال البحيرات المرة ثم من جنوب البحيرات المرة حتى مدينة السويس جنوباً.
وتتمثل أيضاً مصاعب العبور من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية في ارتفاع حافة الضفة الشرقية بصورة شبه عمودية نتيجة لأن الجرافات التي كانت تسيرها هيئة إدارة القناة قبل نشوب 1967 لتطهير القناة من الرمال المتساقطة فيها أو لزيادة تعميقها لتتمكن من استقبال سفن ضخمة ذات غاطس كبير، كانت تلقي بكميات الرمال المستخرجة من القاع على الضفة الشرقية غير المأهولة أصلاً بالسكان نظراً لعدم وجود زراعة أو نباتات فيها كما هو الحال بالنسبة لمعظم الضفة الغربية، بالإضافة إلى أن العدو الإسرائيلي قد زاد من ارتفاع هذا الحاجز الرملي في عدد من النقاط ليزيد من صعوبة تسلقه من قبل أية قوات تحاول عبور القناة. كما وجعل الإسرائيليون سطوح الحواجز في كثير من الأماكن مستوية بحيث تكون صالحة لسير الدبابات، ولتطلق النار على الضفة الأخرى من علو. ونتيجة لذلك أصبح ارتفاع هذا الحاجز الرملي يتراوح بين 12 – 20 متراً في الأماكن الصالحة لعبور القناة وبالتالي أصبح جزءاً مكملاً لسلسلة النقط الحصينة القوية التي أقيمت أثناء حرب الاستنزاف على امتداد القناة والتي عرفت باسم “خط بارليف”.
لذلك كله كانت القناة تعتبر عن حق مانعاً مائياً صعباً أمام الجيش المصري في أية عملية هجومية يرغب في القيام بها ضد القوات الإسرائيلية المحتلة لسيناء.
إن الموانع المائية من أنهار وقنوات متوسطة أو كبيرة تكتسب أهمية خاصة أثناء العمليات والمعارك البرية بين القوات المتحاربة وبعضها البعض، وذلك بحكم التأثير الشديد الذي تمارسه هذه الموانع في معظم الحالات على مجرى العمليات الحربية، وينبع هذا التأثير الهام من حقيقة أن التغلب على مثل هذه الموانع أو العوائق الطبيعية كان وما زال يمثل مشكلة من أكبر مشكلات التكتيك العسكري في جميع العصور وحتى يومنا هذا، ولذلك تلجأ بعض الجيوش، عندما تساعدها في ذلك ظروف طبيعية مواتية، إلى اصطناع بعض الموانع المائية عن طريق إغراق مساحات كبيرة من الأراضي المنخفضة بمياه البحر أو فيضانات الأنهار أو السدود، وهذا مثال هولندا أمام هجمات ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية وغيرها من الحروب السابقة، كما هو مثال الألمان في بعض أنحاء نورماندي عشية غزو قوات الحلفاء عام 1944، ومثال القوات البريطانية التي أقدمت على إغراق مساحات من الأرض بالماء غرب الإسكندرية عام 1942 بعد هجوم روميل نحو العلمين.
فإن من شأن هذه الموانع أن تضطر الجيوش المهاجمة إلى البحث عن وسائل كافية ومأمونة وملائمة لنقل قواتها مع أسلحتها الثقيلة وآلياتها المختلفة من ضفة إلى أخرى، الأمر الذي يفرض على هذه القوات أن تضيق من اتساع جبهة هجومها وأن تقوم بذلك بواسطة الجسور الثابتة أو العائمة أو غيرها من وسائل العبور المائي. كما وأن نقاط العبور تصبح محدودة بالضرورة ومركزة وتشكل بذلك نقاط اختناق خطرة تؤدي إلى تعرض القوات المهاجمة إلى نيران قوية وهجمات معاكسة خطيرة الآثار في المراحل الأولية للعبور، إذ أنها ستتم على مساحات محدودة من الأرض وأثناء تجمع القوات العابرة مع معداتها الكثيرة.
يضاف إلى ذلك أن سرعة اتجاه تيار الماء في قناة السويس تتبدل أربع مرات يومياً كما وأن منسوب ارتفاع المياه فيها يتغير بدوره تبعاً لحالة المد والجزر والذي يبلغ أقصاه عند السويس جنوباً فيصل إلى 1,5 متراً، لهذا فإن الوقت المناسب للعبور يصبح محدوداً نسبياً من حيث توفر أفضل الظروف المناسبة من حيث سرعة التيار وحالة المد والجزر. ولا ننسى كذلك أن العبور سيتم تحت نيران المواقع الإسرائيلية الحصينة المقامة على الضفة الشرقية.
•  خط بارليف:
أقامت القيادة العسكرية الإسرائيلية، خلال المراحل الأولى من حرب الاستنزاف عام 1969، مجموعة من النقاط الحصينة على امتداد قناة السويس، في المناطق الصالحة لعبور قوات كبيرة، بلغ عددها نحو 35 نقطة تبدأ من الكيلو 10 جنوب بور سعيد وتنتهي عند “لسان بور توفيق” جنوب السويس، بحيث تبعد كل نقطة عن الأخرى نحو 4 كيلومترات، وتستطيع أن تتبادل معها المعونة بنيران الأسلحة الثقيلة، كما أنها تتصل بها سلكياً ولاسلكياً لتنسيق النيران. على أن مساحة كل نقطة اختلفت عن الأخرى وذلك حسب أهميتها وظروف الموقع المقامة فيه من حيث درجة انفتاحه على القناة والمواقع المصرية الموجودة على الجانب المقابل من الضفة الغربية، لذلك فقد كانت هناك نقط تبلغ مساحتها 500 متر مربع وأخرى تتراوح مساحتها بين 1000 – 5000 متر مربع. كما جعلت في كل نقطة حصينة مرابض لإطلاق نيران أسلحة الرمي المستقيم (رشاشات في كل نقطة حصينة مرابض لاطلاق مدافع الهاون والمدافع المضادة للطائرات وأخرى للدبابات الملحقة بالنقطة. جميع هذه المواقع مغطاة بسقوف قوية من الإسمنت المسلح والرمال والحجارة وألواح الحديد تتحمل صدمات القنابل حتى وزن 1000 رطل. كما وحفرت ممرات تربط بين مختلف المواقع والمنشآت في النقطة الأخرى من ملاجىء ومهاجع نوم ومخازن ومواقع مراقبة بالمنظار (التلسكوب). وقد جهزت ملاجىء النوم، بسقوف تبلغ سماكتها نحو عشرة أمتار مصنوعة من صفائح الحديد وجدران الحجارة والرمال الملفوفة بعوارض حديدية. كما أقيمت فيها أسرة مصفوفة فوق بعضها وأجهزة تهوية كهربائية وإضاءة.
كما جهزت النقطة الدفاعية بمطبخ تحت الأرض فيه مواقد غاز ومياه جارية تصل من مستودع خاص بالنقطة ومستودع للأغذية. كما أقيمت فيه دورات مياه غير ميدانية تستخدم فيها المواد الكيماوية للتطهير والنظافة. وجرى ربط كل نقطة بالأخرى وبمراكز القيادة الخلفية بخط تليفوني متصل أيضاً بشبكة الاتصالات التليفونية المدنية حتى يمكن لكل جندي الاتصال ببيته في إسرائيل كل ليلة إذا رغب في ذلك (لرفع معنويات الجنود) والحق بكل نقطة طبيب مقيم ومركز إسعاف وتطبيب أولي كما وضع “بلدوزر” داخل كل نقطة لإعادة فتح الطريق في حال انسدادها نتيجة انهيار الرمال والحجارة بسبب القصف المعادي دون الاضطرار لطلب معونة سلاح المهندسين.
ولقد درب الجنود داخل النقط على العمل كمراقبين أو ملاحظين مساعدين لتوجيه نيران المدفعية والطيران حتى يكتمل التنسيق بين النقط وبطاريات المدفعية ومجموعات الدبابات المرابطة في العمق التكتيكي والعملياتي بصفة احتياطي متحرك.
وأحيطت كذلك النقط بالأسلاك الشائكة الكثيفة خاصة عند الحاجز الرملي المقام على ضفة القناة لإعاقة عمليات التسلق من جانب المشاة المصريين عند عبورهم مياه القناة بقواربهم، كما جهزت النقط بمواسير مطلة على صفحة الماء من الجدار الرملي متصلة بخزانات خاصة للوقود كان من المفروض أن ينصب منها الوقود على سطح الماء ليشتعل بصورة شبيهة بـ”النابالم” فتشكل جداراً من النيران فوق مياه القناة يحرق القوارب والقوات والبرمائيات الآلية أثناء محاولتها العبور من الضفة الغربية.
ولم يكن الجندي يمضي في الخط فترة خدمة طويلة متصلة وإنما كان يمنح إجازات كثيرة وينتقل إلى إسرائيل من أقرب مطار للجبهة على نفقة الجيش، كما كان يجري تدريب جنود الاحتياطي على الخدمة في النقط الدفاعية (التي أطلق عليها اسم الجنرال “حاييم بارليف” رئيس الأركان وقت إنشائها”)، لفترة 15 يوماً على الأقل كل سنة بالإضافة لفترة مماثلة أخرى في أغلب الأحوال للخدمة في باقي أنحاء سيناء، كما كان يجري إيصال البريد والصحف يومياً للجنود في هذه المواقع الأمامية للمساهمة في رفع معنوياتهم وعدم تعرضهم للشعور بالعزلة.
مدت كذلك الطرق بين مختلف النقط لتسهيل عمل الدوريات المتحركة في المسافات الفاصلة بينها. وعموماً فقد نظم الدفاع داخل النقط بحيث تستطيع كل نقطة أن تواجه هجمات معادية تأتيها من أي اتجاه وفقاً لأسلوب الدفاع الدائري. وعززت النقط الدفاعية بمواقع دفاعية أخرى في العمق التكتيكي ترابط فيها وحدات من المدرعات والمدفعية ذاتية الحركة. ولقد كتب الكاتب العسكري الأمريكي “ارفينج هيمونت” في مقاله “الدفاع الإسرائيلي عن قناة السويس” بمجلة الجيش الأمريكي العسكرية “ميلتيري ريفيو” (كانون الثاني 1971) “تبلغ النقط الدفاعية حداً من القوة يجعلها تعيق تقدم الهجوم لحين تتمكن القوات المدرعة المتحركة القادمة من المؤخرة من القيام بالهجوم المضاد.. والنتائج الحاسمة للدفاع تتحقق عندما يجري استخدام القوة الجوية والقوات البرية ذات القدرة الحركية العالية كقوة هجوم مضاد لإلحاق الهزيمة بأي قوات معادية تهدد القوات الأمامية المدافعة في مواقعها.. لأنه بدون التفوق الجوي يصبح من المشكوك فيه أن يتمكن الإسرائيليون من الدفاع والاحتفاظ بالضفة الشرقية للقناة بقدر مقبول من الخسائر”.
وفي مواجهة هذا الخط الدفاعي وذلك التنظيم المتكامل للدفاع الذي يجمع بين الدفاعات الثابتة القوية والدفاع المتحرك الفعال المساند بقوة جوية متفوقة جرى تخطيط وتنظيم وتنفيذ عملية عبور القناة واقتحام “خط بارليف” من جانب الجيش المصري يوم 6 تشرين الأول 1973 في عملية “الشرارة”.
• الاستعدادات المصرية للعبور:
طوال السنوات التي أعقبت هزيمة حرب حزيران 1967، وبخاصة خلال حرب الاستنزاف، حصلت عدة عمليات عبور تكتيكية جزئية للقناة اتخذت شكل الإغارات المحدودة أو الكبيرة والتي تمت بوحدات متفاوتة الحجم ابتداء من جماعة أو فصيلة حتى سرية وكتيبة كاملة في إحدى المرات. ولقد كانت هناك تدريبات مستمرة للقوات المصرية على عبور الموانع المائية وصلت حتى مستوى الفرقة المدرعة أو المشاة الميكانيكية وتحت مختلف الظروف القتالية سواء أثناء الليل أو النهار وباستخدام كافة وسائل العبور من قوارب المطاط إلى الآليات البرمائية من مصفحات ودبابات إلى المعديات التي تحمل الدبابات من ضفة لأخرى إلى الجسور العائمة سريعة الإعداد والتركيب، وبالتعاون مع وحدات المظليين المحمولين بطائرات الهليكوبتر.
ومن أجل اكتمال دقة التدريب في ظروف واقعية كالتي تتوقها القيادة أقيمت قناة اصطناعية تشبه قناة السويس بصورة مصغرة نسبياً، كما أقيمت عليها مواقع دفاعية مماثلة تقريباً لمواقع خط بارليف على ضفتها الشرقية وبالحجم الطبيعي ثم جرى تدريب وحدات الاقتحام على عبور هذه القناة والاستيلاء على المواقع الدفاعية الهيكلية عشرات المرات ضمن إطار تنفيذ التدريبات الهيكلية. مما جعل القوات مستعدة من ناحية التدريب القتالي الراقي ومتمرسة، في الوقت ذاته، بجانب رئيسي من الخبرات العملية التي تتوقع أن تصادفها في التطبيق المنتظر. ومن ناحية المعدات التقنية والقتالية اللازمة (لإنجاز عملية العبور بنجاح) فقد توفر للجيش المصري قدر كبير منها بفضل الدعم العسكري السوفييتي طوال السنوات السابقة للحرب، وهي معدات ذات كفاءة عالية التخصص في هذا المجال نظراً لاهتمام الجيش السوفييتي الشديد بتطوير تكتيكات ووسائل عبور الموانع المائية على ضوء خبرات الحرب العالمية الثانية ومتطلبات القتال في الأراضي السوفيتية والأوروبية عامة التي تكثر فيها الموانع المائية. ومن هذه المعدات كميات كبيرة من مختلف أنواع المعديات الحديثة السهلة التركيب والاستعمال بسرعة والقادرة على حمل الدبابات والمصفحات والتي يستطيع بعضها حمل 4 دبابات متوسطة دفعة واحدة، وكميات ونوعيات مختلفة وحديثة من الجسور العائمة السهلة التركيب في وقت قصير للغاية، وتمكن صيانتها واستبدال قطعها بسرعة وسهولة نسبية. وبالإضافة إلى ذلك توفرت معدات هندسية أخرى مساندة مثل جرار – مجنزرة برمائية مكشوفة السقف مصفحة الجوانب قادرة على نقل حمولات تصل إلى خمسة أطنان ومزودة بمروحتين تدوران في الماء ويمكن لهما أن تدورا في اتجاهين مختلفين الأمر الذي يكفل للجرار قدراً كبيراً من المناورة والدوران السريع لتغيير الاتجاه من مكان ثابت. ومن هذه المعدات أيضاً عربة صغيرة برمائية ذات أربع عجلات تدور جميعاً مثلها مثل جميع العربات البرمائية أو العربات المعدة للسير على الرمال، ولها ثلاث مراوح مائية تضمن لها سيراً منتظماً فوق سطح الماء، ومزودة بونش (رافعة آلية) تساعدها على الخروج من الماء على الضفاف الحادة الانحدار والتغلب على عوائق الطرق التي تصادفها. وتستخدم  وحدات المهندسين هذه العربة في استطلاع مجرى المانع المائي وضفافه لمعرفة عمقه والموانع الهندسية والألغام الموضوعة به وكذلك في المساعدة في عمليات تركيب الجسور العائمة أو ذات الركائز المثبتة في القاع.
وهناك أيضاً عربات نقل برمائية كبيرة قادرة على حمل طنين ونصف طن من المعدات أو الرجال ولها باب خلفي مجهز بسلم صعود وهبوط يفرد بواسطة ونش مركب في العربة نفسها مما يساعدها على سرعة التحميل والتفريغ، كما أن هذا الونش (الرافعة الآلية) يساعد العربة نفسها على الخروج من الماء وفي إزالة العربات المحطمة أو المتعطلة عن الحركة حتى لا تزدحم بها منطقة العبور.
وبالإضافة إلى معدات المهندسين هذه كانت توجد عدة أنواع أخرى من المصفحات وناقلات الجنود المدرعة البرمائية منها المصفحة “ب ت ر – 40” ذات الأربع عجلات والتي تستخدم كعربة استطلاع عادية وبرمائية وتكون في هذه الحالة مسلحة برشاش عيار 14,5 مم مركب في برج صغير، أو قد تستخدم، مع إزالة البرج حامل الرشاش، كحاملة لمجموعة صواريخ موجهة ضد الدبابات من طراز “سنابر” أو “ساغر”. وهي تزن 6,5 طناً وتبلغ سرعتها على الطرق 80 كلم ساعة ومدى عملها 500 كلم وقوة محركها 90 حصاناً ويتألف طاقمها من 5 أفراد. ومنها ناقلة الجنود المصفحة “ب ت ر – 60” ذات الثماني عجلات وتزن 10 أطنان وتبلغ قوة محركها 180 حصاناً وتصل سرعتها على الطرق إلى 80 كلم ومدى عملها 500 كلم وهي مسلحة برشاش عيار 14,5مم وآخر من عيار 7,62مم ويتألف طاقمها من 12 فرداً وتصل سرعتها فوق سطح الماء إلى 8 كلم ساعة.
وهناك أيضاً المجنزرة ناقلة الجنود المصفحة “ب ت ر – 50” وتزن 14 طناً وتبلغ قوة محركها 240 حصاناً وتصل سرعتها على الطرق 43 كلم/ساعة ومدى عملها 250 كلم وتبلغ سرعتها فوق سطح الماء 10 كلم ساعة. ويمكن تسليحها بأربعة مدافع رشاشة من عيارات 14,5 مم و12,7 مم أو 7,62 مم كما يمكن تسليحها بقاذف صاروخي (“روكت لانشر”) عيار 82 مم فضلاً عن رشاش 7,62 مم وبعضها مجهز بأجهزة السير والقتال الليلي (أجهزة رؤية بالأشعة تحت الحمراء) وتستطيع أن تحمل 15 فرداً. وكان لدى الجيش المصري عدة مئات من هذه الأنواع الثلاثة من المصفحات والمجنزرات البرمائية ضمن نحو 2000 ناقلة جنود مصفحة كان تقرير “معهد الدراسات الاستراتيجية” البريطاني يقدر وجودها لدى مصر عام 1973. (وهي كلها عربات سوفييتية الصنع).
وبالإضافة إلى ذلك كانت هناك نحو 100 دبابة أو أكثر من الدبابات البرمائية “ب ت – 76” وهي دبابات خفيفة سوفييتية الصنع تزن الواحدة منها نحو 14 طناً وتبلغ قوة محركها (الديزل) 240 حصاناً وتصل سرعتها القصوى على الطرق إلى 30 كلم/ساعة. أما سرعتها فوق سطح الماء فيمكن أن تبلغ نحو 19 كلم/ساعة، ويبلغ سمك درعها الأمامي 15 مم وسمك برجها 45 مم ويصل مدى عملها على الطرق نحو 250 كلم، وهي مسلحة بمدفع عيار 76 مم ورشاش عيار 7,62 مم ويتألف طاقمها من 3 أفراد، وتعتبر من أحدث وأفضل والدبابات البرمائية عالمياً.
سبق عملية العبور قيام وحدات المهندسين باستطلاع القناة جيداً من حيث عمق المياه وسرعة تيارها ونوع التربة ودرجة تحملها لمختلف أنواع المركبات والحمولات على كلا الضفتين، فضلاً عن معرفة درجة ميل أو انحدار جوانب القناة على كلا الضفتين، واستطلاع العوائق والألغام التي ربما كان العدو قد وضعها في الماء أو على منحدرات الضفة الشرقية وتحديد الأماكن الصالحة لحشد معدات العبور وتحميلها وتفريغها بالأفراد والعتاد والأماكن الصالحة لإقامة الجسور العائمة، وإعداد وتحديد الطرق والممرات اللازمة لإيصال العربات والمعدات المختلفة إلى نقاط العبور، هذا بالإضافة لاستطلاع تحصينات وموانع العدو على الضفة الشرقية بواسطة دوريات استطلاع والاستعانة بالصور الجوية والخرائط الطبوغرافية. كما تمت تحضيرات ضخمة عديدة لتنفيذ مخططات العبور المفصلة وجداولها الزمنية بحيث يتم تحريك القوات المشتركة في العملية بسرعة ودقة لا تسمح بالتجمع الكثيف قرب نقاط العبور خلال التنفيذ للتقليل من الخسائر المحتملة نتيجة للقصف المعادي ولضمان عدم حدوث اضطرابات وعرقلة لحركة القوات والمركبات والآليات المختلفة.
وجرى إعداد خطة المساندة القوية بنيران المدفعية لتليين الدفاعات الإسرائيلية وتحطيم الأسلاك الشائكة الكثيفة الموضوعة على الحاجز الرملي المرتفع على الضفة الشرقية ولتوجيه ضربات قوية فعالة في العمق التكتيكي ضد مجموعات الاحتياطي المتحرك المكونة من الدبابات والمشاة الميكانيكية والمدفعية ذاتية الحركة المعدة للقيام بهجمات معاكسة. وقد كان لدى الجيش المصري أعداد كبيرة من قطع المدفعية والهاونات الثقيلة محشودة قرب الضفة الغربية  للقناة يزيد عددها عن الألف مدفع وفقاً للتقديرات الإسرائيلية التالية لوقوع المعركة. ولقد قدر معهد الدراسات الاستراتيجية البريطاني قطع المدفعية الموجودة لدى مصر عام 1973 بنحو 1500 مدفع من عيارات 122مم، 130مم، 152مم بالإضافة لنحو 40 مدفعاً ثقيلاً بعيد المدى من عيار 203 مم ومئات من المدفعية الصاروخية عيار 130 مم و240مم ومئات من الهاونات الثقيلة 120 مم و160 مم.
توفرت بهذا الأداة القتالية القادرة على توفير المساندة بالنيران اللازمة لتغطية العبور وحمايته ضد تدخل القوات المدرعة والميكانيكية المعادية، إن من حيث تأمين نجاح العملية ضد تدخل الطيران الإسرائيلي الذي تستند معادلة الدفاع الإسرائيلي إليه بدرجة كبيرة، خاصة وأن تركيز القيادة الإسرائيلية على الاعتماد عليه في توفير قوة النيران الأساسية اللازمة لها لتحطيم الهجوم المصري عبر القناة قد أدى إلى ضعف المدفعية الإسرائيلية النسبي من حيث الكم القادر على تحقيق مساندة فعالة بالنيران بالقياس لقدرة المدفعية المصرية، ولقد خططت القيادة المصرية لمواجهته بالدفاع الجوي الفعال القادر على إبطال فاعليته لدرجة كبيرة تؤدي إلى اختلال خطير في عناصر الخطة الإسرائيلية المرسومة لمواجهة العبور المصري المحتمل والتي تعتمد على ثلاثية “خط بارليف الاحتياطي المدرع – الطيران”. واستند نظام الدفاع الجوي هذا على التغطية التكتيكية الكاملة لمنطقة الحشد على الضفة الغربية ونقاط العبور ونقاط في عمق الضفة الشرقية يصل إلى نحو 20 كلم، بواسطة شبكة من بطاريات الصواريخ الموجهة ضد الطائرات من أنواع “سام 2″ المضاد للطائرات التي تطير على ارتفاعات عالية و”سام 3″ المضاد للطائرات التي تطير على ارتفاعات منخفضة و”سام 6” الذي يعمل على قواعد متحركة ضد الطيران الشديد الانخفاض والمتوسط الارتفاع بكفاءة عالية ودون استطاعة العدو من التشويش الالكتروني المضاد له، هذا بالإضافة إلى مجموعات صواريخ “سام 7” الصغيرة التي تطلق من الكتف ضد الطائرات المهاجمة للقوات في الميدان على ارتفاعات شديدة الانخفاض، والمدافع المضادة للطائرات الموجهة بالرادار ضد الطائرات المنخفضة أيضاً والتي تتألف من أربع سبطانات مركبة فوق “شاسية” دبابة ومعها جهاز الرادار الموجه لها والمعروفة باسم “زدس يو – 23 – 4″، فضلاً عن مختلف أنواع الرشاشات الأخرى المضادة للطائرات من عيار  12,7 مم، 14,5 مم والمدافع الخفيفة م/ط أيضاً 37مم، 57مم والمدافع المتوسطة م/ط عيار 85مم، 100مم.
• تنفيذ “عملية الشرارة”:
بدأت العملية بقصف مدفعي مفاجىء ومركز في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 6 ت1 1973 على امتداد القناة ومع تركيز في نقاط الاقتحام الثلاثة الرئيسية في الشمال عند “القنيطرة شرق” وفي الوسط عند “الإسماعيلية” و”الفردان” وفي الجنوب عند السويس وجنوب البحيرات المرة، أعقبه عبور سريع لوحدات الاقتحام الأولى بواسطة قوارب مطاطية. وبين تحصينات خط بارليف، التي تبعد الواحدة عن الأخرى غالباً ما يزيد على 10 كيلومترات، ركزت القوات المصرية بطاريات مدافع مائية، هي أشبه بقاذفات لهب عملاقة، راحت دفعاتها القوية تلين وتفتت في أماكن عدة الهضبة الرملية، البالغ ارتفاعها 20 متراً، والتي أقامتها الجرارات الإسرائيلية. وسرعان ما عبرت الدبابات البرمائية القناة وتوغلت فوراً في الثغرات المفتوحة.
وفي تحصينات خط بارليف أطلق الجنود الإسرائيليون نيران أسلحتهم ولكن من دون جدوى.
وسارعت موجات العبور الأولى بتسلق الضفة الشرقية مستخدمة سلالم من الحبال فوق الأسلاك الشائكة التي حطمتها نيران المدفعية الشديدة ثم هاجمت الدشم والسراديب المختلفة داخل النقط الدفاعية، التي أصيب أفرادها بذهول المفاجأة فلم يحاولوا استخدام قاذفات اللهب الموجهة مواسيرها على مياه القناة، وأخذت تنسف أبوابها وتلقي داخلها القنابل اليدوية وتطلق فيها زخات الرشاشات وقذائف “آر بي جي” التي وجهت أيضاً ضد الدبابات الموجودة بالنقط، وفي الوقت نفسه أخذت المدفعية تحول تركيز نيرانها إلى العمق التكتيكي ضد الاحتياطي المدرع ومدفعية العدو ذاتية الحركة وتقصف طرق الاقتراب من المواقع الأمامية. وهكذا أسقطت مثلاً النقطة الدفاعية رقم 4 بمنطقة القنطرة شرق بعد 12 دقيقة فقط من عبور القوات المصرية المهاجمة للضفة الشرقية وسقطت النقطة رقم 1 بعد ربع ساعة والنقطة رقم 2 بعد ساعة واحدة فقط من العبور!
ثم اندفعت القوات إلى العمق التكتيكي لتسيطر على طرق الاقتراب والمواقع الطبيعية الحاكمة في المنطقة تحسباً لتدخل الاحتياطي المدرع، محاصرة بعض النقط الحصينة التي استمرت تقاوم لفترات أطول والتي تم سقوطها على التوالي بعد ذلك خلال اليوم نفسه أو في اليوم التالي، وسقط آخر المواقع الدفاعية في منطقة لسان “بور توفيق” بعد أيام قليلة واستسلمت حاميته المتبقية.
وعلى أثر تأمين رؤوس الجسور بواسطة قوات الاقتحام الأولى بدأت وحدات المهندسين في تمهيد الأرض وإعدادها لبناء الجسور العائمة التي جرى إنشاء نحو 12 جسراً منها بعد ساعات قليلة من بدء الهجوم وخلال الليل كانت الدبابات والمصفحات وقطع المدفعية تنتقل عبر القناة إلى الضفة الشرقية لتعزيز رؤوس الجسور والاستعداد لملاقاة الهجمات المضادة الإسرائيلية المتوقعة، وحاولت طائرات العدو مهاجمة الجسور لتدميرها فتصدت لها شبكة الدفاع الجوي القوية الكثيفة المنسقة النيران فكانت تسقط ثلاث طائرات من كل خمس طائرات تحاول مهاجمة الجسور، حسبما أفادت تقارير مراقبي الهدنة التابعين للأمم المتحدة، ولقد قالت مجلة “التايم” الأمريكية في عددها المؤرخ 29 تشرين الأول 1973 أنه تم إسقاط 40 طائرة إسرائيلية قرب قناة السويس خلال اليومين الأولين فقط من الحرب، معظمها سقط نتيجة استخدام الصاروخ “سام 6”.
وفي الوقت نفسه أنزلت القيادة المصرية عدة مجموعات من قوات المغاوير بواسطة طائرات الهليكوبتر في مؤخرة العدو عند طرق المواصلات وقرب المطارات ومراكز القيادات والشؤون الإدارية فأخذت هذه الوحدات تنصب الكمائن لتعزيزات العدو ومركباته وتثير الفوضى والاضطراب في مؤخرته لتدعم بذلك بصورة غير مباشرة الهجوم الرئيسي على القناة. كما قدم الطيران المصري بعض المساندة بالنيران بقصف بعض القيادات والمطارات والحشود المدرعة الإسرائيلية في العمق العملياتي.
ووصفت صحيفة معاريف الإسرائيلية الهجوم المصري عبر القناة في عددها الصادر يوم 7 تشرين الأول 1973 بقولها “تحت ستار القصف المدفعي والهجمات الجوية بدأت قوات مصرية محاولتها لعبور قناة السويس من أجل نقل قوات إلى الضفة الشرقية للقناة. وقد تضخمت القوات المصرية في المنطقة خلال الأيام الأخيرة فشملت حوالي 250 ألف جندي وأكثر من ألف مدفع وحوالى 700 طائرة. وقد جلب المصريون سلفاً إلى مقربة من القناة معدات عبور بدأوا بواسطتها تشكيل رأس جسر.. وقد عبرت قوات كوماندوس بواسطة زوارق مطاط المياه وسيطرت على حافة القناة من أجل خلق قاعدة لرأس جسر.. وتركزت جهود العبور المصرية في القطاع الشمالي والأوسط والجنوبي.. ووضع الجيش الإسرائيلي في سيناء في الخط الأول قوات قليلة العدد في الحصون التي تبعد عن بعضها البعض مئات الأمتار. وقد مكن هذا الوضع المصريين من إقامة عدد من رؤوس الجسور ونقل قوات إلى المنطقة المجاورة لقناة السويس.
وفي القطاع الجنوبي والأوسط نجح المصريون في ساعات بعد الظهر المتأخرة في الانتهاء من وضع رؤوس الجسور وبدأوا في نشر جسور العبور.. وفي مقابل الجهد الأساسي المصري – جهد العبور – قامت قوات مصرية أخرى وبشكل خاص جنود كوماندوس منقولين جواً بعمليات مطاردة في القطاعات الأخرى من سيناء وفي المنطقة الواقعة جنوب قناة السويس حيث هبطت قوات منهم في رأس سدر قرب أبو رديس وعملت بالمنطقة وخلال ساعات الليل استمرت المعارك في سيناء بضراوة شديدة”.
وهكذا تمت “عملية الشرارة” التي كانت بداية ساعات حالكة لإسرائيل وجولة رابعة سيكون لها معنى تاريخي كبير.
فعلى الصعيد العسكري خلق الهجوم بلبلة في الصفوف الإسرائيلية وارتبكت القيادة كما هزت القوات من أعماقها. وأدى نجاح العملية إلى صدمة إسرائيلية كيانية وتحطم مفاهيم إسرائيلية أساسية سيكون لها مدى بعيد.
ومن الوجهة العسكرية العلمية قلبت هذه العملية الكثير من المفاهيم.
ـــــــــــــــــــــــ
الهامش:

يوميات الحرب
6/10
– القوات المصرية تجتاز قناة السويس الساعة الثانية والدقيقة 2 بعد الظهر (توقيت بيروت) وتخترق خط بارليف وتتمكن من استعادة معظم الضفة الشرقية وترفع العلم المصري عليها. والقوات السورية تخترق الجولان وتحرر عدداً من المواقع منها جبل الشيخ. إسرائيل تعترف بالخسائر والولايات المتحدة تطلب وقف النار. القوات المغربية المتواجدة في الجبهة السورية تشترك في القتال.

7/10
– القوات المصرية تستمر في التدفق عبر الممر المائي وتصد هجمات إسرائيلية معاكسة وتجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب شرقاً مخلفة وراءها خسائر جسيمة. كما وأن الطائرات المصرية تغير على المواقع الإسرائيلية في القطاعين الشمالي والأوسط في سيناء. والقوات البحرية المصرية تقوم بمهام قتالية. والقوات السورية تستمر في تقدمها وتصد هجمات معاكسة. ووحدات من سلاح الجو الجزائري تصل مصر للاشتراك في القتال. كما وأن الطائرات العراقية المرابطة في مصر تشترك في القتال.

8/10
– القوات المصرية تستعيد مدينة القنطرة شرق وتحرق آبار النفط على شاطىء السويس فتدمرها وتتوغل في صحراء سيناء. والقوات السورية تحرر الجزء الأكبر من القطاع الأوسط من هضبة الجولان. القوات البرية والمدرعة العراقية تصل إلى سوريا للاشتراك في الحرب، والقوات السودانية تصل إلى جبهة السويس. مراقبو الهدنة يعلنون أن إسرائيل تستخدم النابالم.

9/10
– القوات السورية تطوق مدينة القنيطرة والقوات المصرية تسيطر على 15 كيلومتراً من العرض على طول الضفة الشرقية للقناة وتحطم ثلاثة ألوية من المدرعات الإسرائيلية وتأسر قائد اللواء 190. والطائرات الإسرائيلية تقوم بغارة على دمشق وحمص وتقصف المدنيين. كما وتقصف رادار الباروك في لبنان. الحكومة الإسرائيلية تعيد إلى الخدمة عدداً من كبار ضباط الاحتياطيين الذين قادوا حرب 1967.

10/10
– القوات المصرية تتقدم في سيناء وتستولي على عدد من المعدات وتأسر مجموعات من الجنود الإسرائيليين. على الجبهة السورية تميز القتال بهدوء نسبي رغم أن إسرائيل ادعت استعادة الدولان. الطائرات الإسرائيلية تستمر في قصف المدن. المغرب يرسل طائرات جديدة إلى جبهة القتال والأردن يستدعي الاحتياط. وإسرائيل تعترف بسقوط كميات كبيرة من طائراتها من قبل شبكات الدفاع المصرية والسورية.

11/10
– القوات المصرية تتقدم بثبات في جبهة السويس وتنقل الجنود والمعدات باستمرار عبر القناة. القوات البحرية الإسرائيلية تقوم بهجوم على موانىء اللاذقية وطرطوس وبانياس وضربت منشآت النفط في بانياس وتتكبد خسائر في زوارقها الحربية. القوات الإسرائيلية خرقت الخطوط السورية في أحد الأماكن.

12/10
– القوات السورية تتمكن من وقف تقدم الإسرائيليين وترغمهم على التراجع والطائرات الإسرائيلية تقصف مستشفى المزة. القوات المصرية لا تزال تحتفظ بالمبادرة وترسل يومياً قوات كوماندوس داخل الخطوط الإسرائيلية وإلى مسافة 20 كيلومتراً شرق قناة السويس. والطائرات الإسرائيلية تقصف قرية ميت عاصم وتقتل مدنيين. القوات السعودية بدأت تشترك في القتال على الجبهة السورية.

13/10
– القوات السورية تقصف القوات الإسرائيلية في مدينة القنيطرة وتوجه ضغوطاً شديدة على الإسرائيليين. والقوات المصرية تستمر في دعم مراكزها في الأراضي التي استعادتها وتتابع نسف ما تبقى من خط بارليف. آخر موقع إسرائيلي على الضفة الشرقية لقناة السويس يستسلم ورئيسة وزراء إسرائيل تعلن استعدادها لوقف إطلاق النار. مصر اتهمت طائرتي استكشاف أميركية بالتحليق فوق الأراضي المصرية من بور سعيد إلى نجع حمادي إلى سيناء مروراً بالأجواء اللبنانية والسورية. الطائرات الإسرائيلية قامت بعمليات محدودة فوق سوريا، القوات الأردنية تصل إلى الجبهة السورية وتشترك في القتال.

14/10
– القوات المصرية والسورية تقوم بهجوم بري وجوي شامل أدى إلى تكبيد الإسرائيليين خسائر فادحة، الطائرات الإسرائيلية تقوم بعمليات محدودة فوق سوريا في محاولة لإلقاء ثقلها على الجبهة المصرية. والقوات الإسرائيلية تقصف مركزاً لتجمع المراقبين الدوليين في الناقورة. الإعلان عن اشتراك قوات سعودية في القتال على الجبهة السورية.

15/10
– الجبهة المصرية تشهد معارك برية محدودة والقوات المصرية تستمر في معارك الاستنزاف. والطائرات الإسرائيلية تغير على بعض المطارات المصرية كما تحاول تأخير المصريين عن تعزيز مواقعهم بواسطة الإغارة على بعض قطاعات الجبهة وتفتح ثغرة تسللت منها عبر البحيرات المرة إلى الضفة الغربية للقناة بواسطة “قوة خاصة” تستعمل دبابات سوفياتية الصنع كانت من مغانم حرب 1967. والقوات السورية شنت هجمات معاكسة بعد أن أكملت تطويق الثغرة التي فتحها الإسرائيليون. والقوات الإسرائيلية فشلت في هجوم مضاد جديد. وإسرائيل تستدعي المزيد من جنرالاتها السابقين من الاحتياط.

16/10
– القوات السورية تشدد هجماتها على الثغرة التي تقدمت منها القوات الإسرائيلية واستطاعت أن تحقق مكاسب جديدة بأن أرغمتها على التراجع أميالاً عدة إلى الوراء. القوات المصرية تصد محاولة إسرائيلية لشن هجوم مكثف على القوات المصرية في القطاع الأوسط في الضفة الشرقية لقناة السويس وكبدتها خسائر كبيرة. سوريا أعلنت عن إسقاط طائرة تجسس أميركية لا يقودها طيار ضبط فيها فيلم بحالة جيدة.

17/10
– القوات السورية تستمر في قصف القوات الإسرائيلية وطرق تموينها على طول خط المواجهة وتحبط في القطاع الشمالي هجوماً إسرائيلياً في حين صدت القوات الأردنية محاولة اختراق إسرائيلية في القطاع الأوسط. والقوات المصرية تستمر في صد الهجوم الإسرائيلي المضاد في القطاع الأوسط كما قامت بالضغط على القوات الإسرائيلية في القطاع الجنوبي.

18/10
– القوات العربية على الجبهة السورية تستمر في قصف المواقع الإسرائيلية والطيران الإسرائيلي يغيب عن الأجواء السورية. والجبهة المصرية تشهد معارك ضارية على الأرض والجو. كما نسف الكابل البحري في بيروت.

19/10
– معركة الدبابات الضارية تستمر في القطاع الأوسط من الضفة الشرقية لقناة السويس. وكذلك الاشتباكات بين القوات المصرية والقوة الإسرائيلية التي تسللت إلى الضفة الغربية في منطقة البحيرات المرة. وعلى الجبهة السورية تستمر معارك الدبابات والمدفعية العنيفة بين القوات العربية والقوات الإسرائيلية التي حاولت التمسك بمواقعها الدفاعية في النقاط التي كانت قد نجحت في الوصول إليها في القطاع الشمالي.

20/10
– تستمر معركة الدبابات على الجبهة المصرية في حين يسود الجبهة السورية هدوء نسبي. القوات العربية على الجبهة السورية قامت بعدد من الإغارات في القطاعين الشمالي والجنوبي كما وأن الطائرات السورية قصفت مصفاة حيفا.

21/10
– القوات الإسرائيلية تقوم بعملية إنزال في السفوح الغربية لجبل الشيخ والقوات السورية تتصدى لها بالطيران. وعلى الجبهة المصرية القوات المصرية تحرر مزيداً من الأراضي المحتلة. المتحدث العسكري المصري يقول أن الإسرائيليين أقاموا ثلاثة جسور عبر قناة السويس لقوة عاملة لهم في الضفة الغربية من القناة.

22/10
– مجلس الأمن يصدر قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار وافقت عليه إسرائيل فمصر والأردن. على الجبهة السورية لا يزال القتال مستمراً بالسلاح الأبيض في منطقة جبل الشيخ وعلى الجبهة المصرية القوات المصرية تقوم، قبل حلول موعد وقف القتال، بهجوم عنيف على القوات الإسرائيلية العاملة في الضفة الغربية للقناة.

23/10
– وقف القتال ينهار بعد توقف فترة الليل. القوات الإسرائيلية قامت خلال وقف إطلاق النار بدفع دباباتها وتسللت إلى مواقع جديدة على الضفة الغربية لقناة السويس. القوات المصرية تتصدى للقوات الإسرائيلية والحكومة المصرية تستدعي دفعة جديدة من المواطنين إلى الجندية. على الجبهة السورية لا تزال القوات العربية تشتبك مع القوات الإسرائيلية على السفوح الشرقية لجبل الشيخ حيث تقدمت القوات الإسرائيلية إلى مواقع كانت وراء خط وقف إطلاق النار عام 1967. وفي القطاعين الشمالي والأوسط، ومجلس الأمن يصدر قراراً ثانياً يعيد فيه الدعوة إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى المواقع التي كانت كل قوة تحتلها عند صدور القرار الأول. كما يقرر إرسال مراقبين دوليين للإشراف على تنفيذ القرار.

24/10
– القتال لا يزال مستمراً على كلا الجبهتين. على الجبهة المصرية الإسرائيليون يدعون أنهم عزلوا الجيش الثالث المصري المرابط على الضفة الشرقية للقناة ومصر تنفي ذلك. وقواتها تشتبك بعنف مع القوات الإسرائيلية على جميع القطاعات. في حين تميز القتال على الجبهة السورية بهدوء نسبي. سوريا تعلن قبولها بوقف إطلاق النار على أساس الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من كامل الأراضي العربية المحتلة في حزيران 1967 وما بعده. القاهرة تعلن أن قواتها في سيناء تحتل الشاطىء الشرقي لقناة السويس وتسيطر عليه وتؤمنه في قوة باستثناء ثغرة بسيطة ملاصقة للبحيرات المرة. وتبلغ المساحة التي تسيطر عليها القوات المصرية 3000 كلم2.

25/10
– مجلس الأمن يصدر قراراً يدعو إلى إرسال قوة طوارىء دولية مؤكداً في شدة طلبه الامتثال لوقف نار فوري، في حين كانت إسرائيل تقوم لليوم الثالث على التوالي، بانتهاك قرار مجلس الأمن في محاولة جديدة لاقتحام مدينة السويس. كما تنجح في قطع طريق السويس – القاهرة. لكن القوات المصرية أحبطت محاولات إسرائيل لإجبار الجيش الثالث المصري على الاستسلام. على الجبهة السورية يسود هدوء نسبي لليوم الثاني.

26/10
– الهدوء يسود جبهتي القتال باستثناء اشتباكات صغيرة متقطعة.

28/10
– المتحدث باسم الأمم المتحدة يعلن وصول القوات الدولية إلى مدينتي السويس والإسماعيلية.
                   ______________________________________________

Print Friendly

عن admin

شاهد أيضاً

الشرارة : العمليات الحربية: الحرب على الجبهة السورية

  الشرارة  العمليات الحربية الحرب على الجبهة السورية

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *